يعد الالتهاب الذي يصيب الجسم في كثير من الأحوال هو عبارة عن ظاهرة طبيعية تهدف إلى مكافحة الكثير من أنواع العدوى. ومع ذلك، إذا لم يتم التحكم في الالتهاب بشكل صحيح، فقد يتسبب هذا الأمر في حدوث عددا من الأمراض الخطيرة. لذا يمكننا أن نقوم بالإستعانة بعدد كبير من الفيتامينات الموجودة في الطعام والتي تساعد الجسم على محاربة الالتهاب بشكل فعال. وفيما يلي سنتعرف بشكل توضيحي على هذه الفيتامينات حتى نستطيع القيام بإدخالها في أنظمتنا الغذائية اليومية المعتادة.
ما مدى خطورة الإصابة ببعض الالتهابات؟
الالتهاب هو عبارة عن حالة متكررة تحدث في الجسم حيث يقوم الجهاز المناعي بإنتاج التهابا لحماية الجسم من حدوث التلف أو العدوى أو المرض.
ينقسم الالتهاب إلى نوعين ألا وهما الالتهاب الحاد والالتهاب المزمن بناء على مدة المرض. فالجدير بالذكر أن الالتهاب الحاد يحدث بسرعة وينتهي في وقت قصير، بينما يستمر الالتهاب المزمن لأشهر أو سنوات وبالأخص إذا كان الجهاز المناعي غير كاف لمحاربة العامل الممرض الأصلي.
يجب العلم أنه عندما يصاب الجسم أو يواجه عاملا التهابيا، فيتم تنشيط الجهاز المناعي لإصلاح أي جروح والعمل على تجديد الخلايا وإعادة الجسم إلى حالته الأصلية. ومع ذلك، إذا لم يتم التحكم في حدوث بعض الالتهاب المزمن، فسوف يساهم هذا الأمر في حدوث الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسمنة والسرطان ومرض الزهايمر .
ما هي الفيتامينات التي تساعد في مكافحة الالتهاب؟
أولا: فيتامين C
يعد فيتامين C هو واحد من أفضل معززات الجهاز المناعي لجميع الفيتامينات الأساسية. فيجب العلم أن هذا الفيتامين هو أحد مضادات الأكسدة القوية جدا التي تعمل على تدعيم الجهاز المناعي في مهاجمة البكتيريا والفيروسات.
الجدير بالذكر أن بعض حالات العدوى الحادة قد تقوم بإستنفاذ كمية كبيرة من فيتامين C الموجود في خلايا الدم البيضاء، وخاصة الخلايا الليمفاوية مما يؤدي هذا إلى حدوث نقص في هذا الفيتامين. لذلك، يعد تناول المكملات بشكل منتظم من الأمور الضرورية لصحة جيدة لأن الجسم لا ينتج هذا الفيتامين من تلقاء نفسه.
على النحو الموصى به، فإن الاحتياجات اليومية من هذا الفيتامين تبلغ للنساء 90 ملغ وللرجال 75 ملغ للرجال حيث يتواجد هذا الفيتامين في العديد من الأطعمة مثل البروكلي والبرتقال والجريب فروت والفراولة والطماطم والكيوي والفلفل.
ثانيا: فيتامين أ
يقوم فيتامين أ بدور كبير في الحفاظ على الجهاز المناعي في حالة متوازنة، وليس بشكل مفرط النشاط يؤدي لحدوث الإصابة بالإلتهابات الكثيرة.
يتواجد فيتامين (أ) في شكلين، بما في ذلك بروفيتامين (أ) وفيتامين (أ)، فكلا الشكلين بمثابة مضادات أكسدة تعمل على حماية الجسم من الجذور الحرة الضارة. فإذا قمنا بالحديث عن بروفيتامين أ المتمثل في الـ (بيتا كاروتين، ألفا كاروتين وبيتا كريبتوكسانثين) فإن له خصائص مضادة للأكسدة تحارب الجذور الحرة التي تعتبر جزيئات شديدة التفاعل يمكن أن تضر بالجسم عن طريق خلق الإجهاد التأكسدي.
بوجه عام تم ربط الإجهاد التأكسدي بالعديد من الأمراض المزمنة مثل السكري والسرطان وأمراض القلب والتدهور المعرفي. فمن الضروري معرفة أن المصادر الصحية للأطعمة الغنية بفيتامين أ تشمل الجزر والملفوف واللفت والسبانخ والخضروات الورقية.
ثالثا: فيتامينات المجموعة ب
المرضى الذين يعانون من نقص فيتامين B6 عادة ما يكون لديهم مستويات عالية من البروتين التفاعلي (CRP) C. فالجدير بالذكر أن هذا المركب قادر على التسبب في حدوث الالتهابات خاصة مع الأمراض الالتهابية وهذا في شكل مناعة ذاتية مثل ما يحدث مع التهاب المفاصل الروماتويدي.
