اعتمادا على حالة كل سيدة، فمن الممكن أن تستمر أعراض الهبات الساخنة من بضعة أشهر إلى سنوات عديدة. الجدير بالذكر، أنه في هذه الآونة سوف تحتاج بعض النساء إلى تناول الأدوية لتهدئة الأعراض التي تسببها هذه الحالة المزعجة. إذن ما هي الأدوية المستخدمة لعلاج الهبات الساخنة؟ هذا ما ينتحدث عنه اليوم بشكل تفصيلي.
4 مجموعات دوائية للتغلب على الهبات الساخنة عند النساء
أولا: الهرمونات البديلة
الهرمونات البديلة
غالبا ما تعتبر هذه المجموعة علاجا فعالا للهبات الساخنة، والتي تتوفر في العديد من أشكال الجرعات مثل الأقراص والكريمات والمواد الهلامية والبخاخات واللصقات، فمن الهام معرفة أن كل نوع له تأثير أساسي مختلف مخاطر التسبب في بعض الآثار الجانبية.
على سبيل التوضيح لكل نوع:
– تساعد الأقراص الفموية للهرمونات البديلة في تقليل الأعراض غير السارة مثل الهبات الساخنة والتعرق الليلي وتحسين مشاكل العظام والمفاصل. ومع ذلك، هناك بعض الآثار الجانبية المحتملة لهذه الأقراص مثل زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية وسرطان بطانة الرحم (عند دمجه مع البروجستين) وسرطان الثدي. بالإضافة إلى ذلك، فمن الوارد أن تتسبب هذه الحبوب أيضا في حدوث بعض العوارض الجانبية الأخرى مثل الصداع والغثيان وزيادة الكوليسترول في الدم خاصة إذا كانت هناك مشكلة في الكبد.
– تعمل الكريمات الموضعية والمواد الهلامية والبخاخات الخاصة بالهرمونات البديلة على تحسين أعراض الهبات الساخنة وجفاف المهبل والمشاكل المتعلقة بالغشاء المخاطي المهبلي، فعلى الرغم من أنها تتمتع بميزة تجنب التمثيل الغذائي الكبدي مقارنة بتلك الفموية، إلا أنها من الممكن أن تسبب عددا من الآثار الجانبية بما في ذلك تهيج الجلد الموضعي، والشعور بآلام الصدر، وتغيرات الوزن، والصداع، واضطرابات الدورة الشهرية، ونادرا ما تحدث حالات تجلط الدم، وسرطان الثدي / بطانة الرحم.
– تتواجد أيضا لاصقات الإستروجين التي تساعد على موازنة الهرمونات في الجسم، فمن الهام معرفة أن ميزة هذا النوعية هي أنها سهلة الاستخدام وتحد من الآثار النظامية التي تحدث نتيجة تناول الأقراص عن طريق الفم. بالرغم من ذلك، فلا يزال هناك مخاطر جانبية محتملة الحدوث ناتجة عن الآثار الجانبية المشابهة للكريمات الموضعية، والمواد الهلامية، والبخاخات.
ثانيا: مضادات الاكتئاب
مضادات الاكتئاب
بشكل رئيسي، تساعد مضادات الاكتئاب في تقليل الانزعاج الناتج عن انقطاع الطمث مثل الهبات الساخنة واحمرار الجلد والتعرق الليلي.
تتمثل الأدوية النموذجية لمضادات الاكتئاب هنا في دواء باروكستين الذي يستخدم لعلاج الهبات الساخنة لأنه مضاد للاكتئاب ينتمي إلى فئة SSRI (مثبط امتصاص السيروتونين الانتقائي) الذي لديه القدرة على تثبيت مستويات السيروتونين، وهو ناقل عصبي يشارك في تنظيم درجة حرارة الجسم.
من خلال التأثير على السيروتونين، يساعد الباروكستين في تقليل تواتر وشدة الهبات الساخنة، وهو خيار خال من الهرمونات ومعتمد من الجهات المختصة للتعامل مع الهبات الساخنة المتوسطة إلى الشديدة.
ومع ذلك، يمكن أن يسبب دواء الباروكستين هذا بعض الآثار الجانبية الشائعة مثل التعب والدوخة وزيادة الوزن وضعف الجسم والصداع وانخفاض التركيز.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أيضا أن يتم اللجوء إلى استخدام بعض الأدوية الأخرى في هذه المجموعة مثل أدوية (فلوكستين – فينلافاكسين – ديسفينلافاكسين)، والتي تستخدم أيضا لعلاج الأعراض المتعلقة بانقطاع الطمث مثل اضطرابات المزاج والاكتئاب وما إلى ذلك.
