مما لا شك فيه، أن المنتجات الدوائية الموصوفة طبيا تستطيع أن تقوم بالتغلب على العديد من الحالات المرضية، ولكنها على الجانب الآخر يمكن أن تتسبب في حدوث بعض الآثار الجانبية على الصحة ومن أهمها السعال المزعج. بناء على هذا، فمن الواجب علينا أن نقوم من خلال مقالنا القادم بالتعرف على أهم 9 أنواع من الأدوية العلاجية التي يمكن أن تتسبب في حدوث السعال كآثر جانبي شائع لها.
السعال
السعال
عند الحديث عن السعال، فيجب العلم أنه أحد الأعراض المشهورة التي من الوارد أن تنتج عن نزلات البرد الشائعة وأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والحساسية وما إلى ذلك.
بالإضافة إلى أنه من الممكن أن تسبب بعض الأدوية ظهور هذا العرض المرضي وفي هذه الآونة تسمى هذه الحالة المرضية بـ (السعال الناتج عن تناول الأدوية).
9 أدوية شائعة يمكن أن تسبب السعال
1) مثبطات ACE
مثبطات ACE
تعد مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين هي الخيار الأول للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم، والتي تتمثل في بعض أنواع الأدوية مثل (ليزينوبريل – بينازيبريل – إنالابريل – راميبريل . كابتوبريل).
في هذه الآونة، يعد السعال الجاف هو أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعا لهذه الأدوية حيث يعاني نسبة ليست بالقليلة من هذا العرض المرضي، فمن الناحية الطبية تعتبر هذه النوعية من السعال ليست خطيرة ولكنها مسببة للكثير من مشاعر عدم الراحة حيث يمكن أن يحدث السعال مباشرة بعد بدء الدواء أو حتى بعد تناول الدواء لفترة من الوقت.
لذا، وعند المعاناة من السعال أثناء تناول مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACEIs)، فمن الممكن أن يتم التحول إلى دواء آخر تحت إشراف طبي مثل حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين II (ARB) والتي تتمثل في اللوسارتان وفالسارتان من ARBs الشائعة وعادة لا تسبب السعال.
2) بعض أدوية حاصرات بيتا
بعض أدوية حاصرات بيتا
غالبا ما توصف أدوية حاصرات بيتا هذه للسيطرة على أعراض أمراض القلب وهذا للتقليل من معدل ضربات القلب وضغط الدم عن طريق منع مستقبلات بيتا (مواقع الارتباط الكيميائي) داخل القلب والأوعية الدموية، ومع ذلك يمكن أن تسبب بعض حاصرات بيتا هذه في حدوث أزمة السعال ، خاصة إذا كان الشخص مصابا أيضا بالربو
يجب العلم أيضا أن حاصرات بيتا “غير الانتقائية” هذه تستهدف مستقبلات بيتا في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الرئتين، مما يترتب على ذلك التسبب في حدوث نوبات الربو وحدوث بعض الأعراض المرضية مثل السعال والصفير، ومن أمثلة أدوية حاصرات بيتا غير الانتقائية هذه، فيمكننا أن نذكر (كارفيديلول – بروبرانولول – لابيتالول – نادولول)
أما بالنسبة للأشخاص المصابين بالربو، فيمكن للأطباء أن يقوموا بوصف حاصرات بيتا الانتقائية بنشاط مثل الأتينولول أو الميتوبرولول حيث من الوارد أن تعمل هذه الأدوية على القلب والأوعية الدموية دون التأثير على الرئتين بنفس القدر.
إقرأ أيضا: لصحة أسرتك.. أفضل الأطعمة والمشروبات لمقاومة نوبات السعال المزعجة
3) حاصرات قنوات الكالسيوم
حاصرات قنوات الكالسيوم
تعالج حاصرات قنوات الكالسيوم (CCBs) العديد من أمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض الشريان التاجي، فعلى الرغم من أن هذه النوعية الدوائية غير شائعة، إلا أنها من الممكن أن تسبب السعال الناجم عن الأدوية بشكل غير مباشر لدى بعض الأشخاص. تتمثل هذه الأدوية في (أملوديبين – نيفيديبين – نيكارديبين – فيراباميل – ديلتيازيم)
بوجه عام، تعمل حاصرات قنوات الكالسيوم (CCBs) على إرخاء عضلات المريء مما يسهل هذا على حمض المعدة الارتجاع. لذا، وبالنسبة للأشخاص المصابين بالفعل بمرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، فمن الممكن أن تؤدي هذه النوعية الدوائية إلى تفاقم الأعراض حيث يعد السعال هنا هو أحد الأعراض المحتملة لحدوث أزمة الارتجاع هذه.
4) أدوية الستاتين
أدوية الستاتين
تعد العقاقير المخفضة للكوليسترول هي أحد أهم أنواع الأدوية الشائعة المعنية بعلاج ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ومن أمثلة هذه الأدوية يمكننا أن نذكر (أتورفاستاتين – سيمفاستاتين – برافاستاتين)، فمن أهم الآثار الجانبية الشائعة لهذه المجموعة الدوائية هي حدوث المعاناة من آلام العضلات، بالإضافة إلى إمكانية تسببها في حدوث السعال الناجم عن الدواء.
