ربما قد سمعنا من قبل عن اختبار يقيس كثافة العظام أو كتلتها أو في بعض الأحيان يتعرف على الـ BMD المعدني للعظام. فالجدير بالذكر أن هذا النوع من الاختبارات يتم اللجوء إليه لتحديد حالة العظام عن طريق قياس كتلتها، ومن هنا يمكن للأطباء تشخيص هشاشة العظام وخطر الكسور والنظر في استجابة جسم المريض لعلاجات الهشاشة بشكل عام. يمكننا القيام بإجراء هذا الاختبار كل عامين أو حسب رؤية الطبيب. لذا هيا بنا نتعرف على اختبارات كثافة العظام بمزيد التوضيح ومتي نقوم باللجوء إليها؟ وعلام تدل نتائجها الظاهرة؟
ما هي طرق إجراء اختبار قياس كثافة العظام؟
من بين طرق قياس كثافة العظام، تأتي في المقدمة طريقة امتصاص الأشعة السينية لمصدرين للطاقة DXA حيث تعد هذه من الطرق الأكثر شيوعا التي تستخدم لقياس كثافة العظام في منطقة الورك والعمود الفقري.
هناك طريقة أخرى لقياس كتلة العظام والتي تتمثل في القيام بإجراء اختبار كثافة العظام المحيطية في الجزء السفلي من الذراعين والمعصمين والأصابع والكعب.
في العادة، يتم إجراء هذه الاختبارات على مناطق العظام الهشة مثل نهاية العمود الفقري وعظم الفخذ وعظام الساعد. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن كثافة العظام تختلف في مناطق الجسم المختلفة. فإذا خلصت نتائج الاختبار في منطقة واحدة إلى أن صاحبها مصاب بمرض عظمي، فهنا قد يطلب الطبيب ضرورة إجراء فحص في منطقة أخرى من العظام حتى يمكن التوصل إلى استنتاج دقيق ومحدد.
متى يتم اللجوء لإجراء اختبار كثافة العظام؟
يمكن إجراء اختبارات العظام لقياس كثافة العظام حيث أنه من خلال النتائج الصادرة يمكن للطبيب التوصل للمدلولات التالية:
- تحديد حالة العظام.
- التحقق من الإصابة بهشاشة العظام قبل أن يتطور الأمر ويصبح خطيرا.
- التنبؤ والحد من خطر الكسور في المستقبل.
- معرفة مدى فاعلية العلاجات التي يتم تناولها وتزيد من كثافة العظام.
- تقييم فاعلية علاجات هشاشة العظام.
ما هي أهم الفئات التي يجب أن يخضع أصحابها لاختبار كثافة العظام؟
على الرغم من أن العظام لديها دائما القدرة على التجدد، إلا أن هذه القدرة قد يحدث لها تناقص مع التقدم في العمر ومع مرور الوقت. إلى جانب هذا فيجب العلم أيضا أن النساء عموما أقل كثافة في العظام عن الرجال. لذلك، ينصح المختصون جميع النساء ذوات الـ 65 عاما وما فوق بضرورة إجراء اختبار كثافة العظام لهن. ومع ذلك، قد تحتاج الفئات العمرية الصغيرة ايضا اللجوء إلى إجراء هذه الإختبارات عند تكرار حدوث الكسور وبشكل مرضي ملحوظ.
بالإضافة إلى المرحلة العمرية، هناك علامات أخرى قد تدل على أنه يجب علينا القيام بإجراء اختبار كثافة العظام والتي قد تتمثل في الآتي:
- ظهور نتائج الأشعة السينية التي تدل على أن العمود الفقري يعاني من كسر أو نقص في العظام.
- آلام الظهر وخطر الإصابة بكسر العمود الفقري.
كيف تتم قراءة نتائج إختبار كثافة العظام؟
بعد إجراء الاختبار، سوف يظهر لدينا مؤشر الـ T حيث يشير هذا المؤشر إلى كثافة العظام وبالأخص عند مقارنتها بالمؤشر القياسي للأشخاص الأصحاء. الجدير بالذكر أنه كلما كانت القيمة أصغر، كلما زاد خطر الإصابة بأمراض العظام. في العموم هيا نتعرف على أهم هذه النتائج:
- من -1 إلى +1: تعد هذه النتيجة عادية ومطمئنة.
- ما بين الـ -1 و -2.5: حيث تدل هذه النتيجة على كثافة العظام المنخفضة ولكن ليس لدرجة هشاشة العظام. لذا يتم في هذه المرحلة قيام الطبيب المعالج بالعمل على وصف أدوية الوقاية من الهشاشة وهذا لإبطاء فقدان كثافة العظام وتقليل خطر الإصابة بها في المستقبل. بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على بعض العادات صحية مثل تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم، وتناول فيتامين د، إلى جانب العمل على ممارسة تدريبات المقاومة مثل المشي أو الركض.
- ما بين الـ -2.5 أو أقل: تدل هذه النتيجة على حدوث الإصابة فعليا بهشاشة العظام. فكلما كان رقم T أصغر، كلما زادت شدة هشاشة العظام. لذا يجب علينا في هذه المرحلة الهامة التعامل مع هذا الأمر بمزيد من الجدية من حيث تناول أفضل الأدوية التي تعمل على علاج الهشاشة قدر الإمكان.
بالإضافة إلى درجة T، فنحصل أيضا على درجة Z عند إجراء اختبار كثافة العظام حيث يشير مؤشر Z إلى كثافة العظام عند مقارنتها بالمؤشر القياسي للأشخاص من نفس الفئة العمرية. يجب العلم أن المؤشران T و Z قابلان للتبديل.
هل تؤثر كثافة المعادن في العظام على كتلة الجسم؟
يتم قياس مؤشر كتلة الجسم حسب الطول والوزن بينما يتم الحصول على كثافة المعادن في العظام BMD عن طريق مسح العظام.
في حالة المعاناة من نقص الوزن أي أن مؤشر كتلة الجسم يكون أقل من 18.5، فإن هنا خطر الإصابة بهشاشة العظام يزداد. فالجدير بالذكر انه عند هذه الحالة من نقص الوزن، فسوف تكون العظام أكثر ليونة وأكثر هشاشة. لذلك، يرتبط كل من مؤشر كتلة الجسم والوزن ب BMD (مؤشر كثافة العظام).
يجب العلم أن مرض هشاشة العظام يستمر بصمت شديد، لذلك من الهام جدا فحص كثافة العظام بشكل دوري والحفاظ على نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة لضمان صحة العظام والمفاصل. وفي الوقت نفسه، يجب علينا طلب المشورة الطبية عندما نواجه أي مشاكل غير طبيعية في العظام، ولا نتجاهل أبدا المشورة المهنية أو نتأخر في إكتشاف الأعراض الغير طبيعية التي قد تصيب الجسم وأهم طرق علاجها.