لايوجد أكثر براءة من رؤية وجه نائم تتملكه البراءة والطفولة مستغرقا في نومه غارقا في أحلامه ولكن هل تعلمين أن الأمر قد يتحول إلى اضطراب يصيب الشخص فيدفعه إلى هذا الشكل حيث يجد نفسه لايستطيع الإستيقاظ من النوم بل يمكن أن تطول مدة نومه إلى مايتجاوز الخمسة عشر ساعة يوميا وهذا مانتعرف عليه بإستفاضة من خلال مقالنا التالي حول متلازمة كلاين ليفين أو الجميلة النائمة .
ماهي متلازمة الجميلة النائمة؟
وفقا لهذا النوع من أنواع المتلازمات الذي يمثل واحدا من اضطرابات النوم النفسية التي تؤثر بشكل مباشر على نوعية نوم الشخص لكنها ليست بالشكل الذي نتوقعه حول اضطرابات النوم ومايواجه الشخص خلالها من أرق ليلي بل ترتبط بنوع آخر يسبب نوبات من النعاس المفرط الذي يحدث بشكل متكرر بل أنه قد تتجاوز ساعات نومك في بعض الأحيان 20 ساعة يوميا ومن هنا جاء انبثق اسمها متلازمة الجمال النائم
إذا أصيب الشخص بتلك المتلازمة فقد يطرأ عليه نوعا من التشتت والإرتباك والإحساس بالتوتر وكلها تندرج تحت بند التغييرات في السلوك التي تسيطر على الشخص بحيث يصبح سلوكه غريبا وغير مفسرا
ومن خلال وصفنا لنوبات النوم التي يمر بها الشخص سنجد أنها تندلع وتختفي على مدار فترات زمنية طويلة وفي بعض الحالات قد تبلغ 10 سنوات , وسوف يضطر المريض خلال ك نوبة إلى مواجهة العديد من الصعوبات المتعلقة بحياته العملية أو أنشطته الدارسية أو حتى المشاركة في أي نوع من أنواع الأنشطة المفضلة الأخرى.
اقرأ أيضا ظاهرة ديجافو والرؤية المستقبلية للأحداث
ما مدى شيوع متلازمة كلاين ليفين
على الرغم أن يتم تصنيفه ضمن الإضطرابات نادرة الحدوث التي تؤثر على حياة الشخص إلا أنه يحدث بشكل شائع في مرحلة المراهقة والطريف في الأمر أنه تزداد حالات الإصابة به لدى فئات الذكور من المراهقين مقارنة بباقي الفئات وتم تقدير نسبة الإصابة بما يصل إلى 70% من المصابين بهذا الاضطراب هم من الرجال.
أعراض متلازمة كلاين ليفين
يتمثل العرض الأساسي هنا في الشعور بالنعاس المفرط ,ويمكننا القول أنه لاتوجد أعراض يومية محددة يمكن ملاحظتها على الأشخاص المصابين بها حتى أنه لايمكن أن نتوقع بروز علامات معينة بين النوبات دالة على اقتراب حدوثها ولكن عقب ظهورها فإنها يمكن أن تمتد إلى بضعة أيام أو أسابيع أو حتى أشهر قادمة , وكما ذكرنا أن النعاس الشديد هو أكثر أعراضها شيوعا حيث يتملك المريض شعور قوي ورغبة في البقاء نائما لأطول فترة فضلا عن مواجهة صعوبات في الإستيقاظ صباحا .
يصبح الأمر طبيعيا تماما أن ينام الشخص المصاب بهذا الإضطراب ساعات متواصلة وساعة تلو الساعة حتى ربما تصل معدلات نومه إلى 20 ساعة يوميا وربما يستيقظ في فترات الليل من أجل شرب الماء أو دخول الحمام ثم يعود لإستئناف نومه العميق مرة أخرى. و قد يبلغ التعب ذروته مع تلك المتلازمة إلى الحد الذي يشعر فيه الشخص أنه ملاصقا للفراش ويجد صعوبة في تركه ومن البديهي أن قضاء كل هذا الوقت في النوم سيؤثر على علاقاتك الإجتماعية ويستنفز وقتك وصحتك ويؤخرك عن كافة مواعيدك الشخصية والعملية
في بعض الأحيان يمكن أن تتسبب المتلازمة في بروز مجموعة من الأعراض الأخرى التي تشمل :
- يصبح الشخص ضحية للأوهام
- الشعور بالإرتباك
- التهيج
- صدور بعض السلوكيات والتصرفات الطفولية
- زيادة الرغبة في تناول الطعام
- فرط ممارسة العلاقة الجنسية
- في بعض الأحيان قد تتأثر وتنخفض الدورة الدموية الطبيعية في أجزاء معينة من الدماغ أثناء الإصابة بالمرض
أسباب متلازمة الجميلة النائمة
هذا الوخم والخمول من الأعراض الأساسية المصاحبة للمتلازمة حيث يجد الشخص نفسه دائم الشعور بالتعب كما يصبح أكثر رغبة في النوم مما يفقده الإنتعاش هو فقط يرغب في ألا ينهض من سريره ولم يتم التوصل حتى الآن إلى الأسباب التي تقف وراء حدوث المتلازمة ولكن يرجعها بعض الخبراء إلى حدوث خلل ما في النشاط الطبيعي للمادة الكميائية الموجود في الدماغ والتي يتم إفرازها بهدف تنظيم النوم , والشهية , ودرجة حرارة الجسم بينما آخرون يرون أن إصابة الجهاز المناعي بمشكلة ما أو وجود اضطراب في المناعة الذاتية قد تشكل سببا محتملا كما أن العامل الوراثي أيضا يتداخل مع الأمر فغذا كان أحد أفراد اسرتك يعاني منها في مرحلة سابقة من حياته فربما تعاني منها أيضا .
