في بعض الأوقات، يقوم الكثير منا باستخدام المشروبات الطبيعية والجاهزة في تناول الأدوية. الجدير بالذكر، أن هذا الأمر يحمل في طياته الكثير من الآثار الجانبية وهذا بسبب تفاعل المنتجات الدوائية هذه مع العصائر. لذا، فقد قررنا أن نتعرف الآن من خلال مقالنا على أفضل 6 مشروبات ينبغي تجنب اللجوء إلى استخدامها عند تناول الدواء وهذا للوقاية من أي تبعيات سلبية محتملة الحدوث.
ما هي أهم 6 مشروبات ينبغي تجنبها عند تناول الدواء؟
أولا: عصير الجريب فروت
عصير الجريب فروت
كما نعلم جميعا أن عصير الجريب فروت مفيدا جدا للصحة، لكن يُنصح بعد تناوله مع بعض أنواع الأدوية لأن هذا الأمر قد ينتج عنه العديد من التفاعلات الضارة والتي تتمثل في الآتي:
– زيادة مستويات الدواء في الدم (أكثر شيوعا): يستطيع عصير الجريب فروت أن يعمل على تثبيط إنزيم CYP3A4، مما يتسبب هذا في عدم استقلاب الدواء والتخلص منه من الجسم بمعدل طبيعي، مما يزيد هذا من تركيزه في الدم ومن ثم تزداد الجرعة التي قد تم الحصول عليها وتباعا تزداد الآثار الجانبية، والسمية الدوائية.
– انخفاض مستويات الدواء في الدم (أقل شيوعا): في بعض الحالات، يمكن أن يقوم عصير الجريب فروت بمنع بروتينات النقل التي تساعد الدواء على دخول الخلايا لامتصاصه، مما يترتب على ذلك التقليل من كمية الدواء التي يتم امتصاصها في مجرى الدم، ومن ثم يصبح الدواء أقل فعالية أو غير فعال على الإطلاق.
– وقت التفاعل: يمكن أن يستمر تأثير الجريب فروت على إنزيم الـ CYP3A4 بشكل كبير حيث من الوارد أن يمتد لفترة زمنية تتراوح من 24-72 ساعة بعد شرب كمية صغيرة من عصير الجريب فروت. لذلك، فإن فصل وقت تناول الدواء وشرب عصير الجريب فروت في نفس اليوم لا يكفي لتجنب التفاعل.
على سبيل التوضيح أكثر، تتفاعل بعض أنواع الأدوية الشائعة مع عصير الجريب فروت، مثل:
– أدوية الستاتين، ومن أهم أنواع الأدوية المتأثرة بشدة الـ (سيمفاستاتين – أتورفاستاتين – لوفاستاتين)، ففي حال القيام بشرب عصير الجريب فروت، فسوف يزيد هذا الأمر من تركيز الدواء، وبناء عليه تزداد مخاطر حدوث العديد من الآثار الجانبية مثل تلف الكبد، وانحلال الربيدات، والفشل الكلوي.
– حاصرات قنوات الكالسيوم مثل الـ (نيفيديبين – أملوديبين – فيلوديبين – نيسولديبين – نيكارديبين)، فالجدير بالذكر أن جميع هذه الأدوية تتفاعل مع عصير الجريب فروت وتعمل على زيادة تركيزات الدواء، وتسبب انخفاض ضغط الدم المفرط، والدوخة، والصداع، وبطء القلب.
– الأدوية المثبطة للمناعة مثل الـ (السيكلوسبورين – تاكروليموس – سيروليموس)، والتي في حال تناولها مع العصير فسوف يزداد تركيزها، ومن ثم تزيد من مخاطر السمية الدوائية.
– الأدوية المضادة للقلق والمهدئات مثل الـ (بوسبيرون – ديازيبام – ميدازولام – تريازولام) وفي حال زيادة تركيزها ستسبب النعاس والدوخة والارتباك.
– أدوية عدم انتظام ضربات القلب مثل الـ (أميودارون – درونيدارون) وما يتبع أمر تناول عصير الجريب فروت من زيادة تركيزات الدواء، مما يسبب مشاكل خطيرة في القلب.
– مضادات التخثر مثل الـ (أبيكسابان – ريفاروكسابان – كلوبيدوجريل – تيكاجريلور – وارفارين)، وما يتبع هذا الأمر من زيادة مخاطر النزيف.
– مضادات الهيستامين فيكسوفينادين والتي في حال تناولها مع عصير الجريب فروت، فسوف يقلل هذا الأمر من فاعلية الدواء بسبب انخفاض الامتصاص.
ثانيا: عصير البرتقال أو الليمون
عصير البرتقال أو الليمون
يحتوي عصير كلا من البرتقال أو الليمون على مستويات عالية من فيتامين C وكمية كبيرة من الأحماض. لذا، وفي حال استخدام هذين النوعين من العصير أثناء تناول الدواء، فسوف يتسبب ذلك في فقدان الدواء كل تأثيره الدوائي تقريبا تقريبا.
