في هذه الآونة، أصبحت مشكلة الهضم واحدة من أهم المشاكل الصحية التي من الوارد أن نشكو منها جميعا حيث يحدث هذا بغض النظر عن المرحلة العمرية أو الحالة الصحية. فالجدير بالذكر أنه من الممكن أن يعاني كل من الأطفال والبالغين من مشاكل متعلقة بالهضم وهذا نتيجة عدة أسباب مختلفة ومتنوعة. بمزيد من الفهم والتوضيح قررنا أن نتعرف اليوم على ما هو إختلال توازن البكتيريا المعوية؟ وما هي أسباب حدوث هذا الاختلال؟ وهذا حتى يتم التعامل مع ذلك الوضع الصحي بمزيد من الفطانة.
اختلال توازن البكتيريا المعوية
عند قيامنا بتناول الحديث عن حدوث هذه الحالة المرضية مع جميع الفئات العمرية، فيمكننا أن نقوم بالبدء بالأطفال أساس لبنة الحياة حيث أنهم معرضون بنسبة كبيرة لحدوث المعاناة من هذا الخلل ومن ثم يتملك الأم الكثير من القلق عند إكتشاف هذا الأمر، أما فيما يخص البالغون فغالبا ما يكونوا عرضة لهذه الحالة في بيئة العمل المكتبية حيث التعرض للإجهاد وضغط العمل، وهم أيضا يشكون من مشاكل الجهاز الهضمي العديدة والصحية بوجه عام.
فيما يخص كبار السن، فيجب العلم أيضا أنهم ليسوا محصنين ضد مخاطر الإصابة بمشاكل الجهاز الهضمي بسبب عملية شيخوخة الجسم. لذلك، فيمكننا القول هنا أن أمر الحفاظ على البكتيريا المعوية يعد من الأمور الهامة جدا للصحة ويجب التعامل معه بمزيد من الحرص والإهتمام.
أهمية الحفاظ على البكتيريا المعوية في الحالة المتوازنة
في داخل أجسامنا، تلعب البكتيريا المعوية دورا مهما ومؤثرا في الصحة العامة حيث يعد هذا المكان هو الذي تتعايش فيه مليارات البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى وتقوم بإتمام عملها مما يخلق هذا الأمر موطنا متنوعا ومتوازنا. من الهام معرفة أن في ميكروبيوم الأمعاء، يجب أن يقوم بتوفير التوازن بين البكتيريا المفيدة والضارة وهذا حتى نستطيع أن نتجنب حدوث بعض المشاكل الهضمية.
يعد البروبيوتيك، بما في ذلك بكتيريا الـ Bifidobacteria و Lactobacillus، من أكثر الأنواع التي تشكل غالبية هذه النسبة حيث أنها تلعب دورا رئيسيا في الحفاظ على صحة البكتيريا المعوية، وتساعد على إتمام عملية هضم الطعام، وإنتاج الفيتامينات والأحماض الدهنية الضرورية، وكذلك منع نمو البكتيريا الضارة.
في الوقت نفسه، تشكل بعض أنواع البكتيريا مثل المطثية العسيرة والإشريكية القولونية نسبة صغيرة فقط من ميكروبيوم الأمعاء حيث إنهم يحتاجون دائما إلى البقاء على قيد الحياة، ولكن بمستويات منخفضة. الجدير بالذكر أنه يجب عدم السماح لهم بالزيادة بشكل مفرط، لأن هذا الأمر يمكن أن يسبب مشاكل صحية عديدة مثل الإسهال والتهاب الأمعاء وضعف جهاز المناعة. لذلك، فإن أمر الحفاظ على التوازن بين البروبيوتيك والبكتيريا الضارة هو جزء لا يتجزأ من حماية صحتنا العامة.
إقرأ أيضا: 5 أعشاب طبيعية لعلاج الإلتهابات الطفيلية المعوية
أسباب حدوث الاختلال توازن البكتيريا المعوية
توجد عدة أسباب تؤدي إلى حدوث الإختلال في توازن البكتيريا المعوية. فالجدير بالذكر أن أهم هذه الأسباب تتمثل فيما يلي:
أولا: التغذية السيئة
عند القيام بتناول الوجبات الغذائية التي تفتقر إلى الألياف والغنية بالسكر، فمن الممكن أن تتسبب الدهون المشبعة أن حدوث تغير في بيئة الأمعاء، مما يخلق هذا الأمر ظروفا مثالية لنمو البكتيريا الضارة ويقلل من نمو البكتيريا المفيدة.
