تعتبر جلسة وضع الساق على الأخرى هي إحدى العادات الشائعة في مجتمعنا اليوم. فهي تعتبر وضعية مريحة للكثيرين أثناء الجلوس، سواء في المنزل، أو في العمل، أو حتى أثناء التجمعات الاجتماعية. ومع ذلك، تثار العديد من التساؤلات بشأن تأثير هذه الوضعية على الصحة بشكل عام وعلى الساقين وخاصةً الساق التي يتم وضعها فوق الأخرى. لهذا هيا نتعرف على وضعية هذه الجلوس بمزيد من التفصيل مع ذكر أهم الأضرار الصحية والبدنية المترتبة عليها.
ما هي جلسة وضع الساق على الأخرى؟
تعتبر جلسة وضع الساق على الأخرى من عادات الجلوس المنتشرة والمعتادة عند الكثير من الأشخاص حيث يتم فيها وضع إحدى الساقين على الفخذ الآخر بشكل متقاطع أثناء الجلوس. فعلى الرغم من أن هذه الجلسة قد تشعر البعض بالراحة والاسترخاء، إلا أنها قد تؤثر على الجسم بشكل سلبي وتسبب مشاكل صحية عند استخدامها على المدى الطويل.
ما هي الاضرار الصحية المترتبة على جلسة وضع الساق على الأخرى؟
قد يرتاح البعض عند اعتماد هذه الجلسة، ولكن الحقيقة هي أنها ليست طبيعية للجسم وتؤثر على توازنه وصحته حيث تتسبب في حدوث الكثير من أضراره ومشكلاته التي سنقوم بذكرها فيما يلي:
أولا: الضغط على الأوردة في الساق العلوية
عند وضع الساق على الأخرى، يتم ثني الساق بشكل غير طبيعي ووضع ضغط على الأوردة التي تنقل الدم من الساق العلوية إلى القلب. فيجب العلم أن هذا الضغط الزائد يؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية وتعثر تدفق الدم، مما يزيد هذامن احتمالية حدوث تجلطات الدم الوريدية في الساق.
عند حدوث الإصابة بتجلطات الدم هذه فقد يترتب على ذلك تكون جلطات ليست بالبسيطة في الأوردة العميقة، والتي يمكن أن تكون خطرة وتحتاج إلى علاج فورى وفعال من قبل المختصين.
ثانيا: مشاكل في العمود الفقري
عند وضع الساق على الأخرى، يتم إجهاد العمود الفقري بصورة كبيرة، مما يؤدي إلى حدوث تدهور وتلف في الغضاريف والأنسجة المحيطة. فالجدير بالذكر أن هذا الوضع يسبب الكثير من آلام الظهر والرقبة إلى جانب الإصابة ببعض المشاكل في المفاصل بشكل عام.
من أهم التأثيرات الأخرى الناتجة عن جلسة وضع الساق على الأخرى هو الإصابة بانحراف العمود الفقري عن وضعه الطبيعي، حيث يتم تشويه هيكل العمود الفقري وتوازنه. ومع مرور الوقت، قد يتسبب هذا الانحراف في ضعف عضلات الظهر وتصلبها، ومن هنا تتواجد البيئة المُثلى لحدوث العديد من الآلام والإصابات.
ثالثا: إنقلاب مفصل الورك
عندما يتم وضع الساق فوق الركبة الأخرى، فسوف يحدث في ذلك الوقت ضغط على مفصل الورك وزيادة في قوة الجاذبية على الجسم. فيجب الإنتباه أن هذا الضغط المتكرر يمكن أن يتسبب في ارتداد المفصل وتآكل الغضروف الموجود بين العظام، وفي النهاية يؤدي إلى حدوث الإصابة بالإلتهابات الشديدة وحدوث تلف في المفاصل.
رابعا: حدوث الخلل في توازن الجسم
عند جلوسنا بهذه الطريقة فسوف يحدث تغيير كلي في مركز ثقل الجسم حيث يتأثر توازن الجسم بشكل سلبي ملحوظ مما يؤدي هذا إلى الإصابة بالعديد من المشاكل في المشي والحركة بشكل عام، إلى جانب زيادة احتمالية الوقوع بسبب هذا الخلل.
خامسا: اضطرابات الدورة الدموية
مع وضعية الساق على الأخرى، تتم عملية ضغط الأوعية الدموية والأعصاب التي تمر عبر الفخذ والساق، مما يعوق هذا الأمر من تدفق الدم بشكل طبيعي وإمداد الأعضاء بالأكسجين والمواد الغذائية اللازمة. ومن هنا يمكن أن يؤدي هذا إلى انخفاض مستوى الطاقة في الجسم، وتنميل الساق، والإصابة بآلام العضلات.
سادسا: آلام الركبة
عند اللجوء لهذه الوضعية في الجلوس فقد تحدث حالة من وقوع تحميل ضار وغير متكافئ على الركبة حيث يعني هذا أن بعض الأجزاء في الركبة تتلقى ضغطًا أعلى من المعتاد حيث قد يتسبب هذا الضغط الزائد في حدوث الإصابة بإلتهاب المفاصل، أو تلف الروابط الرباطية، وإرتداد آلام الركبة.
يجب علينا العلم أن جميع الآثار الضارة هذه قد تكون مختلفة بين الأفراد حيث يعتمد هذا الامر على عوامل عديدة مثل التوتر العضلي الموجود بالفعل في الجسم والوضعية السابقة لجلوس الفرد. ومع ذلك، ومن الأفضل الاعتناء بصحة الجسم وتجنب جلوس هذه الجلسة الضارة قدر المستطاع.
ما أهم الإجراءات الفعالة للحد من أضرار جلسة وضع الساق على الاخرى؟
للحد من الأثر الضار لهذه الجلسة، فيمكن لمحبي هذه الجلسة القيام بإتباع بعض الإرشادات المفيدة التي تتمثل في الآتي:
- تغيير وضعية الجلوس بشكل منتظم حتى لا يتعود الجسم على وضعية واحدة ويؤثر بشكل مباشر على توازن الجسم.
- يمكن القيام بإستخدام الوسائد أو الوسائل المساعدة الأخرى للحفاظ على وضعية صحيحة للجلوس وتقليل الضغط على العمود الفقري ومفاصل الورك والركبة.
بإختصار وبعد سطور مقالنا السابقة يجب علينا معرفة أن جلسة وضع الساق على الأخرى قد تبدو وسيلة مريحة للجلوس، ولكنها قد تكون ضارة لتوازن الجسم وصحة العمود الفقري لذا يعد من الضروري والهام العمل على تجنبها والبعد عنها قدر الإمكان.