في بعض الأوقات قد تحدث معاناة الأفراد من الإرهاق الشديد والتعب وعدم القدرة على إنجاز أبسط المهام اليومية، فالجدير بالذكر أنه من الوارد أن يرجع هذا الأمر إلى حدوث المعاناة من نقص الصوديوم في الدم أو ما كما هو شائع أيضا تحت مسمى يسمى اضطراب الكهارل، فمن الهام معرفة أنه في حالة تطور هذه الحالة المرضية فمن المحتمل أن يترتب على هذا الأمر حدوث نوبات حادة والدخول إلى أقرب منشأة طبية لتلقي العلاج. بشكل تفسيري وتوضيحي أكتر سوف نقوم اليوم بالتعرف على أهم أسباب المعاناة من نقص صوديوم الدم؟ وكيف نستطيع التعامل مع هذه الحالة المرضية الشائعة؟
ما هي أهم الأسباب الشائعة لحدوث نقص صوديوم الدم؟
بوجه عام تحدث الإصابة بـ (نقص صوديوم الدم) عندما تكون مستويات الصوديوم في الدم أقل من المعدل الطبيعي من 135 إلى 145 ملي مكافئ / لتر. فيجب عليما معرفة أن عنصر الصوديوم يلعب دورا مساعد في الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي، ودعم عمل الأعصاب والعضلات وتنظيم توازن الماء داخل الخلايا وخارجها.
بمزيد من التوضيح يعد نقص صوديوم الدم هو حالة سريرية شائعة بسبب التعرض للعديد من الأسباب والتي تتمثل في الآتي:
- كأثر جانبي ناتج عن تناول عدد من الأدوية مثل مضادات الاكتئاب، ومدرات البول، ومسكنات الألم.
- الإصابة بمتلازمة فرط إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH) مما يؤدي هذا إلى إنتاج الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH) أكثر من المعتاد.
- المعاناة من الجفاف عند حدوث القيء المزمن والشديد والإسهال والحروق والتعرق والصدمات.
- القيام بشرب الكثير من الماء حيث يساهم هذا الأمر في زيادة دور الكلى من إفراز الماء، ومن ثم تخفف كمية الصوديوم في الدم.
- التغيرات الهرمونية، وحدوث قصور الغدة الكظرية.
- عندما يشكو الفرد من مشاكل القلب والكبد والكلى مع قصور القلب الاحتقاني، والاستسقاء، والمعاناة من متلازمة فقدان البروتين الكلوية.
- بسبب الإصابة ببعض الأمراض مثل مرض السكري الكاذب، ومتلازمة كوشينغ.
إقرأ أيضا: تمدد الأوعية الدموية في الدماغ.. الأسباب والأعراض وطرق الوقاية
من هي أكثر الفئات المعرضة لخطر الإصابة بنقص صوديوم الدم؟
يجب العلم أن أكثر الفئات المعرضة لخطر نقص صوديوم الدم تتمثل في:
- المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوي، وقصور القلب، وتليف الكبد .
- المرضى الذين يشكون من فقدان السوائل الحادة في الجسم بسبب القيء كثيرا، والبراز الرخو المتكرر .
- تلقى بعض المرضى مدرات البول.
- المرضى الذين لديهم أمراض تتعلق بالغدد الهرمونية في الجسم.
ما هي أهم مظاهر وأعراض نقص صوديوم الدم؟
توجد عدة أعراض شائعة تدل على حدوث الإصابة بنقص صوديوم الدم، فالجدير بالذكر أن هذه الأعراض تتمثل فيما يلي:
- فقدان الشهية
- الغثيان والقيء.
- الخوف من تناول الماء. أكثر حدة هي
- التعب والإرهاق الشديد.
- الصداع.
- الارتباك وعدم الإتزان والهذيان.
- اضطراب الوعي.
- الغيبوبة، والنوبات.
مع بعض الحالات من الوارد أن تكون الأعراض المصاحبة للحجم خارج الخلية تتمثل في حدوث الوذمات، والاستسقاء أو الجفاف خارج الخلية حيث الشكوى فقدان الوزن، وإصابة الجلد بالجفاف، وظهور التجاعيد.
بالرغم مع ذلك، فغالبا ما تكون الأعراض السريرية غير نمطية إلى حد ما حيث أنه من الوارد في بداية الأمر أن تكون هذه الأعراض خفيفة أو بدون ظهور لها إطلاقا مما يخلق هذا الأمر حالة من اللاوعي لدي المريض إلا من خلال اللجوء إلى الفحوصات والتحاليل والإستعانة بأمر التشخيص الطبي.
كيف يتم علاج نقص صوديوم الدم؟
اعتمادا على سبب وطبيعة ومدى نقص صوديوم الدم،فسوف يتم علاج المرضى بالطرق المعنية المتخصصة المناسبة. فعلى سبيل المثال إذا كان المريض يعاني من احتباس السوائل كما هو الحال في قصور القلب، والفشل الكلوي، فيجب أن يكون تواجد الماء والملح في هذه الحالة محدود قدر الإمكان.
أما إذا كان المرضى الذين يعانون من نقص صوديوم الدم الشديد يشكون من فقدان الحجم، فإن أمر التعويض من خلال إستخدام المحاليل الملحية متساوية التوتر يعد أمر أساسي. وفيما يخص المرضى الذين يعانون من نقص صوديوم الدم الشديد مع حجم السائل الطبيعي خارج الخلية، فسوف يتطلب هذا الأمر تعويض الملح مفرط التوتر مع نقص صوديوم الدم غير المستنفد ولكن يتم هذا تحت الحسابات الطبية المتخصصة.
يجب العلم أن نقص صوديوم الدم الحاد الذي يتطور في غضون 48 ساعة له العديد من التوابع السلبية الخطيرة حيث قد يصل الأمر إلى نسبة وفيات أعلى بكثير من نقص صوديوم الدم المزمن الذي يتقدم ببطء على مدى عدة أيام، لذلك يجب التعامل معه بشكل أكثر قوة وسرعة.
في حالات نقص الصوديوم الخفيف، فيمكننا أن نتعامل مع هذا الأمر من خلال إجراء بعض التعديلات في النظام الغذائي أو تجاه تناول بعض الأدوية حيث أنه في الغالب يقوم الأطباء بتقديم بعض التوصيات بشأن تقليل استخدام السوائل أو تعديل كمية الأدوية المستخدمة لتناسب الوضع الصحي، وهذا حتى يتم تحقيق الاستقرار في مستويات الصوديوم في الدم.
يجب التأكيد على أنه فيما يخص الحالات الشديدة والحادة ، فسوف يحتاج المرضى إلى تلقي العلاج الطبي الطارئ من خلال قيام الأطباء بإدارة واستخدام الأدوية للسيطرة على الأعراض، خاصة ظهور بعض الأعراض المقلقة مثل النوبات والغثيان المستمر والصداع الشديد.