يعد التهاب الشبكية الصباغي هو واحد من أكثر الأمراض الوراثية شيوعا التي تصيب شبكية العين حيث يتسبب في فقدان المصابين لرؤيتهم تدريجيا. فعلى الرغم من أنه نادرا ما يسبب العمى، ولكنه إذا لم تكن هناك تدابير لوقف التقدم والحفاظ على الرؤية المتبقية، فسوف يواجه المرضى العديد من الصعوبات بسبب انخفاض الرؤية. إذن ما هو مرض التهاب الشبكية الصباغي؟ وما هي الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الإصابة به وأهم أعراضه وطرق علاجه؟ هذا ما سنتعرف عليه اليوم.
ما هو التهاب الشبكية الصباغي؟
يعتبر التهاب الشبكية الصباغي (Retinitis pigmentosa) من أمراض العيون الوراثية التي تؤثر بشكل رئيسي على الشبكية بداخل العين حيث تتسبب هذه الحالة في تدهور تدريجي للخلايا الصباغية في الشبكية، مما يؤدي هذا إلى تقلص حقل الرؤية وفي بعض الحالات إلى فقدان البصر بشكل كامل.
ما هي علامات وأعراض التهاب الشبكية الصباغي؟
تتعدد أعراض الإصابة بالتهاب الشبكية الصباغي حيث تتمثل في الآتي:
1) انعدام الرؤية عند المشاهدة المركزية: يعاني المرضى من صعوبة في رؤية الأشياء بوضوح عند التركيز عليها مباشرة حيث يمكن أن يظهر هذا العرض عند محاولة قراءة الكتب أو الجرائد أو الرؤية المباشرة للأشخاص.
2) تشويه الرؤية: يشعر الأشخاص المصابون بالتهاب الشبكية الصباغي بأن الأشياء المحيطة بهم غير طبيعية، وقد يظهر لهم التلاعب في الألوان أو حدوث تشويه في الأشكال.
3) وهن في الرؤية اللونية: يلاحظ الكثير من مصابي هذا الإلتهاب أنهم غير قادرين على تمييز الألوان بشكل صحيح أو أنهم يشعرون أن الألوان قد فقدت إشراقها عن ذي قبل.
4) جفاف العين: يشعر العديد من المرضى بجفاف في العين، مما يؤدي هذا إلى حكة واحمرار وإفرازات غير طبيعية.
5) دوران ووهن في البصر: تظهر هذه الأعراض مع وجود حركة الرأس أو إبعاد النظر عن الجسم المراد مشاهدته مما يسبب هذا الشعور بالدوار وتشوش في الرؤية.
6) تقلص الرؤية الجانبية: قد يشكو بعض الأشخاص المصابين بالتهاب الشبكية الصباغي من فقدان الرؤية الجانبية، والتي تفقد القدرة على رؤية الأشياء على شكل نصف دائرة أو مستطيل.
من الهام معرفة أن الأعراض المذكورة سابقا ليست هي الوحيدة عند حدوث الإصابة بهذه الحالة المرضية ، وبالتالي لا يمكن تشخيص حالة التهاب الشبكية الصباغي فقط من خلالها، لذا يجب أن يتم استشارة طبيب العيون المتخصص لتشخيص الحالة بشكل دقيق وواضح.
إقرأ أيضا: كدمات الدم في العينين وأهم الطرق المنزلية الفعالة لعلاجها
ما هي أسباب حدوث الإصابة بالتهاب الشبكية الصباغي؟
تحدث الإصابة بهذه الحالة المرضية نتيجة التعرض للعديد من الأسباب التي نتعرف عليها من خلال ما يلي:
-
الأسباب الوراثية
قد يكون للوراثة دور هام في حدوث الإصابة بالتهاب الشبكية الصباغي، حيث يمكن لأمر تكرار حدوث الإصابة به في العائلة أن يؤدي إلى زيادة احتمالية إصابة الأشخاص به. ت
يجي علينا العلم أن توجد جينات معينة مسؤولة عن تنظيم وظيفة خلايا الشبكية ونقل الصبغيات على شكل مادة صبغية في الخلايا، حيث يقال إن الإضطرابات في هذه الجينات قد تؤدي إلى التهاب الشبكية الصباغي.
-
تكوين العين
يعد تكوين العين أحد العوامل المهمة في تطور التهاب الشبكية الصباغي، حيث يتعلق الأمر بشكل خاص بطريقة توزيع الصبغيات في الشبكية وكثافتها.
الجدير بالذكر أن هذا يتضح من خلال الأشخاص الذين يعانون من تهيج سطح العين أو الضغط المرتفع في العين حيث أنهم قد يكونون عرضة للإصابة بالتهاب الشبكية الصباغي.
