يعد الأنسولين مثل أي دواء يمكن أن يسبب العديد من الآثار الجانبية والتي من الوارد أن تصيب مريض السكري بالعديد من مشاعر القلق والخوف وخلق أحاسيس عدم الراحة. لذا قررنا أن نتعرف فيما يلي على أهم ردود الفعل السلبية المحتمل حدوثها بعد حقن الأنسولين، والتي يجب على مرضى السكري أن يكونوا على علم ودراية بها لمحاولة تجنبها قدر الإمكان.
مريض السكري والأنسولين
مريض السكري والأنسولين
في بعض الأوقات تعاني فئة من مرضى السكري حالة الخوف النفسي تجاه أمر تناول الأنسولين حيث أنهم يفترضون أنه عند البدء في تناول هذا الدواء، فهذا يعني أن حالتهم خطيرة للغاية. ولكن يجب العلم أن هذا الأمر لا يحمل المزيد من الصحة لأنه عند القيام بالاستخدام السليم للأنسولين، فسوف يساعد هذا الأمر على حماية خلايا البنكرياس ويمنع تطور الحالة المرضية والوقاية من خطر الإصابة بأي مضاعفات صحية.
بمزيد من الإنصاف، يمكننا القول بأن أي دواء يمكن أن يكون له بعض من الآثار الجانبية، ولكن طالما أن المريض يفهم ويعرف كيفية التعامل مع هذا الأمر بشكل دوائي مطابق لإرشادات الطبيب المعالج، فمن الممكن تقليل الآثار الجانبية التي يتسبب فيها هذا الدواء، وبشكل آمن وصحي.
7 ردود فعل سلبية تصيب الجسم بعد القيام بحقن الأنسولين
أولا: تفاعلات سكر الدم
تفاعلات سكر الدم
يعد نقص السكر في الدم هو التأثير الجانبي الأكثر شيوعا للعلاج بالأنسولين. لذا فعند القيام بحقن كميات كبيرة من الأنسولين في نفس الوقت، فمن المرجح أن تحدث المعاناة من أعراض نقص السكر في الدم خاصة مع الأشخاص الذين يعانون من اختلال وظيفي في الكبد والكلى. بالإضافة إلى ذلك، فيعد أمر تناول الطعام في الوقت المحدد أو تناول القليل جدا بعد الحقن، وزيادة التمارين الرياضية من أهم الأسباب التي تؤدي أيضا إلى نقص نسب السكر في الدم.
لذلك، يحتاج المرضى إلى العمل على اتباع الجرعة الصحيحة عند حقن الأنسولين، وعدم زيادة الدواء أو تقليله أو إيقافه بشكل تعسفي، والإلتزام دائما بمراقبة مستويات السكر في الدم، وعند حدوث نقصانه نتعلم طرق التعامل الصحيحة معه.
ثانيا: الشعور ببعض الآلام
الشعور ببعض الآلام
كثير من مرضى السكري يخافون من عملية الحقن، حتى يصل الأمر إلى شعورهم بالألم عند رؤية الإبر. ولكن من خلال موقعنا هذا يجب علينا أن نقوم بإبعاث روح الإطمئنان داخلهم حيث أن أقلام حقن الأنسولين اليوم هي أقلام مُعدة خصيصا لهذا الأمر والإبر غالبا ما تكون قصيرة جدا ورقيقة.
يجب العلم أنه لا توجد أحاسيس مؤلمة تقريبا عند القيام بإتمام عملية الحقن. بالإضافة إلى أنه في الغالب عادة ما يحتاج المريض إلى حقن الأنسولين طويل المفعول مرة واحدة في اليوم فقط، لذلك يمكن أن يتم إحتواء الأمر قدر الإمكان والتغلب على مشاعر الخوف إلى حد ما.
من المهم أيضا ملاحظة أنه إذا تم حقن الأنسولين في نفس المكان كل يوم، فمن الممكن أن يتسبب هذا الأمر في إرهاق الجلد والأنسجة تحت الجلد ومن ثم تحدث حالة من تشكل الندبات والشعور بالمزيد من الألم. لذلك يجب علينا العمل على اختيار منتجات الأنسولين ذات التقنيات الحديثة، وتناوب مواقع الحقن، وعدم إعادة استخدام الإبر تحت أي ظروف.
إقرأ أيضا: لصقات الأنسولين والمستقبل العلاجي لمرضى السكري
ثالثا: زيادة الوزن
زيادة الوزن
يكتسب معظم مرضى السكري الأوزان بدرجات متفاوتة بعد القيام بممارسة عملية حقن الأنسولين، وهو أمر يصعب تجنبه حيث يفسر هذا لماذا يعاني أغلب المرضى المسنون المصابون بداء السكري من السمنة في منطقة البطن؟ والسبب في ذلك إستخدام هذه النوعية الدوائية.
