تعد البطاطس من أفضل الأطعمة المحببة لدينا جميعا بمختلف أشكالها وطرق إعدادها، فالجدير بالذكر أنها تعد من عناصر الطعام الأساسية والتي لا نستطيع بأي شكل إن كان أن نقوم بالإستغناء عنها. لذا نقوم بالإحتفاظ بها داخل منازلنا بكميات ولكن من الوارد أن ينتج على هذا الأمر نمو البراعم السامة، والتي تحمل بين ثناياها العديد من الأضرار والمشاكل الصحية. لهذا الأمر سوف نتحدث بشكل مفصل اليوم على سمية البطاطس المبرعمة أو المنبثقة على صحتنا وهذا لمحاولة البعد عن إستخدامها تماما.
البطاطس ونمو البراعم عليها
من منا يستطيع أن يتجاهل فوائد البطاطس العديدة والمتنوعة علي صحة الجسم حيث أنها تعد من العناصر التي تحتوي على الكثير من الفيتامينات والكربوهيدرات والألياف الغذائية، بالإضافة إلى محتواها الرائع من النشويات التي يحتاج إليها الجسم ولكن يتم الحصول على جميع هذه العناصر عند القيام بتناولها في أشكالها الصحية وبمقدارها المناسب.
من هنا تقوم بعض العائلات بإتخاذ قرار تخزين البطاطس بكميات كبيرة ولفترات طويلة وهذا حتى تصبح متواجدة عند الحاجة، مما يؤدي هذا الأمر بكل سهولة إلى إنبات البطاطس ومن هنا قد يلجأ البعض نحو العمل على إستخدامها بشكل طبيعي جدا غير مهتمين بأي توابع صحية سلبية من الوارد أن تصيبهم جراء تواجد هذه البراعم أما فيما يخص البعض الآخر فتتملكه حالة من القلق حول مدى أمان تناول هذا النوع من البطاطس.
الجدير بالذكر أن بعض الناس يعتقدون أن أمر تناول البطاطس المنبثقة من العناصر الآمنة تماما للتناول، طالما نقوم بإزالة البراعم الظاهرة.
أسباب خطورة تناول البطاطس المبرعمة
تعد البطاطس من أهم المصادر الطبيعية للسولانين والشاكونين، فالجدير بالذكر أن هذان المركبان من مركبات الجليكوالكالويد الموجود في العديد من الأطعمة المختلفة، بما في ذلك الباذنجان والطماطم.
عند تواجد هذه العناصر بكميات صغيرة، فسوف يترتب على هذا الأمر تحقيق العديد من الفوائد الصحية للجسم، بما في ذلك سيطرة خصائص المضادات الحيوية، وضبط تأثيرات سكر الدم، والكوليسترول. ولكن على الوجه الآخر، فمن الممكن أن تصبح هذه العناصر سامة جدا خاصة عند القيام بتناولها بصورة مبالغ فيها.
على سبيل التوضيح، عندما تنبت البطاطس يبدأ محتواها من الجليكوكالويد في الارتفاع أكثر من محتوى البطاطس العادية. لذلك، فيعد أمر تناول هذه البطاطس من الأمور الصحية الغير آمنة والتي يمكن أن تحدث بسبب امتصاص الكثير من هذا المركبات. بوجه عام تظهر الأعراض المرضية الناتجة على تناول هذا النوع من البطاطس عادة في غضون ساعات قليلة تصل لمدة 24 ساعة كحد أقصى بعد تناول البطاطا المنبثقة.
أهم الأعراض المرضية الناتجة عن تناول البطاطس المبرعمة
عند تناول البطاطس المنبثقة أو المبرعمة، فسوف ينتج على هذا الأمر الاستهلاك المفرط للجليكوالكالويد، ومن ثم يؤدي هذا غالبا إلى حدوث القيء والإسهال وآلام البطن. بالإضافة إلى إمكانية انخفاض ضغط الدم والمعاناة من النبض السريع والحمى والصداع والارتباك، بل والأخطر من ذلك هو تدهور الحالة الصحية حتي من الوارد أن تصل إلى حد الوفاة.
إلى جانب ذلك، فقد أظهرت بعض الدراسات أن النساء الحوامل اللائي يتناولن البطاطس المنبثقة قد يزيدن لديهن مخاطر إصابة الجنين بالعيوب الخلقية. لذلك ، يجب على النساء خلال هذه الفترة تجنب تناول البطاطا المبرعمة أو المنبثقة.
مدى صلاحية تناول البطاطس المبرعمة
كما ذكرنا سابقا أن البطاطس المبرعمة غير صحية للتناول وخاصة في صورتها الغير معالجة بشكل صحيح، ولكن هل هناك طريقة لإزالة المواد السامة في هذا النوع من البطاطس؟ في الواقع، تتركز مركبات الجليكوكالويد بشكل أكبر في أوراق البطاطس وأزهارها وبراعمها وفي البطاطس ذات اللون الأخضر. لذلك، عند القيام بقطع البراعم أو الأجزاء الخضراء والعمل على تقشيرها فسوف يقلل هذا بشكل كبير من خطر التسمم من تناول البطاطس.
إلى جانب ذلك، تساعد طريقة المعالجة أيضا في تقليل محتوى الجليكوكالويد في البطاطس، فعلى وجه التحديد، يمكن أن يقلل التقشير ثم القلي من مستويات الجليكوكالويد. إلى جانب دور الغليان أو الخبز في جلب العديد من التأثيرات الإيجابية مع هذه الحالة.
ومع ذلك، لا تزال النتائج المذكورة أعلاه تتطلب المزيد من الأبحاث والدراسات للعمل على تأكيدها. لذلك، نصح بعض الخبراء أنه يفضل أن يتم التخلص تماما من البطاطس التي تحولت إلى اللون الأخضر أو البطاطس التي ظهرت بها البراعم المنبثقة.
تخزين البطاطس والحفاظ عليها من الإنبات
من أفضل الطرق التي تساعدنا على حماية البطاطس من الإنبات هي عدم القيام بتخزينها لفترة طويلة، والقيام بجلب كميات بسيطة الكافية للإستخدام لفترات زمنية قصيرة.
بالإضافة إلى ذلك، وعند الرغبة في تخزين البطاطس، فيجب أولا القيام بفحص البطاطس وإزالتة الفاسد منها، والتأكد من أن البطاطس المتبقية آمنة قبل تخزينها في مكان مظلم وجاف وبارد حيث تحد جميع هذه العوامل من مخاطر الإنبات.
يوصي بعض العلماء أيضا بضرورة تجنب تخزين البطاطس مع البصل، لأن وضع هذان النوعان مع بعضهما البعض بشكل قريب يمكن أن يسرع من عملية نمو براعم البطاطس الغير آمنة.