أنتشرت في هذه الآونة حالات الإصابة بمشكلة الدوالي بين الكثير فالجدير بالذكر أن حدوث الإصابة بهذا المرض ليس أمر خطيرا للغاية ولكن ما يترتب عليه من تبعيات وتطورات أوجبت علينا ضرورة التعامل مع ذلك بمزيد من الإهتمام والحرص إلى جانب تأثيراته السلبية التي تستطيع أن تعوق سير أنماط الحياة وطبيعتها فقد يصل الأمر في بعض الأوقات إلى عدم القدرة على الجلوس أو الوقوف لفترات زمنية طويلة. لذا فقد قررنا اليوم أن نقوم بفتح ملف هذا المرض والحديث عنه حيث التعرف على ما هو هذا المرض بالتفصيل؟ وأعراضه، وأسبابه، وطرق علاجه المناسبة.
ما هي الدوالي؟
الدوالي هي حالة مرضية ينتج عنها ظهور الأوردة في حالتها الغير طبيعية حيث تكون في شكلها المتضخم أو الرقيق إلى جانب حدوث إمتلاء للدم بداخلها، وعادة ما تظهر هذه الأوردة بصورة منتفخة.
في الغالب تظهر مشكلة الدوالي في منطقة الساقين والحوض. ولكن يجب العلم أنه من الوارد أن تحدث أيضا في أجزاء أخرى من الجسم حيث يتم التعرف عليها من خلال مجموعة الأوردة ذات اللون الأزرق الأرجواني، وفي كثير من الأحيان تكون محاطة بخلايا حمراء تسمى الأوردة العنكبوتية.
إذا تطورت حالة المريض عند إصابته بمرض الدوالي فيجب العلم إنها تعتبر مؤلمة للغاية، وبالأخص عندما يكون هناك تورم فيها، حيث يصل الأمر إلى صعوبة لمسها أو التعامل معها. إلى جانب هذا فمن الممكن أن تسبب الدوالي بعض الألم عن طريق تورم الكاحلين، وحدوث حكة في الجلد وعرقلة الدورة الدموية في الأطراف المصاب.
يجب العلم أن العديد من الدوالي تكون عميقة جدا، وغير مرئية، ولكنها يمكن أن تسبب تورما وألما في جميع أنحاء الساق. تعتبر هذه المشكلة شائعة جدا أثناء فترات الحمل، وفي مراحل العمر المتقدمة، ومع من يعانون من زيادة الوزن والسمنة المفرطة.
ما هي أنواع الدوالي؟
من الهام معرفة أن مرض الدوالي تتعدد أنواع وأهم هذه الأنواع ما يلي:
- توسع الشعيرات
- الدوالي الدائرية (الدوالي القصنية)
- الدوالي الجانبية (الدوالي الجانبية الفرعية)
- التهاب دوالي التثقيب
- الدوالي الشبكية
إقرأ أيضا: ألم مشط القدم.. أعراضه وأسبابه وطرق علاجه
ما هي أعراض الإصابة بـ “الدوالي”؟
يتم التعامل مع الدوالي، وأعراضها على أنها أحد أعراض معاناة الكثير من الأفراد من مشاكل الألم المتعددة، ولكن الجدير بالذكر أنه لا يقوم الكثير بفعل ذلك ويظهر هذا المرض بشكل مباشر من خلال بعض الأعراض المتمثلة فيما يلي:
- اللون الأرجواني الداكن والأزرق للأوردة
- ظهور مجموعة من الأوردة في حالتها المنتفخة، فغالبا ما تبدو مثل الحبال.
- التورم الشديد في الكاحلين.
- صعوبة في الجلوس، أو الوقوف لفترات طويلة.
- الشعور بالألم والثقل في الساقين.
- تغيير لون القدمين أو الكاحلين.
- تصلب جلد القدمين والكاحلين.
- تيبس في الفخذين أو أجزاء أخرى من القدمين، وبالأخص خلال فترات الليل.
- الشعور بالتشنجات والتورم في الجزء السفلي من القدمين.
- حكة في المنطقة المحيطة بالأوردة.
- ظهور بعض تقرحات الجلد.
ما هي أسباب الإصابة بـ “الدوالي”؟
يجب معرفة أن مشكلة الدوالي تحدث عندما لا تقوم الأوردة بالقيام بعملها بشكل صحيح حيث أن هناك صمام في الأوردة يساعد على تدفق الدم نحو القلب، فعندما يصبح هذا الصمام ضعيفا أو يعمل بصورة سيئة غير طبيعية، فيحدث عدم توجه الدم نحو القلب ويبدأ في التجمع مرة أخرى في الأوردة.
