يعتبر مرض احتشاء عضلة القلب من الأمراض القلبية الوعائية الخطيرة التي يمكن أن تهدد حياة الشخص المصاب بها حيث يتطلب هذا الأمر الرعاية الطبية الطارئة والفورية. لهذا يجب علينا أن نقوم بفهم ما هو مرض إحتشاء عضلة القلب بمزيد من التفصيل حيث التعرف على أهم الأعراض والأسباب وطرق الحصول على علاج مبكر لمنع حدوث أي مضاعفات خطيرة محتملة.
ما هو مرض إحتشاء عضلة القلب؟
يعد مرض احتشاء عضلة القلب هو واحدا من أكثر الأمراض القلبية شيوعا وخطورة في جميع أنحاء العالم وهذا لأنه يتسبب في تلف وضعف عضلة القلب، مما يجعلها غير قادرة على ضخ الدم بكفاءة كما يجب.
بشكل توضيحي أكثر فإن عضلة القلب المصابة بالاحتشاء قد تعاني من فقدان القدرة على الانقباض والاسترخاء بشكل صحيح مما قد يؤدي هذا الخلل إلى التأثير على قدرة القلب في ضخ الدم بشكل فعال إلى جميع أنحاء الجسم.
يجب العلم أن مرض احتشاء عضلة القلب يعتبر مرضا مزمنا حيث لها التقدم والتطور بشكل تدريجي مع مرور الوقت.
ما هي أعراض مرض إحتشاء عضلة القلب؟
تعتبر أعراض مرض إحتشاء عضلة القلب متنوعة وتختلف من شخص لآخر وعلى حسب درجة وطبيعة الضرر الذي تعرضت له عضلة القلب. إلا أن هناك بعض الأعراض الشائعة التي يمكن أن نلاحظها عند معظم المرضى المصابين بهذا المرض حيث تتمثل فيما يلي:
-
ضيق التنفس
يعاني الأشخاص المصابون بهذا المرض من ضيق تنفس عند ممارسة الأنشطة البدنية العادية أو حتى في حالة الراحة. فالجدير بالذكر أن هذا يحدث بسبب تدني القدرة على ضخ الدم والأكسجين إلى الأعضاء والأنسجة بشكل كافي وسليم.
-
الشعور بالتعب والإرهاق
يشعر المرضى بالارهاق والوهن وعدم القدرة على فعل أي مهام يومية بنفس القدر الذي كانوا يفعلونه في السابق حيث يرجع ذلك أيضا إلى عجز القلب عن ضخ الدم بشكل كافي لتزويد الجسم بالطاقة اللازمة لكي يقوم بممارسة جميع أنشطته المعتاده.
-
تورم الأطراف السفلية
في بعض الحالات قد يحدث تراكم للسوائل في أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك الساقين والقدمين حيث يعرف هذا الأمر بـ “إحتباس السوائل”. يجب العلم أن هذه الحالة تحدث عندما لا يتم ضخ الدم بشكل صحيح، مما يؤدي إلى زيادة ضغط الأوردة وتجمع السوائل في داخل الأنسجة.
-
زيادة في وزن الجسم
من الوارد أن يلاحظ البعض حدوث زيادة في وزن الجسم بدون سبب واضح حيث يرجع ذلك إلى تراكم للسوائل في داخل الأنسجة بسبب حدوث التلف في عضلة القلب.
-
ضربات القلب الغير منتظمة
يمكن أن يعاني بعض المرضى من ضربات القلب الغير منتظمة أو الغير طبيعية والتي تتمثل في حدوث الخفقان أو الرجفان الأذيني. فيجب معرفة أن هذه الأعراض تشير إلى حدوث المعاناه من اضطراب في النظم الكهربائية للقلب.
-
الآلام في منطقة الصدر
في حالات متقدمة من حالات الإصابة بإحتشاء عضلة القلب، يمكن أن يعاني المريض من آلام شديدة في منطقة الصدر أو في الذراع الأيسر أو الكتف أو الرقبة. تشير هذا الآلام عادة إلى وجود عدم إنتظام في تروية الدم إيصالا إلى العضلة القلبية.