تلك الهجمات أو النوبات التي تغرق الشخص في النوم تحدث فجائيا بحيث لايمكن أن يتنبأ بها الشخص أي تأتي بدون إنذار مسبق كما أنه يمكن أن يتكرر حدوثها بعد أسابيع أو أشهر أو سنوات.وبعد أن ينتهي تأثير النوبات يستعيد الشخص آدائه الطبيعي لمهامه التي تنتظره دون معاناة من أي نوع من الخلل سواء السلوكي أو الجسدي ورغم ذلك ربما يحتفظ بعض الاشخاص بذاكرة طفيفة عما حدث خلال المرض.
متى تحتاج لرؤية الطبيب؟
يجب أن تعلمي أن طبيعة جسم كل شخص مختلفة عن غيره لذلك قد تختلف الأعراض بإختلاف أجسام كل شخص لذلك سيكون عليكي استشارة الطبيب لوصف الخيار العلاجي المناسب .
تشخيص متلازمة كلاين ليفين
من الصعب أن نضع تشخيص دقيق للمتلازمة وهذا مايجعل بعض الأشخاص لايتم تشخيصهم بشكل سليم أو يحصلون على تشخيص خاطىء بأنه مصابون بأحد الاضطرابات العقلية أو النفسية الأخرى كالذهان الذي يحمل بعض الأعراض الأخرى المشابهة وهذا مايجعل الحصول على تشخيص دقيق قد يستغرق فترة قد تصل في المتوسط إلى قرابة 4 سنوات .
من الجدير بالذكر أنه حتى الآن توصف عملية التشخيص بأنها مجرد عملية استبعاد حيث لم يستدل حتى الآن على طريقة تشخيصية يمكن أن يلجأ إليها الأطباء لمساعدتهم على التحقق الجيد من تلك الحالة, وفي بعض الحالات قد يجد الطبيب أنه من الضروري الإهتمام بإجراء سلسلة اختبارات تشخيصية لمجموعة الأمراض المحتملة .ويهدف هذا الإجراء الإستبعادي إلى إزالة أي أسباب أخرى يمكن أن تتشابه مع أي مشكلات طبية أخرى ,وقد يجد الطبيب حاجة ضرورية لإختبار فحص بدني شامل بالإضافة إلى عدة اختبارات تشخيصية ، والتي تشمل اختبارات الدم، أو دراسات أخرى للنوم ، أو اختبارات التصوير مثل الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للرأس.
توجد عدد من الإجراءات التشخيصية التي يمكن من خلالها التحقق من وجود المشكلات التالية أو عدم وجودها:
- مرض السكري بأنواعه
- قصور الغدة الدرقية
- ظهور بعض الأورام
- العدوى
- مجموعة اضطرابات النوم الأخرى
- بعض أنواع الحالات العصبية مثل التصلب المتعدد
يجب الإشارة إلى أن معاناة الشخص من النعاس المفرط يعد من العلامات الدالة أيضا على إصابته بالإكتئاب ,وهنا يمكن أن ينصح الطبيب بضرورة وضع تقييم عام لصحتك العقلية والنفسية ويستهدف الكشف عن مصدر تلك الأعراض والسبب الأساسي في حدوثها وهل هي ناجمة عن الإكتئاب الحاد أو الإضطرابات المزاجية الأخرى
علاج متلازمة كلاين ليفين
- يمكن أن يصف الطبيب بعض أنواع الأدوية للسيطرة على الأعراض وإداراتها جيدا ويكون الهدف من وراء تناول الدواء مساعدتك في تخفيف مدة نوباتك والوقاية من احتمالات التعرض لأي نوبات مستقبلية .
- تعد المنشطات من الخيارات العلاجية الأخرى التي يوصي بها الطبيب لمتلازمة لكلاين ليفين. وتساعد تلك الأنواع من الأدوية في جعل الشخص أكثر استيقاظا وتنشيط ذهنه ,وفي نفس الوقت تقليل الرغبة في النعاس، لكن قد توجد بعض الآثار الجانبية المرتبط بحدوث حالة هياج .
- من ضمن خيارات الأدوية المنبهة التي تقلل الشعور بالنعاس ننصح بميثيلفينيديت (كونسيرتا) ومودافينيل (بروفيجيل)
- تتضح فاعلية العلاجات الأخرى لإضطرابات المزاج في التقليل من أعراض متلازمة الجميلة النائمة مثل الليثيوم (ليثان) والكاربامازيبين (تيجريتول) – اللذان يستخدمان في العادة كعلاج للإضطراب ثنائي القطب .