يعتبر هذا هو السبب الرئيسي في حدوث تورم في الأوردة، ومن ثم حدوث الإصابة بمشكلة الدوالي التي تؤثر في الغالب على الساقين. إلى جانب هذا يجب العلم أنه توجد عدة أسباب أخرى تؤدي إلى حدوث هذه المشكلة ومن أهمها:
- خلال فترة الحمل
- مرحلة انقطاع الطمث
- التقدم في العمر
- الوقوف لفترات طويلة من الوقت
- مشكلة السمنة وزيادة الوزن
- التاريخ العائلي لحدوث مشكلة الدوالي
متى يجب القيام بزيارة الطبيب المختص؟
يجب الإنتباه من جانب المصاب بهذه المشكلة إلى متابعة تطور الحالة المرضية له فعند ظهور بعض المشاكل التي سنقوم بذكرها فيما يلي يجب على الفور التوجه إلى الطبيب المختص وعرض الأمر عليه لوصف طرق التعامل المُثلى مع هذا المرض.
- إذا أصبحت أعراض مرض الدوالي معوقة ومؤلمة بشكل ملحوظ.
- إذا كان هناك خطر من حدوث مشاكل قشاري، أو قرحة، أو تغير لون الجلد، أو حدوث نزيف فوق الأوردة.
- حدوث الإصابة بالتهابات الجلد الركود التي يمكن أن تؤدي إلى عدوى جلدية أو قرحة مزمنة في الساق.
- إذا كانت الدوالي حمراء ومؤلمة، فقد تكون علامة على التهاب الوريد وهو ناتج عن حدوث جلطة دموية في الوريد.
- إذا حدثت أي نوع من الإصابات على الدوالي بسبب خروج الدم، فمن الممكن أن تكون الحالة في ذلك الوقت خطيرة.
كيف يقوم الطبيب بالكشف على مرض “الدوالي”؟
في باديء الأمر سيقوم الطبيب بفحص الأوردة المتواجدة في قدم المريض أثناء الجلوس، والنهوض. وسوف يقوم بطرح بعض الاسئلة الخاصة عن وقت الشعور بالألم، وبعض الأعراض الأخرى المصاحبة لذلك.
قد يقوم الطبيب بإجراء الموجات فوق الصوتية للتحقق من معدل تدفق الدم حيث يعتبر هذا اختبار غير جراحي يتم فيه إستخدام الموجات الصوتية عالية التردد، كي يصل إلى نتيجة الفحص المراد معرفتها.
يمكن قيام الطبيب أيضا بإجراء تصوير الوريد للعمل على تقييم الأعصاب بشكل أفضل، فخلال هذا الاختبا، سيقوم الطبيب بحقن المريض بصبغة معينة في القدم وأخذ أشعة سينية للمنطقة المراد الكشف عنها.
تساعد بعض الاختبارات مثل الموجات فوق الصوتية، أو التصوير الوريدي على التأكد من أن القدمين تحدث بداخلهم المشكلات المتمثلة في الألم، والتورم بسبب حدوث جلطة دموية أو انسداد.
ما هي التدابير الصحية للتعامل مع مرض “الدوالي”؟
يجب العلم أنه لا توجد طريقة ثابتة ومضمونة للعمل على وقف الدوالي بشكل صريح. ولكن يمكن تقليل خطر الإصابة بالدوالي عن طريق إتباع بعض السلوكيات التي تساعد على تحسين الدورة الدموية وقوة العضلات. وتساعد في العمل على مع نمو الدوالي، واهم هذه الإجراءات هي ما يلي:
- القيام بالعمل على فقدان الوزن الزائد، والحفاظ على الوزن الصحي.
- ممارسة الرياضة يوميا لتحسين الدورة الدموية.
- يجب القيام بتضمين الأطعمة الغنية بالألياف، والملح المنخفض في النظام الغذائي اليومي.
- تجنب الكعب العالي، والملابس الضيقة.
- يجب تغيير وضعية الجلوس أو الوقوف بانتظام.
- استخدم الجوارب الضاغطة.
كيف يتم علاج “الدوالي”؟
يعتمد علاج الدوالي على بعض العوامل أهمها أن أي جزء من الجسم تحدث فيه هذه المشكلة؟، أومقدار المساحة المصابة بهذا المرض حيث يتم إجراء العديد من أنماط العلاج المتمثلة في الجراحة، والحقن (العلاج بالتصليب) وجراحة الليزر لعلاج الدوالي، والأوردة العنكبوتية.
-
العلاج بالتصليب:
هذا النوع من العلاج يعتبر علاج غير جراحي يتم فيه حقن المادة الكيميائية في داخل الأوردة مما يؤدي ذلك إلى عدم زيادة الدم في الأوردة ومن ثم إختفاء حدوث هذه المشكلة.
-
استئصال الوريد:
عند إتباع هذا النمط العلاجي يتم القيام بإجراء قطع جراحي صغير بالقرب من الوريد التالف حيث أنه من خلال هذا القطع، تتم إزالة الوريد المصاب.
-
العلاج بالليزر:
يتم العلاج بهذا عن طريق إدخال ضوء الليزر على الوريد المصاب، والذي يحدث له أن يتلاشى ويختفي بشكل تدريجي فالجدير بالذكر أن هذا الإجراء يستخدم لعلاج الدوالي الصغيرة.
في النهاية يجب العلم أنه في حالة الشعور بمشاكل في الأعصاب، أو الإجهاد، فمن الهام عدم تناول أي دواء أو علاج بدون الرجوع إلى الطبيب المختص. فالمعلومات الواردة أعلاه ليست بديلا عن المشورة الطبية.