يمكننا القيام بتناول بعض الأطعمة الغنية بفيتامينات ب مثل اللفت والفطر والفلفل الحلو والشمام والتونة ولحوم الدواجن. بالإضافة إلى ذلك، فتحتوي فيتامينات ب أيضا على شكل آخر يسمى حمض الفوليك يمكن القيام بتكملته يوميا بجرعات منخفضة لتقليل حدوث الالتهابات وهذا عن طريق تناول بعض الأطعمة مثل الكبد والهليون والخضروات الورقية الخضراء الداكنة.
إقرأ أيضا: إكتشفي عزيزتي أهم الفيتامينات المناسبة لكبار السن
رابعا: فيتامين د
من الضروري معرفة أن رد الفعل المفرط لجهاز المناعة في الجسم هو المسؤول عن زيادة مخاطر الوفاة المرتبطة بالأمراض الفيروسية مثل الأنفلونزا. فالجدير بالذكر أن العديد من الدراسات قد أظهرت أن فيتامين (د) ينظم صورة السيتوكين لأمراض المناعة الذاتية من خلال الحد من الإنتاج المفرط للسيتوكينات المؤيدة للالتهابات، مثل TNF وinterleukin-12، وبالتالي يؤدي هذا الأمر إلى حدوث قمع الالتهابات.
لذلك، فإذا كان لدى الجسم كمية كافية من فيتامين (د)، فسوف يكون قادرا على حماية مسببات الأمراض المختلفة والسيطرة عليها بشكل فعال، وخاصة الطفيليات والبروتوزوا وبعض الالتهابات الفطرية، مع العمل على قمع ردود الفعل الالتهابية في الجسم.
بالإضافة إلى المصادر الطبيعية لفيتامين (د) المتوفرة في الشمس، فيمكننا استكمال هذا الفيتامين أيضا من مصادر غذائية متعددة مثل الأسماك وصفار البيض والحليب.
خامسا: فيتامين E
يعتبر فيتامين E هو أحد مضادات الأكسدة القوية الذي يساعد الجسم على مكافحة الالتهابات. فيجب علينا معرفة أنه أحد أكثر العناصر الغذائية فعالية لوظيفة المناعة، لأنه يساعد في الحفاظ على عمل الخلايا التائية في الجسم بأعلى أداء.
في الطبيعة، يمكن العثور على الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين في المكسرات مثل بذور عباد الشمس وبذور اللوز. بالإضافة إلى عدد كبير من الفواكه والخضروات مثل الأفوكادو والسبانخ، فبشكل عام يعد فيتامين E آمن تماما لجسم الإنسان، وبالأخص إذا تم تناوله بالكميات والنسب الصحيحة.
متى يتم اللجوء إلى تناول المكملات المضادة للالتهابات؟
إذا كان الشخص لا يمتص الكمية اللازمة من الفيتامينات السابق ذكرها من خلال النظام الغذائي، فسوف يكون من الضروري استخدام المكملات الغذائية. ولكن يجب العلن أن أي نوع من الفيتامينات يجب استخدامه يتطلب وصفة طبية من الطبيب. لأنه على الرغم من أنه فيتامين، إلا أنه إذا كانت جرعته زائدة فمن الممكن أن يمون هذا الأمر خطير جدا وسام على الجسم. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يتضح من خلال ما يلي:
– الجرعة الزائدة من فيتامين (أ) يمكن أن تتسبب في حدوث اليرقان والصداع وآلام البطن والقيء والدوخة.
– الاستخدام طويل الأمد للجرعات المرتقفعة من فيتامين C، من الأمور التي قد تتسبب في حدوث تكون لحصوات الأكسالات (المحولة بواسطة ديهيدرو أسكوربيك إلى حمض الأكساليك) أو حصوات الكلى البولية، أو المعاناة من المرور الرخو، واضطرابات الجهاز الهضمي، وانخفاض متانة خلايا الدم الحمراء.
– في حالة القيام بتناول مكملات فيتامين ب، فمن الوارد أن نقوم بمواجهة بعض الأعراض المرضية المتمثلة في عدم وضوح الرؤية، والشعور بآلام البطن، والغثيان، والقيء، والتبول المفرط.
– عند إستخدام جرعات عالية من فيتامين (د) لفترات طويلة، فمن الوارد أن يؤدي ذلك الأمر إلى حدوث الكثير من المشاكل الصحية بسبب زيادة هذا الفيتامين في الجسم، مما يسبب هذا الأم الشعور بالصداع، والدوخة، وفقدان الشهية، وجفاف الفم، والتشنجات، والإمساك، والغثيان، وآلام العضلات والعظام، وتلف الكلى، وارتفاع ضغط الدم.
– في المتوسط يحتاج الشخص البالغ إلى حوالي 100 إلى 400 وحدة دولية من فيتامين E يوميا. ولكن إذا تم استخدام جرعات عالية من هذا الفيتامين ، فمن الممكن أن يتسبب هذا الأمر في حدوث العديد من الآثارا الجانبية مثل الشعور بالتعب والصداع والغثيان والطفح الجلدي.