تعتبر التهابات الجهاز التنفسي العلوي هي واحدة من أكثر الأمراض الشائعة، والتي تحدث عادة خلال فصلي الخريف والشتاء حيث تمتد هذه الفترة الزمنية من 3 إلى 9 أشهر. فالجدير بالذكر أن معظم الناس يعانون من هذا المرض مرة واحدة على الأقل في السنة بسبب الفيروسات ويمكن حلها من تلقاء نفسها بعد فترة راحة أو اللجوء للتدخل الطبي في حالة تفاقم الأوضاع. لذا قررنا أن نتناول اليوم بمزيد من التفصيل والتوضيح الحديث عن إلتهابات الجهاز التنفسي العلوي وأهم أعراضها وأسايب حدوثها وطرق التعامل معها بشكل طبي سليم.
ما هي عدوى الجهاز التنفسي العلوي؟
تعد عدوى الجهاز التنفسي العلوي المعروفة أيضا باسم متلازمة التهاب الجهاز التنفسي العلوي هي عبارة عن عدوى تحدث في الشعب الهوائية العليا، وتؤثر على:
- الحنجرة
- جوف الأنف
- الممرات الأنفية أو فتحتي الأنف.
- البلعوم
الجدير بالذكر أن البالغون عادة يعانون من هذه العدوى من مرتين إلى ثلاث مرات خلال السنة حيث تصيبهم بصورة حادة أما بالنسبة للأطفال وخاصة الأطفال الصغار، فمن الممكن أن يمرضوا في كثير من الأحيان لأن أجهزتهم المناعية لم تتطور بشكل كامل.
يجب العلم أنه في الغالب يستغرق كل مرض فترة زمنية تتراوح من 3-14 يوما بالإضافة إلى أمكانية تطور بعض الحالات إلى أوضاع أكثر صعوبة، مثل الإصابة بإلتهابات الجيوب الأنفية الحاد أو الالتهاب الرئوي.
ما هي علامات الإصابة بإلتهابات الجهاز التنفسي العلوي؟
وفقا لآراء الكثير من الأطباء فإن أعراض الإصابة بإلتهابات الجهاز التنفسي تبدو واضحة من خلال ما يلي:
- السعال الشديد
- إحتقان الأنف
- الحمى ذو درجة الحرارة المنخفضة وهذا العرض شائع عند الأطفال.
- سيلان الأنف بشكل غزير.
- آلام شديدة داخل الجيوب الأنفية بسبب زيادة الضغط عليها.
- حرقان مؤلم وغير مريح في منطقة الحلق.
- العطس المرضي والمتكرر على فترات زمنية قريبة أو متباعدة.
في الغالب وعند ظهور هذه الأعراض عادة ما نشعر أنها تزداد سوءا بعد يومين أو ثلاثة أيام ثم تبدأ في السكينة والهدوء تدريجيا. ومع ذلك، من الوارد أن يستمر السعال حتى لو اختفت العدوى لأن الشعب الهوائية لا تزال منتفخة بسبب الالتهاب التي قد أصابتها من قبل حيث قد يستغرق هذا الأمر ما يصل إلى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع بعد اختفاء الأعراض الأخرى.
بالإضافة إلى أعراض التهابات الجهاز التنفسي العلوي المذكورة أعلاه والتي تسمى بالأعراض الشائعة، فيجب علينا أيضا أن نقوم بذكر بعض الأعراض الأقل شيوعا والتي من الممكن أن تصيب بعض الأشخاص أيضا وتتمثل فيما يلي:
- رائحة الفم الكريهة.
- آلام وضعف الجسم.
- الصداع المستمر.
- فقدان حاسة الشم.
- حكة شديدة في العيون.
كيف يتم إنتقال عدوى إلتهابات الجهاز التنفسي العلوي؟
تنتقل هذه الحالة المرضية بسهولة من شخص لآخر عن طريق قطرات الجهاز التنفسي التي يتم إطلاقها عند قيام المريض بالسعال أو العطس أو ملامسة الأسطح التي يتعرض لها الكثير من الأفراد. الجدير بالذكر أن هذا الأمر يحدث على وجه الخصوص، في الأماكن المغلقة والمزدحمة مثل الفصول الدراسية والمكاتب والمؤسسات والمصالح الحكومية.
