خلال أشهر الحمل، يجب أن يمر جسم المرأة بالكثير من التغييرات، ونخص هنا بالحديث البشرة حيث يصبح الجلد في حالة ينتابها الكثير من الإجهاد والكلف والنمش وحب الشباب.، ومع حدوث التغيرات الهرمونية يزداد هذا الامر سوءا وتدهورا بشكل سريع ويظهر من خلال، لون البشرة غير المتكافئ، وظهور علامات التمدد. لذلك، فيعد استخدام منتجات العناية بالبشرة للنساء الحوامل خلال هذه الفترة أمر ضروري، ولكن هناك العديد من المكونات الكيميائية الضارة التي تتدخل ضمن مكونات هذه المستحضرات وتسبب العديد من الضرر والمشاكل للجنين.، لهذا قررنا أن نقوم بالتعرف عليها في السطور القادمة لكي يتم تجنبها والبعد عنها.
ما هي المكونات التجميلية الضارة التي يمكن أن تلحق الضرر بالجنين؟
أولا: الريتينول
مكون الريتينول، المعروف أيضا باسم ريتين- أ وريتينيل بالميتات حيث يشتق هذا من فيتامين أ. فعلى الرغم من أن فيتامين (أ) يعد من الفيتامينات الهامة المهمة للتطور الجنيني،. ولكن إذا قام الجسم بالحصول على الكثير منه، وبشكل غير منتظم فمن الممكن أن يؤدي هذا الأمر إلى حدوث تشوهات الجنين المتمثلة في الرأس والقلب والدماغ والحبل الشوكي.
يجب العلم أن السيدة الحامل قد ترغب في علاج حب الشباب الذي يزداد ببشرتها خلال هذه الفترة.، ومن هنا نقوم بتقديم النصيحة لها بضرورة البعد عن الأدوية التي تحتوي على مكونات الريتينول لتجنب وقوع أي أضرار صحية للجنين، والعمل على إستبدالها بالأدوية التي تحتوي على حمض الجليكوليك أو حمض الأوليك لأنه أكثر أمانا خلال الحمل.
ثانيا: واقي الشمس
مما لا شك فيه أن هناك حاجة كبرى إلى ضرورة إستخدام واقي الشمس لحماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية الخطيرة، وبالأخص خلال فترة الحمل الذي يصبح فيها الجلد في أضعف حالاته.، ولكن يجب الإنتباه لأن أغلب واقيات الشمس تحتوي على مكونات كيميائية ليست جيدة لصحة الجنين إطلاقا.، لذا يجب العمل على استبدال واقي الشمس بتركيبة كيميائية بواقي من الشمس ذو التركيبة الفيزيائية الأكثر أمانا، أو اللجوء إلى المختصين، وإستشارتهم تجاه هذا الأمر.
ثالثا: أوكسي بنزون وأفوبنزون
يمكن أن تسبب المادتان الكيميائيتان، أوكسي بنزون وأفوبنزون حدوث اضطرابا هرمونيا كبيرا لدي المرأة الحامل، لذا فيجب عدم إستخدامهم خلال هذه الفترة نظرا لإنخفاض معدل الأمان بهم.
الجدير بالذكر أن الأبحاث قد أظهرت أن المادتان أوكسي بنزون وأفوبنزون يمكن أن يؤديا إلى حدوث إصابة الأطفال فيما بعد بالسمنة،. واضطراب فرط النشاط (ADHD) في مرحلة الطفولة إلى جانب تأثيرهم السلبي الكبير على نمو الجهاز العصبي للطفل.
إقرأ أيضا: أهم الطرق الطبيعية لعلاج النمش والكلف بعد الولادة
رابعا: البنزويل بيروكسايد وحمض الساليسيليك
سيدتي .. عندما تكونين حاملا، يجب أن تعلمي أن الهرمونات المتغيرة تزيد من الأندروجينات التي تؤدي إلى حدوث الإصابة بحب الشباب.، بل وتعمل على تفاقم أمرها وزيادتها في كثير من الأوقات مما يؤدي هذا إلى لجوء الحامل إلى إستخدام الكريمات الطبية لعلاج هذا الأمر.
ينصح الاطباء دائما بضرورة تجنب النساء الحوامل إستخدام أدوية حب الشباب التي تحتوي على مكونين البنزويل بيروكسايد، وحمض الساليسيليك، وخاصة الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم.، لذا فالنصيحة المقدمة لكِ الآن عزيزتي الحامل هو ضرورة قيامك بمحاولة علاج هذه المشكلة بإستخدام منتجات العناية بالبشرة الآمنة وتحت الإشراف الطبي.
