عند حديثنا عن مشاكل وأمراض الجهاز الهضمي، فيجب علينا معرفة أنها تعد من أهم الحالات المرضية التي تصيب الأطفال بصورة شائعة وكبيرة، وتشكل خطرا ليس بالهين على حالتهم الصحية وممارسة مهامهم اليومية. لذلك، يحتاج الآباء إلى ضرورة الانتباه جيدا إلى صحة الطفل من أجل اكتشاف أي مشكلة أو مرض هضمي ومن ثم يتم القيام بعلاجه على الفور. بمزيد من التوضيح سوف نقوم اليوم بالتعرف على أهم 4 مشاكل وأمراض هضمية تصيب الأطفال بصورة شائعة تحمل بين طياتها الكثير من عوامل الضرر.
الأطفال وأمراض الجهاز الهضمي
في أغلب الأوقات يتعرض الأطفال لخطر الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي بسبب عدم نضج هذا الجهاز بصورة كاملة حيث يصبح جدار الأمعاء في حالته الرقيقة والغير مكتملة. فيجب الآخذ في عين الإعتبار أنه في حالة حدوث أي إصابة في هذا الجهاز، فسوف يترتب على هذا الأمر مرور السموم بكل سهولة عبر جدار الأمعاء إلى مجرى الدم ، مسببة بعض حالات التسمم.
أهم 4 مشاكل هضمية من الوارد أن يعاني منها الأطفال الصغار
أولا: الإسهال
كما نعلم جميعا أن حالة الإسهال تتمثل في البراز الرخو أو المائي حيث أن هذه الحالة تصبح في صورتها المرضية عندما يقوم الطفل بالتبرز على الأقل 3 مرات كل 24 ساعة.
من أكثر الأسباب شيوعا للمعاناة من حالات الإسهال الحادة هو حدوث الإصابة بالعدوى الفيروسية. إلى جانب الشكوى من بعض الاسباب الأخرى والتي تتمثل في التعرض للالتهابات البكتيرية والآثار الجانبية للمضادات الحيوية والالتهابات خارج الجهاز الهضمي.
بوجه عام يجب القيام بأخذ الطفل إلى الطبيب المختص بمجرد ظهور بعض العلامات المرضية المقلقة والتي تتمثل فيما يلي:
- الإسهال مع الدم.
- رفض تناول الطعام أو الشراب لأكثر من بضع ساعات وخاصة عند الرضع وأكثر من ثماني ساعات عند الأطفال الصغار.
- الجفاف المعتدل والذي يتطور إلى الحالة الشديدة.
- الشكوى من آلام متقطعة أو قوية في منطقة البطن.
- حدوث تغيرات في السلوك أو الخمول أو انخفاض ردود الأفعال.
- القيء الشديد والمتكرر.
ثانيا: الزحار
يعد الزحار من أهم أنواع العدوى التي تحدث نتيجة التعرض لبعض أنواع البكتيريا المعوية مثل الشيغيلة، والسالمونيلا، والعطيفة، والإشريكية القولونية حيث تنتقل عادة من الطعام أو الماء.
الجدير بالذكر أنه الزحار هذا غالبا ما يتسبب في إصابة الأطفال بالإسهال المستمر الذي من الوارد أن يسبب حالة من الجفاف وفقدان الوزن والتعب وعدم توازن الكهارل ومن ثم يؤدي هذا الأمر إلى حدوث مضاعفات خطيرة وخاصة إذا لم يتم علاجه بشكل جيد.
أما فيما يتعلق بأمر الزحار المطول عند الطفل، فيجب العلم أن هذه الحالة تصيبه بالكثير من التعب والجفاف حيث أنه في البداية يمكن للأعراض الهضمية الناجمة عن الزحار أن تجعل الطفل صعب الإرضاء، ثم يصاب جسمه بحالة من التعب، مما قد يتسبب هذا في إصابته بالإغماء، ولكن إذا ظهر الألم الشديد في منطقة البطن فجأة، فيمكننا القول بأن هذا الوضع الصحي يعد من مضاعفات الزحار التي قد تتمثل في الإصابة بثقب الأمعاء، والتهاب الزائدة الدودية، والانغلاف، ونزيف الجهاز الهضمي.
