عندما لم يعد للقهوة أو مثيلاتها من المنبهات أي تأثيرات منشطة تجعلك أكثر يقظة وتقاوم رغبتك الملحة في النعاس أثناء ساعات العمل , فهذا يمثل أحد الأمور الغريبة على تلك المشروبات الغنية بالكافيين ,والتي تعد بمثابة مادة محفزة للجهاز العصبي المركزي أي أنه من الطبيعي أن يقترن تناولها بزيادة الإنتباه حتى أنها تسبب صعوبات في النوم ,وأرق ليلي إذا تحولت لعادة يومية حيث أن استهلاك فنجان وراء فنجان يؤثر على جودة النوم بدرجة كبيرة ولكن ماذا عن الأشخاص الذين يغلبهم النعاس مهما تناولوا من جرعات الكافيين ؟ .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي5 أسباب تقف وراء الشعور بالنعاس بعد تناول القهوة.
5 أسباب تقف وراء الشعور بالنعاس بعد تناول القهوة
تلك العادة الصباحية التي لايستطيع عدد كبير من الأشخاص مواصلة روتين الأنشطة اليومية الموجودة في جدولهم المعتاد بدونها ألا وهي احتساء القهوة في الصباح , حتى أن البعض قد يقومون بتفويت وجبة الإفطار لمجرد كونهم في عجلة من أمرهم ليحصلوا فقط على كوب القهوة الذي أصبح شيئا أساسيا في حياتهم بل جزء لايتجزأ منها , ولكن هل وصل إلى نطاق تخيلك ألا تحقق القهوة التأثير المطلوب منها بأن تجعل الشخص متيقظا حيث من الشائع أن تعطيك شعورا بالإفاقة الطبيعية أي أنها مضادة لتأثير النوم , وقد نبعت شهرتها هي وسائر مشروبات الكافيين من كونها يعتد بها كصديقة لليقظة كما ترفع من مستويات التركيز , ومن هنا جاء اعتماد طلاب العلم عليها , ويأتي السؤال الذي يطرحه البعض محاولين إيجاد تفسير للتأثيرات المعاكسة الناتجة عن تناول القهوة والتي تجعل النعاس يغلبهم عقب تناولها بدلا من جعل الجسم نشيطا وحيويا
وسوف نتناول في السطور التالية بمزيد من التوضيح مجموعة الأسباب المحتملة التي تقف وراء احساس النعاس عقب تناول القهوة ,مما جعل الخبراء في التغذية العلاجية أكثر اهتماما بالبحث في جذور العلاقة التي تتسم بالتعقيد والتي تربط الكافيين , مع الهرمونات , وعلاقتها المتداخلة مع عدة عوامل أخرى
أسباب الشعور بالنعاس عقب تناول الكافيين
هؤلاء الأشخاص الذي تحول تأثير الكافيين لديهم للبحث عن أقرب سرير للإستلقاء بدلا من متابعة العمل بالتأكيد يعانون من خطب ما وقد تم رصد عدد من العوامل التي تجعل الأشخاص عرضة لحدوث تلك الحالة بعد تناول القهوة مابين عوامل فيسيولوجية , وأخرى متداخلة مع الجينات الوراثية بالإضافة إلى نوعية الأنماط الحياتية
اقرأ أيضا 7 أضرار صحية نتيجة شرب القهوة السوداء على معدة فارغة
1-وجود نقص في هرمون الدوبامين
عندما يصل الشخص صاحب الإستهلاك المفرط للكافيين إلى مستويات عالية فإنه بذلك يكون قد بلغ حد الإدمان لتلك المادة المنبهة , وهنا يحدث اختلال في منظومة إطلاق الهرمونات بالجسم , فعند تناول مشروب القهوة فإن ذلك يعمل على تعزيز إفراز تلك المادة الكميائية التي تعمل كهرمون وناقل عصبي في الوقت نفسه والمعروف بين الأشخاص بهرمون السعادة , والذي يكسب الأشخاص احساس مؤقت بالطاقة المفرطة , ولكن عندما تتضاءل نسبة هذا الهرمون عقب انتهاء أثر الكافيين , فإن الشخص يصبح أكثر ميلا للنعاس والكسل والخمول
2-نسبة السكر في القهوة
هذا عامل آخر متعلق بمستويات السكر تلك الإضافة المستخدمة بشكل شائع لتحلية القهوة , وفي بعض الأحيان توجد أنواع من منتجات القهوة التي تحتوي على سكريات صناعية مضافة , وهذا من شأنه التسبب في فرط حاد في مستويات الطاقة يتبعه هبوط شديد يتزامن مع آلية معالجة السكر من قبل الجسم , وهذا منبع الشعور بالتعب والإرهاق
3-تضمين مكونات مرتفعة السعرات الحرارية
وفقا للتفضيلات الخاصة والتي تستخدم على نطاق واسع بين فئات الأشخاص محبي القهوة والتي تتنوع بين الحليب، الكريمة، والشوكولاتة التي يتم الإستعانة بها كنوع من تعزيز النكهة لكي تصبح غنية تتمتع بمذاق رائع لكنها تمد الجسم بسعرات حرارية عالية كما أن لها آثار جانبية أبرزها إبطاء عملية الهضم مما ينشأ عنه دخول الشخص في حالة معروفة بغيبوبة الطعام تاركا الشخص في حالة من الخمول
4-التأثير العكسي للكافيين
قد يتسبب الإكثار من استهلاك المشروبات الغنية بالكافيين مشروبا تلو الآخر في معاناة الأشخاص من اضطرابات النوم المزمنة مما يتسبب في حرمانهم من الحصول على عدد كافي من الساعات,وهنا يصبح هؤلاء أكثر عرضة للتأثيرات المتناقضة مما يحفز شعورهم المتزايد بالراحة بدلا من اليقظة والإنتباه .
5-العوامل الوراثية
هذا العامل أيضا قد يكون سببا محتملا حيث يرجع إلى تأثير جينات وراثية معينة هي المسئولة عن استجابات الجسم المختلفة تجاه الكافيين فهناك من بين الأشخاص مايكون استقبالهم لتلك المادة بطيئا وآخرين يكون لديهم استقبال سريع مما يكون له بالغ الأثر في تثبيط هذا التأثير المنشط وإحباطه .
وفقا لآراء الحبراء والباحثين فإنه قد تحدث تفاعلات دوائية التي تتداخل مع عدد من العلاجات التي تتنوع بين المهدئات أو مضادات الإكتئاب , مما يحفز الإحساس بالنعاس , بالإضافة إلى الإفراط في استهلاك القهوة بشكل مكثف مما يتسبب في تطوير حالة تحمل الكافيين, حين تكون احتياجات الشخص لجرعات عالية من الكافيين بهدف تحقيق التأثير نفسه مما يتسبب في تأثيرات سلبية جسيمة على جودة النوم