في كثير من الأوقات تحتاج بعض الفئات المرضية وخاصة أصحاب الأمراض النفسية إلى تناول مضادات الاكتئاب والتي تلعب دورا فعالا في العمل على تحسين أعراضهم ونوعية حياتهم بشكل واضح لمن حولهم. بالرغم من ذلك، وأثناء استخدام هذه النوعية من الدواء، فسوف يحتاج المرضى إلى تجنب بعض الأخطاء والتي تؤدي إلى إفساد دور مضادات الاكتئاب بصورة كبيرة. من هنا قررنا أن نتعرف اليوم من خلال سطور مقالنا التالي على أشهر 8 أخطاء من الممكن أن يقوم المرضى متناولي مضادات الاكتئاب بالوقوع فيها.
ما هي أهم 8 أخطاء يقع فيها متناولي مضادات الاكتئاب؟
أولا: إيقاف تناول مضادات الاكتئاب فجأة
هناك خطأ شائع يعاني منه العديد من مرضى الاكتئاب، فالجدير بالذكر أن هذا الخطأ يتمثل في أنه بعد تناول هذه النوعية الدوائية لفترة من الوقت، يرى الكثير من المرضى أن أعراضهم قد تحسنت بصورة ملحوظة، ومن ثم يقومون بالتوقف طواعية عن تناول الدواء، معتقدين أنهم تعافوا بشكل نهائي.
في الواقع، قد يتعين على المرضي هنا العمل على تناول مضادات الاكتئاب لمدة ستة أشهر على الأقل، أوسنة وهذا لمنع تكرار المعاناة من هذا الوضع المرضي. لا يقتصر الأمر على هذا فقط، فقد يحتاج بعض الأشخاص إلى تناول مضادات الاكتئاب طويلة الأمد، وهذا للعمل على إدارة الأعراض.
بمزيد من التوضيح قد أثبتت بعد الدراسات إن التوقف عن تناول الأدوية المضادة للإكتئاب قبل استخدام مسار العلاج الذي يحدده الطبيب حيث يمكن أن يتسبب هذا الأمر في عودة المريض إلى حالة الاكتئاب حتى قد يصل الأمر إلى تفاقم الأعراض.
بوجه عام يقال إن مضادات الاكتئاب غير مسببة للإدمان، ولكن إذا تم إيقافها فجأة أو تم نسيان تناولها، فقد يسبب ذلك مشاعر غير سارة مشابهة لمتلازمة الانسحاب وتظهر من خلال بعض الأعراض مثل العطس، وسيلان الأنف، والحمى المنخفضة، وآلام العضلات، والغثيان، والتعب، وعدم الراحة في الجسم .. إلخ
ثانيا: التغافل عن الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب
تشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعا لمضادات الاكتئاب العديد من الأعراض والتي تتمثل في زيادة الوزن، وحدوث بعض التغيرات في الشهية، وجفاف الفم، والغثيان، والإمساك، والأرق، والتعب، والدوخة، والأرق أو القلق، وانخفاض الرغبة الجنسية، وضعف الانتصاب لدى الرجال.
ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أن هذه الآثار الجانبية ستختفي في غضون أسابيع قليلة بعد بدء تناول مضادات الاكتئاب ولكن في حال معاناة بعض المرضى من إستمرارية هذه الأعراض، فيجب على الفور عدم التهاون تجاه هذا الأمر والذهاب بشكل فوري إلى الطبيب المختص للعمل على تقليل الجرعة المتناولة من مضادات الاكتئاب أو التحول إلى دواء آخر قد يكون أكثر فعالية.
ثالثا: تعاطي المخدرات أو المشروبات الكحولية مع مضادات الاكتئاب
بصورة مباشرة يؤثر أمر تعاطي المخدرات أو المشروبات الكحولية على الأفراد الذين يتناولون مضادات الاكتئاب، فالجدير بالذكر أن العناصر المخدرة هذه تتمثل في الماريجوانا أو الكوكايين أو الأمفيتامينات أو الهيروين أو الكيتامين أثناء تناول مضادات الاكتئاب حيث يمكن أن يجعل هذا الأمر أعراض الاكتئاب في حالتها الأسوأ.
