يلجأ الكثير من الأفراد إلى القيام بتناول الطعام بصورة سريعة جدا، مما يمكن أن يتسبب هذا الأمر في حدوث العديد من المشاكل الصحية التي تؤثر على جميع أجزاء الجسم والجهاز الهضمي بشكل خاص. فالجدير بالذكر أن هذا النمط يتسبب في خلق الكثير من مشاعر عدم الراحة لدي من يقوم بالإعتياد عليه. بشكل أكثر توضيحا سنقوم اليوم من خلال مقالنا بالحديث عن عادة تناول الطعام بصورة سريعة وما هي أهم المشاكل الصحية التي تصيب الجسم جراء هذه العادة الغير سوية؟.
تناول الطعام بصورة سريعة
مع سرعة أنماطنا الحياتية وضيق الوقت، فقد يقوم الكثير منا بالعمل على تناول الطعام بشكل سريع جدا توفيرا وإختصارا للمدة الزمنية. الجدير بالذكر أن هذه العادة تتسبب في حدوث الكثير من المشاكل البدنية وأهمها زيادة فرص الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي حيث يجب العلم أن عملية الهضم تبدأ من الفم، لذلك يجب القيام بمضغ الطعام جيدا قبل البلع لأن هذا الأمر سيخفف الضغط على المعدة وبقية الجهاز الهضمي فيما بعد.
من الهام جدا معرفة أن تناول الطعام بشكل سريع والمضغ والبلع على عجل، من الأمور الهامة التي يمكنها أن تزيد من خطورة حدوث الاختناق، بالإضافة إلى إمكانية عمل البكتيريا الطبيعية في الأمعاء على تخمير الطعام غير المهضوم والعمل على ممارسة التكاثر السريع مما يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض الانتفاخ أو عسر الهضم أو الإمساك.
الآثار السلبية المترتبة على تناول الطعام بشكل سريع
توجد العديد من السلبيات والآثار الجانبية التي قد تحدث عند القيام بتناول الطعام بشكل والتي تتمثل فيما يلي:
أولا: السمنة
من الممكن أن يؤدي القيام بمضغ الطعام بطريقة مهملة وتناولة بصورة سريعة إلى قيامنا بإستهلاك المزيد من الطعام والسعرات الحرارية، مما يؤدي هذا الأمر إلى حدوث زيادة في الوزن أو السمنة.
إلى جانب هذا فمن الممكن أن يؤدي أمر ممارسة هذا السلوك أيضا إلى تعطيل الهرمونات في الأمعاء التي تساعد على تنظيم الشهية وتتيح لنا معرفة متى تكون المعدة ممتلئة ولا ترغب في مزيد من الطعام. إلى جانب هذا فمن الضروري معرفة أن الأكل السريع يقلل أيضا من التأثير الحراري للطعام، وهو عبارة عن زيادة التمثيل الغذائي الذي يحدث بعد تناول الطعام.
ثانيا: داء السكري
لا يسبب سلوك تناول الطعام بشكل سريع في حد ذاته حدوث الإصابة بمرض السكري. لكن عادة الأكل هذه هي التي تقوم بالعمل على تشجيع الجسم للمعاناة من هذه الحالة حيث أظهرت بعض الأبحاث أن الأشخاص الذين يتناولون الوجبات السريعة هم أكثر عرضة للإصابة بخطر مقاومة الأنسولين. فيجب العلم أن هذه الحالة تؤدي إلى عدم استخدام الجسم للأنسولين بشكل فعال، مما قد يتسبب هذا الأمر مع مرور الوقت في حدوث الإصابة بمرض السكري. بالإضافة إلى إرتباط الأكل السريع كما ذكرنا من قبل بالسمنة وزيادة الوزن خيث أن جميع هذه الأمور تزيد من مقاومة الأنسولين في الجسم.
إقرأ أيضا: التجشؤ بعد تناول الطعام .. أسباب حدوثه وطرق علاجه
ثالثا: التهاب المعده
الأكل السريع لا يتسبب فقط في حدوث الإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي والتي قد تتمثل في الشعور بآلام البطن والانتفاخ وعسر الهضم والمعاناة من إلتهابات المعدة. ولكن قد يمتد الأمر إلى حدوث تآكل في بطانة المعدة، مما يتسبب هذا الوضع الصحي في ظهور قرحا عميقة في بعض الأحيان.
من الهام جدا معرفة أن الأشخاص الذين يأكلون بسرعة أو يمضغون الطعام بشكل سيئ يسيطر عليهم دائما الشعور بعدم الشبع ومن ثم يتسبب هذا الأمر في قيامهم بتناول الطعام أكثر من اللازم وبشكل كبير مما قد يتسبب هذا في بقاء الطعام داخل لفترة زمنية أطول، وبالتالي تتعرض بطانة المعدة لمزيد من الحمض.
رابعا: متلازمة التمثيل الغذائي
ترتبط مقاومة الأنسولين إرتباطا وثيقا بمتلازمة التمثيل الغذائي. فالجدير بالذكر أن هذه المتلازمة تتكون من بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض مثل داء السكري، وأمراض القلب والسكتة الدماغية. فيجب العلم أن أحدث الأبحاث قد أظهرت أن الأشخاص الذين يتناولون الطعام بصورة سريعة هم أكثر عرضة للمعاناة من متلازمة التمثيل الغذائي عن الأشخاص الذين يتناولون الطعام البطيء والهاديء.
على وجه التحديد، غالبا ما يكون لدى العديد من الأشخاص الذين يتناولون الطعام بصورة سريعة معدل خصر كبير ومستويات منخفضة من الكوليسترول الحميد حيث يجب العلم أن هذان هما من عوامل الخطر التي تزيد من متلازمة التمثيل الغذائي وغالبا ما يكونان علامة تحذيرية تدل على حدوث الإصابة بأمراض القلب.
خامسا: فقدان الاتصال بإشارات الجوع والشبع
في الواقع وعندما نقوم بتناول الطعام، فقد يستغرق هذا الأمر حوالي 20 دقيقة حتى تخبر المعدة الدماغ أنها ممتلئة. فيجب معرفة أن أمر تناول الطعام بسرعة قد يتسبب في حدوث طمس إشارات الشبع الطبيعية للجسم حيث المخاطرة بفقدان الاتصال بإشارات الجوع والشبع الطبيعية طويلة الأجل والتي يمكن أن تؤدي إلى القيام بممارسة الأكل العاطفي.