يحدث في كثير من الأوقات أننا نشعر بالضيق الشديد بدون أي أسباب واضحة، وينتابنا الحيرة تجاه ذلك فالشعور بالضيق ليس حالة، ولكنه يمكن أن يظهر كعرض من أعراض العديد من الحالات الصحية الأخرى التي تصيب الفرد بشعور الضعف، أو التعب، أو عدم الراحة، أو المرض، والتوعك حيث أنه في بعض الأحيان يتم الخلط بين الشعور بالضيق، والتعب، لذا سنقوم في السطور التالية بالتعرف على الضيق بكثير من التوضيح حيث معرفة أهم أسباب حدوثه، وأعراضة الهامة التي تجعلنا نقوم بالعمل على فهمه.
ما الذي يسبب الشعور بالضيق؟
يعتبر الشعور بالضيق هو شعور عام بالتوعك فقد يكون أحد أهم الأعراض لبعض من الحالات الصحية المتعددة، أو ردود فعل على بعض أنواع من الأدوية أو لأسباب أخرى.
أثبتت العديد من الأبحاث أن البروتينات الالتهابية التي تسمى بـ “السيتوكينات”، والتي تنتشر عندما ينشط الجهاز المناعي، أو لا يعمل بشكل صحيح، قد تكون مسؤولة جزئيا عن الشعور بمشاعر الضيق. بالإضافة لذلك فقد تولد هذه المشاعر أيضا إذا لم يكن لدى خلايا الجسم طاقة كافية لذلك، أو بسبب الإصابة بحالة طبية، أو تناول دواء معين.
ما هي الحالات الطبية التي تسبب الشعور بالضيق؟
يمكن أن يكون الشعور بالضيق أحد أعراض العديد من الأمراض والحالات المرضية المتمثلة في:
-
إلتهابات الجهاز التنفسي
عند الإصابة ببعض أمراض الجهاز التنفسي بما في ذلك الالتهاب الرئوي، والسل، ونزلات البرد، والإنفلونزا، والتهاب الشعب الهوائية، والالتهاب الرئوي، قد يصاب المريض بالكثير من المشاعر السلبية، والضيق حتى في الحالات البسيطة التي لا يصاحبها إرتفاع في درجات الحرارة.
-
الالتهابات الأخرى
في حالة الإصابة ببعض من الأمراض، والإلتهابات الأخرى مثل التهاب الكبد الوبائي، والالتهابات الطفيلية الأخرى يمكن أن يحدث شعور الضيق بكل سهولة في حالة تعبيرية عن الحزن الداخلي.
-
فشل أعضاء الجسم عن العمل
يعد قصور القلب الاحتقاني، واضطراب الانسداد الرئوي المزمن، وأمراض الكلى، وأمراض الكبد من الحالات التي تهدد الحياة، ويمكن أن تسبب الكثير من مشاعر الضيق، والقلق، والحزن.
-
أمراض النسيج الضام
من أهم هذه الأمراض هي التهاب المفاصل الروماتويدي، والساركويد، والذئبة الحمامية الجهازية التي تلعب دورا كبيرا في سيطرة الضيق على الشخص المصاب.
-
أمراض التمثيل الغذائي
يمكن أن يسبب حدوث مشكلة ضعف الغدة الكظرية، والسكري، وأمراض الغدة الدرقية الشعور بالضيق، والتعب المزمن الذي ينتج بسبب الحالة النفسية السيئة أيضا.
-
الأورام السرطانية
من المعروف أيضا أن سرطان الدم، وسرطان الغدد الليمفاوية، والقولون، وأنواع السرطان الأخرى تسبب الشعور بالضيق، والتعب حيث تقوم الخلايا السرطانية بإستنزاف الطاقة من الجسم حتى تتمكن من النمو، والإنتشار.
-
اضطرابات الدم
يحدث فقر الدم عندما يكون الدم غير قادر على نقل كمية كافية من الأكسجين إلى جميع أنسجة الجسم وأعضائه حيث أن هذا العجز في الطاقة يمكن أن يسبب الشعور بالضيق.
-
الحالات النفسية
ترتبط العديد والكثير من الحالات النفسية، والإضطرابات المتمثلة في الإكتئاب والقلق بالإصابة بمستويات أعلى من الالتهاب مما يؤدي إلى الشعور بالضيق.
