تسيطر على الكثير منا في هذه الآونة الكثير من مشاعر التعب والإرهاق المستمر، فالجدير بالذكر أنه هذا الأمر من الوارد أن يحدث بالرغم من اتباع نظام غذائي صحي والحصول على قسط كاف من الراحة، ومن هنا كان من الواجب علينا أن التعرف على أهم 7 أسباب تؤدي إلى حدوث الشكوى والمعاناة من أزمة الإرهاق والتعب المتواصل والمستمر.
ما هي أهم 7 أسباب يمكن أن تسبب التعب المستمر؟
1) اضطرابات التمثيل الغذائي والغدد الصماء
اضطرابات التمثيل الغذائي والغدد الصماء
يمكن أن تساهم بعض الحالات المرضية مثل قصور الغدة الدرقية ومقاومة الأنسولين وقصور الغدة الكظرية في حدوث الشعور بأحاسيس التعب المستمر.
على سبيل التوضيح، تؤدي أزمة قصور الغدة الدرقية (انخفاض مستويات T3 / T4) إلى إبطاء نشاط التمثيل الغذائي، بينما تسبب مقاومة الأنسولين في حدوث تقلبات بمسويات السكر في الدم، مما يترتب على هذا الأمر خلق الكثير من مشاعر الإرهاق والتعب أما إذا الأمر يرتبط بقصور الغدة الكظرية، فإن نقص هرموني الكورتيزول والألدوستيرون هما المتسببان في الشعور بالتعب المزمن.
2) نقص الأكسجين الخلوي ونقص التغذية
نقص الأكسجين الخلوي ونقص التغذية
يعاني الكثير من الناس الذين لا يستهلكون ما يكفي من الفيتامينات والمعادن اللازمة لضمان مستويات الطاقة المثلى من أزمة الإرهاق والتعب المستمر حيث يشير هذا الأمر إلى أن هناك حاجة إلى إجراء بعض التغيرات في النظام الغذائي لضمان التغذية الكافية للجسم.
الجدير بالذكر، أنه من الممكن أن يؤدي فقر الدم الناجم عن نقص الحديد إلى عدم كفاية نقل الأكسجين، مما يتسبب هذا الوضع المرضي في ظهور أزمة نقص الأكسجة الخلوي ومن هنا يتم الشعور بالكثير من مشاعر الإرهاق والتعب.
إلى جانب هذا، فمن الممكن أن تؤدي المستويات المنخفضة من الفيتامينات D و B12 والمغنيسيوم إلى إضعاف إنتاج ATP في الميتوكوندريا، مما يقلل هذا من تخليق الطاقة على المستوى الخلوي، ومن هنا يعد روتين فحص الدم الكامل من الأمور الضرورية لتشخيض مثل هذه الحالات المرضية وهذا من أجل الحصول على المكملات الغذائية المناسبة.
3) عدم إنتظام الناقلات العصبية والهرمونات
عدم إنتظام الناقلات العصبية والهرمونات
طبقا لآراء الكثير من الأطباء المختصين، فيلعب محور الغدة النخامية والغدة الكظرية (HPA) دورا مهما في تنظيم عملية النوم حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول بسبب الإجهاد المزمن أو إفراز الميلاتونين غير المنظم إلى تعطيل إيقاع الساعة البيولوجية، مما يؤدي هذا الأمر إلى عدم استعادة النوم وكفاءته المعتادة.
على غرار هذا الأمر، وفي حال عدم توازن هرموني الدوبامين والسيروتونين حيث غالبا ما يظهر هذا الأمر في اضطرابات المزاج، فسوف يؤثر ذلك على عملية استقرار نوم حركة العين السريعة، ومن ثم الشعور بالتعب المستمر.
4) التوتر والقلق
التوتر والقلق
في بعض الأوقات وبسبب التعرض للكثير من الأزمات والمشكلات الحياتية، فمن الوارد أن يصاب الفرد منا بحالة من التوتر العقلي والقلق الزائد الذي يمكن أن يعمل على منع الدماغ من الاسترخاء التام.
تباعا لهذا الأمر، فسوف يتداخل هذا الوضع مع دورة النوم الصحية للجسم، ويسبب الأرق، ويقلل من الطاقة التي يحتاج إليها الجسم ليمارس مهامه بكل نشاط وحيوية.
5) مشروبات الكافيين
مشروبات الكافيين
من أهم المواد التي تؤثر بشكل رئيسي على جودة النوم يمكننا أن نقوم بذكر مشروبات الكافيين حيث يمكن أن يؤدي تناول هذه النوعية من المشروبات حتى قبل ساعات من النوم إلى تعطيل أنماط النوم الصحية، مما يؤثر هذا الأمر بشكل خاص على النوم التصالحي والعميق الذي يحتاج إليه جسم الإنسان في أغلب الأوقات.
6) اضطراب بنية النوم
اضطراب بنية النوم
يحدث النوم في دورات من حركة العين السريعة (NREM) وحركة العين السريعة (REM) حيث تعد هذه الدورات من الأمور الضرورية للتعافي المعرفي والفسيولوجي.
في حالة الشكوى من اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي (OSA)، فسوف يؤدي هذا إلى إلى نقص الأكسجة الليلي والاستيقاظ بشكل مستمر، مما يضعف هذا الأمر من جودة النوم العميق (مرحلة N3).
لا يمكننا أيضا أن نتجاهل اضطراب حركة الأطراف الحلقية (PLMD) ومتلازمة تململ الساق (RLS) ومن ثم ظهور بعض الحركات اللا إرادية والتي تعطل من بنية النوم، ومن هنا يتم اللجوء إلى مخطط كهربية الدماغ (PSG) لتحديد هذه الاضطرابات بشكل كامل ومفهوم.
7) الالتهابات المزمنة
العمل على مكافحة الالتهابات
من الوارد أن يصاب الجسم في بعض الأوقات بحالة من الالتهابات المزمنة والتي قد تتجلى في بعض الحالات المرضية مثل متلازمة التعب المزمن (CFS) والألم العضلي الليفي واضطرابات المناعة الذاتية، مما يؤدي هذا الأمر إلى زيادة السيتوكينات المؤيدة للالتهابات (IL-6 ، TNF-α، CRP)، والتي تتداخل مع تنظيم النوم، ومن ثم معاناة المرضى من الأرق والتصلب في الصباح.
كيف نستطيع التحكم في مشاعر التعب قدر الإمكان؟
كيف نستطيع التحكم في مشاعر التعب قدر الإمكان؟
يتم تحقيق هذا الأمر من خلال بعض الخطوات التالية:
– الاختبارات التشخيصية: قد يكون من الضروري على الفرد منا إجراء بعض الاختبارات في هذه الآونة مثل اختبارات الغدد الصماء، والعلامات الالتهابية، وفحص التمثيل الغذائي، وما إلى ذلك، وهذا للمساعدة في تحديد أسباب التعب المستمر، ومن ثم الحصول على استراتيجية استجابة مناسبة.
– استراتيجيات العلاج: قد تكون هناك حاجة إلى إجراء بعض التغيرات في عادات النوم أو العلاج السلوكي المعرفي للأرق (CBT-I) أو تعديل الميلاتونين أو علاج CPAP المعنب بالتغلب على أزمة انقطاع النفس النومي.
– تعديلات التغذية وأنماط الحياة: في هذه الأوقات ينصح الخبراء بأهمية معالجة نقص التغذية من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية؛ وهذا للعمل على تحسين إيقاعات الساعة البيولوجية وتقليل العوامل الالتهابية والمؤثرة بشكل رئيسي علي جودة النوم.