لذا، فيجب على متعاطي المشروبات الكحولية أو المخدرات التحدث إلى الطبيب المختص للحصول على المشورة والتوجيه حول كيفية إنهاء هذه العادات البغيضة والسيئة.
رابعا: عدم إخبار الطبيب عن العناصر الدوائية التي يتم تناولها
من الهام معرفة أنه من الممكن أن يؤثر أمر عدم إخبار الطبيب عن الأدوية أو المكملات الغذائية التي يتم تناولها على الصحة ، حيث يمكن أن تتفاعل مضادات الاكتئاب مع العديد من الأدوية والمكملات الغذائية المختلفة.
من هنا يجب قبل تناول مضادات الاكتئاب التحدث مع الطبيب المعالج حول الأدوية والمكملات الغذائية المتناولة بشكل يومي منتظم.
خامسا: إخفاء الحالة المرضية عن الطبيب
يمكن أن تؤثر مضادات الاكتئاب على الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة. لذلك، ففي حالة عدم التحدث مع الطبيب حول الحالة الصحية وبشكل مفسر، فيمكن أن يعرض أمر تناول مضادات الاكتئاب لبعض المخاطر الصحية الكبيرة.
على سبيل المثال، يجب وصف مضادات الاكتئاب بمزيد من الحرص مع الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب، وهذا لأنها يمكن أن تسبب نوبات الهوس لدى بعض الأشخاص. لذا فيوصى بضرورة التحدث إلى الطبيب حول الظروف الصحية للحصول على المشورة والوصفات والإرشادات حول تناول الدواء بشكل صحيح وآمن.
الجدير بالذكر أيضا أنه كلما زادت المعلومات التي يتم تقديمها للطبيب النفسي، فمن الممكن أن يساعد هذا الأمر في التقليل من العواقب الصحية الأكثر خطورة والتي يجب العمل على تجنبها قدر الإمكان.
سادسا: تناول مضادات الاكتئاب بشكل ذاتي
يقوم الكثير من المرضى بالعمل على تناول أدوية الاكتئاب وفقا للنصائح الذاتية من الأفراد المحيطين، وهذا لأنهم يخشون الذهاب إلى الطبيب حيث يخافون من التكلفة المادية، ولكن يجب العلم أن هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق حيث أن التشخيص والعلاج غير الصحيحين للاكتئاب يمكن أن يقوموا بجعل المرض في حالته الأسوأ والأكثر صعوبة في العلاج.
من هنا يجب على المرضى عند قيامهم بشراء الأدوية أو تعديلها بشكل ذاتي والبعد عن إستخدام وصفات الآخرين لأن كل جسم سيكون له نظام علاج مختلف وجرعة من الأدوية.
سابعا: تناول مضادات الاكتئاب بشكل فردي
على الرغم من أن مضادات الاكتئاب فعالة في علاج أعراض الاكتئاب، إلا أنها من الوارد أن تكون أكثر فاعلية عندما تقترن بمجموعة متنوعة من التدخلات الدوائية المعنية بعلاج هذه الحالة المرضية، فمن الهام معرفة أنه في حال الاعتماد فقط على تناول الدواء دون الجمع بينه وبين العلاجات النفسية الأخرى سوف يتسبب هذا الامر في جعل العلاج يمتد لفترات طويلة من الوقت.
ثامنا: التغافل عن إخبار الطبيب بعد فاعلية مضادات الاكتئاب
بوجه عام قد تكون أدوية علاج الإكتئاب فعالة مع بعض المرضى مقارنة بغيرهم من أصحاب هذه النوعية المرضية أيضا ومن هنا يجب على هذه الفئة عرض الأمر بشكل فوري على المختصين للحصول على المشورة وإيجاد علاج أكثر ملاءمة.
من هنا قد تكون هذه الفئة المرضية لديها اكتئاب مقاوم للعلاج. ومع ذلك، لا ينبغي القلق تجاه هذا الأمر، وهذا لأن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج يمكن علاجهم ببعض طرق العلاج الأخرى مثل العلاج النفسي، تحفيز المجال المغناطيسي عبر الجمجمة، العلاج المضاد للاختلاج أو تحفيز العصب المبهم.