كثيرا ما يصاب أحد أفراد الاسرة بحالة من مشاعر عدم الراحة تسمى بحساسية الطعام. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة هي عبارة عن استجابة الجهاز المناعي بعد القيام بتناول طعام معين حيث يمكن أن تسبب كميات صغيرة من الأطعمة المسببة للحساسية ظهور بعض الأعراض المرضية مثل حكة الجلد والوذمة التنفسية وحتى ردود الفعل التي تؤدي إلى خطر بالحساسية المفرطة. بوجه عام سنقوم اليوم بالتعرف على الحساسية الغذائية وكيف نستطيع التعامل معها بشكل آمن وصحي لتجنب حدوث مضاعفاتها السلبية؟
ما المقصود بحساسية الطعام الغذائية؟
يوجد عدد كبير من الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الهيستامين أو استقلاب إنتاج الكثير من الهيستامين وغيرها من وسطاء مسببات الحساسية الشائعة والتي يمكن أن تؤدي إلى المعاناة من الحساسية الغذائية.
من الهام معرفة أن هذه المواد تعمل بشكل رئيسي على نظام الأوعية الدموية، مما يتسبب هذا الامر في حدوث تمدد في جدار الأوعية الدموية، مما يزيد هذا من نفاذيتها حيث يؤدي هذا إلى تصريف مكونات البلازما والدم إلى الفضاء بين الخلايا.
بشكل أكثر توضيحا، فقد ينتج عن هذا الأمر حدوث حالة من الركود والإصابة بالوذمات والإحتقان وزيادة تشنج العضلات الملساء. فوفقا لبعض الدراسات فإن البروتينات المسببة للحساسية لها خصائص مستقرة للحرارة ، ولا يتم تقسيمها بواسطة الإنزيمات الهضمية وحمض المعدة. لذلك، عند معالجتها وتمريرها عبر المعدة ، فإنها تحتفظ بهيكلها المكاني، وتمتص في مجرى الدم وتسبب الحساسية للجهاز المناعي.
ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالحساسية الغذائية؟
غالبا ما تكون عادات تناول الطعام غير الصحية هي من أهم مسببات الحساسية الغذائيةن فمن أهم الأطعمة المسببة للحساسية يمكننا أن نقوم بذكر المأكولات البحرية والمكسرات والحليب والبيض. إلى جانب الأطعمة ذاتها فتوجد أيضا عدد من العوامل التي تسبب حدوث هذه الحالة المرضية حيث تتمثل فيما يلي:
– المرحلة العمرية: غالبا ما يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالحساسية الغذائية عن البالغين ، وخاصة الرضع والأطفال الصغار حيث هناك رأي من قبل العلماء يتمثل في أن السبب في ذلك هو أن الجهاز المناعي للأطفال لم يتم تطويره بشكل كامل ويتفاعل بسهولة مع العناصر الغريبة المتواجدة في بعض الأطعمة.
– العوامل الوراثيه: من الهام معرفة ان بعض أنواع الحساسية الغذائية يكون من النوع الوراثي ، والأطفال أكثر عرضة للإصابة بحساسية تجاه طعام معين إذا كان آباؤهم يعانون من هذه الحساسية أيضا. بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن تؤثر العوامل البيئية مثل مصادر الهواء والماء أيضا على حدوث المعانة من الحساسية الغذائية.
إقرأ أيضا: خطر الإصابة بالحساسية المفرطة وكيف يتم التعامل معها؟
كيف يتم التعامل مع الحساسية الغذائية بشكل صحيح؟
أول شيء يجب فعله عندما نصاب بأحد أنواع حساسية الطعام، هو أن نقوم يالعمل على تحديد الطعام الذي يسبب حدوث هذه الحالة المرضية ومن ثم نعمل على عدم تناول هذا الطعام لمدة 7-14 يوما. فالجدير بالذكر أن أهم هذه الأطعمة المشتبه بها هي الأطعمة التي تسبب بعد تناولها ظهور بعض العوارض مثل: الحكة، والشرى، والحمامي، وضيق التنفس، والإسهال.
