يسيطر على البعض عدة مصطلحات خاطئة فيما يتعلق بنظم التغذية والمكملات المعاونة لها. فالجدير بالذكر أن من أهم هذه المعتقدات هو عدم قدرة المكملات الغذائية على إلحاق أي أضرار بالجسم أو التسبب بأي تفاعلات سلبية بداخله وهذا لأنها تأتي من مصادر طبيعية ومتاحة حيث قد يقوم البعض بتناولها بدون أي وصفة طبية، ولكن على أرض الواقع يعد هذا الإعتقاد غير صحيح إطلاقا حيث من الوارد أن تسبب بعض الأنواع من المكملات الغذائية العديد من الأضرار على الكلى وهذا ما سنتعرف عليه اليوم بشكل تفصيلي.
ما هي أهم 5 أنواع من المكملات الغذائية المُسببة لأضرار الكلى؟
بوجه عام هناك عدة أنواع من المكملات الغذائية التي غالبا ما ترتبط بمشاكل في الكلى والتي من الوارد أن يغفل الكثير عنها. لذا فسوف يساعدنا أمر التعرف على هذه المكملات في محاولة العمل على تجنبها قدر الإمكان أو ضبط معدل إستخدامها طبقا للإشراف الطبي.
بشكل توضيحي أكثر سوف نتعرف فيما يلي على بعض المكملات الغذائية التي يجب وضعها في الاعتبار لتجنب حدوث أي مشاكل كلوية:
1) مكملات الكركم
تحتوي مكملات الكركم بشكل رئيسي على مادة الكركمين ذات الخصائص الفعالة للصحة والمضادة للالتهابات. ولكن يجب الحذر أنه في حالة تواجد أي تاريج مرضي لحدوث مشاكل في الكلى بما في ذلك المعاناة من حصوات الكلى، فيجب على الفور تجنب تناول جرعات عالية من هذه المكملات.
الجدير بالذكر أن عنصر الكركم يحتوي على الأكسالات، والتي يمكن أن ترتبط بالمعادن وتزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى بصورة مرضية ملحوظة.
2) مكملات فيتامين C
عند الحديث عن مكملات فيتامين C، فمن الواجب علينا مراعاة عدم تناول جرعات عالية منه. فالجدير بالذكر أن المدخول اليومي الموصى به للرجال يبلغ حوالي 90 ملغ أما فيما يخص النساء فينصح بتناولهم 75 ملغ.،
ولكن لا يلتزم الكثيرون بهذا الأمر بتناول جرعات تزيد عن 1000 ملغ، وهو ما يتجاوز بكثير احتياجات الجسم، ومن ثم يقوم الجسم بالعمل على نسب هذا الفيتامين الزائدة في شكل أكسالات، ومن هنا يتسبب هذا الأمر بتشكل مباشر في تكون حصوات الكلى.
أكدت دراسة علمية قامت بالربط بين مكملات فيتامين C والمعاناة من الفشل الكلوي، وقد تم إثبات أن الجرعات العالية من هذا الفيتامين تسبب حالة فرط الأكسجين ومن ثم حدوث بعض المضاعفات المتمثلة في تعرض الكلى للإصابات الحادة.
إقرأ أيضا: ما مدى آمان تناول فيتامين C على صحة الكلى؟
3) مكملات فيتامين د
يعد فيتامين (د) من أهم الفيتامينات للعديد من الفئات البشرية، ولكن لا يمكننا أن نقوم بإعتماده بصورة مطلقة حيث أنه له عدة آثار جانبية وخاصة على الكلى. فيجب العلم أن هذا الأمر يظهر ويتضح من خلال تفاعل مكملات فيتامين (د) مع روابط الفوسفات المحتوية على الألومنيوم، والتي غالبا ما يقوم المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة بإستخدامها لتقليل مستويات الفوسفات في الدم. ومن ثم يمكن أن يقوم هذا الفيتامين بإنتاج كميات ضارة من الألومنيوم لدى الأشخاص المصابين بأمراض الكلى المزمنة.
ولكن، لا يعني هذا الأمر أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى يجب ألا يتناولوا مكملات فيتامين (د) بشكل نهائي فهذا الأمر يحدده الطبيب ويتابعه من خلال إجراء اختبارات الدم الدورية لمراقبة مستويات المعادن المختلفة في الدم.
4) مكملات الكالسيوم
في محطة إلقاء الضوء على مكملات الكالسيوم، يمكننا القول بأن هذه المكملات لا غني عنها مع بعض الحالات والفئات المرضية التي تعد بحاجة شديدة لها خاصة عند المعاناة من مشاكل العظام والمفاصل.
ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أن يتم أمر تناول هذا النوع من المكملات تحت إشراف طبي حيث من الوارد أن تتسبب تناول جرعات مرتفعة من مكملات الكالسيوم في إفراز هذا العنصر في البول ومن ثم تتواجد معظم حصوات الكلى التي يتكون أغلبها بسبب الكالسيوم والأكسالات.
5) مكملات البوتاسيوم
يقوم الكثير من الأفراد بالعمل على تناول مكملات البوتاسيوم دون وصفة طبية مما يترتب على هذا الأمر المعاناة من بعض المشاكل الصحية، فعلى سبيل المثال يتسبب أمر تناول هذه المكملات بصورة دائمة في حدوث حالة فرط بوتاسيوم الدم.
عادة ما تحدث هذه الحالة المرضية نتيجة انخفاض إفراز البوتاسيوم عن طريق الكلى أو الإزاحة غير الطبيعية للبوتاسيوم بعيدا عن الخلايا. فالجدير بالذكر أن هناك عدة عوامل تساهم في ظهور هذه الحالة المرضية، بما في ذلك زيادة تناول البوتاسيوم، والأدوية التي تقلل من إفراز البوتاسيوم الكلوي، وإصابة الكلى الحادة أو أمراض الكلى المزمنة. لذلك، يجب على الأشخاص المصابين بأمراض الكلى المزمنة، بما في ذلك أولئك الذين يخضعون لغسيل الكلى العمل على مراقبة مقدار تناولهم لمكمل البوتاسيوم لمنع تراكم البوتاسيوم في الدم.
الجدير بالذكر أن حالة فرط بوتاسيوم الدم تسبب الشعور بالغثيان والقيء والتشنجات والضعف والتعب ومع تطورها أكثر فسوف تؤدي إلى المعاناة من بعض مشاكل في ضربات القلب حتى من الوارد أن يصل الأمر للوفاة.
الخلاصة.. عند حدوث الشكوى من أعراض تلف الكلى أو المعاناة من مشاكله المتنوعة، فمن المهم عرض قائمة الأدوية والمكملات الغذائية على الطبيب المعالج حيث يمكنه تحديد ما إذا كان أحد المكملات الغذائية هو السبب في هذا الأمر، أو إذا كان هناك سبب أساسي آخر.
بوجه عام يختار الكثير من الناس تناول المكملات الغذائية لتعزيز صحتهم، لكن لا ينتبهون إلى العيوب المحتملة لتناول هذه المنتجات. لذا فيعد أفضل ما يمكننا فعله لتجنب التفاعلات الدوائية غير السارة أو حتى الخطيرة هو استشارة الطبيب المختص أو الصيدلي قبل إعتماد البدء في تناول أي مكملات غذائية.