يبدو أن بكاء طفلك الرضيع لايتعلق بالرغبة في تغيير الحفاض فهل هناك سبب آخر؟ تتعدد الأسباب التي تدفع طفل حديث الولادة إلى البكاء الذي يعد وسيلته الأولى للتواصل مع العالم الغريب من حوله , وللتفاعل مع الأم كوسيلة لإخبارها عن متطلباته حيث تكون على أهبة الإستعداد للإستجابة لها من خلال العمل على قدم وساق ,إلا أن الوضع يكون مختلف إذا كان طفلك يعاني من تقلصات في المعدة , بسبب تأثير الغازات المسببة لإنتفاخ البطن ومايمكن أن يصاحب ذلك من شعوربآلام والذي يتفاقم أثره في الطقس البارد .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي 5 أسباب تقف وراء زيادة مغص الرضع في فصل الشتاء .
مغص الرضع في فصل الشتاء
بسبب المناعة الضعيفة للرضع وعدم نضج جهازهم الهضمي بشكل كامل فإنهم يكونوا أكثر عرضة للأمراض الموسمية خلال فصل الشتاء وذلك عند مقارنتهم بالأشخاص البالغين, ومن أمثلة أكثر أمراض الشتاء شيوعا لدى الأطفال تأتي نزلات البرد والإنفلونزا التي يصاحبها نوبات من السعال , والإلتهاب الرئوي , واحتقان الحلق بالإضافة إلى انفلونزا المعدة والتي ترتبط بعدوى فيروسية التهابية ومعوية تصيب السبيل الهضمي المؤلف من المعدة والأمعاء ويمكن أن يواجه الطفل المصاب بها آلاما في البطن بالإضافة إلى القىء , والإسهال المائي .
ويمكن أن يتفاقم شعور الطفل في مراحل عمره المبكرة بالمغص الشديد في هذا التوقيت الذي يشهد تلك التغيرات الفصلية وأجواء الطقس البارد في فصل الشتاء مقارنة بغيره من الفصول وبدرجة أعلى من المعتاد , وهذا مايثير رغبتهم في البكاء الصراخ , وتمثل تلك الظاهرة أحد أبرز الظواهر ذات الصلة بالاطفال حديثي الولادة حيث تستمر وتيرة أصوات البكاء والنحيب بما يتجاوز 3 ساعات يوميا
وبالنسبة للمرحلة العمرية التي يتفاقم فيها تأثير الألم البطني ليصبح أكثر سوءا فمن المتوقع حدوثها خلال الأشهر الثلاثة المبكرة الأولى من عمر الطفل , وفي حين أنه لم يتم التوصل بعد إلى السبب الرئيسية الكامن وراءمغص الأطفال الرضع فمازال غير ما إلا أن توجد بض العوامل التي تلعب في تفاقم تشنجات البطن
وسوف نتجه للكشف عن الأسباب المحتملة الأكثر شيوعا والتي تفسر زيادة المعاناة من مغص البطن لدى الرضع في فصل الشتاء
أسباب مغص الرضع في فصل الشتاء
توجد عدد من الأسباب التي تضع لنا توضيحا لما أصاب طفلك الرضيع من تقلصات في البطن في الأشهر الشتوية فربما كان السبب واحدا من ضمن العوامل التالية :
تعرض نظام التوازن الخاص بالنباتات البكتيرية المعوية لإختلالات واضطربات هضمية , أو قد يكون السبب متعلقا بالتغذية المفرطة للطفل , أو المعانا من سوء ونقص في التغذية , علاوة على الحساسية تجاه بعض المصادر الغذائية مثل البروتينات الموجودة في حليب الأبقار وخاصة بروتين لاكتالبومين حيث تسيطر على الطفل نوبات من التقيؤ تشير إلى رفضه من قبل الجسم كرد فعل لوجود استجابة خاطئة , وقد أشارت بعض الأبحاث إلى أن ظروف الطقس لاتترك تأثيرها على المغص بشكل مباشر , إلا أن تعرض الطفل للبرد الشديد في الشتاء القارص يمكن أن تحفز الحساسية لدىه ممايزيد من شدة حالة المغص البطني.
لماذا يتفاقم المغص في الشتاء؟
تشترك عدة عوامل معا لرفع معدلات إصابة فئة كبيرة من الأطفال الرضع بالمغص خلال أشهر الشتاء التي تتسم بالبرودة حيث تجمع بين العوامل الخارجية النابعة من تأثير البيئة المحيطة , وأخرى فيسيولوجية داخلية خاصة أن مثل تلك المظاهر التي يتسم بها الطقس تعمل على تقليص نسب ممارسة الأنشطة البدنية ,بالإضافة إلى مشكلة الجفاف التي تصيب الجسم نتيجة جفاف الهواء حيث يمكن أن يقود ذلك إلى المعاناة من اضطرابات عسر الهضم , وبالتالي يطغى شعور القلق والتوتر والإنزعاج على الطفل , وقد تم رصد أكثر الأسباب شيوعا والمرتبطة بذلك على النحو التالي:
1-فرط التعرض للهواء البارد
مع قدوم فصل الشتاء , والذي تنخفض فيه درجة الحرارة فمن الوارد أن يتعرض الطفل لبرد في المعدة يسبب التهابا وتهيجا في القناة الهضمية لدىه, وينتج عن ذلك استمرار نوبات بكاؤه بشكل متزايد نتيجة شعور الألم الناجم عن التقلصات التي ترجع لمشكلة الحساسية المفرطة لأعضاء الجهاز الهضمي خلال مراحل عمره المبكرة.
