تعد مضادات التخثر هي واحدة من أكثر مجموعات الأدوية المألوفة في علاج القلب والأوعية الدموية، ولكن قد يصعب على البعض فهمها بشكل صحيح واستخدامها بأمان. حتى في الممارسة السريرية، فمن الممكن أحيانا ارتكاب بعض الأخطاء، مما يقلل هذا الأمر من فاعلية العلاج وتباعا يشكل هذا الوضع خطرا محتملا على صحة المرضى. بمزيد من التوضيح، سنتعرف الآن على أهم 6 أخطاء شائع فعلها عن القيام بتناول الأدوية المضادة للتخثر وهذا للعلم والفهم.
6 أخطاء يتم القيام بها عند تناول مضادات التخثر
1) الخلط بين مضادات التخثر والأدوية المضادة للصفيحات

الخلط بين مضادات التخثر والأدوية المضادة للصفيحات
عند الحديث عن مضادات التخثر الفموية والأدوية المضادة للصفيحات، فيجب العلم انهما مجموعتان من الأدوية التي غالبا ما يساء فهمها على أنها واحدة، ولكن على أرض الواقع تعد هاتان المجموعتان مختلفتان تماما.
على سبيل التوضيح:
– مضادات التخثر الفموية: تشتمل على نوعين رئيسيين آلا وهما مضادات التخثر الاصطناعية من فيتامين K (مثل الوارفارين – الأسينوكومارول) والجيل الجديد من مضادات التخثر عن طريق الفم – NOACs (مثل dabigatran – rivaroxaban – apixaban – edoxaban).
من الهام معرفة، أن هذه المجموعة من الأدوية لها تأثير فعال في منع تكوين جلطات دموية في غرف القلب والأوعية الدموية وغالبا ما يشار إليها في المرضى الذين يعانون من الرجفان الأذيني، أو من قاموا باستبدال صمام القلب الميكانيكي، أو في حال التعرض لتاريخ من تجلط الأوردة العميقة، والانسداد الرئوي، وما إلى ذلك.
– أدوية تراكم الصفيحات: تعمل هذه المجموعة الدوائية من خلال آلية تساعد الصفائح الدموية على عدم الالتصاق ببعضها البعض عند شقوق وتمزق جدران الأوعية الدموية، وبالتالي تمنع تكوين جلطات دموية في الشرايين.
الجدير بالذكر، أن هذه الأدوية يشيع استخدامها لمنع الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية الناجمة عن تصلب الشرايين مثل احتشاء عضلة القلب، والسكتة الدماغية الإقفارية ومن أهم أنواع هذه المجموعة الدوائية يمكننا أن نقوم بذكر (الأسبرين – كلوبيدوجريل – تيكاجريلور).
يجب العلم، أنه بسبب الاختلاف في الآلية والمؤشرات، فتعد طبيعة استخدام مضادات التخثر أكثر تعقيدا بكثير من الأدوية المضادة للصفيحات. لذا، فيجب أن يقوم الطبيب بوصف مضادات التخثر عن كثب، ويراقب مؤشر تخثر الدم بشكل دقيق.
في الوقت نفسه، يمكن شراء دواء الأسبرين بكل سهولة من الصيدلية وغالبا ما يصفه الطبيب للأشخاص الذين يعانون من عوامل مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين، إذا لم تكن هناك موانع.
إقرأ أيضا: ما هي مخاطر الإصابة بتجلط الأوردة العميقة؟
2) يجب دائما تناول مقدار 1 مجم من مضادات التخثر

يجب دائما تناول مقدار 1 مجم من مضادات التخثر
يعتقد الكثير من الناس أن مضادات التخثر الاصطناعية المضادة للفيتامين K يتم تناولها دائما بجرعة ثابتة تبلغ 1 مجم، ولكن هذا الإعتقاد غير صحيح لأن ذلك الوضع هو وصف طبي أولي طبقا لحالة المريض.
على سبيل الفهم أكثر، عادة ما يقوم الأطباء بوصف بعض مضادات التخثر مثل سينتروم (أسينوكومارول) أو الوارفارين (الكومادين) بمقدار 1 مجم عند بدء العلاج، لكن هذا لا يعني أن كل مريض يأخذ نفس الجرعة، فعلى أرض الواقع يجب أن يكون استخدام الأدوية المضادة للفيتامين K فردية لكل حالة مرضية.
بوجه عام، تعتمد الجرعة على العديد من العوامل مثل العمر والوزن ووظائف الكبد والكلى وشدة أمراض القلب والأوعية الدموية والرجفان الأذيني الكامل، بالإضافة إلى المراقبة الدورية INR.
في بعض الحالات، يتعين على الأطباء تقسيم الجرعة بمرونة شديدة حتى تصل إلى 1/8 قرص أو يتم العمل على استخدامها بالتناوب من خلال آخذ 1/2 قرص في اليوم، أو 1/4 قرص في اليوم ، وأحيانا 3/8 أو 3/4 قرص.
يساعد هذا الضبط الدقيق في الحفاظ على الفاعلية المُثلى لمضادات التخثر ويقلل من مخاطر الإصابة بالنزيف أو الانسداد.
3) عدم مراقبة آلية تناول مضادات التخثر باختبارات الدم