عند ظهور أي من الأعراض التالية بصورة مرضية، فيجب على الفور التوجه إلى الطبيب لتجنب تطور الأمر والحالة الصحية ومن ثم إصابتها بالمضاعفات الخطيرة.
إقرأ أيضا: مشكلات القلب أثناء الحمل .. اتبعي تلك النصائح للحمل الصحي
ما هي أسباب الإصابة بمرض إحتشاء عضلة القلب؟
1) ارتفاع ضغط الدم
يعتبر ارتفاع ضغط الدم أحد أهم أسباب الإصابة بمرض احتشاء عضلة القلب. فعندما يزداد ضغط الدم في الأوعية الدموية فإن القلب يجب أن يعمل بجهد أكبر لضخ الدم، مما يسبب هذا زيادة الضغط على عضلة القلب وقد يؤدي بالنهاية إلى تلفها.
2) أمراض الشرايين التاجية
تعتبر أمراض الشرايين التاجية مثل تصلب الشرايين وانسدادها أحد أكثر الأسباب شيوعا للإصابة بإحتشاء عضلة القلب. فعندما تنسد الشرايين التاجية، تتعرض العضلة القلبية للنقص في إمدادات الدم والأكسجين، مما يؤدي هذا الأمر إلى ضعف وتلف العضلة القلبية.
3) الأمراض الوراثية
بعض الأمراض الوراثية والتي يتم إنتقالها من جيل إلى آخر يمكن أن تلعب دورا رئيسيا في زيادة خطر الإصابة بمرض احتشاء عضلة القلب. فعلى سبيل المثال، قد يحمل بعض الأشخاص تغيرات جينية تجعلهم أكثر عرضة لتطور هذا المرض بنسبة كبيرة.
4) التمثيل الغذائي
عند القيام باتباع نمط حياة غير صحية فقد يزيد هذا الأمر من احتمالية الإصابة بمرض احتشاء عضلة القلب. فالجدير بالذكر أن التدخين والتغذية غير السليمة والأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة قد تؤثر سلبا على صحة القلب وتزيد من خطر الإصابة بهذا المرض الخطير.
5) الإصابة بالتلوث البيئي
بعض الدراسات قد أشارت إلى أن خطر التعرض للتلوث البيئي، مثل تلوث الهواء بالجزيئات الدقيقة قد يرتبط بشكل مباشر بزيادة فرص الإصابة بمرض احتشاء عضلة القلب.
فيجب العلم أن هذه الجزيئات الملوثة يمكن أن تؤثر على صحة القلب وتزيد من خطر تطور المرض بشكل سريع ومقلق.
6) العوامل الوراثية
لا يمكن إغفال العوامل الوراثية في تحديد خطر الإصابة بمرض احتشاء عضلة القلب من عدمه. فإذا كان لدى الفرد أحد الأقارب المباشرين مثل الوالدين أو الأخوة المصابين بالمرض، فقد يكون لديه أيضا خطر أعلى من الإصابة به.
على الرغم من أن هذه الأسباب هي الشائعة لحدوث هذا المرض، إلا أنه يجب ملاحظة أن هناك عوامل أخرى قد تكون مسؤولة عن مرض احتشاء عضلة القلب لدى بعض الحالات. لذا فمن الهام دائما استشارة الطبيب المختص لتقييم الحالة الصحية وتقديم العلاج المناسب.
كيف يتم تشخيص المريض المصاب بإحتشاء عضلة القلب؟
— أول خطوة في عملية التشخيص هو استقراء تاريخ المريض الطبي حيث يقوم الطبيب بطرح أسئلة متعلقة بالأعراض المذكورة وتاريخ الحالة الصحية وتاريخ الإصابة بالأمراض المزمنة الأخرى.
— قيام الطبيب بإجراء الفحص السريري للقلب باستخدام السماعة الطبية للاستماع إلى أي تغيرات في نبضات القلب وأي أصوات غير طبيعية.
— العمل على قياس ضغط الدم ومعدل ضربات القلب للتحقق من وظيفة القلب بشكل عام.
