في مرحلة الشيخوخة تحدث الكثير من التغيرات البدنية لتشمل جميع أجزاء جسم المرأة وبالأخص منطقة المهبل، فمع التقدم في العمر، من الممكن أن يبدأ جلد المهبل في النحافة، وقد تبدأ عضلات قاع الحوض في الاسترخاء مما يجعل هذا المهبل يبدو أقل إمتلاءا، وذو حالة جافة. إلى جانب هذا أيضا يجب عدم تجاهل التغيرات الأخرى التي حدثت بالجسم من قبل خلال مراحل العمر السابقة مثل الحمل، والولادة، وبعد ذلك إنقطاع الطمث حيث تعمل كل هذه الظروف على تغير المهبل ومظهره مع مرور الوقت. لهذا يجب علينا العلم أن التغيرات المهبلية هي جزء طبيعي من مرحلة الشيخوخة، ولكن إذا كنا نرغب في العمل على تجنب هذه الآثار والتغيرات فيمكننا القيام بإتخاذ بعض الخطوات للحفاظ على عضلات قاع الحوض والمهبل في حالتها القوية، وهذا ما سنتعرف عليه في السطور القادمة.
ما هي أهم الطرق التي نستطيع أن نقاوم بها شيخوخة المهبل؟
أولا: تمارين كيجل
تقوم عضلات قاع الحوض بالعمل على تدعيم المثانة، والأمعاء، والرحم، فعندما يحدث إنقباض في هذه العضلات، فإن ذلك يقوم بشد فتحة المهبل حيث يمكن أن تتمدد هذه العضلات وتضعف أثناء الحمل وفي خلال الولادة المهبلية وفيما بعد خلال مرحلة الشيخوخة.
من الممكن أن يجعل هذا المهبل يشعر بالارتخاء، وعدم الارتياح لأن التغيرات التي تحدث في قاع الحوض خاصة أثناء الحمل وفي فترة الولادة المهبلية، قد تسبب حدوث تسرب بالمثانة أو الإصابة بمشكلة سلس البول.
من هنا يجب اللجوء إلى “تمارين كيجل” التي تساعد بشكل كبير في تقوية عضلات قاع الحوض، والعمل على تحسين تدفق الدم، وشد العضلات حول المهبل، ولكن يجب الإنتباه أن جميع النساء لا يتم وصف لهم القيام بذه التمارين حيث يرجع هذا إلى بعض الإعتبارات الأخرى والحالة الصحية.
يجب الإستعانة بالطبيب المختص أو أخصائي العلاج الطبيعي لمعرفة ما إذا كان من الآمن القيام يإجراء تمارين كيجل بشكل منتظم وكيفية أداؤها بشكل صحيح.
ثانيا: الكريمات والمرطبات المهبلية
مع التقدم في السن ، قد تلاحظين سيدتي حدوث بعض التغييرات في المهبل حيث يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون الاستروجين أثناء فترة ما قبل انقطاع الطمث وخلال فترة انقطاع الطمث إلى حدوث ترقق في الأنسجة المهبلية وتقليل إنتاج السوائل التي تسبب فيما بعد حدوث ضمور بالمهبل، فمن الممكن أن يسبب هذا الجفاف أيضا تهيجا، وآلاما شديدة، خاصة أثناء ممارسة العلاقة الجنسية.
لا ينصح عادة بالإفراط في إستخدام المرطبات المهبلية، وعند القيام بإستخدامها يجب القيام بإختيار المرطبات التي لا تحتوي على مواد كيميائية لكي لا تسبب حدوث تهيجات في المهبل، أما بالنسبة لحالات ضمور المهبل الأكثر شدة فمن الوارد أنها تتطلب بعض العلاجات القائمة على هرمون الإستروجين، والتي يمكن أن تساعد في تحسين تدفق الدم، والرطوبة في المهبل.
في كثير من الاوقات يستطيع الطبيب المختص أثناء علاج هذه الحالات القيام بوصف كريمات الإستروجين المهبلية، أو أقراص الإستروجين، أو الحلقات المخصصة التي يتم إدخالها في المهبل، إلى جانب هذا يأتي دور الأدوية غير الهرمونية فعالا حيث تستطيع علاج عسر الجماع، والآلام التي تحدث أثناء العلاقة الجنسية لانها تساعد في معالجة جفاف المهبل.
إقرأ أيضا: مرطبات المهبل.. وما هي أهم أنواعها؟
ثالثا: الحفاظ على النشاط الجنسي
تعتبر العلاقة الجنسية من الأمور الهامة، والمفيدة للصحة حيث أنه يساعد في زيادة تدفق الدم إلى المهبل، مما قد يعمل على تحسين آثار الشيخوخة، مثل جفاف المهبل والإصابة بترققه.
يجب العلم أنه يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون الاستروجين بسبب حدوث انقطاع الطمث إلى تقليل تدفق الدم إلى المهبل، ومن ثم حدوث الجفاف في هذه المنطقة، وترقق الأنسجة المهبلية، لهذا فعند القيام بزيادة تدفق الدم فإن ذلك يساعدعلى ملء أنسجة المهبل ويوفر المزيد من التشحيم الطبيعي.
