في بعض الأوقات تحدث الإصابة بالحالة المرضية المسماه بالإسهال نتيجة التعرض لبعض العوامل حيث تعد من المشاكل الهضمية الشائعة والتي من الممكن أن تختفي في خلال يوم أو يومين، ولكن في حالة إستمرار هذا الوضع لفترة أطول، فيجب علينا هنا الإنتباه لأنه من الوارد أن تكون هذه الحالة الصحية نتيجة الإصابة ببعض المشاكل المرضية التي من الهام أن ننتبه لها. لذا سنتعرف اليوم على ما هو الإسهال المطول المستمر؟ وهل يعد هذا الأمر خطير وماذا نفعل لكي نتعامل معه بشكل صحيح؟ .. فهيا بنا
ما هو الإسهال المطول؟
الإسهال هو عبارة عن مصطلح شائع يستخدم للإشارة إلى البراز الرخو الذي من الممكن أن يحدث أكثر من 3 مرات يوميا ويصاحبه بعض الأعراض مثل آلام البطن، والقيء، والغثيان. فالجدير بالذكر أنه إذا استمرت الأعراض لمدة يوم أو يومان واختفت من تلقاء نفسها دون علاج، فهنا يعد الأمر حدث عارض ولا ينبغي أن يتملكنا القلق تجاهه.
أما في حالة حدوث الإسهال بشكل مستمر حيث تمرير البراز الرخو بشكل متكرر أو متقطع على مدى فترات طويلة من الزمن تتراوح من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، فهنا يعتبر هذا إسهالا تحت الحاد والسبب الرئيسي لحدوثه هو الإصابة ببعض أنواع العدوى.
في حالة إستمرار الأعراض لأكثر من أربعة أسابيع، فيمكننا القول هنا بأن هذا إسهالا مزمنا أو مطول لا يرتبط بالعدوى، ولكن يحدث نتيجة الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي أو بعض الأسباب الأخرى.
ما هي اسباب حدوث الإصابة بالإسهال المطول؟
1) الالتهابات البكتيرية
قد يحدث الإسهال لفترات طويلة بسبب حدوث العدوى التي تتمثل فيما يلي:
-
الفيروسات
من أهم الفيروسات الأكثر شيوعا التي تسبب الإسهال المطول هي فيروس نورو وفيروس روتا والذي عادة ما ينتقل عن طريق اليد إلى الفم، وبالأخص عندما نقوم بلمس سطحا يلتصق فيه الفيروس ومن ثم نقوم بوضع أيدينا على العين والأنف والفم حيث ينتقل الفيروس إلى الجهاز الهضمي وهنا يسبب المرض. فالجدير بالذكر أنه إلى جانب الإسهال فقد يعاني الشخص أيضا من أعراض الغثيان والقيء.
-
البكتيريا والطفيليات
توجد العديد من أنواع البكتيريا والطفيليات التي يمكنها أن تنتقل إلى داخل أجسامنا من خلال تناول الأطعمة الملوثة وغير الصحية حيث تتمثل في العطيفة، والإشريكية القولونية، والسالمونيلا، والشيغيلة، والكريبتوسبوريديوم، والجيارديا اللمبلية. فيجب العلم أن جميع هذه الأنواع تتسبب بشكل مباشر في حدوث الإسهال الشديد يصاحبه في بعض الأوقات الحمى والدم المختلط في البراز.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن يصاب بعض البالغين والأطفال بالإسهال الشديد نتيجة التعرض لبعض الالتهابات الطفيلية التي غالبا تتواجد في حمامات السباحة الملوثة أو البحيرات أو السدود أو الأنهار.
2) تناول الأدوية
يمكن أن يحدث الإسهال المطول كأحد أهم الآثار الجانبية لبعض الأدوية التي يتم تناولها مثل:
- مضادات الحموضة المحتوية على المغنيسيوم.
- أدوية ارتفاع ضغط الدم.
- أدوية السرطان.
- تناول الكتير من الملينات.
يجب العلم أن الإسهال الناجم عن المضادات الحيوية يعد أمر شائع أيضا. لأن المضادات الحيوية لا تقتل البكتيريا الضارة فقط، بل تقضي أيضا على البكتيريا المفيدة مما يتسبب هذا الأمر في اختلال التوازن المعوي وحدوث الإسهال.
