خلال فترات المرض, يكون اهتمام الأمهات بأطفالهن مضاعفا ليشمل كافة أوجه الرعاية الصحية , وبما أن الأطفال منذ توقيت ولادتهم يحتاجون للحماية التي توفرهم لهم الأم إلا أنها لن تكون كافية في تحصينهم تجاه مختلف أنواع العدوى المرضية التي يمكن أن تصيبهم , وفي بعض الأحيان التي تكون فيها تلك العدوى بكتيرية فإن طبيب طفلك قد ينصح بتناوله للمضادات الحيوية التي من الفئات الدوائية التي يوصى بها في تلك الحالة كنوع من السيطرة على الأعراض المصاحبة , ولكن مع تزايد رغبتك كأم في تعافي طفلك سريعا من مرضه قد تلجأين إلى تقديم جرعات عالية من المضاد الحيوي للطفل للإسهام في تعجيل شفائه , ويعد هذا الأمر من المعتقدات الخاطئة التي تحتاج منا إلى تصحيح .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي 5 مضاعفات صحية ناجمة عن الإفراط في تناول المضادات الحيوية للأطفال
5 مضاعفات صحية ناجمة عن الإفراط في تناول المضادات الحيوية للأطفال
على الرغم من أنه من السهولة أن يصاب شخصا بالغا بنتاج التأثيرات الضارة التي تخلفها البكتيرية في صورة عدوى التهابية , إلا أنه توجد أمثلة عديدة لأنواع من العدوى البكتيرية التي يمكن أن تصيب الطفل , وخاصة فئات الأطفال الذين يعانون من ضعف شديد في جهاز المناعة حيث يصبح من السهل على تلك الكائنات المجهرية الدقيقة اختراقه , وينضم إلى الأطفال الأكثر تعرضا ماتكون أعمارهم أقل من 3 أشهر وبالأخص الذين لم يحصلوا على لقاحات التطعيم للتحصين ضد الأمراض على النحو الموصى به من قبل الطبيب , ومن ضمن أنواع العدوى الأكثر شيوعا بين الأطفال, الخناق , وعدوى الأذن , والقوباء , والتهاب الحلق إلا أنه من المهم عدم إغفال مجموعة من الإحتياطات حتى لايتفاقم الوضع الصحي ويعود بعواقب خطيرة على صحة الطفل
وفي السطور التالية سوف نتجه إلى رصد الأضرار الشائعة الناتجة عن تناول الأطفال للمضادات الحيوية بشكل مفرط
مخاطر الإفراط في تناول المضادات الحيوية للأطفال
على الرغم من فاعلية المضادات الحيوية المتاحة في الصيدليات بأشكال متعددة مابين الأقراص , وأدوية الشرب , والحقن والتي يمكنها تدمير مصادر العدوى المسببة للمرض إلا أن تلك الفائدة المنتظرة يمكن أن تتحول إلى مضاعفات صحية نتيجة الإستهلاك المفرط لها والذي يصاحبه عددا من الآثار الجانبية
1-مقاومة المضادات الحيوية
لايوجد سن محدد للإصابة بتلك الحالة الطبية , إلا أنها تمثل أولى الآثار الجانبية المتوقعة والتي ترتبط بزيادة استهلاك الطفل لأدوية المضاد الحيوى على نحو يتجاوز المعدلات الطبيعية الآمنة عندئذ تنشأ تلك الحالة في الجسم حين تنشط الخلايا البكتيرية لتقاوم المضادات الحيوية , لذلك تم صياغة مصطلح مقاومة المضادات الحيوية لوصف الطفرات التي تحدث في أنواع معينة من البكتيريا مما يجعلها تتحور وتتكاثر بشكل نشط , لتكون أكثر قدرة على البقاء على قيد الحياة واثبات وجودها الطاغي حتى مع وجود المضاد الحيوي , فمع تكرار تقديم لمزيد من جرعات المضاد الحيوي بشكل متكرر فإن ذلك يمثل أحد الإسهامات السلبية التي تشجع على تطوير سلالات من البكتيريا ذات الخصائص المكافحة للمواد الفعالة في المضادات الحيوية مما يزيد من فرص انتشارها على نطاق واسع بين الأشخاص بمنتهى السهولة , ويصبح أي شخص قريب من المصاب معرضا للعدوى
