تعاني الكثير من أمهات الأطفال حديثي الولادة من مشكلة شائعة، ومنشرة بشكل كبير ألا، وهي طفح الحفاض، أو التهاب الجلد الحفاضي، فهو مصطلح عام لوصف الالتهاب في منطقة الحفاض الذي يحدث بنسبة 16٪ إلى 65٪ من الأطفال دون سن العامين، ويمكن أن يحدث بسبب تهيج الجلد أو الالتهابات البكتيرية، أو أسباب أخرى متنوعة، وفيما يلي سنستعرض أنواع هذا الطفح، وكيفية علاجه، و طرق التعامل معه، ومتي يجب الإستعانة بطبيب الأطفال المختص؟.
كيفية حدوث طفح الحفاض؟
هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر إصابة طفلك بطفح الحفاض، بما في ذلك:
1.وجود براز متكرر داخل الحفاض.
2. عدم الحفاظ على نظافة هذه المنطقة، وتجفيفها بالشكل المناسب.
3. إرتداء مقاسات صغيرة من الحفاضات الضيقة للغاية التي تسبب إلتهابات الجلد، والمنطقة بشكل كبير.
4. يلعب التسنين دورا رئيسيا في حدوث إلتهابات الحفاض، وذلك بسبب مرور لعاب إضافي محملا ببعض العدوى عبر الأمعاء.
5. تناول الطفل المضادات الحيوية مما يجعل الجلد شديد التحسس أو إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، وتتناولي المضادات الحيوية، فيمكن أن تنتقل عبر الحليب إلى طفلك.
ما هي أنواع طفح الحفاضات؟
يمكن أن تندرج غالبية أنواع طفح الحفاضات تحت فئة “التهاب الجلد المتهيج”، وهو طفح جلدي يحدث نتيجة الإفراط في ترطيب الجلد، أوالاحتكاك، والتلامس المتكرر، والمستمر مع البول، والبراز، ومن ضمن أنواع طفح الحفاض التي من الممكن أن يصاب بها طفلك هي:
- رد الفعل التحسسي
في بعض الحالات، يمكن أن يحدث طفح الحفاض بسبب رد فعل تحسسي تجاه بعض المواد الكيميائية المعينة، بما في ذلك:
1.الأشرطة المطاطية التي تتواجد في جوانب الحفاضات.
2. العطور في المناديل المبللة أو الورقية.
3. العطور أو المواد الحافظة في الكريمات أو المراهم.
فإذا كان جلد طفلك عزيزتي الأم يعاني من الحساسية الشديدة، فمن المحتمل أن يظهر الطفح الجلدي في كل مكان يتم فيه تطبيق أحد المنتجات السابق ذكرها، ويمكن علاجه بسهولة عن طريق إستبدال هذه المنتجات.
- العدوى البكتيرية
على الرغم من ندرة حدوث هذه العدوى، إلا أنه من الممكن أن يحدث طفح الحفاض، وتهيج الجلد بسبب عدوى بكتيرية، بما في ذلك المكورات العنقودية، والبكتيريا العقدية، حيث يمكن للبكتيريا أيضا أن تجعل طفح الحفاض الموجود في أسوأ أحواله.
عزيزتي إذا لاحظتي أيا من العلامات التالية لوجود عدوى في منطقة حفاض طفلك، فستحتاجي وقتها إلى زيارة طبيب الأطفال لتلقي العلاج المناسب، وهذه العلامات هي:
1.جلد أحمر فاتح حول فتحة الشرج (مما قد يشير إلى وجود عدوى بكتيرية).
2. تقشير أصفر أو بثور (والتي قد تشير إلى عدوى المكورات العنقودية).
- عدوى الخميرة
قد يكون طفح الحفاض الشديد الذي يرفض التعافي على الرغم من العلاج النموذجي بكريم طفح الحفاض هو في الواقع عدوى الخميرة، حيث من الممكن أن يحدث هذا النوع لأي طفل، ويكون بسبب تناول الرضيع نوعا معينا من المضادات الحيوية، ففي هذا الوقت تنمو المبيضات بشكل أفضل في الأماكن الدافئة، والرطبة، لذلك تعتبر منطقة الحفاضة هي بيئة مثالية لحدوث ذلك.
إذا كان طفلك يعاني من نوع آخر من طفح الحفاض الغير معالج لمدة يومين أو أكثر، فقد يتحول هذا الطفح إلى عدوى خميرة ثانوية، حيث تتضمن العلامات التالية:
1.طفح جلدي أحمر داكن داخل حدود منطقة الحفاض.
2. البثور، والإلتهابات المليئة بالقيح.
3. طفح جلدي يظهر بعد يومين من علاجات طفح الحفاض.
4. نتوءات حمراء صغيرة أو بثور في هذه المنطقة.
الجدير بالذكر أن عادة ما يشخص طبيب الأطفال طفح حفاضات الخميرة بمجرد النظر إليها، حيث يقوم بإستخدام مجهرا لفحص كشط الجلد لمعرفة ما إذا كانت خميرة المبيضات النموذجية موجودة أم لا.
