يعد الحصول على قسط كاف من النوم من الأمور الهامة جدا لصحة الجسم. وبالرغم من ذلك، لا يستطيع الجميع الحصول على النوم الجيد ليلا وهذا نظر للتعرض للعديد والكثير من العوامل والمسببات التي تجعلنا نخوض في عادة السهر بالرغم عنا سواء كان هذا الأمر يتعلق بإتمام مهام عملية أو برعاية طفل صغير أو حتى بسبب بعض عوامل الأرق التي من الوارد المعاناة منها. بشكل عام يجب علينا معرفة أن نوعية النوم التي نتعرض لها تؤثر بشكل مباشر على جهاز المناعة سواء كان هذا الأمر بشكل إيجابي أو سلبي وهذا ما سنقوم بالتحدث عنه اليوم بمزيد من التفصيل.
الأرق والعواقب الصحية المترتبة عليه
يعتبر الأرق هو أحد حالات إضطراب النوم التي يسيطر على الفرد فيها الشعور بإستحالة النوم ومن ثم قد يشكو المصاب بها من الأعراض التالية:
- الشعور بالنعاس والتعب طوال اليوم.
- الغضب والتوتر الدائم.
- وجود مشاكل في التركيز والتذكر.
من الواجب علينا معرفة أن قلة النوم لفترات طويلة من الأمور الخطيرة التي يمكن أن تزيد من خطر السمنة، والسكري، وأمراض القلب، والأوعية الدموية. فالجدير بالذكر أن النوم من الأشياء الهامة جدا للاستجابة المناعية والصحة البدنية كاملة.
لذا يمكننا القول بأن قلة النوم من الأمور التي يمكنها أن تقوم بإضعاف الجهاز المناعى لدينا، فعندما يتأثر الجهاز المناعي ويصيبه الضعف فمن الممكن أن يزيد هذا الأمر من خطر العدوى ويتداخل مع القدرة على مكافحة المرض بوجه عام.
قلة النوم ومناعة الجسم
بشكل أدق يمكننا القول أن تنظيم عادات النوم والأكل لجميع الكائنات، يتم تنظيمه من خلال دورة إيقاع الساعة البيولوجية في الجسم حيث أن هذه تعد من العمليات الطبيعية الهامة التي تتحكم في دورة النوم والاستيقاظ.
يتم تعريف دورة النوم والاستيقاظ من خلال التفاعلات المعقدة التي تتم بين الجهاز العصبي المركزي ونظام الغدد الصماء والجهاز المناعي. فالجدير بالذكر أنه أثناء النوم، يطلق الجسم السيتوكينات الضرورية لتنظيم جهاز المناعة، ومن ثم تزداد السيتوكينات عندما يتعرض الجسم لهجوم من مسببات الأمراض أو يكون تحت الضغط.
يجب العلم أن مستويات السيتوكين تزداد أثناء النوم، وبالتالي يتداخل الحرمان من النوم مع قدرة الجسم على مكافحة العدوى. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يعد أيضا أحد الأسباب التي تجعل الجسم يميل إلى النوم أكثر عندما يعاني من أي عدوى أو حالة مرضية.
وفقا لآراء العديد من الخبراء، فإن الأرق المزمن يشكل خطرا على جهاز المناعة حيث أنه في إحدى الدراسات، قارن الباحثون عدد خلايا الدم البيضاء ل 15 شخصا في ظل الظروف العادية والنوم الطبيعي المتزن لمدة 8 ساعات لمدة أسبوع بالإضافة إلى قيامهم بالتعرض لأشعة الشمس لمدة 15 دقيقة في غضون ساعة ونصف من الاستيقاظ وتقييد استخدامهم للكافيين قدر الإمكان. وبين 15 شخص آخر عانو من الحرمان الشديد من النوم لمدة تصل إلى 29 ساعة من اليقظة المستمرة.
