في كثير من الأوقات وعندما نشكو من بعض الأعراض المؤلمة الغير طبيعية، فسوف يقوم الطبيب آنذاك الوقت بذكر بعض المصطلحات الطبية التشخيصية التي تمر على آذاننا مرور الكرام، ولكن مع معاناتنا من هذه الحالة المرضية فسيعمل العقل دائما على تذكرها. الجدير بالذكر أن من أهم هذه المشاكل التي يغفل عنها الكثيرون هي حدوث التعرض لداء المقوسات أو ما يسمي علميا بـ (عدوى التكسوبلازما) فما هذا النوع من العدوى وكيف نستطيع التعامل معها بشكل سليم؟
ما المقصود بداء المقوسات أو عدوى التوكسوبلازما؟
يعتبر داء المقوسات، أو العدوى الطفيلية التوكسوبلازما من أهم أنواع العدوى التي يتسبب في حدوثها الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش على الطيور والحيوانات والبشر. فيجب العلم أن هذه العدوى تقوم بالتأثير السلبي على الجهاز الهضمي بما في ذلك الفم والمريء والمعدة والأمعاء والشرج بالإضافة إلى القلب والأعصاب والجلد.
من يصاب عادة بداء المقوسات؟
تعد (التوكسوبلازما) واحدة من أكثر الطفيليات شيوعا في العالم حيث يمكن أن تحدث الإصابة بها نتيجة التعرض لبعض العوامل المسببة لذلك أو يتم إكتسابها من الولادة كحالة خلقية وراثية.
من الهام معرفة أن الملايين من الأشخاص معرض إصابتهم بعدوى التوكسوبلازما، لكن القليل منهم تظهر عليه الأعراض، وهذا لأن الأشخاص الأصحاء غالبا ما يكون لديهم أجهزة مناعية كافية تستطيع أن تقوم بمنع الطفيلي من التسبب في المرض.
ما هي علامات الاصابة بداء المقوسات؟
كما ذكرنا من قبل أن معظم الأشخاص الأصحاء لا تظهر عليهم أعراض مرضية أما مع البعض الآخر فقد تتواجد بعض الأعراض التي تشبه أعراض الأنفلونزا، بما في ذلك:
- الحمى والتعب .
- آلام العضلات.
- الصداع.
- اعتلال العقد اللمفية.
أما في حالة الاصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، أو الخضوع للعلاج الكيميائي، أو التعرض حديثا لعملية زرع عضو، فقد يتم تنشيط التوكسوبلازما التي حدثت الإصابة بها مسبقا حيث تظهر من خلال بعض الأعراض وعلامات العدوى الشديدة بما في ذلك:
- الصداع.
- ضعف التنسيق الحركي.
- التشنجات.
- مشاكل الرئة المماثلة لمرض السل أو الالتهاب الرئوي.
- عدم وضوح الرؤية بسبب عدوى الشبكية الحادة.
أما على جانب المرأة الحامل فيجب العلم أن التعرض للعديد من الالتهابات في وقت مبكر من الحمل سوف يزيد من خطورة الإجهاض أو الإملاص حيث غالبا ما يولد الأطفال بمشاكل خطيرة، تتمثل فيما يلي:
- التشنجات.
- تضخم الكبد والطحال.
- اليرقان والأصفرار في العينين.
- التهابات العين الحادة.
- فقدان السمع.
- الاضطرابات النفسية.
إقرأ أيضا: اكتشفي حقيقة مخاطر تربية القطط على صحة حملك
ما هي أسباب الإصابة بداء المقوسات؟
سبب حدوث الإصابة بداء المقوسات هو طفيلي مجهري يسمى التوكسوبلازما جوندي الذي يمكن أن ينتقل عن طريق تناول اللحوم من الحيوانات المصابة التي لم يتم طهيها أو عن طريق ملامسة فضلات أو براز القطط وبالأخص إذا كانت مصابة بهذا النوع من العدوى.
إلى جانب هذا فيعد أمر تناول الفواكه أو الخضروات الملوثة من أهم مسببات حدوث هذه العدوى وبالأخص مع الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة وبعض الأمراض الأخرى.
يجب العلم أيضا أنه يمكن للنساء الحوامل تمرير الطفيلي إلى الأطفال حديثي الولادة حيث يتم هذا عبر مجرى الدم.
ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بداء المقوسات (عدوى التوكسوبلازما الطفيلية)؟
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بعدوى التوكسوبلازما، بما في ذلك:
- المعاناة من فيروس نقص المناعة البشرية.
- العلاج الكيميائي الذي يقوم بإضعاف الجهاز المناعي، ويجعله أكثر عرضة للعدوى.
- تناول المنشطات أو مثبطات المناعة التي تضعف هذا الجهاز.
- خلال فترات الحمل.
ما هي الطرق المستخدمة لعلاج داء المقوسات (عدوى التوكسوبلازما الطفيلية)؟
يستطيع بعض المرضى التغلب على هذه العدوى حتى قد يصل الأمر إلى عدم ظهور أي أعراض مرضية أما مع الفئات المرضية الأخرى فقد يحتاجون إلى ضرورة تناول بعض الأدوية الموصوفة مثل المضادات الحيوية سلفاديازين أو مضادات الطفيليات البيريميثامين وهذا لمدة زمنية تتراوح من 4 إلى 6 أسابيع أو أكثر.
يجب العلم أنه من الممكن أن تسبب هذه الأدوية حدوث صبغة في البطن أو حساسية من الشمس أو نزيفا أو الكدمات التي من الوارد أن تصيب جميع أنحاء الجسم. لذا سوف يقوم الطبيب المعالج والمتابع للحالة الصحية بالعمل على إجراء اختبارات الدم لكي يستطيع مراقبة الآثار الجانبية الناتجة عن تناول هذه الأدوية.
عند الرغبة في تقليل الحمى الناتجة عن حدوث الاصابة بعدوى التكسوبلازما، فيمكننا أن نقوم باستخدام عقار الاسيتامينوفين أو الجلوس في حمام ماء بارد لسحب الحرارة العالية من الجسم. إلى جانب هذا فيمن الها معرفة أن هذه الحالة المرضية لا يلزمها اتباع نظام غذائي خاص، ولكن يحتاج مرضاها إلى ضرورة شرب الكثير من السوائل والمياه