خامسا: الهيدروكينون
بسبب الاضطرابات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل، تكون النساء الحوامل عرضة للإصابة بالكلف أو النمش التي عادة ما يحدث لهم إختفاء من تلقاء نفسهم بعد الولادة وبالتالي يصبح العلاج هنا ليس ضروريا بصورة كبيرة.، ومع ذلك، فإن العديد من النساء يقمن بالعمل على تناول الأدوية التي تقوم بمعالجة الكلف دون معرفة أن مكون الهيدروكينون الموجود عادة في كريمات الكلف الموضعية يمكن أن تضر الجنين بصورة كبيرة.
يجب العلم أن مكون الهيدروكينون يمكن أن يسبب آثارا جانبية سلبية كبيرة بسبب أن معدل امتصاصه يكون حوالي 35-45% حيث قدرته الكبيرة على إختراق الجلد وإلحاق الأضرار الكبيرة بالجنين خلال هذه الفترة.، لذلك يجب على الحامل أن تقوم بالبعد عن إستخدام هذا المكون واللجوء إلى المكونات الآمنة مثل حمض الجليكوليك أو حمض اللينوليك.
سادسا: البارابين
البارابين مادة حافظة شائع إستخدامها في مستحضرات التجميل ولكن يجب العلم أن هذه المادة تسبب اضطرابا هرمونيا كبيرا للنساء الحوامل عند امتصاصها في داخل الجلد.، فمن الهام معرفة أن التعرض قبل الولادة ل BPA (بارابين) يسبب العديد من مشاكل الحمل المتمثلة في الولادة المبكرة، وحدوث الإجهاض وانخفاض الوزن عند الولادة والسمنة وضعف نمو الجنين والمشاكل السلوكية الوارد حدوثها فيما بعد.
في العموم يجب أن تقوم المرأة الحامل بالإبتعاد عن إستخدام المنتجات التي تحتوي على مكونات البارابين بصورة نهائية، ومن الأفضل الحد من استخدام مستحضرات التجميل أثناء الحمل إن لم يكن ذلك ضروريا للغاية.
سابعا: كلوريد الألومنيوم
عند قيام الحامل بإستخدام المنتجات التجميلية التي تحتوي على كلوريد الألومنيوم فمن الممكن أن يضر هذا الأمر بنمو الجنين، وبالاخص عند تجاوز المستويات الآمنة لإستخدام هذا المركب. فيجب العلم أن غالبا ما يوجد هذا في المنتجات المضادة للتعرق.
تحتوي المنتجات القياسية المضادة للتعرق عادة على حوالي 3-6% كلوريد الألومنيوم حيث يعد هذا التركيز آمن، ولكن قد تحتوي بعض المنتجات الموصوفة الأخرى على 15-30% وهذه النسب تتجاوز المستويات الآمنة وتسبب بعض الأضرار المتمثلة في الإصابة بمرض الزهايمر، وحدوث سرطان الثدي.
ثامنا: الزيوت الأساسية
الزيوت الأساسية لها الكثير من الفوائد للجمال، والاسترخاء، ولكن هل من الآمن استخدام الزيوت الأساسية جميعها للنساء الحوامل. بالطبع الإجابة هنا تأتي بالسلب لأن ليست كل الزيوت آمنة للمرأة الحامل، وجنينها حيث يمكن لبعض الزيوت الأساسية أن تضر بالحمل إذا تم استخدامها في شكلها النقي، لذلك يجب على النساء الحوامل تجنب بعضها مثل:
- يمكن أن يؤدي إستخدام زيت الياسمين الخام إلى حدوث الإصابة بتقلصات قوية، خاصة في أول 3 أشهر من الحمل.
- يمكن أن يسبب زيت المريمية الخام، وزيت إكليل الجبل نزيفا للحامل مما يزيد هذا من خطر الإصابة بالإجهاض.
- يزيد زيت إكليل الجبل الأساسي من إرتفاع ضغط الدم لدى النساء الحوامل، مما يضر هذا الأمر بالقلب.
في النهاية يجب العلم أن عند العناية ببشرة النساء الحوامل، من الضروري الامتناع عن أشياء كثيرة لحماية الجنين خلال تواجده داخل رحم أمه، ويجب الحد أيضا من استخدام مستحضرات التجميل، وخاصة المنتجات التي تحتوي على مكونات ضارة مثل التي تم ذكرها سابقا.