في بعض الحالات تعاني المرأة نفسيا وجسمانيا من الوقوع في براثن الإجهاض الشيء الذي لا تريد أي إمرأة ينتابها الحب والعاطفة تجاه جنينها حدوثه. ففي حالة إذا كان الإجهاض تلقائي، أو نتيجة أي تدخل آخر، فيجب العلم أنه يؤثر على صحة المرأة بشكل كبير، فقد يصل إلى العديد من المشاكل الصحية التي تحدث المعاناة منها خلال فترة ما بعد الإجهاض. لذلك فقد قرر صحة المرأة اليوم أن يتناول الحديث عن هذا الموضوع بمزيد من التوضيح لكي تستطيع المرأة الإلمام بجميع المعلومات الخاصة بهذا الأمر حتي تستطيع أن تجتاز هذه الفترة بسلام، ونهوض صحي.
ما هي علامات حدوث الإجهاض؟
قبل التعمق في معرفة ما يحدث بعد الإجهاض، يجب على النساء معرفة أهم العلامات التي تصيب المرأة عند التعرض لهذه الأزمة الصحية، وهي تتلخص فيما يلي:
- النزيف مهبلي.
- الإفرازات المهبلية المختلطة مع الجلطات الدموية.
- آلالام شديدة في البطن، أو تشنجات قوية في الرحم.
- آلام الظهر من خفيفة إلى شديدة.
ما هي أهم الظواهر الصحية التي يتم المعاناة منها بعد حدوث الإجهاض؟
أولا: النزيف المهبلي
واحدة من أكثر الظواهر التي يمكن التعرف عليها بعد الإجهاض هي حدوث الأصابة بالنزيف المهبلي حيث يمكن أن تستمر هذه الظاهرة فترة زمنية من إسبوع إلى أسبوعين بعد التعرض لهذه الأزمة. لذلك يوصي دائما خلال هذا الوقت بضرورة استخدام فوط قطنية مريحة لامتصاص الدم مخصصة لهذا الأمر، والعمل على تجنب الفوط وأكواب الحيض الشائعة وهذا للعمل على تجنب أي أخطار للعدوى، فهذه الفترة من الفترات الهامة والصعبة التي يجب على المرأة الإهتمام بصحتها ونظافتها بشكل كبير، لكي تستطيع تجنب الوقوع في أي مشاكل صحية أخرى.
ثانيا: عدم قدوم الدورة الشهرية على الفور
إعلمي عزيزتي أن دورتك الشهرية لن تعود مباشرة بعد الإجهاض. ففي أغلب الوقت تعود بعد 4-6 أسابيع من التعرض للإجهاض ويمكن أن تختلف من إمرأة لآخرى.
يرجع ذلك إلى حقيقة أنه بعد الإجهاض ، يبقى تركيز هرمون الحمل على وضعه لذلك، يجب أن يعود هذا التركيز إلى الصفر حتى يبدأ الجسم في ممارسة دورته الجديدة. فالجدير بالذكر أنه كلما كان التعرض للإجهاض في أوقات متقدمة من الحمل، فكلما نتج عن ذلك طول الفترة التي تعود فيها مستويات هرمون الحمل إلى الصفر.
ثالثا: إحتمالية الإصابة بالحمى بعد الإجهاض
في هذا الوقت، يجب عليكِ عزيزتي مراقبة درجة حرارة جسمك بانتظام، فإذا شعرتي لبعض اللحظات أن درجة حرارة جسمك أعلى سخونة من 37 درجة مئوية، إذن يجب عليكِ في ذلك الوقت الذهاب إلى المشفى أو الطبيب المعالج بشكل فوري، لأن هذا يمكن أن يكون علامة على حدوث الإصابة بالعدوى بعد الإجهاض، فإذا لم يتم علاج هذه المشكلة في الوقت المناسب، فقد يكون هذا الأمر خطير جدا على الصحة.
رابعا: آلام في الثدي
بعد حدوث الإجهاض، تصاب المرأة بالآلام الشديدة في الثدي مما يؤدي ذلك إلى خلق مشاعر الضيق، وعدم الراحة، فالجدير بالذكر أنه في حالة حدوث الإجهاض في مراحل متقدمة من الحمل فسوف تصاب المرأة آنذاك الوقت بتسرب اللبن الأمر الذي يعد مرهق بشكل كبير.
يجب العلم أنه من الوارد أن تتوقف هذه المشكلة بعد حدوث الإصابة بالإجهاض لمدة أسبوع، فإذا شعرتي سيدتي أن ثدييك مؤلمان للغاية ، فيجب أن تقومي بوضع الكمادات الدافئة والعمل على التدليك الخفيف لكي تتخلصين من هذا الشعور المؤلم، والغير سار أما في حالة تطور الأمر فقومي بشكل فوري بزيارة الطبيب النساء والتوليد المختص بمتابعة حالتك، لكي يقوم بوصف العلاج الصحيح لهذه المشكلة.
