الفطريات المهبلية هي نوع شائع من العدوى التي تصيب النساء في منطقة المهبل حيث أعراضا غير مريحة مثل الحكة والحرقة والاحمرار في المهبل والأعضاء التناسلية الخارجية. وعلى الرغم من أنها قد تصيب النساء في أي مرحلة عمرية، إلا أنها أكثر شيوعا بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين15 و44 سنة. فيجب العلم أن هذه المشكلة المهبلية تنتج عن زيادة نمو فطريات ال Candida albicans في المهبل حيث تتكون عادة من بعض الفطريات الطبيعية الموجودة بالفعل في المهبل ولا تسبب أي مشكلة. ومع ذلك، عندما يتغير توازن البيئة الطبيعية في المهبل، قد يزداد نمو هذه الفطريات ويؤدي إلى حدوث العدوى لذلك هيا نتعرف على الفطريات المهبلية بمزيد من التفصيل مع ذكر أهم أعراضها وأسباب الإصابة بها وطرق التعامل معها بشكل صحي سليم.
ما هي أعراض الإصابة بالفطريات المهبلية؟
توجد العديد والكثير من الأعراض التي تدل حدوث الإصابة بالفطريات المهبلية حيث تتمثل فيما يلي:
-
الحكة المهبلية
تعد الحكة هي العرض الأكثر شيوعا عند حدوث الإصابة بالفطريات المهبلية. فيجب العلم أن هذه الفطريات تتسبب في تهيج جلد المهبل، مما يؤدي هذا الأمر إلى الشعور بالحكة والتهيج المستمر في المنطقة المهبلية والمنطقة المحيطة بها.
من الهام معرفة أن هذه الحكة تكون أكثر وضوحا خلال الليل وبعد النوم، مما يمكن أن يؤثر هذا على نوم المرأة المُصابة والتسبب في إنزعاجه الشديد والشعور بالألم.
-
الإفرازات البيضاء
قد تلاحظ النساء اللواتي يعانين من إصابة بالفطريات المهبلية وجود إفرازات بيضاء كريمية في المنطقة المهبلية حيث تكون هذه الإفرازات عادة سميكة، وفي بعض الأحيان الأخرى قد تكون رغوية ولها رائحة غير طبيعية وكريهة إلى حد ما.
-
التورم والإحمرار
في حالة إصابة المرأة بالفطريات المهبلية، فقد تشعر بتورم واحمرار في هذه المنطقة حيث يصبح الاحمرار أكثر وضوحا مع التهيج وتفاقم الحكة. فالجدير بالذكر أن هذه الأعراض تحدث نتيجة لتهيج الجلد الناجم عن نمو الفطريات في منطقة المهبل.
-
الألم والحرقان
تعتبر مشاعر الألم والحرقان من الأعراض الشائعة للإصابة بالفطريات المهبلية حيث أنه من الوارد الشعور بآلامها خلال لحظات التبول أو في أوقات الجماع. فيجب العلم أن هذا يحدث جراء تهيج الجلد حول المهبل، مما يؤدي إلى الشعور بالألم الشديد والحرقان الغير محتمل.
-
التعب العام وبعض الأعراض الأخرى
قد تعاني المرأة أيضا من تعب عام وإرهاق نتيجة الإصابة بالفطريات المهبلية حيث أنه من الوارد شعورها بعدم الارتياح والضعف. بالإضافة إلى إصابتها بالقلق والإنزعاج وفقدان الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام.
إقرأ أيضا: كيف تتعامل النساء الحوامل مع الحكة المهبلية أثناء الحمل؟
ما هي أسباب الإصابة بالفطريات المهبلية؟
هناك عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالفطريات المهبلية. من أهم تلك الأسباب:
أولا: استخدام المضادات الحيوية
يعتبر استخدام المضادات الحيوية الشائع من أهم الأسباب التي تزيد من فرص الإصابة بالفطريات المهبلية. حيث تعمل هذه المضادات على قتل البكتيريا الضارة في الجسم، ولكنها تؤثر أيضا على البكتيريا الجيدة التي تحافظ على التوازن في المهبل. فيجب معرفة أنه عندما تتعرض هذه البكتيريا الجيدة للتغير، فيمكن للفطريات المهبلية أن تنمو بشكل زائد وتسبب العدوى المهبلية هذه.
