مما لا شك فيه أن أدوية مرض السكري تساعد بصورة كبيرة في التحكم بمستويات السكر في الدم وبشكل فعال. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يقوم بتحديده الطبيب المعالج عند قيامه بوصف الدواء المناسب على حسب درجات هذا المرض، ومن ثم يقوم المريض بالعمل على الإلتزام بهذا العلاج. ولكن بمزيد من الفهم يجب علينا أن نتعرف على بعض المعلومات عن الأدوية المعنية بالتعامل مع مرض السكري. لذا سنقوم فيما يلي بذكر أهم 6 ملاحظات يجب على أصحاب مرض السكري معرفتها قبل عملية تناول الأدوية المعنية بالتعامل مع هذا المرض.
كيف نعمل على علاج مرض السكري؟
من الهام جدا معرفة أن عملية علاج مرض السكري من العمليات طويلة الأجل التي تتطلب الإلتزام بمجموعة من الضوابط لكي يتم تحقق نتائج علاجية فعالة، الجدير بالذكر أن هذه العوامل تتمثل في التغذية السليمة وممارسة التمارين الرياضية والالتزام بتعليمات العلاج من قبل الطبيب المختص، فإعتمادا على الحالة المرضية المحددة، فسوف يقوم الطبيب بالعمل على وصف العلاج المناسب لمرض السكري.
يعتمد الطبيب أثناء التشخيص على مؤشر نسبة السكر في الدم HbA1c وخطر حدوث مضاعفات في كل مريض، ومن ثم يعمل على وصف الدواء المناسب الذي يحتاج المريض إلى تناوله وفقا للتعليمات، مع مراعاة الجرعة ومدة الاستخدام. وفيما يلي سوف نقوم بذكر 6 أشياء يحتاج المرضى إلى معرفتها أثناء استخدام الأدوية العلاجية مع هذه الحالة المرضية.
هل تمنع أدوية السكري الحالة المرضية من التقدم؟
عند إكتشاف مريض السكري حدوث إصابته بهذا المرض فسوف يقل لديه إفراز الأنسولين بسرعة في غضون 5 سنوات من الإصابة بالمرض. لذلك، إذا تم تشخيص هذه الحالة المرضية مبكرا وتم علاجها جيدا قبل تفاقم اضطرابات إفراز الأنسولين، فمن الممكن أن يتوقف هذا المرض من التقدم ومن ثم نمنع حدوث مضاعفاته بشكل أو بآخر.
وفقا لبعض الدراسات العلمية، فإذا كان المرضى الذين لديهم سيطرة جيدة على نسبة السكر في الدم مع A1C أقل من 6.5 في السنة الأولى بعد تشخيص مرض السكري ، فسوف يصبحون أقل عرضة للإصابة بمضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة والأوعية الدموية الدماغية في خلال 10 سنوات حيث انه لوحظ قلة حدوث مضاعفات خلال هذه الفترة الزمنية.
لذلك، ومن منظور طويل الأجل، يمكن ملاحظة أن التحكم الجيد في مستويات السكر في الدم من خلال الأدوية الصحيحة في المراحل المبكرة من تشخيص المرض يلعب دورا مهما للغاية في منع حدوث أي مضاعفات لاحقا.
إقرأ أيضا: أهم العادات الخاطئة التي تزيد من خطر الإصابة بداء السكري
متى يجب أن يتم تناول الأدوية المضادة للسكري؟
يجب العلم أن كل دواء له آلية عمل مختلفة، لذلك يتم تعيين مقدار الجرعات بشكل مختلف لزيادة فعالية الدواء وتقليل الآثار الجانبية المترتبة جراء تناوله، فعلى سبيل المثال:
– يجب أن تؤخذ الأدوية التي تنظم مستويات السكر في الدم عن طريق تحفيز إفراز الأنسولين من البنكرياس مثل (السلفونيل يوريا ، الميجليتينيدس) قبل 30 دقيقة من الوجبات أو قبلها بشكل مباشرة.