تحدث أزمة السعال هذه بسبب قيام العقاقير المخفضة للكوليسترول بجعل الجسم يقوم بإنتاج المزيد من مادة تسمى البروستاسيكلين، وتباعا يترتب عليها المعاناة من السعال. إلى جانب هذا، فمن الممكن أن تزيد العقاقير المخفضة للكوليسترول أيضا من إنتاج مادة كيميائية تسمى أكسيد النيتريك التي تسبب في حدوث هذا العرض المرضي المزعج للكثير.
5) أدوية النترات
أدوية النترات
تستخدم أدوية النترات لعلاج آلام الصدر، وهذا لدورها التأثيري الفعال في توسيع الأوعية الدموية، فعلى سبيل التوضيح تتمثل هذه الأدوية في (النتروجليسرين – أحادي نترات الأيزوسوربيد – وثنائي نترات الأيزوسوربيد).
بشكل عام، تعمل أدوية النترات جزئيا عن طريق إطلاق أكسيد النيتريك، والذي يلعب دورا مهما في كيفية عمل هذه الأدوية، ومع زيادة مستويات هذا العنصر فمن الممكن أن يترتب على ذلك إراحة عضلات المريء، ومن ثم تفاقم أعراض ارتجاع المريء مثل السعال مع ندرة حدوث هذا الأمر.
6) أدوية الميثوتريكست
أدوية الميثوتريكست
تعمل أدوية الميثوتريكسات على علاج العديد من الأمراض مثل السرطان والتهاب المفاصل الروماتويدي، ولكن يجب العلم أن لهذه الأدوية العديد من الآثار الجانبية، بما في ذلك مشاكل الرئة المحتملة.
قد يترتب على مشاكل الرئة هذه حدوث أزمة السعال الجاف وخاصة في السنة الأولى من بدء تناول الميثوتريكسات. لذا، وعند المعاناة من صعوبة في التنفس أو الحمى أو السعال، فيجب العمل على استشارة الطبيب على الفور، لإيقاف هذه النوعية الدوائية بشكل مؤقت وعلاج الالتهاب الرئوي.
7) أدوية الفنتانيل
أدوية الفنتانيل
تعد هذه النوعية الدوائية من الأنواع الأفيونية التي تستخدم لعلاج الألم المعتدل إلى الشديد، ففي حين أن هذه الأنواع يمكن أن تكون فعالة في إدارة الأعراض، إلا أن لها العديد من الآثار الجانبية على الصحة الجسمانية حيث قد أبلغ العديد من الأشخاص الذين يتناولون الفنتانيل عن معاناتهم من السعال بسبب تناول هذا الدواء.
يحدث هذا الأمر، لأن الفنتانيل يمكن أن يؤدي إلى إطلاق مادة الهيستامين الكيميائية التي تسبب السعال، ومن الممكن أن تعمل على تنشيط بعض المستقبلات وتتسبب في ضيق الشعب الهوائية.
8) بعض أدوية الجلوكوما
بعض أدوية الجلوكوما
عند الإصابة بالجلوكوما، فقد يقوم الطبيب بوصف قطرات العين لخفض ضغط الدم. الجدير بالذكر، أنه مع معظم الحالات يمكن أن تقتصر الآثار الجانبية لهذه القطرات على منطقة العين، ولكن مع البعض الآخر يمكن أن تخترق هذه النوعية الجسم.
تعد قطرة تيمولول هي المثال الشائع لقطرات العين غير الانتقائية حاصرات بيتا والتي يمكن أن تسبب السعال خاصة مع مصابي الربو أما فيما يخص قطرة لاتانوبروست، فهي عبارة عن قطرة عين تحتوي على البروستاجلاندين التي يمكن أن تسبب أيضا السعال الناجم عن الدواء.
من أجل أن تحقق قطرات العين أقصى قدر من الفعالية وتقليل الآثار الجانبية، فيجب على المريض الضغط على الإصبع في زاوية العين، والأقرب إلى الأنف بعد غرس الدواء حيث يمكن أن يساعد ذلك في منع قطرات العين من التدفق إلى الحلق والأنف وما إلى ذلك.
9) بخاخ الأنف الستيرويد
بخاخ الأنف الستيرويد
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية، فقد تكون هناك حاجة إلى بخاخات الأنف الستيرويدية التي تصرف دون وصفة طبية (OTC) للسيطرة على الأعراض ، ومن أهم أنواعها الـ (فلوتيكازون – تريامسينولون) حيث يعد هذا النوعان مثالان على بخاخات الأنف الستيرويدية الشائعة التي لا تستلزم وصفة طبية، ولكنها يمكن أن تسبب التهاب الحلق والسعال الناجم عن الدواء.
لذا، فمن الأفضل تجنب إعادة الرأس للخلف بعد استخدام رذاذ الأنف الستيرويدي، والإستعاضة عن ذلك بإمالة الرأس للأمام قليلا، مما يترتب على ذلك منع الدواء من التدفق إلى أسفل الحلق أو اللجوء إلى شطف الفم بالماء بعد استخدام رذاذ الأنف للتقليل من مخاطر تهيج الحلق والسعال.