عدم مراقبة آلية تناول مضادات التخثر باختبارات الدم
بصورة شاملة، يعد هذا المبدأ صحيح في بعض الأوقات وهذا لأن أدوية الـ NOACs عموما لها تأثير أكثر استقرارا من مجموعة مقاومة فيتامين K التقليدية.
بالرغم من ذلك، فإذا كانت هناك علامات غير طبيعية مثل نزيف الجذور والكدمات تحت الجلد والبراز الأسود وقيء الدم، فسوف يحتاج المريض إلى الذهاب للطبيب على الفور وإجراء الاختبارات على النحو الذي يحدده.
من الوارد في هذه الآونة معاناة العديد من الحالات في البداية من أعراض النزيف الغامضة، ولكن بعد ذلك قد وجد أن هذه الحالات تعاني من مضاعفات صحية خطيرة أخرى مثل نزيف مفصل الركبة ونزيف المعدة وحتى النزيف الدماغي أثناء استخدام NOAC.
لذلك، وعلى الرغم من عدم وجود حاجة لاختبارات تخثر الدم المنتظمة مثل مضادات فيتامين K، إلا أن المرضى لا يزالون بحاجة إلى المراقبة بشكل دوري واليقظة لأي علامات نزيف غير طبيعي.
4) عدم تناول مضادات التخثر مع الأطعمة الغنية بفيتامين K

عدم تناول مضادات التخثر مع الأطعمة الغنية بفيتامين K
يعد هذا المفهوم الخاطئ شائع إلى حد ما مع من يتناولوا مضادات تخثر الدم أي نعم ينصح معظم الخبراء بأهمية الحد من الأطعمة الغنية بفيتامين K مثل البروكلي واللفت وفول الصويا والكبد الحيواني والبيض والفواكه المجففة والزيوت النباتية وما إلى ذلك إلا أن هذا الأمر لا يكون بشكل مطلق.
بمزيد من التوضيح، يعد هذا التفكير صحيح فقط عندما لا يتحقق تأثير التجمد أما إذا كان INR مرتفعا جدا، فسوف ينصح الطبيب أحيانا بضرورة قيام المريض بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين K مثل البروكلي، لإعادة التوازن إلى تأثيرات الدواء.
الشيء الأكثر أهمية هنا هو أنه من الواجب على المرضى عدم الإمتناع بشكل تعسفي عن تناول أطعمة فيتامين K أو المكملات الغذائية ويفضل أن يتم هذا طبقا لتعليمات الطبيب بناء على نتائج اختبارات INR الروتينية.
5) عدم القيام بأي تدخلات في الفم أثناء استخدام مضادات التخثر

عدم القيام بأي تدخلات في الفم أثناء استخدام مضادات التخثر
يؤكد البعض منا على أنه أثناء تناول مضادات التخثر لا يمكن إجراء أي تدخلات جراحية في الفم والتي تتمثل في قلع الأسنان والغرسات وما إلى ذلك.
في الواقع، يجب أن يتم هذا الأمر طبقا للإشراف الطبي، فإذا تم تحديد موعد الإجراء مسبقا، فسوف يقوم الطبيب بتوجيه المريض نحو أهمية إيقاف مضادات التخثر الفموية مؤقتا واستبداله بمضاد للتخثر قصير العمر (مثل إينوكسابارين) لبضعة أيام.
أما فيما يخص الحالات التي تتطلب جراحة طارئة، فيمكن للطبيب استخدام الأدوية التي تحيد تأثير مضادات التخثر حيث سيتم استخدام حقن فيتامين K مع الهيبارين، بالإضافة إلى إمكانية استخدام كبريتات البروتامين بينما بالنسبة لأدوية NOAC مثل الـ dabigatran، فهناك ترياق محدد لها مسمى بـ idarucizumab.
6) عدم تناول مضادات التخثر بشكل مستمر

عدم تناول مضادات التخثر بشكل مستمر
يعتقد الكثير من الناس أنه لا ينبغي استخدام مضادات التخثر بشكل مستمر، ومن ثم يتم العمل بشكل ذاتي على آخذ قسط من الراحة الدوائية، أو تناولها عند النسيان في اليوم التالي، ولكن هذا الأمر يعد خطير وغير آمن إطلاقا.
بوجه عام، لا يسبب عدم تناول مضادات التخثر أي مضاعفات فورية، لكن في حال إيقافها فجأة فسوف يزيد ذلك الأمر من مخاطر زيادة تخثر الدم، مما يؤدي ذلك إلى حدوث الإصابة بالتجلطات، وتباعا يمكن أن تسبب هذه الحالة مضاعفات صحية خطيرة مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية أو الانسداد الرئوي أو انسداد الأطراف.
بالإضافة إلى ذلك، فلا ينبغي أن تؤخذ الجرعة التي تم نسيانها في اليوم التالي أو يتم اللجوء إلى اتباع منهجية ضعف الجرعة، لتجنب زيادة مخاطر النزيف الحاد أو النزيف المعدي المعوي أو النزيف الدماغي.