ملحوظة:
لجميع هذه الأدوية العديد من الآثار الجانبية التي ينبغي ملاحظتها عند استخدامها.
إقرأ أيضا: للنساء في سن اليأس.. طرق علاجية للهبات الساخنة يمكنك تجربتها
ثالثا: الأدوية الخافضة للضغط
الأدوية الخافضة للضغط
للأدوية الخافضة للضغط تأثير فعال في توسيع الأوعية الدموية، وتثبيط نشاط الجهاز العصبي الودي، وتقليل الشعور بالهبات الساخنة واحمرار الجلد، وتحسين أعراض الهبات الساخنة.
تتمثل مجموعة الأدوية الخافضة للضغط المستخدمة في علاج الهبات الساخنة، فيما يلي:
– كلونيدين: يتم استخدام هذا الدواء الموصوف طبيا غالبا في علاج ارتفاع ضغط الدم، وذلك بفضل قدرته نحو العمل على الجهاز العصبي المركزي، مما يقلل هذا من نشاط الجهاز العصبي الودي، بالإضافة إلى دوره الفعال في تقليل الهبات الساخنة والتعرق.
تشمل الآثار الجانبية الشائعة لدواء الكلونيدين النعاس والدوخة والإمساك وجفاف الفم والتعب وضعف العضلات والاكتئاب.
– ميثيل دوبا: يعمل هذا الدواء مثل الكلونيدين حيث يساهم في تقليل الهبات الساخنة وبشكل فعال جدا ولكن فيما يخص الآثار الجانبية الشائعة للدواء فهي تتجلى في النعاس، والدوخة، والتعب، والإمساك، وجفاف الفم، والضعف العام.
رابعا: مضادات الاختلاج
مضادات الاختلاج
يمكن أن تساعد بعض مضادات الاختلاج في تقليل الهبات الساخنة لدى النساء قبل انقطاع الطمث من خلال العمل على الجهاز العصبي المركزي، مما يساهم هذا الأمر في تنظيم مركز التحكم نحو درجة حرارة الجسم وتقليل الشعور بالهبات الساخنة.
تتمثل مضادات الاختلاج هنا في الآتي:
– جابابنتين: يعد هذا الدواء هو بديل للعلاج الهرموني المعني بالسيطرة على الهبات الساخنة حيث يحتوي على آلية فعالة لتحقيق الاستقرار في نشاط الجهاز العصبي المركزي، مما يؤثر هذا الأمر على منطقة ما تحت المهاد (مركز التنظيم الحراري).
نتيجة لذلك، يساعد الدواء على تقليل تواتر وشدة الهبات الساخنة، ويحسن من جودة النوم، فالجدير بالذكر أنه عادة ما يوصف هذا الدواء للنساء اللواتي لا يستطعن استخدام العلاج الهرموني أو لا يستجيبن للعلاجات الأخرى.
تشمل الآثار الجانبية الشائعة لدواء جابابنتين النعاس والدوخة والوذمة حيث قد تختلف فاعلية العلاج حسب حالة كل سيدة التي تختلف من إمرأة لأخرى.
– بريجابالين: يستخدم هذا الدواء لعلاج الهبات الساخنة حيث يحتوي على مؤشر “خارج التسمية”، مما يعني أن الدواء لم تتم الموافقة عليه في الأصل لعلاج الهبات الساخنة، ولكن طبقا لبعض الدراسات والتجارب السريرية فقد تم إظهار فاعلية دواء بريجابالين في تقليل تواتر وشدة الهبات الساخنة لدى بعض النساء.
تعد الآلية الدقيقة لعمل دواء البريجابالين في تقليل الهبات الساخنة ليست مفهومة تماما، ولكن يعتقد أنها مرتبطة بتأثيرات الدواء على الجهاز العصبي المركزي حيث ينظر إلى الدواء كبديل للعلاج الهرموني لدى النساء غير القادرات أو غير الراغبات في استخدام هرمون الاستروجين.
يجب العلم، أنه عند استخدام دواء بريجابالين لعلاج الهبات الساخنة، فسوف تحدث بعض الآثار الجانبية الشائعة مثل الدوخة والنعاس، وزيادة الوزن، وعدم وضوح الرؤية، وظهور الوذمات في اليدين أو الساقين، فالجدير بالذكر أنه من الممكن السيطرة على الآثار الجانبية هذه عادة عن طريق ضبط الجرعة.
بوجه عام، وعند الإستعانة بالمجموعات الدوائية التي قمنا بالحديث عنها مسبقا للتغلب على الهبات الساخنة، فيجب أن يخضع هذا الأمر للإشراف الطبي وتجنب تماما التعامل مع هذا الأمر بشكل ذاتي.