ثالثا: عصير الرمان
عصير الرمان
يعد عصير الرمان من المشروبات اللذيذة والمغذية والمفضلة للكثير من الناس، ولكن هذه النوعية من العصير تحتوي على مركبات لها القدرة على التأثير في عملية التمثيل الغذائي للأدوية في داخل الجسم خاصة من خلال إنزيمات الكبد وبروتينات نقل الأدوية.
يمكن أن يؤثر عصير الرمان على الأدوية المتناولة من خلال الأتي:
– زيادة التأثير الخافض للضغط لأدوية ضغط الدم: لعصير الرمان نفسه تأثير فعال في عملية خفض ضغط الدم. الجدير بالذكر، أنه عند دمجه مع أدوية ارتفاع ضغط الدم مثل الـ (أملوديبين – فيلوديبين – مثبطات نيفيديبين أو الإنزيم المحول للأنجيوتنسين – حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين II)، فسوف تتفاقم آلية التأثير الخافض للضغط.
بناء على هذا، فمن الممكن أن يؤدي ذلك الأمر إلى انخفاض ضغط الدم المفرط وتباعا تظهر العديد والكثير من الأعراض الجانبية.
– التأثيرات على التمثيل الغذائي للأدوية: أظهرت بعض الدراسات والأبحاث الحديثة أن عصير الرمان يمكن أن يثبط إنزيم CYP3A4، فعلى سبيل التوضيح يلعب هذا الإنزيم دورا مهما في عملية التمثيل الغذائي للعديد من الأدوية، بما في ذلك بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم والعقاقير المخفضة للكوليسترول.
من الهام معرفة، أنه عندما يتم تثبيط هذا الإنزيم، فمن الممكن أن يزداد تركيز الدواء في الدم، مما يزيد هذا الأمر من خطر الآثار الجانبية للدواء، فعلى الرغم من أن تأثير عصير الرمان هذا ليس قويا وشائعا مثل الجريب فروت ، إلا أنه لا يزال هناك حاجة إلى الحذر والحيطة قدر الإمكان.
رابعا: الحليب ومشروبات الألبان
الحليب ومشروبات الألبان
كثير من الناس لديهم عادة شرب الحليب عند تناول الأدوية، ولكن لا ينصح بذلك الأمر إطلاقا لأن المكونات الموجودة في الحليب تتداخل مع امتصاص الأدوية.
بمزيد من الفهم، يحتوي الحليب على نسبة عالية من الكالسيوم والحديد والمعادن الأخرى، فعندما تتحد هذه الأيونات المعدنية مع بعض المكونات النشطة في الأدوية، فمن الممكن أن تشكل مركبات يصعب إذابتها في الجهاز الهضمي.
تباعا، سوف يؤدي هذا الأمر إلى عدم امتصاص الدواء في مجرى الدم بشكل كاف، ومن ثم انخفاض التأثير العلاجي أو فقدان فعالية الدواء.
الأدوية التي تتأثر عادة بالحليب:
– المضادات الحيوية مثل (التتراسيكلين – الدوكسيسيكلين) حيث سيكون لها انخفاض في الامتصاص.
– الفلوروكينولونات مثل الـ (سيبروفلوكساسين – ليفوفلوكساسين – موكسي فلوكساسين) حيث يمكن أن يقلل الكالسيوم والمغنيسيوم الموجود في الحليب من امتصاص هذه المضادات الحيوية.
– مكملات الحديد والتي يمكن أن يتداخل الحليب مع امتصاصها، وتباعا تقل فاعلية مكملات الحديد.
– دواء البايفوسفونيت والذي يقلل الحليب من فاعلية امتصاصه.
– أدوية الغدة الدرقية مثل الـ (ليفوثيروكسين) حيث يمكن أن يؤثر الكالسيوم الموجود في الحليب على امتصاص هذا الدواء، مما يقلل من فاعلية علاج قصور الغدة الدرقية.
– بعض الأدوية المعنية بالتعامل مع أمراض القلب مثل (الديجوكسين) حيث يمكن أن يزيد الكالسيوم الموجود في الحليب من سمية الديجوكسين في بعض الحالات.
خامسا: القهوة والشاي
القهوة والشاي
بعض الناس لديهم عادة تناول الدواء مع الشاي أو القهوة، ولكن يمكن أن يقلل هذا الأمر من معظم آثار المنتجات الدوائية، مما يجعل المرض طويل الأمد.
لا يقتصر الوضع على ذلك فقط حيث يمتد إلى قيام القهوة بالإضرار بالمعدة في حال تناولها مع بعض المنتجات الدوائية خاصة عند تناول الأدوية المضادة للالتهابات
سادسا: المشروبات الرياضية
المشروبات الرياضية
تتمتع المشروبات الرياضية بكونها ذات تركيزات عالية من عنصر البوتاسيوم. لذا، وفى حال تناول أدوية القلب أو الأدوية الخافضة للضغط مع هذه المشروبات، فسوف يترتب على ذلك التعرض لبعض المخاطر الصحية التي لا يحمد عقباها على الإطلاق.