يجب على المريض بعد أن يتحكم بشكل جيد في مستويات السكر في الدم أن يعمل على خفض مستويات الأنسولين تدريجيا حيث يجب أن يتم هذا على النحو الذي يحدده الطبيب، مع ضرورة اتباع نظام غذائي علمي وممارسة التمارين الرياضية المناسبة للحد من السمنة وخاصة في منطقة البطن.
رابعا: ظهور الوذمات
ظهور الوذمات
عند استخدام الأنسولين لأول مرة، سوف تظهر بعض الوذمات على الوجه أو الأطراف حيث يحدث هذا الأمر نتيجة تواجد الأنسولين الذي يعزز إعادة امتصاص الصوديوم في الأنابيب الكلوية، ولكن بوجه عام يجب الإطمئنان لأن هذه الحالة يتم الشفاء منها من تلقاء نفسها وفي غضون بضعة أيام حيث لا يزيد الأمر عن شهر، ونادرا ما تكون خطيرة.
يمكننا أن نقوم بإحتواء هذا الأمر من خلال اتباع نظام غذائي قليل الملح قدر الإمكان ومن ثم ستتم عملية الشفاء بصورة تلقائية. ومع ذلك، إذا لم يكن هناك تحسن فمن المستحسن أن يتم طلب العناية الطبية من قبل المختصين حيث العمل على إجراء اختبارات الدم والبول لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة إلى الدواء لتحسين الحالة أو التوصل إلى إصابة مريض السكري ببعض الحالات المرضية الأخرى.
خامسا: تفاعلات الأنسولين التحسسية
تفاعلات الأنسولين التحسسية
يعد التركيب الكيميائي للأنسولين الاصطناعي الجديد مشابه تماما للأنسولين في الجسم حيث يحتوي على مستوى منخفض من الشوائب، لذلك فنادرا ما تحدث المعاناة من حساسية الأنسولين أثناء تلقي المعالجة السريرية.
ومع ذلك، لا يزال هناك بعض من الأشخاص الذين يعانون من الحساسية المحلية أو الجهازية على الجلد بعد حقن الأنسولين حيث أن الحساسية المحلية هذه تتمثل في الطفح الجلدي الحطاطي والحكة في موقع الحقن والمناطق المحيطة به أما فيما يتعلق بالحساسية الجهازية، فمن الممكن أن تظهر في صورة الشرى، وفي حالات نادرة قد تسبب الإصابة بما يسمى بصدمة الحساسية. لذا، فيجب في هذه الحالة العمل على التبديل إلى شكل دوائي آخر أو التحول إلى الأنسولين الذي تصنعه شركة أخرى، والقيام بتغيير موقع الحقن بانتظام واستخدام الأدوية المضادة للأرجية وفقا لذلك الأمر.
سادسا: المعاناة من الالتهابات الجلدية
المعاناة من الالتهابات الجلدية
عند إتخاذ الطبيب المعالج لحالات السكري قرار إعتماد حقن الأنسولين، فمن الواجب عليهم معرفة أن عملية الحقن هذه تمتد لفترة طويلة الأمد. فإذا لم يتم تعقيم موقع الحقن بشكل صحيح، أو إعادة استخدام الإبر التي تستخدم لمرة واحدة، أو استخدام الأنسولين منتهي الصلاحية والتالف، فمن الوارد أن ينتج على هذا الأمر حدوث الإصابة بالعدوى الجلدية.
فعلى سبيل المثال، قد يكون الجلد الموضعي أحمر أو منتفخا أو ساخنا أو مؤلما أو حتى تظهر به بعض الخراجات والالتهابات. فالجدير بالذكر أن مناعة مريض السكري تكون ضعيفة مقارنة بالأصحاء، مما يجعل هذا الأمر العدوى تبدو في اسوء حالتها.
لذلك، من الواجب علينا أن نقوم بإجراء عملية التعقيم عند حقن الأنسولين، وقبل الحقن نقوم بغسل اليدين جيدا والعمل على تطهيرهما والتخلص من الإبر المستخدمة وتجنب تماما إعادة استخدامها.
سابعا: انخفاض الرؤية
انخفاض الرؤية
مع إنخفاض مستويات السكر في الدم بشكل سريع بعد تلقي العلاج بالأنسولين، فمن الوارد أن يتسبب هذا الأمر بكل سهولة في حدوث تغيرات في الضغط الاسموزي للعدسة، مما قد يتسبب هذا في حدوث المعاناة من عدم وضوح الرؤية وانخفاض الانكسار.
عادة ما يكون هذا الأمر مؤقت ويتم إنتهائه من تلقاء نفسه بعد بضعة أسابيع حيث يحدث هذا العرض مع معظم المرضى الجدد على تناول الأنسولين.