يعد الزنك من أهم العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاج إليها الجسم لتعزيز المقاومة والجهاز المناعي ودعم عملية شفاء الجروح والتمثيل الغذائي الصحي حيث تحويل الطعام إلى طاقة، ولكن هل يتم تحقيق هذه المنافع أيضا عند تناول الكثير من هذا العنصر الغذائي؟ بالطبع لا لأن المعدلات الزائدة من مكمل الزنك تؤدي إلى حدوث 7 مشاكل صحية مزعجة وخالقة للكثير من مشاعر عدم الراحة وهذا ما سنقوم بالتعرف عليه لاحقا بمزيد من التوضيح والتفصيل.
مكملات الزنك وفوائدها للجسم
عند معاناة بعض الأفراد من انخفاض مستويات الزنك التي يتم التعرف عليها من خلال اختبارات الدم، فمن الواجب علينا في هذه الأوقات بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بهذا المعدن مثل المحار والدجاج واللحوم الحمراء والحبوب المدعمة أن نقوم أيضا بتناول مكملات الزنك.
على سبيل التوضيح تلعب مستويات الزنك الكافية دورا مهما في جهاز المناعة، حيث تقوم بالعمل على دعم نمو ونشاط الخلايا المناعية مثل الخلايا الليمفاوية التائية والعدلات، مما يساعد هذا على تعزيز قدرة الجسم على مكافحة العدوى ، والحد من شدة ومدة بعض الأمراض مثل نزلات البرد.
يعمل الزنك أيضا كمضاد للأكسدة، حيث يقوم بحماية الخلايا من التلف الذي تسببه الجذور الحرة، والذي بدوره يدعم الاستجابة المناعية الصحية. بالرغم من ذلك يجب عند تناول مكملات الزنك أن نكون على دراية ببعض الآثار الجانبية المحتملة، خاصة عند تناول جرعة زائدة من هذا المكمل الغذائي.
إقرأ أيضا: مكملات الزنك وأهمية تناولها للنساء الحوامل
7 مشاكل صحية محتمل حدوثها عند تناول الكثير من مكملات الزنك
أولا: مشاكل الجهاز الهضمي
عند تناول مكملات الزنك بجرعات أعلى من الأساس اليومي الموصى به (RDA)، فمن الممكن ان ينتج عن هذا الأمر العديد من التوابع الصحية السلبية، فعلى سبيل التوضيح يجب على البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 19 عاما من الرجال القيام بإستهلاك 11 مجم من الزنك يوميا، والنساء البالغات 8 مجم يوميا أما فيما يتعلق بالنساء الحوامل والمرضعات فهن يحتاجن إلى 11 ملغ و 12 ملغ.
من هنا يمكننا القول أنه إذا زادت هذه الجرعات عن معدلاتها الصحية، فسوف يترتب على هذا الأمر حدوث المعاناة من مشاكل الجهاز الهضمي مثل الشعور بالغثيان والقيء وفقدان الشهية حيث تعد هذه الأعراض من أهم الآثار الجانبية الأكثر شيوعا لتناول الكثير من الزنك وبصورة أزيد من اللازم.
ينصح أيضا بضرورة تناول مكمل الزنك إلى داخل الوجبات الغذائية لتجنب إصابة المعدة بالكثير من أعراض التهيج والآلام.
ثانيا: ضعف وظيفة الجهاز المناعي
لا يغفل علينا إطلاقا أن نقص الزنك يؤثر بصورة مباشرة على جهاز المناعة، ولكن يجب العلم أيضا أن تناول الكثير من هذا المكمل يمكن أن يضر أيضا بجهاز المناعة وبشكل ملحوظ.
في حين أن الزنك عنصر ضروري لنظام المناعة الصحي، فإن الكثير منه أيضا يؤثر بشكل سلبي على وظيفة المناعة حيث يمكن أن يقوم هذا الوضع بالعمل على تعطيل طريقة عمل الخلايا المناعية، مما يضر هذا الأمر بتوازن الاستجابة المناعية داخل الجسم، ويجعله أكثر عرضة للعدوى والمرض.
