يعتبر الجهاز الهضمي من الأجهزة الحيوية الهامة في جسم الإنسان، وخاصة عند الأطفال الصغار. فعندما يكون لديهم جهاز هضمي قوي وصحي، فإنهم يمتلكون القدرة على امتصاص العناصر الغذائية بشكل صحيح وهذا للحصول على الطاقة اللازمة للنمو والتطور. ومع ذلك، قد يواجه بعض الأطفال عدد من المشاكل والصعوبات في الجهاز الهضمي، وهو ما يستدعي العناية والاهتمام من الوالدين والمختصين في الصحة. لذا سنقوم في هذا المقال، بالتحدث عن بعض الطرق والإجراءات التي يمكن اتخاذها لتحسين صحة الجهاز الهضمي عند الأطفال.
تكوين الجهاز الهضمي
يبدأ الجهاز الهضمي من الفم، حيث يتم مضغ الأطعمة، وخلطها مع اللعاب الذي يحتوي على الأميليز اللعابي، وهو إنزيم يدعم عملية هضم الكربوهيدرات. فالجدير بالذكر أن الطعام المبلل والمكسور يمر إلى المريء، وهو أنبوب طويل يربط الفم بالمعدة. ومن ثم يعمل المريء على نقل الطعام إلى المعدة باستخدام الموجات التقلصية للعضلات السلسة الموجودة في جدران المريء.
فور وصول الطعام إلى المعدة، تقوم عضلات المعدة بخلطه بالعصارة المعدية حيث تحتوي هذه العصارة على حمض الهيدروكلوريك وإنزيم البيبسين الببتيدية، وهما يعملان على تحويل البروتينات إلى ببتيدات وأحماض أمينية، فيجب العلم أن وقت إقامة الطعام في المعدة يمتد إلى حوالي2-4 ساعات، وخلال هذا الوقت يتم تحليل الطعام وتجزئته إلى جزيئات أصغر.
بعد خروج الطعام من المعدة، يقوم بالدخول إلى الأنبوب الهضمي النقري (الأثنى عشر)، والذي يعمل على تفريغ العصارات البنكرياسية والقنوات المرارية في الأمعاء الدقيقة. فمن الهام معرفة أن الأمعاء الدقيقة هي جزء من الجهاز الهضمي المسؤول عن امتصاص المواد الغذائية إلى الجسم حيث يحتوي الجدار الداخلي للأمعاء الدقيقة على تجاويف صغيرة تسمى الأمعاء الدهنية، والتي تعمل على تسريع عملية امتصاص الدهون، والفيتامينات الدهنية.
يأتي بعد الأمعاء الدقيقة الأمعاء الغليظة، وهي المسؤولة عن امتصاص الماء والامتصاص النهائي للمواد الغذائية مثل الأملاح والفيتامينات القابلة للذوبان في الماء. فهنا يتكون البراز من المواد الغير هضمة والأملاح والبقايا الغذائية ويمر أخيرا عبر القولون والمستقيم ويخرج من الجسم فيما يسمى بعمليه الإخراج.
إقرأ أيضا: النظام الغذائي للأطفال الذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي
أهم الطرق الفعالة للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي للأطفال
أولا: التغذية السليمة
تلعب التغذية السليمة دورا مهما في تحسين صحة الجهاز الهضمي لدى الأطفال حيث يجب أن يحصل الطفل على تنوع في الطعام، ويتناول وجبات غذائية متوازنة، وغنية بالفيتامينات والمعادن إلى جانب ضرورة البعد عن الأطعمة المعلبة، أو ذات القيمة الغذائية المنخفضة، والتركيز على الأطعمة الطازجة والطبيعية مثل الفواكه والخضروات والبذور والحبوب الكاملة. بالإضافة لذلك فإنه ينصح أيضا بتقديم الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفاكهة المجففة والعدس والشعير والبقوليات، حيث تساعد كل هذه الأطعمة على تنظيم حركة الأمعاء وتحسين عملية الهضم بصورة كبيرة.
