عندما يتمتع الأفراد بحالة مناعية صحية سليمة، فسوف يترتب على هذا الأمر تدعيم مقاومة الجسم تجاه الأمراض وخاصة مع كبار السن وأصحاب المراحل العمرية المتقدمة خصوصا أن أصحاب هذه الفئات غالبا ما يعانون من بعض المشاكل الصحية والأمراض المزمنة. بوجه عام سنتعرف اليوم بشكل تفصيلي على أفضل 6 تدابير وقائية تعمل بصورة مباشرة على تعزيز عمل الجهاز المناعي وخاصة مع كبار السن.. فهيا بنا.
كيف يتغير الجهاز المناعي مع مراحل التقدم في العمر؟
يعتبر الجهاز المناعي هو عبارة عن مجموعة من الخلايا والأنسجة والأعضاء التي تعمل معا في خط متوازي لحماية الجسم من الفيروسات والبكتيريا ومسببات الأمراض الغريبة. فالجدير بالذكر أن هذا الجهاز يعد هو خط الدفاع الأول للجسم ضد العدوى والمرض بوجه عام.
مع مراحل التقدم في العمر يميل الجهاز المناعي إلى الضعف مما يعني هذا إستغراق وقتا أطول للتفاعل مع الجراثيم الضارة ومن ثم تصبح المناعة في حالة أقل فاعلية في مكافحة العدوى والأمراض. لذلك، فإن أفضل شيء يمكن لكل شخص القيام به هو محاولة إتباع الأنماط الحياتية الصحية لدعم جهاز المناعة ليعمل على النحو الأمثل والصحيح.
ما هي العوامل التي تؤثر على عمل الجهاز المناعي؟
على الرغم من أن الوراثة تلعب دورا مهما في مناعة الجسم، إلا أن هناك بعض العوامل الأخرى الغير وراثية والتي يمكنها أن تشارك أيضا في هذا الأمر. فعلى سبيل المثال، يمكننا أن نقوم بذكر الجراثيم التي نتعرض لها طوال حياتنا وما لها من دورا مباشرا في هذا الأمر، بالإضافة إلى بعض عوامل أنماط الحياة الشخصية مثل النوم والإجهاد والنظام الغذائي وممارسة الرياضة، وما لهم من أدوار فعالة في تقوية دفاعات الجسم بشكل رئيسي فعال.
ما هي أفضل 6 تدابير تعمل على دعم نظام المناعة مع مراحل التقدم في العمر؟
أولا: تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة
يغفل على الكثير منا أن عمل الجهاز المناعي بكفاءة يرتبط بشكل مباشر بما يتم إدخاله للجسم من أطعمة، فالجدير بالذكر أن العناصر الغذائية الصحية ضرورية لوظيفة المناعة حيث يساعد هذا الأمر على تعزيز تكوين خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة لمكافحة الأمراض.
على وجه التحديد، تساعد مضادات الأكسدة في العمل على حماية الجسم على المستوى الخلوي عن طريق تحييد المواد الضارة المحتملة التي تدخل إلى داخل أجسامنا. فيجب العلم أن معظم الأطعمة النباتية هي عبارة عن مصادر جيدة لمضادات الأكسدة والتي تتمثل في الباذنجان والبقوليات والشوكولاتة والعنب البري والرمان.
بالإضافة إلى ذلك، فيحتاج الجسم ايضا إلى البكتيريا المفيدة التي تعمل على تحقيق التوازن بين ميكروبيوم الأمعاء والقضاء على الالتهابات حيث يتم الحصول عليها من خلال الأطعمة المحتواه على البروبيوتيك مثل الزبادي واللبن الرايب والاجبان الطبيعية.
ثانيا: تناول مكملات فيتامين C
يلعب فيتامين C دورا مهما جدا في دعم جهاز المناعة والعمل على مكافحة الالتهابات، فعلى سبيل المثال يحتوي الفلفل الأحمر على فيتامين C أكثر من الحمضيات، لذا ينصح دائما بضرورة تناول الأطعمة المحتواه على هذا الفيتامين بشكل يومي منتظم من خلال وجباتنا الغذائية اليومية.