إقرأ أيضا: لماذا لا يكتسب الرضيع الوزن المثالي عند الرضاعة الطبيعية ؟
- أنواع أخرى
تتضمن بعض الحالات الأقل شيوعا التي يمكن أن تسبب طفح الحفاض ما يلي:
1.إلتهاب الجلد المعوي: يحدث ذلك بسبب نقص الزنك الوراثي.
2. الصدفية: والتي قد تشمل أيضا فروة رأس الطفل، وأظافره.
3. الجرب: وهو طفح جلدي يحدث بسبب سوس يمكن أن يحفر تحت الجلد.
4. إلتهاب الجلد الدهني: وهو إلتهاب يحدث بسبب قشور دهنية أو صفراء، ومن الممكن أن تحدث أيضا على وجه الطفل، وخلف أذنيه، وعلى فروة رأسه، وفي منطقة الإبط.
نصائح لعلاج طفح الحفاض
إذا كان طفلك يعاني من طفح جلدي من الحفاض، فقد لا تحتاجي عزيزتي الأم إلى زيارة الطبيب على الفور، ففي الواقع، يقول الخبراء أن معظم طفح الحفاضات يستمر مع يومين إلى أربعة أيام من خلال إتباع أشياء بسيطة:
- تهوية الجلد
إمنحي طفلك بعض الوقت كي يستريح من الحفاض حتى تحصل بشرته على قسط من الراحة، حيث قومي بوضع طفلك على منشفة بدون حفاضات أو أي كريمات، أو مراهم، وذلك يكون عدة مرات على مدار اليوم لأطول فترة ممكنة.
2. المراهم الحاجزة الحامية للجلد
بمجرد أن يجف جلد طفلك بعد تنظيفه مكان إرتداء الحفاض، قومي بإستخدام مرهما حاجزا مثل الفازلين، أو مرهم يحتوي على أكسيد الزنك، أو زيت كبد سمك، أو ثنائي الميثيكون، أو اللانولين، أو ديكسبانثينول، أو محلول بورو، فذلك يساعد في حماية بشرة طفلك.
3. الحفاظ على نظافة المنطقة بإستمرار
إهتمي بنظافة طفلك بإنتظام للمساعدة في الحفاظ على بشرته، وتأكدي دائما من غسل يدك بعد كل مرة تقومي فيها بتغيير الحفاضات لطفلك، وذلك لتقليل فرص إنتشار العدوى إلى أشخاص آخرين أو إلى أجزاء أخرى من جسم الطفل.
4. إستخدام الحفاضات التي يمكن التخلص منها
إذا كنتي عزيزتي الأم مازلتي تستخدمي حفاضات من القماش، ففكري في إستبدال ذلك، وقومي بإستخدام حفاضات طبية يمكن التخلص منها بسهولة، ويجب عدم إستخدام المناديل الورقية في التجفيف أو منعمات الأقمشة لأن المواد الكيميائية، والعطور الموجودة فيها يمكن أن تجعل أي طفح جلدي موجود أسوأ، ويلتهب أكثر.
5. تغيير الحفاضات بشكل متكرر
قومي بتغيير حفاضات طفلك كل ساعتين أو ثلاث ساعات وبمجرد أن تصبح مبللة أو متسخة، ولا تتركيها لفترة زمنية طويلة.
6. تجنب المهيجات
تجنبي عزيزتي إستخدام مناديل الأطفال المبللة عندما يعاني طفلك من طفح جلدي، لأن المكونات الموجودة فيها يمكن أن تؤذي بشرة طفلك الحساسة، فبدلا من ذلك قومي باستخدام منشفة قطنية ناعمة مبللة بالماء الدافئ.
7. استخدم الكريمات المضادة للفطريات
قومي سيدتي بوضع كريمات عدوى الخميرة، ومضادات الفطريات، مثل ميكونازول، و كلوتريمازول ثلاث مرات في اليوم على المنطقة المصابة تحت مرهم الحاجز السابق ذكره.
إقرأ أيضا: عزيزتي الأم.. ماذا تفعلي إذا سقط طفلك؟
متى يجب الإتصال بطبيب الأطفال؟
إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي تعالجي فيها طفلك من طفح الحفاض، فقد ترغبي في التحدث إلى طبيب الأطفال أولا لمعرفة ما قد ينصحك به. فقد يسألك عن الحفاضات، والمستحضرات، والمنظفات المستخدمة مع طفلك لفهم طبيعة، وأسباب الطفح، لذا كوني مستعدة لهذه المناقشة.
تشمل الأسباب الأخرى للاتصال بطبيب الأطفال ما يلي:
1.الطفح الجلدي لا يختفي أو يزداد سوءا.
2. ينتشر الطفح الجلدي، ويمتد إلى بطن الطفل، أو ظهره، أو ذراعيه، أو وجهه.
3. عمر الطفل أقل من 6 أسابيع، وهذه المرحلة حساسة جدا.
4. ملاحظة علامات العدوى مثل الجروح أو البثور الكبيرة المليئة بالقيح.