2- جفاف الهواء
يجلب الطقس البارد حالة من الجفاف الذي يمثل أحد أبرز المشكلات شيوعا في الموسم الشتوي ,ويرتبط بجفاف الهواء وهو أمر مقترن بمعدلات الرطوبة المنخفضة ,ويترتب على ذلك وجود نقص كبير في منسوب الماء والسوائل التي تلبي احتياجات الطفل , وسوف تتأثر المنظومة الهضمية بشكل ملحوظ ليبدأ طفلك في معاناته من مشكلات سوء الهضم وهذا بدوره يساعد في تفاقم أعراض المغص.
اقرأ أيضا 7 مشكلات صحية شائعة لدى حديثي الولادة
3-عدم اكتمال تجشؤ الطفل
تطلق عليها باللغة الدارجة بين أوساط الأمهات (تكريع الطفل ),والتي تقوم على تقليل فرص إصابة الطفل بالإنتفاخ ,وغازات البطن من خلال تبني حركة التربيت بلطف على ظهره لإخراج الهواء الذي دخل إلى أمعائه , وتلجأ الأم إلى تلك الطريقة عقب إنهاء الرضيع لوجبة رضاعته وسوف يؤدي ارتداء الرضيع لطبقات عديدة من الملابس الثقيلة فوق بعضها البعض إلى مواجهة صعوبات في التجشؤ لسلس عقب الرضاعة , وهذا مايؤدي إلى احتباس مزيد من الغازات في المعدة مسببة الألم البطني .
4-إدخال بعض التعديلات الغذائية
يمكن لبعض التغيرات المضافة التي تم إدراجها ضمن النظام الغذائي , أن تترك تأثيرها على نمط حياة الطفل, ومن أمثلتها زيادة عدد وجبات الرضاعة , أو إدخال بعض أصناف الأطعمة الجديدة ضمن الروتين الغذائي أن يتسبب في احداث اضطراب في درجة توازن المنظومة الهضمية منما يتسبب في زيادة حدة ألم المغص .
5-تراجع ممارسة الأنشطة البدنية
كما ذكرنا أن الشتاء فصل التقوقع في المنازل حيث يسود الخمول الذي يلغى حالة النشاط المفرط والإنطلاق التي يشهدها فصل الصيف ,وبالتالي تتقلص الفترة الزمنية التي يقوم الأطفال بقضائها خارج المنزل يلعبون في الهواء الطلق , ونتيجة قلة الحركة وانخفاض مؤشرات الطاقة فإن ذلك ينعكس سلبا على عملية الهضم ويواجع بعض المعوقات التي تزيد من الشعور بالإنزعاج وعدم الراحة
نصائح فعالة للتعامل مع مغص الأطفال في الشتاء
من المهم أن تضع الأمهات في اعتبارها طرق عديدة لإدارة المغص الشتوي لدى الأطفال والسيطرة على أعراضه المزعجة :
1-المحافظة على مستوى كافي من الترطيب للطفل
من الضروري أن تضع الأمهات خطوة الترطيب على رأس اهتماماتها من خلال تزويد جسم الطفل بالقدر الكافي من الماء والسوائل المفيدة في الترطيب إما بالحرص على تنظيم وجبات رضاعته أو الحصول على التغذية المعتمدة على الحليب الصناعي
2-اتباع أسلوب التجشؤ الصحيح
يجب أن تتذكري دائما أهمية مساعدة طفلك على التجشؤ عقب كل وجبة رضاعة فهو أمر مهم لتقليل تراكم الغازات المحتبسة في البطن
3-الإستعانة بجهاز ترطيب
للتغلب على جفاف الهواء المحيط لابد من اللجوء لإستعمال جهاز ترطيب الممرات الهوائية المنزلي لتعزيز مستويات الرطوبة في المنزل من الداخل
4- الحرص على تدفئة الطفل جيدا
من المهم أن يحظى الرضيع بأقصى درجة من التدفئة لجسمه ,وأطرافه مع عدم جعله في مواجهة مصدر مباشر لدرجة الحرارة المرتفعة مثل المدفئة بل من خلال ارتداء الملابس المناسبة لتوفير الراحة والدفء , وفي الوقت نفسه تسمح بتمرير الهواء.