إذا تطلب الأمر، فيجب تحت إشراف طبي وبعد إجراء الفحوصات وتشخيص الحالة الصحية أن يتم اللجوء إلى الإستعانة بمكملات هذا الفيتامين لتعويض جسم المسن عن أي نقص يصيبه في هذه الأوقات.
ثالثا: تناول مكملات الزنك
إن نقص عنصر الزنك في الجسم يمكن أن يؤثر على مناعة الجسم الفطرية وقدرته على التكيف بوجه عام، فالجدير بالذكر أن عنصر الزنك يلعب دورا مهما تجاه العديد من أنواع الخلايا المختلفة.
على سبيل المثال، يمكننا أن نقوم بذكر الخلايا الليمفاوية وهي عبارة عن نوع رئيسي من خلايا الدم البيضاء المتواجدة في الجهاز المناعي، والتي يمكنها أن تعمل بشكل جيد بفضل حصول الجسم على كميات كافية من الزنك، ومن هنا يجب علينا معرفة أن هذا الفيتامين يتواجد في لحم البقر والحبوب والمحار والبذور والبقوليات، وإذا تطلب الأمر فسوف يتم تناول المكملات الغذائية تحت إشراف طبي من قبل المختصين.
رابعا: ممارسة التمارين الرياضة بانتظام
من منا يستطيع أن يقوم بإنكار فائدة التمارين الرياضية على الكبار والصغار والتي يجب أن نعمل على ممارستها يوميا بمعدل 30 دقيقة.
الجدير بالذكر أن بعض الدراسات والأبحاث العلمية قد أثبتت أن أمر أداء التمارين المنتظمة من الأمور الهامة التي تساعد في تقليل التوتر والقلق ومن ثم يترتب على هذا تحسين عمل الجهاز المناعي وتأخير ظهور الاختلالات المرضية المرتبطة بالحالة العمرية.
خامسا: تقليل مستويات التوتر والحفاظ على نوم جيد
كما هو ظاهر لدينا جميعا أن هناك العديد من الضغوطات في الحياة الخارجة تسيطر علينا في هذه الأونة، لذا فإن أمر اتخاذ بعض الخطوات الصحيحة لإدارة مستويات التوتر مثل إدارة الوقت بشكل جيد، والموازنة بين الحياة العملية والشخصية، ومعرفة كيفية الاعتناء بالنفس يعد من الأمور الهامة التي تعمل على دعم نظام المناعة بشكل صحي سليم.
إلى جانب ذلك، فمن الهام معرفة أن النوم والمناعة لهما علاقة ثنائية الاتجاه أي بمعنى أن الاستجابة المناعية تتعلق بصورة مباشرة بالنوم، فعند الحصول على فترات نوم كافية باكرة فسوف يترتب على هذا الأمر تعزيز الحالة المزاجية وتدعيم عمل جهاز المناعة وزيادة كفاءة أداءه.
علاوة على ذلك، يؤدي قلة النوم إلى إنتاج الجسم لمزيد من هرمون الكورتيزول الذي يعرف أيضا بأسم هرمون التوتر والذي يعمل بشكل مباشر على إضعاف المناعة.
سادسا: تجنب عادة التدخين السلبية
مما لا شك فيه أن عادة التدخين تعد من أهم العادات السلبية الضارة بالصحة والتي تقوم بإلحاق العديد من الأضرار بجهاز المناعة حيث يمكن أن تجعل الجسم غير قادر على محاربة العديد من المشاكل الصحية والمرضية.
يجب العلم أيضا أن هذه العادة تقوم بالإضرار بتوازن الجهاز المناعي، مما يزيد هذا الأمر من خطر الإصابة ببعض اضطرابات المناعة والمناعة الذاتية، وهذا بسبب مهاجمة الجهاز المناعي عن طريق الخطأ خلايا وأنسجة الجسم السليمة والصحية.