مما لا شك فيه أن النظام الغذائي الغني بالبروتين له العديد من الفوائد والمنافع الصحية حيث أنه يساعد على التحكم في الوزن والمساهمة في تضميد الجروح إلى جانب القيام ببناء العضلات. ولكن على الجانب الآخر، فيجب معرفة أنه في حالة تناول الكثير من البروتين وبصورة أكثر من اللازم، فلن يكون هذا الأمر مفيدا على الإطلاق بل إنه ضار بالصحة وسوف يترتب عليه العديد من المشاكل الجسمانية. لذا قررنا اليوم أن نقوم بالتعرف على أهم 6 علامات تشير إلى حصول الجسم على الكثير من عنصر البروتين الغذائي وهذا للعمل على ضبط المقدار الصحي قدر الإمكان لكي يتم الحصول على الفوائد وتجنب الأضرار.
البروتين وفوائده للجسم
يعتبر البروتين هو عنصر غذائي يحتوي على العديد من الأحماض الأمينية اللازمة لصحة العضلات والعظام والجهاز المناعي حيث أنه يعد ضروري لعمل الأعضاء الأخرى مثل الأنسجة والجلد والشعر والهرمونات.
فمن الهام معرفة أنه عندما لا يتم تزويد الجسم بما يكفي من البروتين، فسوف تحدث حالة من فقدان العضلات، مما يؤدي هذا إلى تقلصها أو إضعافها. بالإضافة إلى ذلك فقد يؤدي نقص هذا العنصر أيضا إلى تثبيط تكوين الأجسام المضادة، مما يقلل هذا من قدرة الجسم على تدمير البكتيريا والفيروسات الضارة. لذلك، يجب علينا من خلال أنظمتنا الغذائية اليومية أن نقوم بوضع البروتين داخلها فهو عنصر لا غنى عنه.
الكمية التي يحتاج لها الجسم من البروتين
كما هو الحال مع العناصر الغذائية الأخرى حيث أن هناك كمية من البروتين تعتبر الأساس الذي يجب على الجميع تناوله في يوم واحد أي نعم قد تتطلب بعض الحالات بروتينا أكثر من الموصى به بناء على العمر والوزن والطول ومستوى النشاط.
بوجه عام يجب على البالغين محاولة الحصول ما بين 10٪ و 35٪ من السعرات الحرارية اليومية من مصادر البروتين. فإذا قمنا بالحديث عن نظام غذائي يحتوي على 2000 سعر حراري، فيجب أن يكون 200 إلى 700 سعرة حرارية من البروتين.
لذا يمكننا القول أن كمية البروتين التي يحتاج لها البالغين يوميا يجب أن تتراوح من 74-68 جم؛ أما على صعيد الإناث فتتراوح النسبة من 63-60 جم. ومع ذلك، فإن النسبة الدقيقة لكل فرد كما ذكرنا من قبل تعتمد على العديد من العوامل مثل امتصاص البروتين، ونظام المعيشة، والقدرة الأيضية، ومستوى النشاط خلال اليوم.
6 علامات تدل على إكتساب الجسم للكثير من البروتين
في حين أن زيادة تناول البروتين من الأمور التي يمكن أن تكون مفيدة مع بعض الحالات، إلا أنه في بعض الأحيان لا يكون مفيدا على الإطلاق، حيث من الوارد أنه يؤدي إلى العديد من الآثار الجانبية والمشاكل الصحية.
أظهرت العديد من الأبحاث أنه إذا تم تجاوز حدود البروتين، فقد يواجه الفرد حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي أو الكلى أو الأوعية الدموية. فعلى الرغم من أن الجسم السليم عادة لا يواجه مشكلة في استقلاب البروتين الزائد، إلا أن الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة معينة يمكن أن يتعرضوا لعواقب صحية خطيرة من تناول الكثير من البروتين.