ما هي أسباب الإصابة بهذا النوع من العدوى؟
يتساءل كثير من الناس عن ما هو سبب الإصابة بعدوى التهابات الجهاز التنفسي؟ فوفقا لخبراء الصحة، فإن معظم التهابات الجهاز التنفسي العلوي تسببها الفيروسات حيث يمكن أن ينتشر العامل المسبب لهذا المرض إلى الآخرين من خلال التعامل مع المريض بشكل مباشر.
يجب معرفة أن هناك أكثر من 200 فيروس من فيروسات البرد الشائعة التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي العلوي حيث تزيد من خطر الإصابة بما يلي:
- تواجد بعض الآفات في الأنف أو في داخل تجويفها.
- إهمال عادة غسل اليدين في كثير من الأحيان وبصورة صحيحة.
- التواجد في بعض الأماكن المزدحمة مثل المطارات ومحطات الحافلات ومحلات السوبر ماركت والمدارس والمؤسسات والمصالح الحكومية.
- الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
- الخضوع لتجربة إستئصال اللوزتين.
- ممارسة التدخين سواء النشط أو السلبي.
متى يجب علينا القيام بزيارة الطبيب؟
على الرغم من أن العدوى المسببة لحدوث التهاب الجهاز التنفسي العلوي يمكن أن تختفي من تلقاء نفسها دون علاج طبي، إلا أنه في حالة تفاقم الأعراض، فيجب علينا الذهاب إلى الطبيب المختص أو المستشفى. الجدير بالذكر أن أمر تفاقم الأعراض قد يظهر من خلال ما يلي من أعراض:
- الشعور بضيق التنفس بصورة متزايدة.
- الحمى المستمرة لأكثر من 3 أيام.
- مرضى الربو لما لهذه العدوى من تأثيرات سلبية كبيرة عليهم.
- إستمرار الأعراض لأكثر من أسبوعين أو تصبح شديدة بشكل متزايد.
- تحول الشفاه إلى اللون الأزرق.
- صعوبة في البلع.
- حدوث الغثيان والقيء والإسهال في نفس وقت ظهور الأعراض.
ما هي أهم طرق علاج التهابات الجهاز التنفسي العلوي؟
كما ذكرنا من قبل فإن معظم الأعراض هذه الحالة المرضية قد تختفي من تلقاء نفسها دون علاج طبي. فيجب العلم أنه غالبا ما تركز خيارات علاج التهابات الجهاز التنفسي العلوي الحادة على تخفيف الانزعاج الناجم عن أعراض المرض حيث يمكنك تجربة ما يلي حتى لا تستمر الأعراض لفترات زمنية طويلة:
- الإبتعاد تماما عن عادة التدخين سواء كان ذلك بشكل سلبي أو إيجابي.
- تجنب التغيرات المفاجئة في درجة حرارة الجسم.
- تناول الكثير من الماء بشكل مستمر.
- باستخدام المرطب في الداخل.
- الحصول على قدر كافي من الراحة عند المرض.
- الغرغرة بالماء المالح أو محلول مطهر للفم.
إلى جانب ما سبق ذكره فمن الممكن أن تساعد بعض الأدوية، بما في ذلك الأدوية المتاحة دون وصفة طبية، في تخفيف بعض الأعراض المرضية، مثل:
- مضادات الهيستامين حيث أنها تشمل بعض الأدوية شائعة الاستخدام مثل الـ “برومفينيرامين، كلورفينيرامين، ديفينهيدرامين”
- تناول المسكنات وخافضات الحرارة مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين
- اللجوء إلى إستخدام أدوية احتقان الأنف مثل الـ “أوكسي ميتازولين، فينيليفرين، سودوإيفيدرين”