ينصح أيضا بضرورة تناول البروبيوتيك والباربوتيك الموجودة في منتجات الزبادي والألبان وهذا لدعم نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء وتعزيز الهض وعمل الجهاز الهضمي .
ثانيا: الحفاظ على توازن السوائل
يجب أن يقوم الطفل بتناول كمية كافية من الماء في اليوم للحفاظ على توازنها في داخل جسمه. فيجب العلم أن الماء يعتبر عنصر مهما لدعم وظائف الجهاز الهضمي بشكل صحيح، وتخفيف الإمساك، والتهيج العصبي.
إلى جانب هذا فإنه ينصح بتجنب المشروبات السكرية والمشروبات الغازية، والعمل على إستبدالها بالمشروبات الطبيعية مثل النعناع والينسون والعصائر الطبيعية وهذا بدون إضافات سكرية أو الإستعانة بالعسل النحل الأبيض بكميات صحية ومعتدلة.
ثالثا: التحكم في وجبات الطعام
يجب أن يتناول الطفل وجبات الطعام الخاص به بشكل منتظم، دون الإفراط في الكميات التي يتم تناولها حيث يفضل تجنب الوجبات السريعة والمخبوزة والدهنية واختيار الأطعمة المغذية التي تحتوي على البروتينات والكربوهيدرات والدهون الصحية.
الجدير بالذكر أيضا أن العديد من خبراء التغذية يقومون بالتوصية بضروة تناول الوجبات الصغيرة بشكل متكرر خلال اليوم بدلاً من تناول وجبة كبيرة واحدة تقو بإرهاق الجهاز الهضمي وتسبب له العديد والكثير من المشكلات.
رابعا: ممارسة الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية
في مراحل عمر الطفل الأوليه يعتبر النشاط البدني والرياضي من أهم العوامل الهامة التي تلعب دور فعال في تعزيز صحة الجهاز الهضمي لدى الأطفال. لذا يوصى خبراء صحة الطفل دائما بضرورة ممارسة النشاط البدني الذي يتمثل في الألعاب الجماعية والفردية وجميع الانشطة البدنية.
بالإضافة إلى ذلك فيمكن أيضا تشجيع الأطفال أيضا على المشي أو ركوب الدراجات الهوائية بدلا من استخدام وسائل النقل العامة أو السيارات الخاصة، فيجب العلم أن جميع الأنشطة البدنية والحركية ذات أهمية كبيرة للطفل في جيع مراحل عمره.
خامسا: الحد من القلق والضغط والتوتر
قد يصبح غريب عل مسامعنا إصابة الأطفال الصغار بالقلق والتوتر ولكن هذا الأمر حقيقي وواقعي بالفعل فقد يصل الأمر حد الإكتئاب الشديد. لذا يجب علينا ان نعمل جاهدين نحو الحد من التوتر والضغوط النفسية حيث يمكن أن يتسبب هذا في تحسين وظائف الجهاز الهضمي عند الأطفال.
يجب العلم أنه عندما يكون الطفل مجهدا أو يعاني من ضغوط نفسية، فيمكن أن يؤثر هذا على الجهاز الهضمي بشكل مباشر حيث يؤدي إلى معاناته من الإمساك أو الإسهال أو بعض إضطرابات المعدة. لذا يجب علينا توفير بيئة مريحة وداعمة للأطفال وتقديم الدعم النفسي اللازم لهم في جميع الظروف والأوقات.
في النهاية.. يمكننا القول أن تحسين عملية الهضم عند الأطفال يعتمد على توفير غذاء صحي ومتوازن، إلى جانب ممارسة النشاط البدني الدوري، والعمل على تجنب الأطعمة الضارة، وتقديم السوائل بكمية كافية، وتجنب الضغوط النفسية.
يجب الإنتباه أنه عند الاشتباه في أي مشاكل هضمية تصيب الطفل، يجب استشارة الطبيب بشكل فوري لتقديم التشخيص الصحيح والعلاج المناسب، وهذا حفاظنا على جهاز هضمي صحي لدى أطفالنا يؤثر إيجابا على صحتهم ورفاهيتهم ومستقبلهم بشكل عام.