تعد أزمة القرحة الهضمية من أهم أمراض العصر الشائعة إلى حد ما، فعلى الرغم من التقدم العلمي في الجوانب التشخيصية والأنظمة العلاجية، إلا أن المرض لا يزال يمثل مشكلة صحية كبيرة بسبب إصابة الكثير من الاعداد به وكون طبيعة المرض مزمنة أو عرضة للتكرار، بالإضافة إلى إمكانية حدوث عدة مضاعفات صحية تتسبب في خلق الكثير من مشاعر عدم الراحة. لذا، فقد جئنا اليوم للحديث عن مرض القرحة الهضمية بشكل مفسر وأهم أعراضه، وما هي أهم 5 أسرار للوقاية من هذه الأزمة المرضية؟.
القرحة الهضمية
القرحة الهضمية
تعد القرحة الهضمية هي عبارة عن حالة مرضية تتطور فيها القرحة على بطانة المعدة ورأس الأمعاء الدقيقة، والتي عادة ما تحدث بسبب الإصابة ببكتيريا الـ HP وممارسة بعض العادات وأنماط الحياة الغير الصحية.
أعراض مرض القرحة الهضمية
أعراض مرض القرحة الهضمية
يمكن أن تختلف أعراض مرض القرحة الهضمية من خفيفة إلى شديدة، ولكن أكثرها شيوعا يتمثل في الآتي:
- الألم شرسوفي أو الحرقان: يعد الألم أو الإحساس بالحرقان في الجزء العلوي من البطن خاصة بعد الأكل أو عند الجوع هو العرض الرئيسي لهذه الحالة المرضية.
- الغثيان أو القيء: يمكن أن يحدث الشعور بالغثيان والقيء عندما تصاب قرحة الاثني عشر أو المعدة بحالة من التهيج والتفاقم.
- عسر الهضم والانتفاخ: في كثير من الأوقات وخاصة بعد تناول الطعام، فتحدث حالة من الشعور بالشبع لفترة زمنية طويلة حيث يحدث هذا الأمر بسبب صعوبة عملية الهضم أو الانتفاخ.
- نزيف المعدة: مع بعض الحالات المرضية الشديدة، يمكن أن تسبب قرح المعدة نزيفا يتجلى في البراز الأسود أو قيء الدم.
- فقدان الوزن لأسباب غير معروفة: عند المعاناة من قرحة المعدة، فسوف يسبب ذلك الأمر شعورا بعدم الرغبة أو القدرة على تناول الطعام، ومن ثم يمكن أن يصاب المرضى بحالة من إنقاص الوزن بشكل سريع.
الأنظمة العلاجية للتعامل مع مرض القرحة الهضمية
الأنظمة العلاجية للتعامل مع مرض القرحة الهضمية
يعتمد علاج القرحة الهضمية على سبب المرض وشدته، فعلى سبيل التوضيح تشمل العلاجات المعنية بهذا الأمر على ما يلي:
– العناصر الدوائية: إذا كانت قرحة المعدة والاثني عشر ناتجة عن عدوى هيليكوباكتر بيلوري، فسوف يقوم الطبيب بوصف دورة مضاد حيوي لقتل هذه البكتيريا، وفي كثير من الأحيان سيتعين على المرضى تناول مزيج من المضادات الحيوية لضمان التدمير الكامل للبكتيريا.
– مثبطات حمض المعدة: تتمثل هذه المنتجات الدوائية في مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، والأدوية المضادة لـ H2، واقيات الغشاء المخاطي في المعدة.
– تجنب استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية: إذا كان المرض ناتجا عن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ، فسوف يحتاج المريض إلى التوقف عن تناول هذه الأدوية واستبدالها بطرق أخرى أكثر ملاءمة لتخفيف الآلام.
– النظام الغذائي السليم: يحتاج أصحاب هذه الحالة المرضية إلى تناول وجبات صغيرة وتجنب الأطعمة الحارة أو الحامضة أو المشروبات الكحولية، فمن الهام معرفة أن النظام الغذائي الصحي يسهل من عملية الهضم ويقلل من تواجد الدهون داخل الجسم ولا يتسبب في تهيج المعدة ومن ثم تقليل الكثير من الأعراض المرضية وتعزيز عملية التئام القرحة.
– العلاج الجراحي: مع بعض الحالات المرضية وخاصة التي لا تستجيب للعلاج الدوائي أو تكون هناك مضاعفات خطيرة مثل ثقب المعدة أو النزيف غير المنضبط ، فقد تكون الجراحة خيارا ضروريا في هذه الآونة وقد تشمل إزالة الجزء التالف من المعدة أو إزالة بطانة المعدة.
5 نصائح للوقاية من مرض القرحة الهضمية
5 أسرار للوقاية من مرض القرحة الهضمية
عند الرغبة في الوقاية من القرحة الهضمية، فيمكننا اتخاذ التدابير التالية:
1) تناول الأدوية على النحو الموصوف من قبل الطبيب: مع هذه الحالة المرضية يجب أن يقوم الطبيب بالعمل على وصف الأدوية العلاجية المناسبة والبعد تماما عن التعامل مع هذا الأمر بشكل ذاتي،و استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أما إذا كان لا بد من تناول هذه النوعية من مضادات الالتهابات فكما ذكرنا من قبل أن هذا الأمر سيكون وفقا لتوجيهات الطبيب مع تجنب الاستخدام المطول.
2) الحد من القلق والتوتر: يمكن أن يزيد الإجهاد والقلق ومشاعر التوتر من مخاطر الإصابة بقرحة المعدة، لذلك فمن الضروري إيجاد طرق للاسترخاء والراحة بشكل صحيح وهذا لمحاولة التغلب على هذه الأزمة المرضية.
3) تناول الطعام بشكل علمي ومنتظم: مع هذه الحالة المرضية، ينصح بأهمية تجنب الإفراط في تناول الأطعمة الغير صحية والحد من الإسراف في الكميات المتناولة خاصة قبل النوم، مع ضرورة تناول الوجبات الصغيرة على مدار اليوم واضافة ما يكفي من الخضروات والألياف لمساعدة المعدة على الهضم بسهولة.
4) تجنب تعاطي المشروبات الكحولية والتبغ: يمكن أن يؤدي كل من المشروبات الكحولية والتبغ إلى تهيج بطانة المعدة وزيادة إنتاج الحمض، مما يزيد هذا الأمر بدوره من مخاطر الإصابة بالقرحة.
5) الفحوصات الصحية الدورية: عند حدوث المعاناة من بعض الأعراض المرضية مثل آلام البطن المتكررة أو الغثيان أو سوء الهضم، فينصح بأهمية إستشارة الطبيب المعالج لمحاولة تلقي العلاج الفوري لتجنب تفاقم الحالة المرضية.
باختصار، يعد مرض قرحة المعدة والاثني عشر هو مرض يمكن علاجه والسيطرة عليه بشكل فعال خاصة إذا تم اكتشافه مبكرا وعلاجه بشكل صحيح، ومن ثم يعد روتين الحفاظ على نظام غذائي علمي والعمل على تقليل التوتر والتحكم في استخدام الأدوية من العوامل المهمة في الوقاية من المرض وعلاجه قدر المستطاع.