على الرغم من تواجد العديد من الأشخاص الذين يتناولون مكملات فيتامين (د) بشكل يومي، إلا أنهم في معظم الأوقات لا يرون أي نتائج فعالة بالرغم من تناولها بصورة منتظمة، فالجدير بالذكر أن هناك الكثير من العوامل التي يمكن أن تساهم في عدم فعالية هذا الفيتامين، ومن هنا قررنا أن نقوم الآن من خلال سطور مقالنا التالي بالتعرف على أهم 6 أسباب تؤدي إلى عدم فاعلية مكملات فيتامين (د) بالرغم من تناولها بشكل يومي منتظم.
فيتامين (د)
يعد فيتامين (د) من أهم الفيتامينات المعنية بالعمل على تحسين وتطوير العظام، وكذلك المساعدة في الحفاظ على صحة الجهاز المناعي، فالجدير بالذكر أنه يتم إنتاج هذا الفيتامين في الجلد عند تعرضه لأشعة الشمس ويتم استكماله من خلال بعض الأطعمة وكذلك المكملات الغذائية.
من الهام أيضا معرفة أن فيتامين (د) هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، وبالتالي، فإنه يحتاج إلى الدهون الغذائية للحصول على اامتصاص الأمثل، ومن هنا يمكننا القول بأن الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا قليل الدسم أو لديهم حالات مرضية تضعف امتصاص الدهون مثل مرض الاضطرابات الهضمية وكرون، فقد لا يتمكنون من امتصاص هذا الفيتامين بشكل فعال من المكملات الغذائية.
6 أسباب هامة تؤدي إلى فشل فاعلية روتين تناول مكملات فيتامين (د)
1) تناول الجرعات الخاطئة
يفترض الكثير من الناس أن أي كمية من فيتامين (د) تستطيع أن تفيد الجسم، ولكن الحقيقة هي أن الجرعات يمكن أن تختلف اختلافا كبيرا بين الأفراد حيث يأتي هذا الأمر اعتمادا على العمر والوزن والموقع الجغرافي والصحة العامة.
بوجه عام تأتي التوصية لمعظم البالغين بضرورة أن تتراوح الجرعة بين 600 و 800 وحدة دولية / يوميا، ومع بعض الحالات الأخرى تصل الكمية المطلوبة حتى 1000 إلى 2000 وحدة دولية يوميا، وهذا للعمل على رفع مستويات فيتامين (د) إلى المستوى المطلوب.
يجب العلم أنه بدون مراقبة مستويات فيتامين (د) في الدم، فسوف يكاد يكون من المستحيل معرفة ما إذا كان الشخص يحصل على ما يكفي من هذا الفيتامين أم لا. لذلك، فيقوم الكثير من الأشخاص بالعمل على تناول هذا الفيتامين بنسب أقل من اللازم، ومن هنا يعد من الضروري إجراء اختبار لتكملة الجرعة بشكل صحيح، لتحقيق الفوائد الصحية.
2) العوامل الوراثية
سبب آخر لعدم استفادة الشخص بشكل صحي سليم من فيتامين (د) هو علم الوراثة، فعلى سبيل التوضيح يحدد جين VDR كيفية معالجة الجسم لهذا الفيتامين واستخدامه، فالجدير بالذكر أن هذه الاختلافات في الجين هي التي تجعل الفرد يتفاعل بشكل مختلف مع شخص آخر.
لذلك، وبالنسبة للأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي، وبغض النظر عما إذا كانوا يكملون نظامهم الغذائي أو يتعرضون لأشعة الشمس بشكل كاف، ففي هذه الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى المزيد من جرعات مكملات فيتامين (د) لتحقيق المستويات الطبيعية أو العلاج بطرق أخرى.
بصورة عامة يمكن أن يحدد تعدد الأشكال الجيني في جينات استقلاب فيتامين د، مثل CYP2R1 و CYP24A1 آلية استقلاب فيتامين (د) في الشكل النشط. لذلك، يمكن لهذه المتغيرات الجينية منع التجديد من تحقيق النتائج المرجوة.