بوجه عام يمكننا معرفة ما إذا كنا نقوم بتناول الكثير من البروتين من خلال العلامات التالية:
أولا: رائحة الفم الكريهة
يمكن أن تكون رائحة الفم الكريهة من أهم العلامات التي تدل على أن الجسم في حالة الكيتوزيه حيث يحدث هذا عندما يقوم الجسم بحرق الدهون بدلا من الجلوكوز كمصدر رئيسي للطاقة.
يجب العلم أن الكيتوزيه من الحالات التي ترتبط بالأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين، والتي تشمل نظام كيتو الغذائي، فقد أظهرت بعض الدراسات أنه في الأشخاص الأصحاء الذين يصدر منهم أنفاس كريهة، فإنهم يقومون بفقد الدهون وبالأخص إذا كانوا يتبعون نظاما غذائيا منخفض الكربوهيدرات.
ثانيا: التبول الزائد والإصابة بالجفاف
عندما نقوم بتناول المزيد من البروتين، فسوف يترتب على هذا الأمر التبول في كثير من الأحيان لأن الكليتان تعملان بجد ونشاط لاستقلاب العناصر الغذائية الزائدة.
الجدير بالذكر أن التبول المفرط من الأمور التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث الجفاف. لذلك، فمن الضروري محاولة شرب الكثير من الماء وبالأخص في أوقات إتباع أنظمة غذائية عالية البروتين.
ثالثا: زيادة الوزن
من الهام معرفة أن تناول الكثير من البروتين من الأمور التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث زيادة في الوزن حيث أن هذا الأمر يختلف عن زيادة كثافة العضلات. بالإضافة إلى ذلك فإن تناول المزيد من هذا العنصر يعني أيضا الحصول على المزيد من السعرات الحرارية، وقد يحتوي مصدر البروتين الذي نتناوله على المزيد من الدهون المشبعة أيضا.
من هنا يقوم الجسم بتحويل البروتين الزائد في الجسم إلى سكر يتم تخزينه على شكل دهون، ومع مرور الوقت، تساهم هذه العوامل في زيادة الوزن.
رابعا: اضطرابات الجهاز الهضمي
تحدث الكثير من إضطرابات الجهاز الهضمي وبشكل شائع عندما نقوم بتناول الكثير من البروتين، وخاصة عند اتباع نظام غذائي غني بالبروتين الحيواني ومنخفض الألياف، مما يؤدي هذا الأمر إلى حدوث المعاناة من الإمساك والغثيان والإسهال وآلام في المعدة.
يجب العلم أن تناول الكثير من اللحوم يجعل الجسم يأخذ المزيد من الجهد للهضم ومن ثم وقوع الكثير من الإرهاق على الجهاز الهضمي. بالغضافة إلى ذلك فيميل بعض الأشخاص أيضا إلى مواجهة صعوبة في هضم المكسرات الكاملة وبالأخص عندما لا يقومو بمضغها بصورة جيدة.
خامسا: مخاطر الإصابة بأمراض القلب
يمكن أن يكون للبروتين آثار إيجابية وسلبية على نظام القلب والأوعية الدموية حيث أنه يعد سلاح ذو حدين وهذا اعتمادا على نوع البروتين الذي نقوم بتناوله، فالبروتينات النباتية مثل البقوليات والمكسرات والبذور والأسماك والمأكولات البحرية مفيدة لصحة القلب، في حين أن البروتينات الحيوانية مثل اللحوم الحمراء والمعالجة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
سادسا: مشاكل الكلى والكبد
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى أو الكبد، فإن عملية تحطيم البروتين الزائد تتطلب الكثير من الجهد حتى أنها قد تساهم في حدوث الفشل الكلوي.
بالإضافة إلى ذلك فيمكننا أن نذكر مشكلة أخرى ألا وهي الأمونيا، وهي عبارة عن منتج ثانوي لعملية التمثيل الغذائي للبروتين حيث يتم إفرازها في البول، فإذا كانت وظائف الكلى أو الكبد ضعيفة، فمن الممكن أن تصل الأمونيا إلى مستويات سامة وتسبب آثارا جانبية خطيرة على الجسم.