عند إتخاذنا القرار بالحديث عن ما هو حمض اليوريك؟، فمن الواجب علينا في بداية الأمر معرفة أنه عبارة عن منتج نفايات طبيعي يتكون بسبب حدوث حالة من تحلل الأطعمة المحتوية على البيورين التي نتناولها كل يوم، ومن هنا يمكن أن يؤدي هذا الأمر لحدوث العديد من المشاكل الصحية مثل المعاناة من النقرس وحصى الكلى. بمزيد من التوضيح سنتعرف الآن من خلال سطورنا القادمة على أفضل 5 تدابير آمنة وفعالة نستطيع من خلالها العمل على خفض مستويات حمض اليوريك داخل الجسم.
حمض اليوريك ودوره داخل جسم الإنسان
كما ذكرنا من قبل أن حمض اليوريك هو عبارة عن نتيجة ثانوية لعملية هضم الأطعمة الغنية بالبيورين. فالجدير بالذكر أن البيورينات هذه هي عبارة عن المواد التي تتواجد بشكل طبيعي في بعض الأطعمة ويتم تشكيلها وتكسيرها في داخل الجسم.
على وجه المعتاد، يقوم الجسم بالعمل على تصفية حمض اليوريك من خلال الكلى حيث يتم إفرازه في البول. ولكن، عندما يتم تناول الكثير من البيورين أو إذا كان الجسم غير قادر على التخلص من حمض اليوريك بشكل فعال، فمن الممكن أن يتسبب هذا الأمر في تراكم الحمض بمجرى الدم، مما يؤدي هذا إلى المعاناة من المشاكل الصحية المختلفة والعديدة.
من الهام معرفة أن المعدل الطبيعي لحمض اليوريك هو 3.4 إلى 7 (مجم / ديسيلتر) للرجال و 2.4 إلى 6 مجم / ديسيلتر للنساء. ومع ذلك ، يمكن أن تتراوح بين 3.5 و 7.2 ملغ / ديسيلتر.
الجسم وزيادة حمض اليوريك
عندما ترتفع مستويات حمض اليوريك في الجسم، تحدث حالة مرضية تسمى بـ (فرط حمض يوريك الدم)، ومن ثم تؤدي هذه الحالة إلى حدوث العديد من المشاكل الصحية المختلفة. فمن الممكن أن يتسبب ارتفاع مستويات حمض اليوريك في تكوين بلورات اليورات في المفاصل، مما يؤدي إلى الشعور بحالة مرضية مؤلمة تعرف باسم النقرس.
إلى جانب هذا فيرتبط فرط حمض يوريك الدم بزيادة خطر الإصابة بحصوات الكلى وأمراضها، وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية ومتلازمة التمثيل الغذائي وبعض الحالات الالتهابية مثل الصدفية.
أعراض زيادة حمض اليوريك في الجسم
يمكن أن تؤدي زيادة مستويات حمض اليوريك في الجسم إلى ظهور بعض الأعراض المرضية والتي تتمثل في:
- الشعور بآلام المفاصل المفاجئة والشديدة والتي عادة ما تصيب إصبع القدم الكبير.
- ظهور التورم والاحمرار والحرارة في بعض مفاصل الجسم المصابة.
- التيبس والحركة المحدودة والشعور بمشاعر عدم الراحة.
- مع بعض الحالات، يمكن أن يسبب تراكم حمض اليوريك تكون حصوات الكلى، مما يؤدي هذا إلى الشعور بآلام الظهر أو البطن، والتبول المؤلم، وظهور الدم في البول.
إقرأ أيضا: نوبات النقرس وأهم أسباب حدوثها
بعض التدابير التي تساعد في الحفاظ على مستويات حمض اليوريك المُثلى
يعد أمر الحفاظ على مستويات حمض اليوريك من الأمور الهامة جدا في الحفاظ على الصحة العامة. لذا فسوف نقوم الآن بذكر أهم 5 تدابير فعالة تعمل على تقليل مستويات حمض اليوريك بشكل طبيعي.
