يمكن أن تؤدي المرور بمواسم الحياة المختلفة إلى حدوث بعض النوبات من الجفاف في الحياةالجنسية مع الطرف الآخر مما قد يؤثر ذلك على الصحة العقلية والبدنية في كثير من الاوقات حيث ترتبط ممارسة العلاقة الحميمة بالعديد من الفوائد الصحية مثل تقليل التوتر، وتحسين صحة القلب. ومع ذلك، فإن ممارسة الجنس لا يؤدي بالضرورة إلى حياة أكثر سعادة أو صحة فالأشخاص الذين لا يمارسون العلاقات الجنسية بحكم عدم إرتباطهم قد لا يعانون بالضرورة من مشاكل صحية. إذن فما الذي يحدث حقا للجسم بما في ذلك منطقتي المهبل أو القضيب عند التوقف عن ممارسة الجنس؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال السطور القادمة.
ما هي أهم التغيرات التي تحدث للجسم عند التوقف عن ممارسة العلاقة الجنسية؟
أولا: القلق أو التوتر
عند القيام بممارسة العلاقة الجنسية يتم إطلاق مواد كيميائية في داخل العقل تشعر الفرد بالسعادة مثل مادتي “الأوكسيتوسين، والسيروتونين” فبمزيد من التفصيل، عند حدوث النشوة الجنسية، يقوم الجسم بإطلاق هرمون الأوكسيتوسين المعروف أيضا باسم “هرمون الحب”، حيث يمنح هذا التعزيز المبهج في الحالة المزاجية والشعور بالترابط العاطفي الشديد إلى جانب هذا فإن هذه المادة الكيميائية ترتبط أيضا بانخفاض مشاعر التوتر أو القلق الداخلية للفرد.
عند العدول عن ممارسة الجنس لفترة طويلة، قد يتوقف الجسم عن إنتاج الكمية النموذجية من المواد الكيميائية التي تزيد مشاعر السعادة حيث قد يؤثر ذلك سلبا على الصحة العقلية، مما يسبب هذا الشعور بمزيد من القلق أو التوتر.
يجب العلم أن هذا الشعور لا يصيب كل من يتوقف عن ممارسة العلاقة الحميمة فقد يتم الحصول على هذا الهرمون من خلال أشكال أخرى من التلامس الجسدي مثل المعانقة، أو الحضن، أو اللمسات الدافئة التي تقوم بمنح الجسم تعزيزات من الأوكسيتوسين فهذه الأشكال الأخرى من العلاقة الحميمة لا يجب أن تكون جنسية أو رومانسية حتى يقوم الأوكسيتوسين بشيء جيد، وبعمله النافع.
يجب الأخذ في عين الإعتبار أن المزاج يتأثر عامة بسبب قلة العلاقة الجنسية، لأنه عند حدوث هزات الجماع عن طريق الاستمناء يمكن أن تساعد، وبشكل فعال في الحصول على هرموني الأوكسيتوسين، والسيروتونين الإضافيين.
ثانيا: رقة وجفاف المهبل
يمكن للنساء اللائي يمرون بفترات انقطاع الطمث تجربة الشعور بمشكلات جفاف المهبل والقناة المهبلية المشدودة إذا توقفوا عن ممارسة العلاقة الجنسية مع شريك الحياة لفترات طويلة من الزمن، فأثناء فترة انقطاع الطمث، يقوم الجسم بإنتاج كمية أقل من هرمون الاستروجين مما يجعل هذا الأنسجة المهبلية تشعر بالجفاف، والنحافة، أو ما يسمى أيضا باسم ضمور المهبل.
يجب معرفة أنه عند عدم ممارسة الجنس قد يصبح ضمور المهبل في حالة أسوأ وذلك لأن الجنس يساعد المهبل على خلق المزيد من التزليق وينقل الدم إلى الأعضاء الجنسية للمساعدة في الحفاظ على الأنسجة في حالتها الممتلئة.
إقرأ أيضا: احذري السلوكيات الخاطئة التي تعرض صحتك الجنسية للخطر
مع مرور الوقت، قد تلاحظ النساء بعد فترة انقطاع الطمث أن لديهن إمدادات متناقصة من هرمون الاستروجين حيث يصبح قطر المهبل أصغر، وذلك يحدث بالأخص إذا لم يشاركن في الجماع، والعلاقة الجنسية المنتظمة.