بوجه عام لا توفر الأطعمة المصنعة وعالية السكر ومنخفضة الألياف مغذيات أقل للبكتيريا المفيدة، بالإضافة إلى قيامها أيضا بالعمل على زيادة مستوى الحموضة في الأمعاء، مما يؤثر هذا الأمر على بقائها.
ثانيا: التوتر والضغط النفسي
يمكن أن يسبب الإجهاد والضغط النفسي مجموعة متنوعة من التغييرات السلبية في داخل الجسم، بما في ذلك التأثيرات على الجهاز المناعي وميكروبيوم الأمعاء.
فمن الهام معرفة أن هرمونات التوتر مثل الكورتيزول يمكن أن تؤثر على بقاء البكتيريا المفيدة، مما يؤدي هذا الأمر إلى حدوث اختلال في التوازن البكتيري داخل المعدة.
ثالثا: استخدام المضادات الحيوية
يعد أمر استخدام المضادات الحيوية هو أحد أهم الأسباب الرئيسية المؤدية للمعاناة من عدم التوازن في البكتيريا المعوية. فيجب العلم أن المضادات الحيوية لا تقوم بقتب البكتيريا المسببة للأمراض فقط، بل تقلل أيضا من عدد البكتيريا المفيدة، مما ينتج عن هذا الأمر إتاحة الفرص لحدوث ازدهار ونمو للبكتيريا الضارة.
رابعا: أمراض الجهاز الهضمي
في أغلب الأوقات يمكن أن تسبب بعض أمراض الجهاز الهضمي مثل التهاب القولون والتهاب الأمعاء والسكري وأمراض الكبد أيضا حدوث خللا كبيرا في البكتيريا المعوية. فالجدير بالذكر أن التغييرات التي تحدث في البيئة المعوية أو الانخفاض في حركة الأمعاء من الأمور الرئيسية التي يمكن أن تسهل عملية نمو البكتيريا الضارة.
أهم الحلول الداعمة للنظام الهضمي الصحي والسليم
– النظام الغذائي المتوازن: يجب علينا من الآن أن نقوم بالعمل على البدء بإتباع بنظام غذائي غني بالألياف ومتنوع، بما في ذلك الخضروات الخضراء والفواكه والبذور والحبوب الكاملة.
في الوقت نفسه،يجب محاولة التقليل من الأطعمة التي تحتوي على السكر والدهون غير الصحية لمنع فرط نمو البكتيريا الضارة في المعدة.
– ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة: من الهام جدا معرفة أن التمارين الرياضية لا تقوم بتحسين الصحة فقط، بل تقوم أيضا بالتقليل من التوتر والعمل على تحسين الحالة المزاجية.
أظهرت الأبحاث أن أمر أداء التمارين البدنية يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على ميكروبيوم الأمعاء، مما يساعد في الحفاظ على التوازن بين البكتيريا المفيدة والضارة.
– الاحتياطات عند استخدام المضادات الحيوية: عند استخدام المضادات الحيوية، فيجب أن يتم هذا من خلال اتباع تعليمات الطبيب حيث يفضل أن يتم استخدمها فقط عند الضرورة القصوى.
في الوقت نفسه، وبعد الانتهاء من دورة المضادات الحيوية، فيفضل أن يتم تناول مكملات البروبيوتيك، وهذا حتى تتم استعادة البكتيريا المعوية والحفاظ على التوازن.
– الإستعانة بالبروبيوتيك ومكملات البريبايوتكس: كما نعلم أن البروبيوتيك هي من أهم أنواع البكتيريا المعوية المفيدة والتي تساعد في دعم تحسين الميكروبيوم، في حين أن البريبايوتكس هي ألياف غير قابلة للهضم تساعد على تسهيل بقاء البروبيوتيك.