لا يوجد منا أحد لم يقم بالتعرض لأمر تناول المضادات الحيوية مرارا وتكرارا وهذا نظرا للمعاناة من بعض الحالات المرضية التي تتطلب الإستعانة بهذا العنصر الدوائي وتدعيم سبل الوقاية من بعض أنواع العدوى. ولكن يجب الإنتباه أنه عند القيام بتناول هذا الدواء أن يكون هذا الأمر طبقا لبعض المعايير وخاضعا للإشراف الطبي الوصفي لتجنب الشكوي أي توابع غير مرغوب فيها. بمزيد من التوضيح قررنا أم نتعرف اليوم بصورة مُفصلة أهم 6 آثار سلبية تصيب الجسم عند القيام بتناول المضادات الحيوية بصورة مفرط فيه.
6 آثار جانبية سلبية تصيب الجسم عند القيام بتناول المضادات الحيوية كثيرا
أولا: ضعف الجهاز المناعي
عند الحديث عن آلية عمل الجهاز المناعي، فن الواجب علينا معرفة أنه يقوم بممارسة مهامه من خلال التفاعل مع البكتيريا أو الفيروسات حيث يحدث هذا عندما نكون مصابين وتتم إنتاج أجسام مضادة محددة ضد البروتينات الغريبة (المستضدات) للتعامل مع البكتيريا المعدية.
الجدير بالذكر أنه عند حدوث الإصابة مرة أخرى بنفس البكتيريا، فسوف يقوم الجهاز المناعي بالتعرف عليها بسرعة وهذا لأنها تبدو له تلك المستضدات الأجنبية ومن ثم تتم مهاجمة العامل المعدي. فمن الهام معرفة أن هذه الكيفية تعد هي الطريقة التي يبني بها الجسم المناعة ضد العدوى، ولكن من الممكن أن تقوم المضادات الحيوية بالعمل على وقوف مثل هذه العملية من الحدوث.
بوجه عام يمكن أن يؤدي أمر الاستخدام المبكر للمضادات الحيوية أثناء العدوى إلى ضعف إنتاج الأجسام المضادة من قبل الجهاز المناعي، وهذا لأن الجسم لا يكون لديه من الوقت ما يكفي للتفاعل بشكل صحيح مع البكتيريا المسببة للأمراض وإنتاج الأجسام المضادة اللازمة. لذا فمن الوارد أن تحدث الشكوى من الالتهابات المتكررة من نفس البكتيريا.
ثانيا: تعطيل عمل البكتيريا المعوية
هناك مليارات من الكائنات الحية الدقيقة المفيدة التي تعيش في الأمعاء البشرية، وتسمى بميكروبيوم الأمعاء. فالجدير بالذكر أن هذه الكائنات الحية الدقيقة تشمل العديد من أنواع البكتيريا المفيدة، والتي تعمل على تنظم المناعة وحماية الجهاز الهضمي من مسببات الأمراض.
يجب العلم أن المضادات الحيوية تقوم بالعمل على إستهداف البكتيريا الضارة، ولكنها يمكن أن تقتل أيضا البكتيريا المفيدة التي تعيش في الأمعاء مما يخل هذا الوضع بالتوازن بين البكتيريا المسببة للأمراض والفطريات المختلفة وتصبح لديها فرصة كبيرة للنمو.
من الهام معرفة أنه عندما يتم تعطيل ميكروبيوم الأمعاء، فسوف يتم تغيير عمليات التمثيل الغذائي الهامة، والتي يمكن أن تؤدي إلى حدوث المعاناة من بعض الأمراض المزعجة مثل مرض التهاب الأمعاء (IBD) أو مرض كرون ((CD، بالإضافة إلى ذلك فقد تزيد المضادات الحيوية أيضا من خطر التعرض للعدوى المعوية، مما يجعل هذا الأمر الجسم أكثر عرضة للعدوى البكتيرية الفيروسية أو الضارة.
لذا يجب الإنتباه أنه خلال أول 3 سنوات من عمر الطفل يظل ميكروبيوم الأمعاء غير مستقر، ولكن عند القيام بتعريض الطفل للمضادات الحيوية مبكرا فمن الممكن أن يكون لهذا الأمر آثار سلبية طويلة المدى حيث التأثير على ميكروبيوم الأمعاء وعلى تكوين جهاز المناعة لدى الطفل.
ثالثا: المعاناة من الطفح الجلدي والإسهال والقيء
قد يشكو بعض الأفراد الذين يستخدمون المضادات الحيوية من بعض الآثار الجانبية السلبية المتمثلة في الطفح الجلدي والإسهال والقيء.
على سبيل التوضيح قد يعاني نسبة كبيرة من الأطفال مشكلة الإسهال لفترة قصيرة أو حتى أسابيع بعد تلقي العلاج بالمضادات الحيوية حيث من الوارد أن يحدث هذا بسبب اختلال التوازن بين جميع الكائنات الحية الدقيقة المفيدة التي تعيش في الأمعاء.
لذا فغالبا ما يوصي الأطباء خلال هذه الأثناء بضرورة إيقاف العلاج بالمضادات الحيوية ووصف البروبيوتيك للمساعدة في وقف الإسهال واستعادة الجهاز الهضمي لعمله بشكل طبيعي.
إقرأ أيضا: ما هو الإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية؟
رابعا: ردود الفعل التحسسية الشديدة
من الوارد تعرض نسبة كبيرة من الأطفال والبالغين إلى خطر المعاناة من بعض الأعراض التحسسية عند القيام بتناول المضادات الحيوية، فالجدير بالذكر أن هذه الأعراض يمكن أن تعبر عن نفسها في صورة أشكال مختلفة.
بوجه عام يمكن أن تتراوح هذه الأعراض من طفح جلدي بسيط إلى صدمة الحساسية، وخاصة إذا لم يتم إنقاذه في الوقت المناسب والتعامل معه بشكل سليم.
خامسا: السمنة في مرحلة الطفولة
عند القيام بتناول المضادات الحيوية بكثرة خلال فترة الطفولة، فمن الوارد أن ينتج على هذا الأمر إصابة الأطفال بزيادة كبيرة في الوزن، فالجدير بالذكر أن بعض الدراسات التي أجريت على الأطفال الذين يتناولوا المضادات الحيوية قد أثبتت أن أجسامهم معرضة بصورة كبيرة لعملية إكتساب الدهون في الجسم.
قد تكون الآلية الكامنة وراء الارتباط بين السمنة والمضادات الحيوية بسبب حدوث حالة اضطراب ميكروبيوم الأمعاء بسبب المضادات الحيوية والتغيرات في التمثيل الغذائي، ومن ثم تحدث المعاناة من السمنة والوزن المفرط.
سادسا: مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية
تعد البكتيريا عنصر مقاوم لآليات عمل المضادات الحيوية. فعلى أرض الواقع ، وخاصة عندما تتعرض البكتيريا لمضاد حيوي معين لفترات أطول من الوقت، فإنها تصبح حساسة لهذا المضاد الحيوي، ثم تتحور وتتكيف معه، وبالتالي تكون قادرة بالبقاء على قيد الحياة أثناء تلقي العلاج بالمضادات الحيوية.
بعد التعرض لهذا الآثر السلبي تصبح مقاومة المضادات الحيوية عبئا على الصحة العامة، حث ينتج على هذه الأمر عدم فاعلية أداء المضادات الحيوية في علاج الالتهابات البكتيرية الشائعة مثل داء السلمونيلات والالتهاب الرئوي.