بشكل عشوائي وذاتي قد يقوم كلا الوالدين بإعطاء أطفالهم بعض الأنواع المتنوعة من مكملات الفيتامينات والمعادن اعتقادا منهم بأن هذا الروتين داعم لصحة أبنائهم وعملية نموهم ولكن هذا الإعتقاد يحمل بين طياته الكثير من الأخطاء بل والأضرار الصحية على آلية النمو الشامل لهذه الفئة العمرية. الجدير بالذكر، أن هناك بعض الفيتامينات والمعادن المحددة المعنية بدعم عملية نمو الأطفال بشكل صحي وفيما يلي سنتعرف على أهم 6 أنواع منهم.
ما هي أفضل 6 فيتامينات لدعم نمو الأطفال بشكل صحي؟
1) فيتامين أ
فيتامين أ
بشكل رئيسي، يحتاج الأطفال إلى الحصول على فيتامين أ بمعدلات صحية داخل أجسامهم لأن هذا العنصر الغذائي الدقيق أساسي للنمو الشامل داخل الجسم خاصة خلال فترة النمو السريع.
على سبيل التوضيح، يلعب هذا الفيتامين دورا فعالا في الحفاظ على سلامة ظهارة الجلد والأغشية المخاطية، وييعمل على تقوية الحاجز المناعي، ويحمي الجسم من البكتيريا والفيروسات. بالإضافة إلى ذلك، يشارك فيتامين أ أيضا في تكوين صبغة رودوبسين البصرية، مما يساعد هذا الأطفال على الرؤية بوضوح في ظروف الإضاءة المنخفضة ويحد من مخاطر العمى.
تشمل المصادر الطبيعية الغنية بفيتامين أ الكبد والحليب والجبن والبيض والخضروات الصفراء والبرتقالية مثل الجزر والقرع والبطاطا الحلوة والمانجو الناضجة.
2) فيتامينات ب
فيتامينات المجموعة ب
تتمثل فيتامينات المجموعة ب في ب1 وب2 وب3 وب6 وب9 وب12 حيث تعد هذه الإنزيمات المساعدة هي المشاركة في عملية التمثيل الغذائي للجلوسيد والبروتيد والدهون، مما يساعد هذا الأمر الجسم على توليد الطاقة للنمو والنشاط.
يجب العلم أيضا أن فيتامينات المجموعة ب ضرورية لتكوين الدم، والحفاظ على وظيفة الجهاز العصبي المركزي، وتعزيز الشهية والمساعدة على الهضم الصحي.
من هنا يمكننا القول بأن أزمة نقص فيتامين ب عند الأطفال تتسبب في معاناتهم من التعب والإرهاق أو زيادة الوزن البطيء أو تقليل قدرتهم على التركيز أو الانفعال أو الشكوى من الاضطرابات العصبية العضلية.
تشمل المصادر الغذائية الغنية بفيتامينات ب اللحوم الخالية من الدهون والأسماك والبيض ومنتجات الألبان والحبوب الكاملة وفول الصويا والمكسرات.
إقرأ أيضا: هل يحتاج الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن الـ 5 سنوات إلى مكملات المغذيات الدقيقة؟
3) فيتامين C
الآلية الصحية المتبعة لتناول فيتامين C مع مرضى السرطان
يعد فيتامين C هو أحد المغذيات الدقيقة الأساسية التي تشارك في العديد من العمليات البيولوجية المهمة في الجسم حيث يساعد في تصنيع الكولاجين، وهو المكون الهيكلي الرئيسي للجلد والأوعية الدموية والعظام والأنسجة الضامة، وبالتالي دعم عملية النمو والشفاء عند الأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر هذا الفيتامين هو أحد مضادات الأكسدة القوية، مما يترتب على ذلك حماية الخلايا من تلف الجذور الحرة، مع تعزيز نشاط خلايا الدم البيضاء، وتحسين المناعة، وتقليل مخاطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.
إلى جانب هذا، فتساعد هذه المغذيات الدقيقة أيضا على زيادة امتصاص الحديد من الطعام، مما يحد من مخاطر الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد. لذا، فمن الممكن أن يسبب نقص فيتامين C داخل الجسم في المعاناة من التعب أو بطء التئام الجروح أو نزيف اللثة أو الاسقربوط.
من أفضل المصادر الطبيعية التي تحتوي على فيتامين C نستطيع أن نذكر البرتقال والليمون والفراولة والكيوي والطماطم والبروكلي والفلفل الحلو.
4) فيتامين د
فيتامين د
عند الحديث عن فيتامين د، فيجب معرفة أنه أحد المغذيات الدقيقة القابلة للذوبان في الدهون والتي تلعب دورا مهما في عملية التمثيل الغذائي للكالسيوم والفوسفور، مما يساعد هذا الأمر على تكوين نظام هيكلي صحي وأسنان قوية.