-
نشاط العين
يميل الأشخاص الذين يقومون بأنشطة تتطلب تحركا مكثفًا للعينين مثل الرياضة أو ركوب الدراجات الهوائية أو الرفع الثقيل إلى زيادة خطر الإصابة بالتهاب الشبكية الصباغي. ي
يرجع ذلك الأمر بشكل جزئي إلى حدوث تجاوب مميز بين الحركة الميكانيكية وتكوين الشبكية وتكاثر الخلايا الصباغية.
-
العوامل البيئية
هناك بعض العوامل البيئية التي يُعتقد أنها تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب الشبكية الصباغي حيث يمكن أن تتضمن هذه العوامل التدخين واستخدام الأدوية المعينة مثل الستيرويدات.
بالإضافة لذلك فيعتقد البعض أن تعرض العين لأشعة الشمس بشكل مفرط أو الإصابة بإحدى الإصابات في العين قد تزيد من خطر التعرض لإلتهاب الشبكية الصباغي.
-
العرق والجنس
أظهرت دراسات حديثة أن الأشخاص ذوات الأصل أفريقي أو الأفريقي الأمريكي قد يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالتهاب الشبكية الصباغي.
كما أن هناك ارتباطًا هاما بين الجنس والإصابة بهذه الحالة، حيث يُعتقد أن الرجال لديهم نسبة أعلى من الإصابة بالتهاب الشبكية الصباغي مقارنة بالنساء.
ما هي التقنيات الطبية المستخدمة لتشخيص التهاب الشبكية الصباغي؟
يقوم الطبيب بتشخيص هذه الحالة المرضية عن طريق سؤال المريض عن تاريخه الطبي هو وعائلته ثم العمل على فحصه باستخدام منظار العين للبحث عن البقع الداكنة على شبكية العين. تتضمن طرق التشخيص الأخرى التي قد يستخدمها الطبيب ما يلي:
- التحقق من الألوان.
- تصوير الأوعية الفلورية.
- قياس ضغط العين.
- قياس النشاط الكهربائي في شبكية العين.
- رد الفعل المنعكس.
- اختبار الانكسار.
- التقاط الشبكية.
- اختبار الرؤية الهامشية.
- اختبار العين مع شق المصباح.
ما هي الطرق المستخدمة لعلاج التهاب الشبكية الصباغي؟
على الرغم من أنه لا يوجد علاج مؤكد للتهاب الشبكية الصباغي حتى الآن، إلا أن هناك عدة طرق تستخدم للتحكم في تطور المرض وتخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة للمصابين به.
من الهام معرفة أن العلاج قد يتضمن العديد من الخيارات التي يمكن استخدامها بشكل منفصل أو مجتمعة والتي تتمثل من خلال الآتي:
— من أهم الطرق العلاجية هي العلاج بالليزر، حيث يتم استخدام الليزر لإزالة الترسبات الصباغية وتدمير الأوعية الدموية غير الصحية التي تؤثر على الشبكية.
يجب العلم أنه يتم توجيه الليزر بدقة واستهداف للمناطق المصابة بشكل مباشر، ويتم تثبيط نمو الأوعية الدموية الجديدة التي قد تتسبب بتلف الشبكية.
— من أهم الطرق المستخدمة لعلاج التهاب الشبكية الصباغي هو العلاج بالحقن المباشر حيث يتم حقن مواد مضادة للأوعية الدموية في العين مباشرة بواسطة إبرة رفيعة.
تهدف هذه الحقن إلى تقليل نمو الأوعية الدموية غير الصحية وتثبيط التهاب الشبكية. فالجدير بالذكر أن هذه العملية تحتاج إلى القيام بها عدة مرات على مدار فترات طويلة من الوقت وهذا لتحقيق أفضل النتائج.
— قد يتم استخدام بعض الأدوية المعتمدة على وصفة الطبيب المعالج وهذا للسيطرة على التهاب الشبكية الصباغي.
قد تشمل هذه الأدوية المضادات الوعائية، التي يمكن أن تساعد في تقليل نمو الأوعية الدموية غير الصحية، وبالتالي تحسين نظافة الشبكية. فالجدير بالذكر أنه يتم تناول هذه الأدوية عن طريق الفم.
— بالإضافة إلى ما قمنا بذكره فيعتبر التدخل الجراحي في بعض الحالات الشديدة أحد الخيارات الممكنة لمعالجة التهاب الشبكية الصباغي.
يشمل ذلك الأمر إجراء العمليات الجراحية لإزالة الأورام أو الأعضاء المصابة، وإعادة بناء الشبكية المتضررة، وبالأخص في الحالات الشديدة من المرض.
ومع ذلك، فوجب علينا التنويه إن الوقاية والعناية الجيدة بالعين تلعب دورا هاما في تخفيف مضاعفات التهاب الشبكية الصباغي حيث يجب على الأفراد المصابين بحالات مبكرة من هذا المرض الحفاظ على رؤيتهم من خلال الذهاب إلى الطبيب بشكل منتظم والقيام بتناول الأدوية الموصوفة طبيا والتقيد بنصائح الرعاية الصحية للعين قدر الإمكان.