ثالثا: تقليل امتصاص النحاس
عند قيام الجسم بالعمل على استهلاك الكثير من الزنك، فمن الممكن أن يتسبب هذا الأمر في منع امتصاص الجسم للنحاس، وهو عبارة عن معدن أساسي آخر يحتاج إليه الجسم بشكل رئيسي.
على الرغم من أن الجسم يحتاج فقط إلى كمية صغيرة من النحاس لأداء الوظائف الأساسية، إلا أن الصحة العامة يمكن أن تعاني إذا كانت مستويات هذا العنصر منخفضة، ومن هنا يجب علينا معرفة أنه من الممكن أن يؤدي أمر تناول جرعات عالية من الزنك على مدى فترة طويلة من الزمن إلى نقص النحاس أو عدم كفاية النحاس، مما يسبب هذا مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية ، بما في ذلك فقر الدم وربما ضعف العظام.
مع بعض الحالات أيضا، يمكن أن يؤدي نقص النحاس إلى بعض من المشاكل العصبية، وعدم انتظام ضربات القلب، والشلل، وضعف الذراعين والساقين.
رابعا: انخفاض امتصاص الحديد
لا يقتصر الأمر على عنصر النحاس فقط، ولكن يمتد أيضا إلى الحديد، فعلى سبيل التوضيح وعند تناول الكثير من الزنك، فمن الممكن أن يؤثر هذا الأمر على امتصاص الحديد حيث يتنافس الزنك على الامتصاص مع الحديد في الأمعاء، مما قد يؤدي هذا إلى حدوث الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد وخاصة مع مرور الوقت.
يجب ملاحظة أن هذا الأمر مثير للقلق بشكل خاص مع الأشخاص الذين لديهم بالفعل مستويات منخفضة من الحديد، ومن ثم تصبح حالتهم المرضية في صورتها ووضعها الأسوأ.
خامسا: التفاعلات الدوائية
بصورة عامة يمكن أن تتفاعل مكملات الزنك مع العديد من الأدوية المختلفة، بما في ذلك بعض المضادات الحيوية ومدرات البول وما إلى ذلك حيث يتسبب هذا في التأثير بشكل سلبي واضح على الكفاءة الأدائية للمواد الدوائية العلاجية.
الجدير بالذكر أيضا، أنه يمكن لبعض الأدوية أيضا أن تعمل على تقليل كمية الزنك في الجسم. لذلك، يوصى بضرورة استشارة الطبيب لتجنب هذا التفاعل السلبي خاصة إذا كنا نقوم بتناول أي أدوية، بما في ذلك الفيتامينات والأعشاب وما إلى ذلك.
سادسا: الخلل الهرموني
تلعب بعض المعادن، بما في ذلك الزنك دورا مهما في الحفاظ على التوازن الهرموني، وتعزيز وظيفة نظام الغدد الصماء حيث يتم فعل ذلك عن طريق السماح بإنتاج الهرمونات وإفرازها وتخليقها، بالإضافة إلى تعزيز ارتباط المستقبلات التي تقوم بنقل إشارات الهرمون.
من هنا يمكن أن تؤثر مستويات الزنك المرتفعة على الهرمونات، والتي بدورها تؤثر على الوظائف الهرمونية الطبيعية مثل الخصوبة لدى كل من الرجال والنساء.
سابعا: مشاكل الكلى
يمكن أن تسبب مكملات الزنك بعض المشاكل في الكلى خاصة عند القيام بتناولها بما يتجاوز الحد الأقصى اليومي، فالجدير بالذكر أنه عندما يتناول مكملات الزنك بجرعات عالية لفترة طويلة، فسوف يتسبب هذا الأمر في حدوث بعض التلفيات في الكلى بسبب محاولة الجسم إفراز المعادن الزائدة.
تلعب الكلى أيضا دورا مهما في تصفية النفايات وإزالتها، ويمكن أن يؤدي عنصر الزنك الزائد إلى العديد من المشاكل بها والتأثير بشكل عام على الصحة العامة.