عند الانتهاء من هذه الدراسة، تمت مقارنة عدد خلايا الدم البيضاء للمشاركين ووجد أن نوعا من خلايا الدم البيضاء يسمى الخلايا المحببة استجاب للحرمان من النوم بطريقة استجابة الجسم النموذجية للإجهاد، خاصة في خلال فترات الليل.
إقرأ أيضا: إضطرابات النوم المزمنة وعلاقتها بمرض السكري
فترات النوم المثالية طبقا للمراحل العمرية
فترات النوم الموصى بها يوميا لجميع الأعمار تظهر من خلال ما سنقوم بذكره:
- الرضع (0-3 أشهر): 14-17 ساعة.
- الأطفال الصغار (4-11 شهرا): 12-15 ساعة.
- الأطفال الصغار (1-2 سنة): 11-14 ساعة.
- مرحلة ما قبل المدرسة (3-5 سنوات): 10-13 ساعة.
- الأطفال في سن المدرسة (6-13 سنة): 9-11 ساعة.
- المراهقون (14-17 سنة): 8-10 ساعات.
- الشباب (18-25 سنة): 7-9 ساعات.
- البالغون (26-64 سنة): 7-9 ساعات.
- كبار السن (65 سنة فما فوق): 7-8 ساعات.
يجب العلم أن الأرقام المذكورة أعلاه توضح الكمية المثالية من النوم في ظل الظروف العادية ومع ذلك، هناك حالات معينة يحتاج فيها الأشخاص إلى مزيد من النوم مثل أوقات التعافي من المرض، واختلافات المنطقة الزمنية، وما إلى ذلك.
النوم الجيد وتحسين جهاز المناعة
كما ذكرنا سابقا أن النوم السيئ يمكن أن يضعف الاستجابة المناعية، فيجب علينا أيضا التأكيد على أن النوم الجيد ليلا يمكن أن يعزز من كفاءة جهاز المناعة بصورة كبيرة حيث العمل على تحسين كفاءة الخلايا التائية وهي عبارة عن الخلايا التي تحارب البكتيريا الغازية أو الفيروسات أو أي خلايا مستضد غريبة كجزء من نظام الدفاع في الجسم.
الجدير بالذكر أنه عندما يدخل مسبب مرض غريب إلى الجسم، تتعرف عليه الخلايا المناعية وتطلق بروتينا يسمى إنتغرين ومن ثم يقوم هذا البوتين بمساعدة الخلية التائية على الارتباط بمولدات الضد الأجنبية وتدميرها في النهاية.
بالإضافة إلى ذلك فقد وجد أيضا أن الهرمونات مثل الأدرينالين والنورادرينالين والمواد الكيميائية الالتهابية مثل البروستاجلاندين قد قامت بتعطيل العملية التي تتحد بها الخلايا التائية مع الأنتغرين، ومن هنا تنخفض مستويات الهرمونات الأدرينالين والنورادرينالين والبروستاجلاندين أثناء النوم. لذلك ، يزيد النوم الجيد من كفاءة الخلايا التائية ويحسن الاستجابة المناعية للجسم.
بشكل عام نؤكد من خلال موقعنا الآن على فوائد النوم الجيد للجسم ولصحتنا بوجه عام. لذا يجب أن تكون نوعية النوم الصحيحة المثالية أولوية قصوى في حياتنا جميعا. لذا من الضروري أن نقوم بمنح أنفسنا مساحة نوم صحية في بيئة مريحة ومظلمة بعيدة عن إستخدام الإلكترونيات في الليل للحصول على نوم جيد سليم.
إلى جانب ما قمنا بذكره فيجب أيضا العمل على اتباع بعض العادات الصحية الهامة التي تساعد على تحسين جودة النوم بشكل مباشر. فالجدير بالذكر أنها تتمثل في ممارسة روتين الرياضة اليومي بانتظام وقبل فترات النوم بوقت كافي بالإضافة إلى ضرورة تجنب تناول المشروبات الغازية والبعد تماما عن التدخين وأماكن تواجد المدخنين.