ثانيا: التغييرات في مستوى الهرمونات
يمكن أن تؤدي التغيرات في مستوى الهرمونات للنساء وبالأخص في بعض الأوقات مثل الحمل أو استخدام وسائل منع الحمل المهبلية إلى حدوث تغيرات في التوازن الطبيعي بداخل المهبل مما يساعد هذا على تهيئة الظروف لنمو الفطريات بشكل كبير ومتزايد.
ثالثا: خلل مستويات السكر في الدم
عند حدوث الإصابة ببعض اضطرابات مستويات السكر في الدم حيث الإصابة بمرض السكري، فإن هذا الأمر يزيد من خطر الإصابة بالفطريات المهبلية، وهذا لأن هذه البيئة ملائمة لنمو الفطريات بصورة كبيرة.
رابعا: التنظيف الغير آمن للمنطقة الحساسة
يجب على المرأة أن تعمل دائما على التأكد من النظافة الجيدة للمنطقة التناسلية الخاصة بها، حيث يتم ذلك من خلال استخدام المنظفات اللطيفة والتجفيف السليم، وتجنب ارتداء الملابس الضيقة، والمصنوعة من الأقمشة الصناعية،والبعد عن الرطوبة الزائدة في هذه المنطقة التي يمكن أن تساهم في منع نمو الفطريات.
خامسا: نقص المناعة
يمكن أن يكون لضعف مناعة الجسم دورا كبيرا في عدم القدرة على مقاومة الفطريات. فالنساء اللائي يقمن بتناول علاج طويل الأمد بالمضادات الحيوية أو المعالجة الكيميائية أو الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المناعية الوقائية فهن عرضة للإصابة بالفطريات المهبلية بنسبة كبيرة.
ما هي طرق علاج الفطريات المهبلية؟
هناك العديد من الطرق المختلفة لعلاج الفطريات المهبلية، وفي هذا المقال، سوف نستعرض بعض الطرق الشائعة والتي تتمثل في الآتي:
1) العلاج الدوائي
تشمل العلاجات الدوائية عند التعامل مع هذه المشكلة المرضية القيام بتناول أدوية مضادة للفطريات عن طريق الفم أو استعمال مراهم أو كريمات موضعية حيث يتم وصف العلاج المناسب عادة من قبل الطبيب أو الطبيبة المختصة بأمراض النساء.
يجب العلم أن هذه الأدوية تعد فعالة بصورة كبيرة في القضاء على الفطريات المسببة للعدوى والعمل على تخفيف الأعراض المزعجة والمؤلمة قدر الإمكان.
2) العلاج بالمنتجات الطبيعية
تعتبر بعض المنتجات الطبيعية خيارا شائعا وآمنا للنساء عند الرغبة في علاج أمر الفطريات المهبلية. فقد يوصى بتطبيق زيت شجرة الشاي المخفف على المنطقة المصابة بشكل مباشر حيث يقال أن هذا الزيت له خصائص مضادة للفطريات والتي يمكن أن تساعد في علاج العدوى وتعمل على تهدئة الأعراض.
3) الحفاظ على النظافة الشخصية والصحة العامة
من الهام جدا أن تحافظ المرأة على نظافتها الشخصية وصحتها العامة، وهذا للوقاية من الفطريات المهبلية حيث يوصى دائما بضرورة تغيير الملابس الداخلية الرطبة، وتجنب استخدام المواد الكيميائية المهيجة لمنطقة المهبل مثل الصابون المعطر والمزيلات الصناعية. كما ينصح بارتداء ملابس قطنية قابلة للتهوية وتجنب الارتداء المستمر للملابس الضيقة ذات الأقمشة الصناعية.
4) تغيير عادات الحياة اليومية
قد يكون من المفيد تغيير بعض العادات الحياتية اليومية للحد من الأعراض والعدوى المرتبطة بالفطريات المهبلية حيث يفضل تجنب استخدام المزلقات أو المنتجات الكيميائية المهيجة أثناء العلاقة الحميمة، والبعد عن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية التي مشهورة بأنها تزيد من إحتمالية الإصابة بالفطريات المهبلية.
على الرغم من أن الفطريات المهبلية شائعة وغير خطيرة، إلا أن أمر الإصابة بها قد يتطلب زيارة الطبيب لتشخيص الحالة وتحديد العلاج المناسب لها حيث يفضل أن يتم هذا الأمر بشكل فوري لتجنب حدوث أي مضاعفات صحية.