بما أن الموز من أكثر أنواع الفاكهة التي لاخلاف على جعلها ضمن مفضلات مجموعات الفاكهة حيث يعشق الجميع مذاقه سواء في صورته الطبيعية أو إدخاله كمكون ضمن مكونات كوكتيل الفواكه مع اللبن والفراولة لكن ماذا إذا كان مريض السكري يفضل الموز عن غيره من أنواع الفواكه الأخرى في ظل معاناته من تلك الحالة المرضية المزمنة التي تحتاج إلى مزيد من السيطرة والتحكم فيما يقوم بتناوله من أطعمة ومشروبات وبما أننا دائما مانسعى أن يكون أصحاب الحالات الصحة ضمن فئات أولوياتنا فإننا بالطبع سنهتم بكل تفصيلية ولو صغيره وقد خصصنا مقالنا التالي لإستكشاف أفضل طريقة لتناول فاكهة الموز لمرضى السكري .
أفضل الطرق لتناول الموز بالنسبة لمرضى السكري
قد يجد مريض السكري نفسه وقد تملكته الحيرة فهو يعلم دائما أن الموز من خيارات الفواكه الصحية والآمنة إلا أنه في الوقت نفسه من الأطعمة الغنية بالسكريات والكربوهيدرات وهنا نجد سؤالا ينتظر الإجابة وهو متى يكون الموز مفيدا لمريض السكري؟
هل الموز من الأطعمة الآمنة لمريض السكري ؟
يعد الموز من أنواع الفاكهة التي كثيرا مانجدها موجودة في أطباق الفواكه على مائدة الأسرة وقد حاز على تلك المكانة التي جعلت من الضروري إضافته إلى خطة النظام الغذائي الصحي والمتوازن بفضل مايتضمنه من مجموعة مذهلة من العناصر الغذائية الضرورية لتلبية حاجة الجسم لمختلف المغذيات حيث لايحتوي على نوع واحد فقط من الفيتامينات والمعادن الأساسية بل يمكن الإستفادة من فوائد فيتامينات ، C، D، E، K، بالإضافة إلى البوتاسيوم، الزنك، المغنيسيوم، الحديد، الفوليك الموجود فيه
تعد الألياف من العناصر الهامة التي يحتاج إليها الجسم دوما ويشكل الموز مصدر غني بكثير من الألياف الصحية علاوة على الخصائص المضادة للأكسدة التي يتمتع بها والتي تشترك مع بقية المركبات النباتية الأخرى كالبيتاكاروتين والليكوبين والسيلينيوم في تعزيز مقاومة الجسم لجذور الحرة ذات التأثيرات الضارة المسببة لتلف الخلايا الأمر الذي يمنع مخاطر الإصابة المحتملة بالأمراض المزمنة وخاصة أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتات الدماغية وداء السكري والأورام السرطانية .
إذا كان لديك معاناة مطولة من الإضطرابات الهضمية فسوف يفيدك كثيرا تضمين الموز نظامك اليومي وذلك نظرا لدوره المساعد على تعزيز عملية الهضم الصحي فأثناء قيامنا بتناول أطعمة تحتوي على الألياف فإن أجسامنا تقضي مزيد من الوقت المستغرق في عملية تكسير جزيئات الطعام إلى وحدات أصغر وهذا مايؤدي إلى المحافظة على توازن نسبة سكري الدم ضمن خدود مستقرة ومن هذا المنطلق فإن الألياف تعد من أكثر المغذيات الضرورية بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكري .
وقد وجد أن موزة واحدة متوسطة الحجم توفر مايقدر بحوالي 3 جرام من الألياف ذات السمات الصحية ولايمكن أن ننسى أنه من أكثر مصادر الفاكهة الغنية أن بالبوتاسيوم وفيتامين ب6 وفيتامين ج ومضادات الأكسدة.
من خلال الحديث عن القيمة الغذائية في فاكهة الموز سنجد أن المكونات الغذائية الموجودة في 100 جرام من الموز تتضمن : 89 سعرة حرارية، 75% ماء، 1.1 جرام بروتين، 22.8 جرام كربوهيدرات، 12.2 جرام سكر، 2.6 جرام ألياف، 0.3 جرام دهون.
اقرأ أيضا لمرضى السكري .. أفضل أنواع الفاكهة التي يمكن تناولها
حول تناول مرضى السكري للموز الأخضر
بعض الأشخاص يعتقدون أن أطعمة الكربوهيدرات تخص الأرز والمكرونة والخبز فقط ولكن هذا اعتقاد خاطىء تماما حيث تعد فاكهة الموز من المصادر التي تحتوي على نسبة كبيرة من الكربوهيدرات والتي تتضح في صورة نشا في الموز الأخضر الذي مازال لم ينضج بعد بينما تتحول إلى سكريات في الموز الناضج حيث أن كل مرحلة من مراحلة نضوج الموز تكون راجعة إلى تغيرات في خصائص الكربوهيدرات بدرجة كبيرة
وقد أكدت الأبحاث على أن مرور الموز بمراحل متدرجة من النضج له تأثيرا بالمقابل على مايحتويه من نشا حيث توجد حقيقة ممثلة في احتواء الموز غير الناضج على نشا بمقدار 12 مرة مقارنة بالموز الناضج.