بشكل رائع وفعال، يقوم هذا الفيتامين بتعزيز امتصاص الكالسيوم في الأمعاء الدقيقة، ويزيد من إعادة امتصاصه في الكلى وينظم من مستويات الكالسيوم والفوسفور في الدم، مما يضمن تمعدن العظام بشكل طبيعي.
بالإضافة إلى ذلك، يشارك فيتامين د أيضا في تنظيم نشاط الجهاز المناعي وتقليل مخاطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة في وقت لاحق من الحياة.بناء على هذا، فمن الممكن أن يؤدي نقص فيتامين د عند الأطفال إلى المعاناة من الكساح وتأخر التسنين وتشوهات العظام وانخفاض المقاومة.
تتمثل المصادر الطبيعية لفيتامين د في أشعة الشمس الآمنة، والأسماك الدهنية مثل السلمون، والماكريل والتونة، وصفار البيض، والحليب.
5) الكالسيوم
الكالسيوم
لا يستطيع أحد منا إنكار أن الكالسيوم معدن أساسي يمثل حوالي 99٪ من العظام والأسنان، ويلعب دورا حاسما في تكوين نظام عظمي قوي، بالإضافة إلى إمكانية قيامه بالحفاظ على هذه العظام.
إلى جانب هذا، فلا يساعد هذا العنصر على دعم نمو العظام في الطول والكثافة المعدنية فقط، بل يشارك أيضا في العديد من العمليات الفسيولوجية المهمة الأخرى مثل الناقلات العصبية وتقلصات العضلات وتجلط الدم.
من الهام معرفة، أنه خلال فترة النمو السريع خاصة في سن البلوغ، فسوف تزداد احتياجات الأطفال من الكالسيوم لتلبية معدل نمو العظام حيث من الوارد أن يؤدي نقص هذا العنصر إلى تأخر النمو أو التقزم أو ضعف الأسنان أو المعاناة من نوبات نقص كالسيوم الدم أو الكساح المصاحب لنقص فيتامين د.
تشمل الأطعمة الغنية بالكالسيوم الحليب والجبن واللبن والتوفو والخضروات الخضراء الداكنة والأسماك الصغيرة التي تؤكل مع العظام وعصير البرتقال المدعم بالكالسيوم.
6) الحديد
الحديد
يمكننا اعتبار الحديد معدن أساسي يشارك في إنتاج الهيموجلوبين، وهو عبارة عن بروتين يقوم بنقل الأكسجين في خلايا الدم الحمراء، مما يساعد على توفير الطاقة للخلايا والحفاظ على وظائف الجسم الحيوية.
على سبيل الفهم أكثر، يعد هذا العنصر هو أيضا أحد مكونات الميوغلوبين المتواجد في العضلات والعديد من إنزيمات الجهاز التنفسي والمناعي، مما يساهم بشكل مهم في دعم نمو الدماغ وتعزيز القدرات المعرفية لدى الأطفال.
أنا فيما يخص الرضع والأطفال الصغار ومن اقتربوا من مرحلة البلوغ، فلديهم حاجة متزايدة للحديد لمواجهة تكون الدم حيث يمكن أن يسبب نقص هذا العنصر في المعاناة من فقر الدم الغذائي، ومن هنا يبدو الأطفال شاحبين ومتعبين وذو تركيز منخفض مع إمكانية تأخر نموهم البدني والفكري وتعرضهم للكثير من مظاهر العدوى.
تشمل المصادر الطبيعية للحديد اللحوم الحمراء والكبد والدواجن والبيض والسبانخ والفاصوليا والخوخ.
متى يتم اللجوء إلى اعطاء المكملات الغذائية للأطفال؟
متى يتم اللجوء إلى اعطاء المكملات الغذائية للأطفال؟
قد تكون المكملات الغذائية ضرورية في الحالات التالية:
- الأطفال الذين يصعب التعامل معهم وإرضاءهم عند تناول الطعام.
- الأطفال الذين لا يأكلون مجموعة متنوعة من الأطعمة أو يتناولون الكثير من الأطعمة المصنعة.
- الأطفال الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة مثل الربو واضطرابات الجهاز الهضمي وما إلى ذلك أو من يتناولوا بعض المنتجات الدوائية لفترة زمنية طويلة.
- الأطفال النباتيون أو الممتنعون عن تناول منتجات الألبان حيث تزداد مخاطر تعرضهم لنقص عنصري الحديد والكالسيوم.
- الأطفال الذين يستهلكون الكثير من المشروبات الغازية، مما يؤثر هذا على امتصاص المغذيات الدقيقة.
- الأطفال المولودون قبل الأوان أو يعانون من نقص الوزن أو اضطرابات الامتصاص.