2-الإصابة بالإضطرابات الهضمية
إنه لأمر مزعج أن يضطر أي شخص للتعامل مع مضايقات الجهاز الهضمي والتي تنطوي على آلام وتشنجات المعدة والأمعاء , وهو أمر آخر ينضم إلى التأثيرات السلبية التي يجلبها تناول المضادات الحيوية بشكل مفرط , حيث أنه عندما يسري مفعول المضاد الحيوي في الجسم فإنه ينجح بالفعل في القضاء على آثار العدوى ولكنه يأخذ في طريقه أنواع أخرى من البكتيريا النافعة التي تعيش في الأمعاء بشكل طبيعي وتكون وظيفتها الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي,وتسهيل عملية الهضم , مما يتسبب في خلل توازن البكتيريا المعوية أو المعروفة بنباتات الأمعاء , كما يحفز الإستعمال المتزايد للمضاد الحيوي تكاثر كميات كبيرة من الفطريات المسببة لضرر الجهاز الهضمي
3- الحساسية الدوائية
يمكن أن يصدر جسم الطفل استجابة غريبة إزاء أنواع معينة من المضادات الحيوية , وهو مصطلح طبي يصف إصابة الطفل بالحساسية الدوائية , وينشا ذلك نتجية تفاعلات تحدث بين جهاز المناعة وأحد مكونات دواء معينا مما يعمل على التسبب في ظهور مجموعة من ردود الفعل التحسسية مابين الطفح الجلدي , وارتفاع درجة حرارة الجسم أي الحمى الشديدة علاوة على معاناة الطفل من صعوبات تنفسية , وهنا لابد من الإمتناع عن تقديم المضاد الحيوي للطفل وإيقافه بشكل نهائي , لحين الرجوع للطبيب لوصف دواء بديل.
اقرأ أيضا صداع الدورة الشهرية.. الأسباب وطرق العلاج
4- تأثيرات على عملية النمو
من الممكن أيضا أن يواجه الطفل اضطرابات تؤثر على نموه الطبيعي وهذا من الأضرار الخاصة بأنواع خاصة من المضادات الحيوية التي تنعكس آثارها على صحة الأسنان مما يؤدي إلى حدوث تغيرات لونية دائمة يمكن رؤيتها على طبقة المينا الخارجية, بل أن الأمر يتصاعد للتأثير على الغضاريف والعظام حيث يتقلص نمو كلاهما مقارنة بالمعدلات الطبيعية على مقياس النمو
5- أنواع أخرى من الإضطرابات
لاتقتصر المخاطر ذات الصلة بتناول المضادات الحيوية بالنسبة للأطفال على ماقمنا بذكره أيضا حيث يكون الطفل معرضا لأشكال اضطرابية أخرى , مثل تلك المشكلات المؤثرة على وظائف الكلى والكبد والتي تجعل السموم تتراكم في الجسم , وبعض الخلل يمكن أن يصيب الخلايا العصبية مما يزيد من شكاوى الأطفال من الدوار والدوخة والشعور بثقل في الرأس
حان وقت استشارة الطبيب
يجب أن تتعلم الأمهات كيفية التمييز بين العلاما ت الطبيعية وغير الطبيعية من الأعراض والتي يمكن أن تطرأ على الطفل بشكل ملحوظ جراء تناول المضاد الحيوي ومن ضمنها مايلي:
- الإصابة بإرتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز مدة أكثر من 3 أيام
- استمرارضيق التنفس لأطول فترة
- وخز مؤلم وشديد في الأذن , والتهاب الحلق
- ظهور بقع الطفح الجلدي الأحمر
- المعاناة من اضطراب الإسهال الحاد
نصائح فعالة قبل استخدام المضادات الحيوية للأطفال
تجنبا لأي شكل من المضاعفات الصحية التي يضطر طفلك لمواجهتها عليكي
- الرجوع للطبيب أولا قبل إعطاء طفلك دواء مضاد حيوي ,وتجنب إعطاؤه دواء من تلقاء نفسك
- الإلتزام بالجرعات الدوائية المحددة من قبل الطبيب والمدة التي يستغرقها العلاج
- لاتقومي بالتوقف المفاجىء عن إعطاء طفلك كورس المضاد الحيوي بشكل عشوائي وقبل المدة التي قام الطبيب بتحديدها حتى مع ملاحظة تحسن حالته الصحية