عند رؤية شخص ناجح في حياته المهنية أو الشخصية يجب علينا التأكد من أن هذا النجاح قد حدث نتيجة بعض المهارات الحياتية التي قام بإتقانها بشكل كبير، ومن أهم هذه المهارات هي مهارة التواصل، فالجدير بالذكر أن هذه المهارة تعد أحد الأسس المهمة التي تساعد على التفوق في العمل والحياة. لذلك قررنا اليوم أن نقوم بالتعرف على أهم العناصر الأساسية التي تؤدي إلى إتقان فن التواصل والعمل على تطبيقه بمزيد من النجاح.
ما هو فن الاتصال؟
يعد فن الإتصال أحد أهم الفئات الشاملة التي تتضمن مهارات في التواصل اليومي وفي العمل لكي يتم ترك انطباع جيد وخلق الثقة والتقدير عند التعامل مع الآخرين. فيجب العلم أن الفنون التواصلية الأساسية تشمل اللغة التواصلية (الكلام)، والموقف، والإيماءات (لغة الجسد)؛ والعمل .
من الهام معرفة أن التواصل يعد قناة الاتصال الأساسية والوحيدة لكل فرد لكي يستطيع أن يتواصل مع من حوله حيث أن وقف التواصل يعني حياة منفصلة عن العالم. لذا فإعتمادا على البيئة المعيشية، يصبح لكل بيئة فن الاتصال المناسب لها، فعلى سبيل المثال هناك بيئات أساسية في فن الاتصال مثل الحياة اليومية، وبيئة العمل، والعلاقات الأخرى.
عندما يتم إتقان بعض مهارات الاتصال، ويتم العمل على تطبقها بشكل صحيح ومناسب، فسوف يكون لدى المتصل ميزة كبيرة في العمل والحياة، ويصبح معدل النجاح لديه أعلى مقارنة بحالات ضعف التواصل. لذلك، فإن تعلم فن التواصل لتحقيق النجاح لا يقل أهمية عن تعلم المعرفة خاصة في العصر الحالي حيث تطور المجتمع في اتجاه مفتوح.
ما هي أهم العناصر التي تشكل فن التواصل السليم؟
يريد البشر أجمعين امتلاك فن التواصل الناجح لأنهم قبل كل شيء، يفهمون أن التواصل هو أقصر الطرق لمساعدتهم على تحقيق رغباتهم ونجاحهم. فالجدير بالذكر أن هذا يتم تحقيقه من خلال 4 عناصر هامة ألا وهما:
أولا: الكلام أو اللغة
يعد الكلام في عملية التواصل هو أعلى تطور للجنس البشري فالكلمات لا تكلف المال لشراؤها، لذا يجب العمل على إختيارها بعناية لكي نستطيع من خلالها أن نقوم بإرضاء بعضنا البعض فما نقصده هنا ليس الإطراء، ولكن العمل على مناقشة الأغراض والأهداف بمزيد من الألفاظ الجميلة بغرض أن يكون الشخص محبوبا من قبل الآخرين، ويفيد نفسه دون اللجوء إلى قول أشياء كاذبة لإرضاء الآخرين.
قبل كل شيء، يجب علينا القيام بإستخدام الكلمات للتعبير عن الأفكار بطريقة صادقة، وواضحة ومقنعة. فعند التحدث من الهام جدا إختيار الكلمات لتناسب الموقف وشخصية التواصل، وينصح دائما بعدم الاستخفاف بالآخرين أو التشهير بهم أو إيذائهم.
على وجه التحديد، عند القيام بإستخدام لغة لطيفة وواضحة، وتحويل أي سوء تفاهم إلى مصالحة، والتحدث بشكل مقنع وجعل الآخرين يفكرون بما قيل، فإن ذلك يعد من أهم فنون التواصل الكلامية النافعة.
بالنسبة لأولئك الذين يلجأون للحديث بشكل مستمر بسبب طبيعة عملهم، فسوف يتعين عليهم التواصل بانتظام مع العملاء أو الزملاء في بيئة العمل، لأن فن التواصل هو أساس مهم يحدد النجاح بالإضافة إلى أنه يعمل على زيادة الكفاءة المهنية.
ثانيا: لغة الجسد في التواصل
لغة الجسد يتم التعبير عنها من خلال الكلمات والمواقف والإيماءات والحركات حيث تعتبر كل هذه عناصر هامة مصاحبة لفن الإتصال الناجح. فالجدير بالذكر أن هذا الفن يجب أن يحوي بداخله كلمات واضحة ولطيفة، ويتم قولها في الموقف الصحيح، والمناسب للمساحة والزمان ومحتوى القصة حيث أن هذا الأمر يساعد على ترك انطباع وتعاطف جيد.
في العموم ومن خلال فن التواصل من أجل النجاح، من المرجح أن يدخل الموقف المنفتح والصادق قلوب الآخرين ومن هنا يحدث النجاح والتواصل السليم.
ثالثا: التواصل بنجاح من خلال العمل
يعد نطاق مهام العمل هو أكثر طرق الاتصال إستخداما حيث يتم التصرف فيه بمزيد من الحرص والحذر، لذا يجب القيام بالتعبير عما نريد قوله بشكل جميل وفعل ألطف لطيف العمل على خدمة مصلحة العمل بمزيد من الفهم والقدرة على التواصل.
رابعا: مهارات الاستماع والفهم
هناك الكثير من الناس يرتكبون خطأ كبير عندما يقومون بالحديث فقط، ويرفضون الإستماع. لذا جئنا اليوم نوضح لهم أمر ضروري ألا وهو أن الإستماع هو العامل الحاسم لنجاح التواصل فعندما تستمع جيدا سوف تستطيع مواصلة التواصل الناجح من خلال القيام بالرد والحديث طبقا لما هو مناسب للموقف.
في العموم يجب العلم أن فن التواصل عند تحقيقه رغبة في النجاح يجب علينا أولا فهم نفسية الشخص الآخر، وفهم لغة الاتصال الخاصة به من أجل الحصول على التفاعل المناسب. فعلى سبيل المثال، عند التحدث عن موضوع لا يحبه المستمع، ولا يريد سماعه لكنه لا يستطيع قول ذلك، فيجب علينا مراقبة تعبيراته أو لغة الجسد الخاصة به تجاه ذلك الأمر، وهذا لإيقاف المحادثة أو الانتقال إلى موضوع آخر إذا تطلب الأمر ذلك.
من الهام معرفة أن القيام بذلك ليس بالأمر اليسير. لذا يجب علينا إلى جانب تعلم مهارات الاتصال، العمل على ممارسة المراقبة، والاستماع، والفهم لممارسة فن الاتصال بشكل صحيح. فالجدير بالذكر أن إتقان هذا الفن يساعد في الحصول على مهارات اتصال أفضل مدى الحياة، مما يعني أن العديد من الفرص الجديدة سوف يتم تواجدها خاصة في مجال الحياة العملية، فمن الهام معرفة أنه يتم تقدير الأشخاص ذوي الكفاءات المهنية جنبا إلى جنب مع هذه المهارة الحياتية الناجحة.
في النهاية وجب التنويه على أنه من الهام أن يأتي فن التواصل الناجح من الإخلاص، واللطف، والأهم من ذلك هو إمتلاك الصدق الداخلي خلال التعامل مع جميع الأشخاص.