يجب العلم أنه قد يعاني العديد من الأشخاص المصابين بالتهاب الدماغ، والنخاع العضلي / متلازمة التعب المزمن (ME / CFS) أيضا من الشعور بالضيق بعد المجهود حيث يحدث هذا عندما يكون للنشاط العقلي أو البدني البسيط تأثير كبير على عملية التمثيل الغذائي في الجسم. مما يؤدي هذا إلى الشعور بالضيق، والتعب وتفاقم الأعراض الأخرى.
إقرأ أيضا: حالات طبية وعقلية شبيهة بالإكتئاب لكنها ليست كذلك
ما أهم أنواع الادويه التي تسبب الشعور بالضيق عند تناولها؟
الشعور بالضيق هو أحد الآثار الجانبية الشائعة، والغير المرغوب فيها للعديد من الأدوية، وأهمها:
- مضادات الاختلاج (الأدوية المضادة للنوبات): في حالات نادرة، يمكن أن يكون الشعور بالضيق علامة تحذير من الآثار الجانبية الخطيرة لمرض الكبد.
- مضادات الهيستامين (أدوية الحساسية): هذه الأدوية تؤثر على مستويات الناقل العصبي أستيل كولين حيث يؤثر هذا الدواء على انتباه العقل وتركيزه، مما قد يجعل الشخص الذي يقوم بتناوله يشعر بالضيق والتعب والنعاس.
- حاصرات بيتا: تستخدم هذه الأدوية لخفض ضغط الدم، أو علاج أمراض القلب، حيث يمكن أن تقلل من كمية الأكسجين المنقولة إلى بقية الجسم. نظرا لأن الخلايا تتلقى طاقة أقل، فقد يؤدي ذلك إلى الشعور الشديد بالضيق.
- الأدوية النفسية: الشعور بالضيق هو من العلامات التحذيرية الهامة التي تنتج من الآثار الجانبية الأكثر خطورة للأدوية المضادة للذهان حيث يمكن أن يؤدي تناول مضادات الاكتئاب أو تقليصها أيضا إلى الشعور بالضيق.
ما هي أعراض الشعور بالضيق؟
يوجد بعض الأعراض الواضحة للأطباء التي من خلالها يستطيعو إجراء التشخيص السليم لهذه المشكلة وأهمها:
- الشعور بعدم الراحة العامة
- غلبة مشاعر الضعف، أو التوعك، أو المرض على الفرد المصاب
- الانزعاج الجسدي الغامض الغير مسبب
كيف يتم علاج الشعور بالضيق؟
تعتمد علاجات الشعور بالضيق على معرفة السبب الأساسي لحدوث ذلك ففي بعض الأحيان يكون السبب غير واضح ويتطلب المزيد من الاختبارات التشخيصية.
قد يتساءل الطبيب المختص في كثير من الأوقات عن تاريخ العائلة المرضي تجاه هذا الأمر بالإضافة إلى أي أدوية جديدة قد يتم تناولها، فإذا اعتقدوا أن الشعور بالضيق مرتبط بتفاعل دوائي، فقد يقترحون الإنتقال إلى دواء آخر، أما إذا كان السبب الأساسي لا يزال غامض وغير معروف، فقد يطلبون اختبارات مختلفة لتشخيص مصدر الأعراض.
تشمل هذه الاختبارات ما يلي:
- اختبارات الدم للبحث عن علامات فقر الدم، والسرطان، وأمراض التمثيل الغذائي، والالتهابات.
- فحوصات لبعض الأمراض العقلية مثل القلق، أو الاكتئاب.
- فحص بدني لتقييم الصحة العامة.
- الأشعة السينية، والتصوير التشخيصي الآخر للسرطان والتشوهات الأخرى.
أسباب الشعور بالضيق ليست دائما واضحة ويمكن أن يكون من الصعب تشخيصها، ولكن بالنسبة لمعظم الحالات، يمكن لهذه الاختبارات أن تزيل مصدر الشعور بالضيق، فعلى سبيل المثال، إذا أظهر اختبار الدم انخفاض مستويات الحديد مما يشير إلى الإصابة بفقر الدم ، فقد يكون هذا هو مصدر الشعور بالضيق، ويتم علاجه عن طريق تناول مكملات الحديد التي يتم وصفها من جانب الأطباء المختصون.
متى يجب زيارة الطبيب المختص؟
إذا حدث استمرار لشعور الضيق لفترة أطول من أسبوع واحد يجب على الفور الاتصال بالطبيب المختص بمعالجة هذا الأمور حيث قد يوصي بضرورة إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة للمساعدة في علاج الشعور بالضيق، أو الحالات المرضية الكامنة.