عندما تظهر حالة الحساسية التي تبدو واضحة من خلال الحمامي، فغالبا ما يكون السبب في ذلك هو القيام بتناول بعض الأطعمة المتمثلة في سرطان البحر والروبيان والشوكولاتة ومن هنا يجب عدم الإستحمام أو مسح الجسم بالماء الساخن، وهذا لأن الماء الساخن سوف يعمل على تفاقم الحالة الصحية، ولكن من الممكن الإستعانة بالماء البارد وبالأخص في أماكن ظهور الحمامي. إلى جانب هذا فسوف يحتاج المرضى إلى ارتداء ملابس فضفاضة ومريحة، والعمل على تناول الأدوية المضادة للأرجية وفقا لتعليمات الطبيب.
من الوارد أيضا بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين مثل الدجاج أو الأطعمة التي تركت لفترة طويلة أن تحدث حالة من ظهور الطفح الجلدي، لذا فمن الأفضل عدم تناول هذه الأطعمة قبل القيام بعرض الحالة الصحية على الطبيب المختص للعمل على ضبط الطريقة العلاجية السليمة للتعامل مع هذه الحالة الصحية.
ما هي الادوية المستخدمة في علاج الحساسية الغذائية؟
عادة ما تكون الأدوية المستخدمة في علاج الحساسية الغذائية هي تلك التي تهدف إلى تخفيف أعراض ظهور الحساسية بشكل سريع، وأهمها مكافحة تفاعلات صدمة الحساسية. فيجب العلم أن الحساسية المفرطة هي من أهم الأسباب الرئيسية في حدوث للوفاة لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الغذائية.
من الضروري معرفة أن أدوية الحساسية الشائعة الإستخدام تتمثل في الإبيفرين، ومضادات الهيستامين، والكورتيكوستيرويدات المستنشقة أو الجهازية. أما بالنسبة لرد الفعل التحسسي الخفيف، فقد تساعد مضادات الهيستامين الموصوفة في العمل على تخفيف بعض الأعراض حيث يمكن تناول هذه الأدوية بعد ملامسة مسببات الحساسية الغذائية، للمساعدة في تقليل الحكة أو الطفح الجلدي. ومع ذلك، لا يمكن لمضادات الهيستامين علاج رد الفعل التحسسي الشديد.
للتعامل الصحيح مع رد الفعل التحسسي الشديد مع أعراض الضائقة التنفسية، وانخفاض ضغط الدم، وفقدان الوعي، فيجب العمل على إعطاء دواء الإبينفرين على الفور ونقله إلى غرفة الطوارئ في أقرب وقت ممكن وفي غضون 8 ساعات.
كيف نستطيع العمل على تجنب حدوث الحساسية الغذائية؟
توجد عدة طرق نستطيع من خلالهم العمل على تجنب حدوث الإصابة بالحساسية الغذائية، فالجدير بالذكر أن يتمثلو فيما يلي:
- تجنب تناول الأطعمة التي تسبب الإصابة بالحساسية، حتى لو كانت الحالة تبدو خفيفة.
- يجب عليك قراءة ملصقات الأطعمة المعلبة وملاحظة بعض الكلمات غير الشائعة المستخدمة في الملصقات وتغليف المنتجات، مثل الألبومين (أحد مكونات بروتين البيض) أو الكازين (بروتين الحليب) حيث ان هذه العناصر أحد أهم مسببات الحساسية.
- توخي الحذر عند معاناة الأطفال من تاريخ عائلي للحساسية والعمل على مراقبتهم حتى يبلغوا 3 سنوات. فعندما يكون لدى الطفل تاريخ من الحساسية الغذائية يجب العمل على إطعامه شيئا فشيئا، ومراقبته بعد كل وجبة.
- يوصى بضرورة إرضاع الأطفال رضاعة طبيعية فقط خلال الأشهر الـ 4-6 الأولى حيث يساعد حليب الثدي على منع أو تأخير ظهور بعض أنواع الحساسية عند الأطفال الصغار.
- عدم التهاون في امر الذهاب إلى الطبيب وبالأخص عند إتضاح ظهور هذه الحالة المرضية.
في النهاية يمكننا القول بأن فهم الحساسية الغذائية هي أفضل طريقة لكي نستطيع التغلب عليها والوقاية منها قدر الإمكان.