يجب العلم أننا في هذه المرحلة العمرية لا نحتاج إلى ممارسة العلاقة الجنسية مع شريك الحياة لإضافة المزيد من التشحيم والحفاظ على صحة الأنسجة المهبلية فقط ولكن لكي يصاحب ذلك روح الحب، والود، والرحمة، والسعادة.
ثالثا: قلة الدافع الجنسي
خلال فترة الامتناع عن ممارسة العلاقة الجنسية يمكن أن تقلل هذه الفترة من الرغبة الداخلية للفرد حيث توقف تلك المشاعر العفوية من الإثارة والمواد الكيميائية التي تجعل الفرد يرغب في ممارسة الجنس بشكل دائم ومستمر.
في العموم تعتبر قلة ممارسة العلاقة الجنسية لن تجعل الدافع الجنسي يختفي بشكل نهائي حيث أنه بمجرد العودة لممارسة هذه العلاقة، فمن المحتمل أن تبدأ في الشعور بارتفاع الرغبة الجنسية مرة أخرى،وذلك لأن هذه الممارسة يمكن أن تبدأ في تغذية الرغبة في المزيد من الجنس، وهذا ما يفسر لنا الرغبة المتزايدة لممارسة الجماع بالأخص اليوم التالي لأي علاقة حميمة.
رابعا: اللمسات الدافئة
أثناء ممارسة العلاقة الجنسية، تساعد اللمسات المباشرة للجلد وحدوث النشوة الجنسية على زيادة الترابط العاطفي بفضل إطلاق الأوكسيتوسين الكيميائي الذي يخلق شعورالسعادة، فبدون هذا الاتصال الجنسي الحميم، يمكنك البدء في التعامل مع ما يسمى بـ “جوع الجلد” أو “الجوع باللمس” أو “الحرمان من المودة”.
ومع ذلك، فإن الجوع باللمس لا يحدث فقط من خلال قلة العلاقة الجنسية، ولكن يمكن أن يشعر الفرد بالحرمان من المودة غير الجنسية إذا لم يكن لديهم اتصال جسدي مع الدوائر الاجتماعية مثل الأصدقاء المقربين، وأفراد الأسرة من خلال العناق الودي، والمصافحة.
يجب العلم أن قلة اللمس عن طريق عدم ممارسة الجنس أو عدم الاتصال الجسدي يمكن أن تجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالمرض، والشعور بالضيق. حيث يمكن أن يؤدي ملامسة الجلد للجلد إلى تقليل التوتر وتحسين احترام الذات، وربما حتى تعزيز نظام المناعة لدينا.
خامسا: المدة الزمنية الطويلة
بعد الحصول على إستراحة طويلة من ممارسة العلاقة الجنسية قد يستغرق الأمر وقتا أطول حتى يتم تشحيم المهبل بشكل كاف أو حتى تسترخي الأنسجة بشكل تام، فعندما نقوم بممارسة العلاقة الجنسية بانتظام، ينتقل المهبل إلى وضع الإثارة تلقائيا. ولكن إذا كنا قد أوقفنا جميع الأنشطة الجنسية بشكل مؤقت فقد يتطلب هذا الأمر بعض التحفيز الإضافي لمساعدة الجسم على التزليق، والاسترخاء أثناء ممارسة العلاقة الحميمة.
قد يستغرق الأمر أيضا وقتا إضافيا حتى يصبح القضيب منتصبا بعد توقف الجنس فعلى الرغم من أنه ليس سببا ثابتا على كافة الاصعدة، إلا أن هناك صلة بين ممارسة الجنس بشكل أقل وزيادة خطر الإصابة بمشكلة ضعف الانتصاب.
يجب الإهتمام ببعض الاشياء عند الرغبة في العودة للمارسات الجنسية وأهمها هو عدم التسرع في التعامل مع الأمور، والطرف الآخر، والاستمتاع بالكثير من المداعبة لكي يتم الوصول إلى الحالة المزاجية الجيدة.
إذا عانيتي عزيزتي من زيادة جفاف المهبل فإن استخدام مواد التشحيم يمكن أن يساعد في تحسين هذا الأمر لكي يجعل العودة إلى الحياة الجنسية أكثر راحة، وإستمتاع.