3) عدم تحمل بعض الأطعمة
من الممكن أن تحدث الإصابة بالإسهال المطول نتيجة عدم تحمل المعدة لبعض الأطعمة حيث يظهر ذلك من خلال مواجهة الصعوبة في هضمها ومن هنا تحدث أعراض آلام البطن والإسهال. ومن أهم العناصر الغذائية المسببة لهذه الحالة المرضية :
- اللاكتوز: وهو نوع من السكر يتواجد في الحليب ومنتجات الألبان.
- الفركتوز: عبارة عن السكر الذي يتواجد في الفواكه وعصائر الفاكهة والعسل الأبيض.
- الغلوتين: حيث يوجد في البروتين المتمثل في القمح والحبوب مثل الشعير.
4) أمراض الجهاز الهضمي
يمكن أن يكون الإسهال المتكرر على مدى فترات طويلة من الزمن علامة مبكرة على حدوث الإصابة بالعديد من أمراض الجهاز الهضمي مثل:
- متلازمة القولون العصبي.
- التهاب القولون التقرحي.
- مرض كرون.
إذا كانت مشكلة الإسهال المطول ناتجة عن متلازمة القولون العصبي، فإن البراز هنا لا يحتوي على دم أو مخاط، أما إذا كان الإسهال ناتجا عن التهاب القولون التقرحي ومرض كرون، فقد يختلط البراز بالدم والحمى والألم والتشنجات في منطقة البطن.
بالإضافة إلى الأسباب المذكورة أعلاه، فمن الممكن أن تحدث الإصابة بالإسهال المستمر المصحوب بالألم نتيجة المعاناه من بعض اضطرابات البنكرياس مثل التليف الكيسي، وقصور البنكرياس، وفرط نشاط الغدة الدرقية ولكن هذا الامر يعد نادرا جدا.
ما هي طرق علاج الإسهال المطول؟
-
العلاج الأولي
عندما معاناة أغلب الأشخاص من الإسهال فإنهم يقومون على الفور بتناول الأدوية المضادة للإسهال ولكن يجب العلم أن هذه الأدوية لها تأثير علاجي عرضي فقط، ولا ينصح بتناولها على المدى الطويل.
يجب العلم أنه في حالة إستمرار الإسهال لفترة طويلة، فقد يكون لهذا الأمر العديد من المشاكل الخطيرة مثل الإصابة بالجفاف، وسوء التغذية، والالتهابات الخطيرة. لذلك، يجب علينا في حالات الإسهال الشديدة ضرورة الإستعانة بالعناية الطبية المختصة.
أثناء عملية الفحص قد يستفسر الطبيب عن تواتر حركات الأمعاء ومدة الإصابة بالإسهال وعدد مرات الإسهال خلال اليوم، والأعراض التي يتم مواجهتها جراء هذه الحالة الصحية.
في الوقت نفسه، قد يطلب الطبيب أيضا ضرورة إجراء بعض الاختبارات الأخرى مثل اختبارات الدم وتنظير البراز، والموجات فوق الصوتية، والأشعة المقطعية للبطن إذا كان لدى المصاب آلام في البطن أو براز دموي؛ وتنظير الجهاز الهضمي لتحديد سبب الإسهال.
اعتمادا على نتائج التشخيص، سوف يقوم الطبيب بوصف العلاج المناسب حيث سيقوم بالتركيز على الإماهة واستعادة التغذية الصحية والعمل على علاج السبب من بدايته.
-
علاج الإسهال لفترات طويلة مع التغذية
أثناء علاج الإسهال على المدى الطويل، سوف نحتاج إلى ضرورة الانتباه إلى التغذية والإماهة في داخل الجسم حيث يجب أن يتم ذلك من خلال تناول أطباقا خفيفة سهلة الهضم، ومن الضروري عدم إهمال تناول الطعام بوجه عام
يجب تجنب تناول الأطعمة المهيجة مثل الأطعمة المقلية والحارة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين والمشروبات الغازية والمواد السكرية مثل الكعك والحلويات إلى جانب ضرورة إعادة ترطيب الجسم عن طريق شرب الكثير من الماء أو العصائر الخالية من السكر أو إستخدام محلول الإماهة الفموية وفقا لتعليمات الطبيب المعالج.
إقرأ أيضا:
الإسهال الحاد الناتج عن فيروس الروتا .. كيف يتم التعامل معه ؟