يتداخل العامل الوراثي مع العديد من الأشياء حيث يرسم الملامح الشكلية التي نحن عليها لذلك فإن شكل الأبناء يحمل كثيرا من الأبوين سواء أحدهما أو كلاهما , وذلك نتيجة لرحلة انتقال الجينات من الآباء إلى الأبناء ليكون أمامنا الشكل النهائي للطفل , ولكن من الجانب الآخر يمكن أن تتم وراثة عدد من الحالات المرضية من الأمهات إلى الفتيات,وبوجه عام تم إدراج علم الوراثة ضمن فروع علم الأحياء ليس لدراسة الصفات الشكلية فقط بل مايمكن أن ينتقل أيضا من حالات طبية ونفسية مزمنة .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي 6 مشكلات صحية وراثية يمكن انتقالها من الأمهات إلى الفتيات.
6 مشكلات صحية وراثية يمكن انتقالها من الأمهات إلى الفتيات
الأمر لايتم بشكل عشوائي, بل أنه خاضع لتاثير الوراثة التي ينبغي وضعها عين الإعتبار حين تحدث عملية تمرير للصفات الوراثية التي تضع بصامتها وتجعل الأطفال يكتسبوا سمات شكلية معينة إما من الأب أو الأم استنادا على الأنواع الأقوى من الصفات , وهذا الأمر ينطبق على مايمكن أن يواجهه الطفل من اضطرابات وراثية .
1-الأمراض القلبية
تعد المشكلات القلبية من ضمن الأسباب التي ترجع في بعض الأحيان إلى عوامل وراثية حيث أنه يمكن أن تصاب الفتاة التي سبق أن تم تشخيص والدتها جراء آلام الصدر الطاعنة بأزمة قلبية فقد أثبتت أحد الأبحاث أن فرص حدوث هذا الأمر الذي تحركه الجينات قد يصل إلى حوالي 20%، فضلا عن ارتفاع عوامل الإصابة بالسكتات الدماغية نتيجة اختلالات مفاجئة في التدفق الدموي إلى الدماغ بسبب انسداد أحد الشرايين في المخ ختصة إذا كانت الأم قد عانت من تلك المشكلة الصحية .
اضطراب تخثر الدم الموروث : يطلق عليه أيضا مرض الأوعية الدموية الوراثي وخلاله تحدث عملية انتقال لأحد الجينات المرضية من الآباء إلى الشخص ويرتبط ذلك بحدوث اضطراب جيني يتسبب في إحداث تغيرات في خصائص الدم ليكون معرضا بشكل أكبر لتكوين الجلطات,وتترك تلك النوعية من الأمراض الوراثية تأثيرها على الشريان التاجي في القلب , بالإضافة إلى الشريان المخي الموجود في الدماغ
2-سرطان الثدي
إنه لأمر محزن, أن تصاب المرأة بأورام في الثدي, لذلك يعد سرطان الثدي من بين أنواع السرطانات المنتشرة التي تعاني منها بعض النساء على نطاق واسع , ويمكن للمرأة استكشاف وجود مظاهر من التكتلات الغريبة في الثدي ليثبت التشخيص إيجابية الإصابة بعد ذلك , وقد وجد أن العامل الوراثي له صله في رفع عوامل الخطر خاصة لدى النساء خاصة التي ثبت أنهم أجسامهم تحتوي على جين معين متحور يعرف BRCA1 أو BRCA2 مما يجعلهم معرضين بدرجة أعلى لخطر سرطان الثدي وتحديدا في المراحل العمرية المبكرة .