لذلك، فمن الواجب علينا عندما يظهر على الأطفال بعض علامات المرض مثل إخراج البراز القليل المصحوب بالمخاط والدم، والمصحوب ببعض أعراض الحمى وآلام البطن أن نقوم بإصطحاب الطفل إلى أقرب منشأة طبية للحصول على أفضل فحص طبي وإتباع سُبل العلاج المناسبة.
إقرأ أيضا: النظام الغذائي للأطفال الذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي
ثالثا: اضطرابات الجهاز الهضمي
عند الحديث عند اضطرابات الجهاز الهضمي عند الأطفال، فيجب علينا معرفة أنها تعد من أهم الظواهر المرضية الشائعة والتي تحدث بسبب عدم نمو الجهاز الهضمي بشكل كامل للأطفال خلال هذه المرحلة العمرية.
فعلى سبيل التوضيح، تعد الاضطرابات الهضمية طويلة الأمد من الأسباب الهامة التي تؤدي إلى إضعاف عمل جهاز المناعة، وارتفاع مخاطر الإصابة بسوء التغذية، وتأخر النمو أو المعاناة أيضا من بعض الأمراض الخطيرة مثل التهاب القولون.
عند المعاناة من اضطرابات الجهاز الهضمي خلال هذه المرحلة العمرية، فسوف يصاب الأطفال بحالة من التغير أو تظهر عليهم بعض الأعراض غير الطبيعية مثل الشكوى من الإسهال، والانتفاخ، وعسر الهضم، والغثيان، وآلام البطن المتقطعة. بالإضافة إلى أنهم يصبحون على المدى الطويل عرضة لسوء الامتصاص وسوء التغذية والتخلف العقلي.
لذلك، وعند معاناة الأطفال المصابين من الإسهال أو الانتفاخ أو القيء، فيجب على الفور أن يتم إصطحابهم إلى الطبيب المختص لتلقي الفحصوصات اللازمة والتشخيص وطرق العلاج المناسبة.
رابعا: الإمساك
فيما يخص الإمساك، فيجب العلم أنه ليس مرضا، ولكنه عرض شائع يصيب الكثير من الأطفال وقد اعتبره الكثيرون مؤخرا مشكلة رئيسية تصيب الصحة العامة.
الجدير بالذكر أنه عندما يعاني الأطفال من حالات الإمساك، فإنهم يقومون بالتغوط بشكل غير منتظم أي بمعدل أقل من 3 مرات في الأسبوع أو يصبح لديهم حركات أمعاء صعبة ومؤلمة وغير مريحة، مما يتسبب هذا الأمر في شعورهم بالآلام الشديدة والإجهاد.
مع بعض الحالات المرضية، سوف يعاني الأطفال من حكة في فتحة الشرج، وعند التغوط فسوف تحدث حالة من تواجد الدم في البراز وهذا بسبب احتكاك البراز الصلب بفتحة الشرج، مما يؤدي إلى تكوين تشققات في الجلد حول هذه الفتحة. فيجب علينا الآخذ في عين الإعتبار أن هذه الحالة خطيرة جدا خاصة إذا لم يتم علاج الكسر بشكل صحيح حيث من الوارد أن يتحول الأمر إلى بؤر التهابية أو خراجات.
بوجه عام يمكن أن تحدث الإصابة بهذه الحالة المرضية مع الأطفال الذين لا يقومون بتناول الخضروات والأطعمة الغنية بالألياف، إلى جانب قيامهم بشرب القليل من الماء.
طرق وقاية الأطفال من مشاكل وأمراض الجهاز الهضمي؟
يجب على الآباء إتباع طرق الوقاية من مشاكل الجهاز الهضمي التي تصيب اطفالهم حيث من الممكن أن يتم هذا من خلال الآتي:
- الاهتمام بالنظافة الشخصية للأطفال وممتلكاتهم وألعابهم.
- إضافة المزيد من الألياف من الخضروات والفواكه الخضراء الطازجة إلى نظام الطفل الغذائي اليومي.
- قيام الطفل بشرب كمية كافية من الماء يوميا.
- يحتاج الآباء إلى مساعدة الطفل على التخلص من الديدان كل 6 أشهر.
- عند اكتشاف علامات وأعراض أمراض الجهاز الهضمي، يجب على الآباء اصطحاب أطفالهم على الفور الطبيب المختص لتلقي لفحص والعلاج في الوقت المناسب.