خامسا: آلام في أسفل البطن
بعد التعرض للإجهاض قد تعانين سيدتي من بعض الآلام في منطقة أسفل البطن بعد الإجهاض حيث تعتبر هذه الظاهرة طبيعية تماما ولا تشكل أي خطر.
يجب معرفة أنه بعد الإجهاض، سيقوم الرحم ببعض التقلصات، وهذا لكي يقوم بطرد قطع الغشاء المخاطي حيث من الوارد أن تستمر هذه الحالة فقط لمدة يومان بعد الإجهاض، فإذا إمتدت الآلام الشديدة والمستمرة في أسفل البطن لأكثر من الوقت المحدد، وتطور الأمر للنزيف الحاد فيجب على الفور الإنتقال إلى المشفى، فهذا الأمر يعد من علامات الخطورة على الحياة.
ماذا يجب علينا أن نفعل بعد حدوث الإصابة بالإجهاض التلقائي؟
توجد بعض خطوات الرعاية الصحية التي يجب علينا أن نقوم بها بعد التعرض لأزمة الإجهاض وبالأخص الإجهاد التلقائي وأهمها ما يلي:
- الراحة وتناول الطعام بشكل جيد حتى يحدث تعافى في الجسم بشكل سريع.
- تجنب إستخدم المنظفات الكيميائية لغسل المنطقة الحميمة لأنها يمكن أن تسبب خللا في البيئة الحميمة ومن ثم حدوث الإصابة ببعض الإلتهابات.
- تجنب استخدام الفوط وأكواب الحيض المنتشرة عند النزيف عن طريق المهبل لأن هذا يمكن أن يسبب بعض أنواع العدوى.
- تجنب ممارسة العلاقة الجنسية، والإنتظار حتي يتعافى الجسم بشكل تام.
- في حالة المعاناة عزيزتي من المشيمة المفقودة، إذن فأنتِ بحاجة للذهاب إلى المستشفى حتى يتمكن الطبيب من إزالة المشيمة من الجسم لأن هذه تعد مشكلة صحية خطيرة، ويمكن أن تؤذي الرحم بشكل لا يستطيع العمل بعده.
كم من الوقت يجب علينا الإلتزام به للحمل مرة أخرى؟
يتعتبر معاودة جسم المرأة للحيض مرة أخرى هو أحد العلامات الهامة التي تدل على أن الجسم مستعد للحمل مرة أخرى، إلى جانب هذا يجب العلم أيضا أن النساء تحتاج إلى الانتظار لمدة 3 إلى 6 أشهر على الأقل بعد الإجهاض لكي تستطيع أن تفكر في الحمل مرة أخري. ومع ذلك يرى بعض الاطباء، أنه إذا أجهضت المرأة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ولم تكن هناك أي مضاعفات صحية، فيمكنها أن تقوم بالتخطيط للحمل مرة أخرى في غضون من 2 إلى 3 أشهر.
عزيزتي.. ما الذي يجب القيام به لجعل حملك القادم صحيا؟
بالإضافة إلى مسألة ما يحدث بعد الإجهاض والمدة التي يستغرقها الحمل مرة أخرى؛ فقد نحتاج أيضا إلى معرفة ما يجب علينا القيام به لجعل الحمل التالي للإجهاض صحيا، وأهم هذه الخطوات ما يلي:
إذا كنتِ سيدتي قد تعرضتي من قبل لإجهاضين متتاليين أو أكثر، فيجب في ذلك الوقت القيام بإجراء اختبارات الدم؛ واختبارات الكروموسومات، وطرق فحص الرحم حيث يقوم هذا بالمساعدة في التحقق من صحتك الإنجابية بحثا عن أي مشاكل تحتاج إلى علاج لتجنب حدوث الإجهاض مرة أخرى.
الى جانب ذلك يأتي دور التغذية الهام في هذه الفترة حيث نحتاج إلى ضرورة إتباع نظام غذائي صحي لإعداد الجسم للمرحلة التالية وتعويض ما تم فقدانه خلال مرحلة الإجهاض. فالجدير بالذكر أنه يجب تناول مجموعة كاملة من مجموعات المغذيات، وخاصة الزنك، والسيلينيوم، وحمض الفوليك.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على المرأة بشكل عام البعد كل البعد عن التدخين، وتناول المسكنات الكثيرة والأدوية الغير موصوفة طبية، وهذا للحد من الآثار الصحية وقيام الجسم بالتعافي بشكل سريع.