يعتبر رهاب الخلاء هو أحد أنواع إضطرابات القلق الذي يصاحبها الخوف الشديد من التواجد في أماكن يصعب فيها الهروب أو طلب المساعدة إذا حدث شيء ما غير متوقع حيث أنه في الغالب ينطوي رهاب الخلاء على الخوف من التواجد في مكان عام بدلا من المنزل، وفي بعض الحالات الأشد صعوبة يخاف المصاب من مغادرة المنزل على الإطلاق، لذلك سنتعرف اليوم بمزيد من التفصيل عن أعراض وأسباب وعلاجات رهاب الخلاء، وكيفية التعامل معه إذا كنا نعتقد أننا مصابون به.
ما هي أسباب وعوامل الخطر التي تسبب حدوث الإصابة بـ “رهاب الخلاء”؟
من الصعب معرفة سبب إصابة بعض الأشخاص برهاب الخلاء، حيث أن بعض الناس مصابو بالضعف، وبعض حالات القلق التي من الممكن أن تجعلهم أكثر خوفا مما يؤكد هذا على إصابة هذا الفرد بما يسمى بإضطراب أو رهاب الخلاء.
في الغالب عادة ما يرتبط رهاب الخلاء بنوبات الهلع، فعندما يكون شخص ما قد أصيب بنوبة هلع في الماضي ثم يبدأ في الخوف من المواقف التي قد تؤدي إلى حدوث تجدد لذلك الموقف مرة أخرى مما يؤدي هذا للإصابة بنوبة جديدة، فعلى سبيل المثال”إذا كنا في مترو الأنفاق وتعرضنا لنوبة هلع، فسنبدأ في تجنب ركوب مترو الأنفاق مرة أخرى. ثم نبدأ في تجنب الكثير من الأشياء الأخرى المشابهة، وذلك عندما نصل إلى حالة الإصابة برهاب الخلاء».
هناك أشخاصا يعانون من رهاب الخلاء دون حدوث ارتباط بـ “نوبة الهلع” ، لكن هذه الحالة مرتبطة بشكل أكثر شيوعا باضطراب الهلع. إلى جانب هذا يجب العلم أن الاستمرار في تجنب مغادرة المنزل يمكن أن يجعل رهاب الخلاء يتطور لحالته الأسوأ فعندما نقوم بتجنب شيئا مخيفا، فإنه يميل إلى أن يصبح أكثر رعبا.
إقرأ أيضا: إضطراب الشراهة عند تناول الطعام.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج
ماهي علامات وأعراض الإصابة بـ “رهاب الخلاء” ؟
عند حدوث الإصابة بـ رهاب الخلاء تظهر بعض الأعراض التي تتمثل فيما يلي:
- الخوف من مغادرة المنزل أو التواجد في مواقف اجتماعية في حالة منفردة.
- الخوف من المساحات المفتوحة أو الجسور أو مراكز التسوق.
- الخوف من الأماكن المغلقة أو المباني.
- الخوف من فقدان السيطرة في مكان عام.
- الخوف من الأماكن التي قد يكون الهروب فيها صعبا.
- الخوف من وسائل النقل العام.
- الشعور بالانفصال أو الانفصال فعليا عن الآخرين.
- الشعور بالعجز.
- الشعور بأن الجسم ليس حقيقيا.
- الشعور بأن البيئة والمجتمع ليس واقعا.
- البقاء في المنزل لفترات طويلة.
قد يدرك الشخص المصاب برهاب الخلاء أن خوفه غير عقلاني، ولكنه غير قادر في التغلب عليه حيث أنه في الحالات الشديدة، قد يصبح الأشخاص المصابون برهاب الخلاء مقمين في المنزل تماما ويعتمدون على الآخرين في أي شيء يتطلب مغادرة منزلهم.
ما هي أهم الطرق التشخيصة الخاصة بـ “رهاب الخلاء” ؟
لا يوجد اختبار بدني محدد يمكن أن يساعد في العمل على تشخيص رهاب الخلاء، ولكن ما يتم هو قيام أخصائي الصحة العقلية بإجراء مقابلة موسعة مع الشخص المصاب، والتحدث معه.
لتلبية معايير حدوث الأصابة بهذا الرهاب في “الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية” (DSM-5) ، يجب أن يكون لدى الشخص خوف شديد من حالتين على الأقل من الحالات الخمس التالية لمدة ستة أشهر بحد أدنى:
- استخدام وسائل النقل العام (مثل السيارات، والحافلات، والقطارات)
- التواجد في الأماكن المفتوحة (مثل الأسواق، ومواقف السيارات)
- التواجد في أماكن مغلقة (مثل المسارح، أو مراكز التسوق)
- الوقوف في طوابير أو حشود.
- أن نكون خارج المنزل وحدنا.
ما هي أهم طرق علاج “رهاب الخلاء”؟
في حالة الشعور بالخوف من مغادرة المنزل، فمن الجيد أن نقوم ببذل قصارى الجهد لتجنب وتجاوز ذلك فمن المهم عدم القيام بتجنب بعض المواقف اليومية خوفا من حدوث شيء ما، ولكن الأفضل هو أن يتعلم الناس أنه يمكنهم تحمل هذه الأعراض، والتغلب عليها في كثير من الاوقات.
مع تطور الأمر، وعدم القدرة على التعامل مع هذا النوع الإضطراب يجب على الفور استشارة خبير الصحة العقلية للحصول على المساعدة حيث أن هناك علاجات جيدة جدا لرهاب الخلاء، فيجب القيام بطلب العلاج بمجرد ظهور الأعراض لأنه، إذا تركت هذه المشكلة بدون علاج ، فإنها تميل إلى التفاقم مع مرور الوقت. فالجدير بالذكر أنه لا يتم حل رهاب الخلاء دون علاج إلا في حوالي 10٪ من الأشخاص المصابين بهذا النوع من الاضطراب.
يجب العلم أن خيارات العلاج تتضمن عادة مزيجا من الأدوية والعلاج النفسي حيث قد أثبت أن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) فعال بشكل خاص في إدارة رهاب الخلاء حيث أن له آثار إيجابية عميقة على المسارات العصبية في اللوزة، وهي جزء من الدماغ يقوم بمعالجة العواطف.
يعتبر العلاج المعرفي السلوكي لرهاب الخلاء هو محاولة فعالة لتشجيع المريض على تعريض نفسه ببطء للمواقف التي تخيفه، وإيجاد طرق مناسبة للتعامل مع الموقف بطريقة يمكن لجسمهم التعامل معها بشكل فعال، ومؤثر.
عند اللجوء إلى العلاج الدوائي فقد تشمل الأدوية المستخدمة لعلاج رهاب الخلاء مضادات الاكتئاب مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل بروزاك (فلوكستين) وزولوفت (سيرترالين) ومثبطات السيروتونين، والنورادرينالين الانتقائية (SNRIs) مثل Effexor (فينلافاكسين).
ما هي طرق التعايش مع “رهاب الخلاء” ؟
يمكن أن يكون التعامل مع رهاب الخلاء أمرا صعبا حتي في ظل القيام بطلب المساعدة من أخصائي الصحة العقلية، لذا فهناك بعض الأشياء التي من الممكن القيام بها لإدارة التوتر وتقليل حالات القلق ألا وهي:
- ممارسة التأمل الذهن.
- اتباع نظام غذائي صحي، ومغذي.
- ممارسة التمارين البدنية بانتظام لتعزيز إنتاج الإندورفين الطبيعي “الشعور بالرضا”.
- تجنب تناول المخدرات والكحول.
- الحد من تناول الكافيين.