– يجب أن تؤخذ الأدوية التي تبطئ التحلل المائي للكربوهيدرات والسكريات الثنائية وامتصاص السكر مثل (مثبطات ألفا جلوكوزيداز) مباشرة قبل تناول الطعام أو مع الوجبات.
– يوصى بالأدوية التي تعزز تأثيرات الأنسولين على الكبد والعضلات والأنسجة الدهنية مثل (الميتفورمين) أن يتم تناولها مع الوجبات أو بعدها مباشرة.
– تعمل مثبطات DPP-4 المستخدمة مؤخرا على نطاق واسع للتحكم في مستويات السكر في الدم عن طريق زيادة هرمون الإنكريتين، مما يزيد هذا من إفراز الأنسولين من البنكرياس، والذي يمكن أن يتم تناوله في أي وقت.
يجب ملاحظة أنه عند قيام الطبيب بوصف أي نوعية من هذه الأدوية، فإنه سيقوم بإرشاد المريض نحو ضرورة الاستخدام المحدد ومدة كل دواء.
هل ينتج عن تناول أدوية السكري لفترة طويلة تواجد حالة من المقاومة؟
من الهام معرفة أن مقاومة الأدوية المضادة لمرض السكري لا تتطور، فكما نعلم جميعا أن داء السكري هو مرض تدريجي. فإذا كنا نعتقد أنه تطور مقاوما للدواء ومن ثم نقوم بالتوقف عن تناول الأدوية الموصوفة بمفردنا، فهنا قد يرتفع مستوى السكر في الدم، مما يجعل المرض في حالته الأسوأ.
لذلك، يجب على المريض عدم التوقف عن تناول الدواء أو إضافة أدوية جديدة أو تغيير الأدوية دون الحصول على إستشارة محددة من الطبيب المعني بمتابعة الحالة الصحية.
هل تحل الأطعمة الوظيفية محل أدوية السكري؟
تعد المكملات الغذائية المرتبطة بداء السكري من المكملات الهامة التي لها تأثير على سكر الدم ولكن بنسبة أقل من الأدوية. لذلك، عند التوقف بشكل تعسفي عن تناول الأدوية المضادة للسكري واستبدلتها بالمكملات الصحية، فسوف ترتفع مستويات السكر في الدم حتى قد يصل الأمر إلى تفاقم الحالة الصحية، مما يؤدي هذا إلى قيام الطبيب بزيادة جرعة العلاج. لذلك، يجب على المرضى ملاحظة أنه لا توجد مكملات غذائية يمكن أن تحل محل الدواء.
هل تحدث حالة من النقص في التغذية عند تناول أدوية السكري لفترة طويلة؟
يجب العلم أن تناول دواء مرض السكري على المدى الطويل لا يسبب نقص في التغذية. ومع ذلك، فإن تناول الميتفورمين وهو أحد أكثر أدوية السكري شيوعا لفترات طويلة من الزمن وبجرعات عالية فمن الممكن أن يتسبب هذا الأمر في حدوث نقص فيتامين ب12.
ومع ذلك، لا يجب على جميع المرضى الذين يتناولون الميتفورمين تناول مكملات فيتامين ب 12، إلا إذا تم العثور على نقص من خلال الاختبارات المعملية التي يقوم الطبيب من بعدها بوصف المكملات المناسبة.
هل تزيد أدوية السكري من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس؟
المرضى الذين يعانون من داء السكري معرضون لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية ومن أهمها المعاناة من سرطان البنكرياس. ولكن يجب العلم أن السبب في حدوث هذه المشكلة لا يرجع إلى تناول أدوية العلاج من السكري بل بسبب أن البنكرياس يستمر في إنتاج الأنسولين للتحكم في ارتفاع مستويات السكر في الدم ، مما يسرع من انخفاض وظيفة البنكرياس. لذلك، فمن الضروري العمل على تعزيز التحكم في نسبة السكر بالدم عن طريق تناول الأدوية العلاجية المناسبة للحصول على تأثير وقائي على البنكرياس.