إقرأ أيضا: 4 تأثيرات سلبية لنقص فيتامين د على الصحة الجنسية للرجال
3) الظروف الصحية
يمكن أن تتسبب بعض الحالات المرضية في عدم استقلاب الجسم أو استخدامه بشكل فعال، فعلى سبيل المثال، لا يستطيع الأشخاص المصابون بأمراض الكلى في كثير من الأحيان من تحويل فيتامين (د) إلى وضعية تعمل بشكل جيد، مما يترتب على هذا الأمر جعل المكملات في حالتها الأقل فاعلية.
بالنسبة لأمراض الكبد، مثل حالات التليف أو الالتهابات، فمن الممكن أن تقوم بإضعاف التحويل السليم لفيتامين (د)، ومن ثم يؤدي هذا الأمر إلى حصول الجسم على مستويات غير كافية من هذا الفيتامين على الرغم من تناول مكملات فيتامين (د) وبشكل يومي.
إلى جانب هذا، فمن الممكن أن تتسبب السمنة أيضا في إضعاف الأداء الطبيعي لمكملات فيتامين (د) حيث يترسب هذا الفيتامين في الأنسجة الدهنية، لذا وفي حالة ارتفاع الدهون في الجسم، فسوف يتسبب هذا في عزل المزيد من الفيتامين، مما يجعل الجسم أقل عرضة لاستخدام فيتامين (د).
لذلك، فمن المحتمل أن يحتاج الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة إلى جرعات أعلى من مكملات فيتامين (د)، لتوفير نفس التأثير مثل أولئك الذين يعانون من انخفاض الدهون في الجسم.
4) التفاعلات الدوائية
أحد أهم الأسباب التي تجعل مكملات فيتامين (د) أقل فاعلية يرجع إلى تفاعلها مع بعض العناصر الدوائية المختلفة مثل الجلوكوكورتيكويد، ومضادات الاختلاج، وأدوية خفض الكوليسترول… إلخ.
الجدير بالذكر أن هذا الأمر يؤثر على عملية التمثيل الغذائي لفيتامين (د)، مما يعوق هذا الأمر من عملية امتصاصه، وخاصة مع المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية ومن ثم تصبح الجرعة القياسية من فيتامين (د) ليست كافية.
يجب العلم أيضا أن المكملات الغذائية الأخرى التي لا تستلزم وصفة طبية بما في ذلك مكملات الكالسيوم أو المغنيسيوم تتداخل أيضا مع فيتامين د، مما يؤثر هذا على عملية أمتصاص هذا الفيتامين.
5) التوقعات الغير واقعية لمكملات فيتامين (د)
من الهام جدا معرفة أن مكملات فيتامين (د) ليست فعالة بشكل كامل، وهذا لأن الكثير من الناس يعتقدون أنها الدواء الشافي لمختلف المشاكل الصحية، ولكن الحقيقة هنا هي أن مكملات هذا الفيتامين تلعب دورا مهما في ضمان صحة العظام ووظيفة المناعة.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن يتم الخلط بين أعراض نقص هذا الفيتامين أو أي مرض آخر مع انخفاض مستويات فيتامين (د)، فعلى سبيل المثال، يمكننا أن نقوم بذكر بعض هذه الأعراض والتي من الوارد أن تتمثل في التعب أو ضعف العضلات أو المعاناة من آلام المفاصل، والتي يمكن أن تسببها أسباب عديدة مثل قلة النوم أو الإجهاد أو نقص العناصر الغذائية الأخرى.
يجب الأخذ في عين الإعتبار، أنه في حال استمرار هذه الأعراض حتى بعد تناول مكملات فيتامين (د)، فمن الضروري علاج الأسباب المؤدية لهذا الأمر.
6) عدم إجراء الفحوصات في الوقت المناسب
من الواجب علينا مراقبة مستويات فيتامين (د) في الدم، ولكننا غالبا ما نقوم بتجاهل هذا الأمر خاصة عند تناول مكملات هذا الفيتامين.
الجدير بالذكر، أن بعض الناس قد يعتقدون أنهم طالما يتناولون مكملات فيتامين (د) بشكل يومي، فإنهم يحصلون على ما يكفي من هذا الفيتامين، ولكن يجب العلم أنه مع كثير من الحالات، لا يكون الأمر بهذه السهولة حيث ينصح بضرورة المراقبة المنتظمة من خلال التحاليل اللازمة، خاصة بالنسبة لأولئك المعرضين لمخاطر نقص هذا الفيتامين بنسبة كبيرة.