أما عن الموز الأخضر فلاينبغي لمريض السكري انتظار نضوجه حتى يقوم بتناوله حيث ثبت أهميته فلم تتحول بعد الكربوهيدرات بداخله إلى سكريات ومازال يحتفظ بكميات كبيرة من النشا المقاوم الذي وجد كثيرا من أوجه التشابه في التركيب بين النشا العادي إلا أن الفارق أنه لايتم هضمه في الأمعاء الدقيقة من قبل إنزيمات البنكرياس الهاضمة مما يجعله يهبط إلى مستوى الأمعاء الغليطة هناك ليتم هضمه حيث تتولى البكتيريا الدقيقة تلك المهمة وهنا نستطيع القول أنه يقوم بنفس وظيفة الألياف غير القابلة للذوبان، مما يعزز من صحة الأمعاء ويعمل على الوقاية من المشكلات المعوية مع التركيز على الدور القوي والفعال للنشا المقاوم في تقليل مستويات السكر في الدم.
لنقر الآن بعدما اتفق الجميع على أهمية الموز كثمرة آمنة تماما للإستهلاك بالنسبة لمريض السكري مما يجعلنا نوصي بإدراجها في الوجبات اليومية وقد يظهر بعض المرضى تخوفا من تناول الموز نظرا لأنه يجمع بين السكريات والكربوهيدرات بنسب عالية ولكم سوف يزول هذا القلق تماما إذا كنت على دراية بطريقة تناوله الصحيحة وبكميات ملائمة دون إفراط وسوف تتغلبين على حالات ارتفاع سكري الدم .
سبق أن ذكرنا بوجود مقياس لقياس نسبة سكري الدم يطلق عليه المؤشر الجلايسيمي(GI) والذي بالنسبة للموز وجد أنه يتراوح بين 42 إلى 62، ويتم وصفه بأنه من النوع المنخفض أو المتوسط وذلك وفقا لحالة نضوج الموز ومن أجل التوضيح فإن الموز الذي أتم مراحل نضوجه كاملة أو الأصفر يحتوي على كميات أقل من النشا المقاوم وفي الوقت نفسه تزداد به نسبة السكريات والنشا أكثر من الموز الأخضر وهذا ماينتج عنه ارتفاعا في مؤشر GI، مما يزيد من مستويات السكر في الدم بطريقة سريعة .
وإجمالا لما قمنا برصده يمكن لمرضى السكري أن تناولوا الموز الـأخضر بإطمئنان تام فهو لايزيد من ارتفاع السكري وفي الوقت نفسه له قدرة على تنظيم سكري الدم بشكل مذهل وقد أكدت مجموعة من الأبحاث الأخرى استكمالا لأهمية وجود النشا المقاوم في الموز الأخضر بأنها من الضروريات في تحسين حساسية الأنسولين لدى المرضى الذين يعانون منها حيث وجد أن مقاومة الأنسولين من الحالات الصحية التي تنخفض فيها قدرة الأنسولين على خفض سكري الدم وتعد ضمن العوامل ذات الأبعاد الخطيرة التي يترتب عليها عدد من المشكلات الخطيرة مثل انتقال مرض السكري من النوع الأول ليصبح مزمنا من النوع الثاني
كيفية تناول الموز لمرضى السكري
- يجب أن يقع اختيارك على الموز الموز الأخضر، أو الموز الصغير أو الموز الناضج إلى حد ما مع الحرص أن يكون تناولك لثمرة فاكهة واحدة صغيرة الحجم دون إفراط فيما نتناوله بدون وعي
- التعامل مع الموز بإعتباره أحد الوجبات الخفيفة في منتصف اليوم , وقد يكون من الأفضل بعد مرور ساعتين من تناول الوجبة الرئيسية.
- تجنبي أن تجعلي الموز متضمنا على مائدة طعام العشاء ضمن الوجبة أو الجمع بينه وبين الوجبات الغنية الكربوهيدرات
- في الحالات التي ترغبين فيها في التقاط ثمرة موز بعد الوجبة مباشرة كتحلية حاولى تقليل ماهو متضمن في الأساس من الوجبة من نشويات بحوالي ثلث وعاء الأرز.
- من خلال البحث عن أفكار رائعة لإضافة الموز لوجبات الطعام دون التسبب في ارتفاع مؤشر المستوى الجلايسيمي وجد أن أفضل طريقة هي دمجه في طبق من سلطة الفواكه يجمع مصادر أخرى لأطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي ضمانا للإستفادة من فوائده كاملةبعيدا عن قلق ارتفاع نسبة السكر في الدم.
- وجد أيضا أن كثيرا من الأشخاص يفضلون إضافة الموز مع الزيادي والمكسراتللإستمتاع بالمذاق الرائع فضلا عن مساهمة ذلك في إبطاء عملية الهضم وعملية امتصاص السكريات وتجنبي تماما دمج الموز مع الحلوى السكرية أو المشروبات الغازية
من النصائح الهامة الخاصة بالأشخاص الذين يعانون من حالات طبية أخرى مع مرض السكري كمرض الكلى المزمن والذي تعد مدرات البول ضمن الأدوية العلاجية الموصوفة ضمن روتين علاجهم أو ممن يستخدمون مدرات البول بكثرة والتي ترتبط بالمحافظة على نسب البوتاسيوم في الدم ، فهنا يجب عليهم الإنتباه جيدا وعدم تناول الموز لأنه يشكل مصدر غني بعنصري البوتاسيوم والصوديوم، مما قد يؤدي إلى تفاقم حدة المرض لديهم .