من الضروري أن تستجيب النساء لتوصيات الأطباء بشأن إجراء بعض الفحوصات للتحقق من صحة الثدي ومن أبرزها التصوير الإشعاعي الذي يتم بواسطة الأشعة السينية كإجراء للكشف عما يتواجد داخل أنسجة الثدي , ومن المهم وضعه ضمن خطة الفحوصات الشائعة بعد سن الأربعين , واستكمالا للنصيحة في حال تواجد أحد الأفراد الأقارب ضمن شجرة العائلة مصابا بسرطان الثدي فيجب إيلاء اهتمام خاص بالخضوع لفحص الأمراض الوراثية
3-مرض الزهايمر
يعبر الزهايمر عن المصطلح العام لوصف أمراض التدهور الإدراكي ويتصل بمعاناة المرضى من تقلصات دماغية تسبب اضطرابات, ويعد الشكل الذي يمثل مقدمة الإصابة بالخرف,ويتضح في صورة تعرض معالم الذاكرة لنوع من التشوهات التدريجية ,وقد وجد أنه يمكن أن يكون داء وراثي سببه الرئيسي هو جين الزهايمر الذي يمكن أن ينتقل وراثيا , لذلك إذا كانت الأم قد تم تشخيصها بمرض الزهايمر وخاصة أن النساء أكثر عرضة للإصابة به مقارنة بالرجال فإن الأبنة قد تصبح معرضة أيضا للإصابة بوصولها إلى مرحلة الشيخوخة بما يصل نسبته إلى 30 – 50%.
توجد عدد من التدابير الإحتياطية التي تشكل عوامل وقائية من خطر تدهور الذاكرة ومن ضمنها الحفاظ على وزن صحي , ومتابعة مؤشرات ضغط الدم ومستويات دهون الكوليسترول بشكل دوري منتظم علاوة على تقنين بعض الممارسات الصحية الشاملة مما يساهم في الحد من مخاطر الإصابة بالخرف
اقرأ أيضا هل الأمراض النفسية تنتقل بالوراثة ؟ .. أهم 5 اضطرابات عقلية وراثية
4-الاكتئاب
بعد أن ذكرنا الحالات الطبية المنقولة وراثيا من الأم إلى الأبنة فإنه فيما يتعلق بالأمراض النفسية فإن الإصابة بالإكتئاب الحاد أمر وارد الحدوث بنسبة احتمال تصل إلى حوالي 10 % حين تظهر بعض الأعراض في صورة إنطواء ,وفقدان الرغبة في ممارسة أي نوع من الأنشطة , مع المعاناة من الأرق الليلي , وفقدان الشهية , وهنا نتفق مع حقيقة أن الإكتئاب وراثيا إذا تواجد ضمن شجرة العائلة أحد مصابي هذا المرض النفسي ,ويتم علاج الأمر بالحصول على قسط كافي من النوم , إدارة مستويات التوتر العالية .
5-الصداع النصفي
من بين أنواع الصداع الأكثر شيوعا سنجد الصداع النصفي يحتل قمة الهرم وهو شكل من أشكال الإضطرابات العصبية, ومالايعرفه كثيرون أنه وراثيا تزداد احتمالات الإصابة به بما يتراوح بين 70 – 80 % فإذا كانت والدتك دائما مالديها تلك الشكوى الشائعة فأنت أيضا عرضة لذلك , نتيجة انتقال نوع جينات مرضية معيبة مسببة له,ومن بين المثيرات الشائعة للصداع النصفي توجد انواع الأطعمة المحفزة لأعراض الحساسية ومن أبرزها الشيكولاته ,والجبن, مشروبات الكافيين ,وأنواع الفاكهة الحمضية ، فضلا عن حاجة الفتيات لمثل تلك الأطعمة المنظمة للعوامل الهرمونية خلال فترة الدورة الشهرية حيث تعد من العوامل المسببة لصداع الرأس المؤلم.
6-انقطاع الطمث المبكر
لن تظل المرأة في مرحلة سن الإنجاب طوال حياتها بل لابد من المرور بمرحلة سن اليأس أو انقطاع الطمث حين تنقطع الدورة الشهرية عند النزول شهريا , وهذا السن يقع في المتوسط بين 50 إلى 55 عاما ,وتعد تلك الحالة الفسيولوجية من بين الحالات التي تنتقل بالوراثة من الأمهات إلى الفتيات بما يصل إلى مايتراوح بين70 – 85 % , ويجب الإشارة إلى أن المرأة خلال تلك الفترة تعاني من عوارض مرضية من بينها الهبات الساخنة , اضطرابات النوم والأرق الليلي ,التقلبات المزاجية.