رابعا: التزييت
يمكن أن تصبح ممارسة العلاقة الجنسية مؤلمة مع التقدم في العمر حيث يحدث ذلك بسبب الإصابة بـجفاف المهبل.لذا يمكن الإستعانة بالمزلقات للعمل على تجديد تلك السوائل المهبلية المفقودة وجعل الجنس أكثر راحة ومتعة.
يعتبر الألم أثناء ممارسة الجنس، المعروف باسم عسر الجماع ، شائع بشكل كبير عندما تفقد هذه المنطقة التشحيم لأن هذه السوائل تساعد على منع الغضب من الجنس الاختراقي، لهذا فيوصى المختصون بذلك على ضرورة إستخدام مواد التشحيم القائمة على الماء أثناء ممارسة الجنس للمساعدة في زيادة الرطوبة لهذه المنطقة.
يجب الإنتباه إلى ضرورة تجنب استخدام المنتجات القائمة على البترول لأن الهلام الميتخدم يقوم بالإلتصاق لفترة أطول من مواد التشحيم الأخرى، مما قد يدعو إلى نمو، وإنتشار البكتيريا التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث بعض أنواع العدوى.
خامسا: التنظيف بالماء فقط
للحفاظ على صحة المهبل، يجب العمل على تجنب استخدام الصابون الفاخر المعطر، وعدم اللجوء للدش المهبلي الذي يتم فيه إستخدام مواد غير آمنة حيث يمكن أن يؤدي استخدام هذه المنظفات المعطرة وغسول المهبل إلى حدوث تهيج بداخل الأنسجة المهبلية الرقيقة، والجافة.
تسبب هذه المركبات الكيميائية حدوث تغير في التوازن المهبلي، ودرجة الحموضة، مما قد يزيد هذا من خطر الإصابة بالعدوى المهبلية والأمراض المنقولة جنسيا.
يجب العلم أن المهبل يقوم بتنظيف نفسه بنفسه، لذلك ليست هناك حاجة لإدخال الصابون أو أي شيء بداخله لتنظيفه، فبدلا من ذلك، ينصح الأطباء بضرورة إستخدام الماء الدافئ لغسل الجزء الخارجي من المهبل، وعند القيام بإستخدام الصابون فمن الأفضل استخدام الانواع اللطيفة الآمنة الخالية من المواد والتركيبات الكيميائية التي قد تضر بالمهبل بشكل كبير.
سادسا: الفحوصات المنتظمة
مع التقدم في العمر، تكونين عزيزتي أكثر عرضة للإصابة ببعض أنواع السرطانات، بما في ذلك سرطان عنق الرحم الذي يمكن أن تساعدك زيارة طبيب النساء والتوليد المتابع لحالتك في العمل على إكتشاف ذلك من خلال القيام بإجراء فحوصات الحوض المنتظمة، ومسحة عنق الرحم، واختبارات فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهذا للعمل على إكتشاف المشكلات المحتمل حدوثها في وقت مبكر.
يؤثر سرطان عنق الرحم بشكل كبير على هذه المنطقة التي تربط ما بين الرحم والمهبل حيث تحدث معظم حالات الإصابة بذلك بسبب فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
يعتبر فيروس الورم الحليمي البشري هو فيروس شائع ينتقل أثناء ممارسة العلاقة الجنسية حيث أن كثير من الناس لا يعرفون أنهم مصابون به لأنه عادة لا يسبب أعراضا ملحوظة، ولكن يمكن أن تؤدي سلالات معينة منه في النهاية إلى حدوث الإصابة بسرطان عنق الرحم.
يجب العلم أن العمل على إجراء مسحة عنق الرحم الروتينية تؤدي بشكل مضمون إلى اكتشاف الخلايا محتملة التسرطن، ومن ثم اكتشاف سرطان عنق الرحم قبل أن يبدأ، وينتشر ويتطور وضعه، فإذا كان عمرك سيدتي يتراوح ما بين الـ 30 و 65 عاما، فيجب القيام بإجراء مسحة عنق الرحم كل ثلاث سنوات واختبار فيروس الورم الحليمي البشري كل خمس سنوات.
سابعا: شرب الماء
شرب كمية كافية من الماء ممتاز للصحة بوجه عام، ولمنطقة المهبل بشكل خاص حيث يتكون الجسم من حوالي 60 ٪ من الماء، لذا فعندما لا نقوم بتناول الكمية الكافية من الماء فيمكن أن يسبب ذلك إصابة البشرة بالجفاف ومن ثم ظهورها بالمظهر المجوف والباهت الذي ينعكس أيضا على منطقة الجلد الخارجي من المهبل.
يساعد بقاء الجلد في حالته الرطبة على تحسين تدفق الدم، مما يساعد هذا في الحفاظ على صحة أنسجة المهبل، فنظرا لأن فترة ما قبل انقطاع الطمث، وانقطاع الطمث يمكن أن تقلل من تدفق الدم إلى المهبل وتسبب جفاف المهبل، فإن العمل على تناول الكثير من الماء يمكن أن يساعد في تقليل آثار الشيخوخة المهبلية التي تظهر من خلال صعوبة إنتاج السوائل في هذه المنطقة وحدوث الجفاف بها.