من الممكن أن تؤثر الإصابة بمشكلة الانتباذ البطاني الرحمي على الحياة اليومية، وأنشطتها حتي يمتد الأمر بما في ذلك إلى الحياة الجنسية، حيث يمكن أن تسبب حدوث هذه المشكلة الشعور بمزيد من الآلام في منطقة البطن، أو أسفل الظهر، أو في منطقة الحوض، مما قد يؤدي هذا إلى التقليل من الرغبة الجنسية للمرأة. ومع ذلك، يجب الآخذ بعين الإعتبار أن حدوث الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي لا يعني نهاية ممارسة الجنس الممتع، ولكن يجب علينا البحث عن الطرق الصحية السليمة التي من خلالها يتم ممارسة العلاقة الحميمة بمزيد من الراحه والمتعة في ظل وجود هذا المرض، وهذا ما سنتعرف عليه اليوم فمن خلال السطور القادمة.
ما هو الإنتباذ البطاني الرحمي؟
الانتباذ البطاني الرحمي هو حالة يهاجر فيها نسيج الرحم الذي يشكل البطانة الخاصة له إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل قناتي فالوب، والمبيضين، والمثانة حيث أنه في كثير من النساء يمتد الأمر إلى حدوث الإلتهابات، والتورمات وبالأخص في فترة ما قبل وأثناء الحيض.
الإنتباذ البطاني الرحمي والعلاقة الجنسية
تعاني بعض النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي من مخاوف شديدة تجاه حدوث الجماع المؤلم حيث أن حدوث الاختراق، والحركات الأخرى يمكن أن يتسبب في سحب وتمدد نمو بطانة الرحم، مما يؤدي هذا إلى خلق شعور عدم الراحة.
يجب العلم أنه لا يعاني جميع النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي من الألم أثناء ممارسة الجنس أو المعروف طبيا باسم “عسر الجماع” حيث يعتمد ذلك على مكان وجود غرسات بطانة الرحم في الحوض، فإذا كانت الغرسات على الأعصاب، والأربطة، والأنسجة التي تتمدد أثناء ممارسة الجنس، فقد يتسبب ذلك في الشعور بالألم الشديد الذي لا يطاق الذي قد يستمر لساعات وأيام بعد ممارسة العلاقة الحميمة، مما يجعل هذه العلاقة تكاد تكون مستحيلة.
أهم الخطوات التي تقلل ألم العلاقة الجنسية عند الإصابة بالإنتباذ البطاني الرحمي
هناك طرق محددة للعمل على تقليل الألم المرتبط بالجنس عند الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي. وأهمها ما يلي:
أولا: إخبار الشريك بطبيعة هذا المرض
قد يكون من الصعب على الكثير من النساء التحدث عن القضايا الجنسية الحساسة، ولكن لخلق روح تواصل مشتركة بين الرجل والمرأة يجب أن تكون هذه الأمور في طريقها للمصارحة دائما حيث يساعد هذا في علاج مشكلتنا اليوم من خلال معرفة الاسس السليمة للتعامل مع كيفية تداخل بطانة الرحم مع العلاقة الحميمة، حيث يحدث هذا من جانب الزوج الذي يلعب في كثير من الأوقات دورا فعال في إحتواء المرأة والوقوف بجانبها حتي يتم تخطي هذه المشكلة.
إقرأ أيضا: احذري السلوكيات الخاطئة التي تعرض صحتك الجنسية للخطر
ثانيا: التقليل من عمق الإيلاج
يجب عند الرغبة في ممارسة العلاقة الجنسية أثناء الإصابة بهذه المشكلة أن يقوم الزوج بإلتزام القيام بأوضاع جنسية أقل عمقا وراحة، مما يؤدي ذلك إلى حدوث الضغط القليل على مناطق الحوض التي تحتوي على أنسجة بطانة الرحم، والتي تسبب الشعور بالمزيد من الآلام، والتوجع.
ثالثا: الإلتزام بالمداعبة الجنسية
يجب على الزوج العلم أنه ليس من الضروري في حالات مرض الزوجة أن تحدث عملية الإيلاج، ولكن من الممكن القيام سويا بالعمل على إكتشاف بعض الأنشطة الجنسية الأخرى مثل التحفيز عن طريق الفم، والتدليك، والمداعبة، وبعض الألعاب الجنسية الآمنه.
رابعا: استخدام مواد التشحيم
على الرغم من أن الانتباذ البطاني الرحمي لا يؤدي بالضرورة إلى نقص التزليق الطبيعي للمراة، إلا أن القلق بشأن الشعور بالألم أثناء ممارسة الجنس أو النشاط الجنسي يمكن أن يزيد من صعوبة الإحساس بالإثارة الجنسية. لذلك فمن الافضل إستخدام بعض مواد الإنزلاق، والتشحيم في حالة الحاجة لها، أو القيام بالحصول على حمام دافئ قبل ممارسة الجنس حيث يمكن أن يساعد هذا أيضا في تخفيف الأعراض المرضية المؤلمة، والعمل على استرخاء الجسم والعقل.
خامسا: مواعيد محددة لممارسة العلاقة الجنسية
وجدت بعض النساء اللاتي أصيبن بمشكلة الانتباذ البطاني الرحمي أن ممارسة الجنس العميق يحدث بشكل أسهل في أوقات معينة من الشهر، وبالأخص في الأسبوعين التاليين للدورة الشهرية.
ولكن لماذا يكون الجنس عزيزتي أقل إيلاما عندما لا تكونين بالقرب منها؟ تأتي الإجابة عن هذا السؤال تتلخص في أنه مع كل فترة طمث، سوف تقوم غرسات بطانة الرحم بالنزيف بغض النظر عن مكان وجودها داخل الجسم، ونتيجة لهذا النزيف، تتطور الأنسجة الندبية أو” شبكات العنكبوت” في منطقة الحوض، مما يسبب حدوث الألم، وجميع الأعراض الأخرى السابق ذكرها المتعلقة بالانتباذ البطاني الرحمي.
يعني هذا أنه طالما كنت تعانين من قرب أوقات الدورة الشهرية، فيمكن أن يعود الانتباذ البطاني الرحمي مع جميع الأعراض الصعبة والمؤلمة للجسم وبهذا ننصح بضرورة تجب ممارسة العلاقة الحميمة في الاوقات التي تسبق فترة الطمث مباشرة.