أولا: استهلاك الأطعمة ذات المحتوى المنخفض من البيورين
بوجه عام يمكن أن يؤدي أمر تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات إلى تفاقم مستويات حمض اليوريك في الجسم، ومن هنا يمكن أن يساعد تناول نظام غذائي منخفض البيورين في تقليل مستويات حمض اليوريك في الجسم بشكل كبير.
فيما يلي سنقوم بذكر بعض الأطعمة منخفضة البيورينات التي يجب تضمينها في داخل أنظمتنا الغذائية والتي تتمثل في:
1) الفواكه: حيث يمكننا القول بأن معظم الفواكه منخفضة في نسبة البيورينات، ومن ثم نستطيع أن نقوم بإستهلاكها وتناولها بكل أمان وحرية.
2) الخضروات: تشتمل الخضروات ذات البيورينات المنخفضة على بعض العناصر والتي تتمثل في الفلفل الحلو والخيار والجزر والخضروات الورقية الخضراء.
3) الحليب قليل الدسم: حيث يجب العمل على اختيار منتجات الألبان قليلة الدسم مثل الحليب واللبن الرائب والجبن .
ثانيا: تجنب تناول المشروبات السكرية
عند الحديث عن المشروبات السكرية، فيجب علينا معرفة أنها تشتمل على مشروبات الصودا وعصائر الفاكهة ذات المحليات والالوان الصناعية، والتي يمكن أن تساهم في زيادة مستويات حمض اليوريك في داخل الجسم.
بدلا من ذلك، يجب العمل على إعطاء الجسم نسب الماء الصحية له والعمل على تناول شاي الأعشاب وعصائر الفاكهة الطازجة المصنوعة داخل المنزل للمساعدة في خفض مستويات حمض اليوريك بشكل سليم وصحي قدر الإمكان.
ثالثا: الحفاظ على الوزن الصحي
يمكن أن يؤدي الوزن الزائد إلى ارتفاع مستويات حمض اليوريك في داخل الجسم، وهذا لأن الخلايا الدهنية تقوم بإنتاج حمض اليوريك أكثر من خلايا العضلات. لذا فيمكننا القول بأنه عند المعاناة من مشكلة زيادة الوزن، فسوف يترتب على هذا الأمر إيجاد صعوبة في عمل الكلى وخاصة نحو تصفية حمض اليوريك بشكل أكثر فعالية. لذلك، يمكن أن يؤدي فقدان الوزن بشكل صحي سليم وتحت إشراف طبي إلى تقليل مستويات حمض اليوريك بشكل كبير.
رابعا: زيادة تناول الألياف الغذائية
عند القيام باستهلاك نظام غذائي غني بالألياف، فيجب معرفة أن هذا الأمر مفيد جدا للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات حمض اليوريك وهذا لأنها تساعد على امتصاص وإزالة حمض اليوريك الزائد من الدم. لذا فيمكننا تدعيم هذا النظام من خلال الآتي:
– تناول المزيد من الفواكه والخضروات داخل الوجبات اليومية.
– العمل على تناول الحبوب الكاملة مثل الأرز البني وخبز الحبوب الكاملة والشعير.
– القيام بإضافة البقوليات مثل العدس والفاصوليا والحمص إلى أنظمتنا الغذائية اليومية.
– تناول وجبات خفيفة من المكسرات مثل اللوز وبذور الشيا وبذور الكتان.
خامسا: موازنة مستويات الأنسولين
يمكن أن يؤدي أمر ارتفاع مستويات الأنسولين في الجسم إلى زيادة إنتاج حمض اليوريك. لذا فيجب على مرضى السكري العمل على فحص مستويات الأنسولين بشكل منتظم، فإذا كانت النسب مرتفعة، فقد يوصي الطبيب المعالج بضرورة إجراء تغييرات في أنماط الحياة والأدوية المتناولة للمساعدة في تحقيق التوازن وضبط نسب السكر قدر الإمكان .
الخلاصة أنه من الممكن أن يساعد الحفاظ على مستويات الأنسولين الصحية في العمل على خفض مستويات حمض اليوريك، ومنع حدوث المضاعفات الصحية المتعلقة بهذا الامر.