— قد يطلب الطبيب ضرورة إجراء تحاليل الدم والبول للتحقق من وظيفة الكلى والكبد وغيرها من العوامل المهمة.
— إجراء عدد من الاختبارات الإضافية، مثل التخطيط الكهربائي للقلب (ECG). حيث يقوم هذا الاختبار بتسجيل النشاط الكهربائي للقلب ومعرفة إذا كان هناك أي تغيرات في قوة ضخ الدم أو وظيفة القلب.
— إجراء بعض الاختبارات المجهرية مثل الأشعة السينية للصدر أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) وهذا لتقييم بنية القلب ومعرفة حجم ووظيفة العضلة القلبية.
— إجراء الاختبار الإجهادي، حيث يتم مراقبة أداء القلب أثناء القيام بمجهود معين مثل المشي على جهاز المشي الكهربائي . فالجدير بالذكر أن هذا الاختبار يساعد في تحديد قدرة القلب على التحمل من خلال إمكانية تطبيق النشاط الرياضي.
ما هي طرق علاج إحتشاء عضلة القلب؟
يعتمد علاج احتشاء عضلة القلب بشكل عام على ضرورة معالجة السبب الأساسي لهذه الحالة الصحية، والعمل على تحسين وظيفة القلب والحفاظ على نسبة الأكسجين في الدم. في العموم سنقوم فيما يلي بذكر بعض الطرق المستخدمة في علاج احتشاء عضلة القلب والتي تتمثل فيما يلي:
أولا: التغير في أنماط الحياة
من الهام والضروري أن نقوم بالعمل تغيير بعض أنماط الحياة للحفاظ على صحة القلب. فيجب العلم أنه يتم تحقيق ذلك من خلال الاهتمام بالتغذية الصحية، وممارسة التمارين الرياضية، والحفاظ على الوزن الصحي، وتجنب التدخين وتقليل تناول المشروبات الغازية. مما قد يؤدي إلى حدوث تحسن وظيفة القلب ومنع تطور احتشاء العضلة القلبية.
ثانيا: تناول الأدوية
قد يوصي الطبيب بتناول بعض الأدوية التي تعزز عمل القلب وتساعد على تحسين وظيفته. فالجدير بالذكر أن هناك العديد من الأدوية المستخدمة في علاج احتشاء القلب مثل مثبطات إنزيم التحويل الذي يقاوم الانجيوتنسين الذي يسبب احتشاء وفشل العضلة القلبية.
ثالثا: العلاج الجراحي
قد يحتاج بعض المرضى الذين يعانون من احتشاء عضلة القلب الشديد إلى اللجوء إلى العلاج الجراحي حيث يتضمن ذلك زرع جهاز تنظيم ضربات القلب، أو عملية تجاوز التاجية، أو عملية زراعة قلب جديدة في بعض الحالات المرضية الخطيرة.
رابعا: العلاج الوقائي
قد يقوم الأطباء بإعطاء بعض المرضى علاجا وقائيا لمنع تطور احتشاء القلب، مثل تناول الأدوية المضادة للتخثر وهذا لتقليل خطر حدوث تجلطات الدم في الشرايين، أو تناول الأدوية المثبطة للبيتا لتحسين عملية ضخ الدم.
خامسا: العلاج التكميلي
بعض المرضى يقومون أيضا بإستخدام العلاج التكميلي لمساعدة تحسين وظيفة القلب والتخفيف من أعراض احتشاء العضلة القلبية. فقد تشمل هذه العلاجات استخدام المكملات الغذائية، مثل حمض أوميجا-3 أو المركبات النباتية المضادة للأكسدة.
في النهاية يجب علينا العلم أنه من الضروري إجراء فحوصات دورية والمتابعة مع الطبيب المعالج للتأكد من حدوث تحسن الحالة الصحية و إذا لزم الأمر يتم تعديل العلاج. فعلى الرغم من أن العلاج يمكن أن يساعد في إدارة احتشاء عضلة القلب، إلا أن الالتزام بالتغييرات الحياتية الصحية تظل هي الخطوة الأهم للوقاية من تطور المشكلة وتحسين الصحة القلبية بشكل عام.